المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الحديث المضطرب والمقلوب
2024-12-22
الحديث المعلّل
2024-12-22
داء المستخفيات الرئوية Pulmonary cryptococcosis
2024-12-22
احكام الوضوء وكيفيته
2024-12-22
أحكام النفاس
2024-12-22
من له الحق في طلب إعادة المحاكمة في القوانين الجزائية الإجرائية الخاصة
2024-12-22

افْتَعَلَ وزيادة همزة الوصل والتاء فيه
18-02-2015
محاسن الكرم
2-5-2022
الـــوكــالـــة العامـــة مـــع الـتـفــويــض
2023-09-26
الحق في حرمة المسكن وسرية المراسلات
21-10-2015
المراوح الفيضية في منطقة غور الأردن
27-8-2019
مرافقة أبي بكر للرسول
12-4-2016


معوقات الاتصال ومقوماته  
  
5740   11:53 صباحاً   التاريخ: 28-6-2016
المؤلف : عمر عبد الرحيم نصر الله
الكتاب أو المصدر : مبادئ الاتصال التربوي والانساني
الجزء والصفحة : ص 39-40
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / آداب عامة /

الاتصال عملية اجتماعية تفاعلية التي تقوم وتعتمد اعتمادا كبيرا في حدوثها على المشاركة في المعاني بين المصدر (المرسل) والمستقبل. وحينما نقول نمارس الاتصال بوساطة الرموز يكون الهدف من ذلك أن نخلق لدى المستقبل معان تتماثل مع المعاني التي أرسلها المصدر إليه أو بالعكس ودقة التماثل تؤدي إلى حدوث الاتصال الناجح والفعال بين طرفي عملية الاتصال بالإضافة لذلك يتوقف النجاح في العمليات الاتصالية على سلوك المرسل والمستقبل. وعلى كفاءة وسيلة الاتصال في العبور خلال القناة الخاصة، أي السمع أو البصر، أي أن المرسل يجب أن يكون قادرا على التعبير، والمستقبل يجب أن يكون مرسلا جيدا، لأنه من الممكن أن يتحول المستقبل إلى مرسل أو العكس، وذلك بما يتفق مع الأحوال والأوضاع، أما بالنسبة لكفاءة وسيلة الاتصال فإن هذا الأمر يتوقف على صفات الرسالة والأوضاع المحيطة بها مثل أن تكون واضحة وفي مستوى فهم المستقبل، وأن تركز على الحقائق والمعلومات المهمة ولا تضم معلومات اكثر من القدر الذي يستطيع المستقبل استيعابه، وأن تكون هذه المعلومات لها أهمية خاصة، وأن تشرح بأسلوب بسيط وغير معقد: بالإضافة إلى ما ذكر تتوقف فاعلية الاتصال على الموقف الذي تسلم فيه الرسالة والظروف التي تحيط بالمستقبل وحالته النفسية، إلى جانب الأسلوب الذي تقدم به المعلومات.

‏وبالنسبة للمستقبل فيجب أن يدرب على عملية أساسية في الاتصال هو الإنصات، وذلك لكي يعي ما يقال له، ولا يعترض على الرسالة إلا بعد استيعابها الاستيعاب الكامل.

‏وهنا نقول بأن على المرسل أن يحاول التعرف على رد الفعل عند المستقبل ليتأكد من أن المستقبل حدث لديه تجاوب تعبيري أو عملي، الذي يعني أن الاتصال قد حقق غايته الأساسية.

‏بالإضافة إلى ما ذكر نقول إن عملية الاتصال بجوهرها هادفة، نهدف منها توصيل معلومات أو رسالة من المرسل إلى المستقبل وهذه الرسالة تحمل مضمون ومعاني التي يقصد منها التأثير حيث من الممكن أن يتأثر المستقبل بهذا المضمون والمعنى أو لا يتأثر، أي أن التأثير هو الهدف الذي نسعى لتحقيقه من عملية الاتصال ولكن يجب أن نذكر أن عدم التأثير لا يعني أن الاتصال لن يتم أو يحدث، والمهم هو وصول الرسالة إلى المستقبل بغض النظر عن تأثيره أو عدم التأثير.

‏نستطيع القول بأن الاتصال ليس عملية ثابتة جامدة بل هي عملية ديناميكية متصلة يؤثر كل عنصر فيها في العناصر الأخرى ويتأثر بها وهي تبدأ من المرسل وتنتهي إلى المستقبل، لتعود مرة أخرى وهكذا حيث مهمة المرسل لا تنتهي بمجرد إرسال نشرة أو إلقاء محاضرة، لكن يهمه أن تصل محتويات الرسالة إلى من توجه إليهم، ولذلك فهو ينتظر رد فعل الرسالة في الجماهير، ليعرف مدى ما تحقق من أهداف عملية الاتصال ليعدل من مضمون الرسالة أو طريقة إرسالها أو الوسيلة التي يستخدمها حتى يتيقن من أن المستقبل أصبح يشاركه الخبرة أو الفكرة أو المهارة بالإضافة إلى كل ذلك هناك عوامل تخص المرسل والمستقبل والرسالة والوسائل.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.