أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-12-2016
2825
التاريخ: 2023-07-03
949
التاريخ: 11-9-2016
9833
التاريخ: 2023-11-28
1504
|
لقد خلق الله تعالى الشَّعر على جسم الإنسان، لمصالح تعود بالفائدة عليه، وقد كشف عن بعضها العلم الحديث. ولكن بالإضافة إلى ما في الشعر من فائدة على صحّة الإنسان، فإنّ له أيضًا فائدة كبرى وهي تحسين صورة وجهه، فإنّه يُضيف إلى الوجه الجمال والهيبة، ولهذا فقد وصفت الرِّوايات الشَّعر بأنّه نعمة من الله تعالى على الإنسان، فلا بدَّ من أن نُحسن صُحبتها، ففي الرواية عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (من اتخَذَ شَعراً فليُحسِنْ وِلايَتَهُ أو لِيَجُزَّهُ) (1).
وفي رواية أخرى عنه (عليه السلام): (الشَّعرُ الحسنُ من كِسوةِ اللهِ فأكرِموهُ) (2).
ولكنّ السؤال كيف نُكرِم هذا الشَّعر؟
كيف نُكرِّم الشّعر؟
إنّ إكرام الشَّعر يتحقّق من خلال عدّة أمور:
1ـ تسريحه:
فقد تحدّث الكثير من الرِّوايات عن أهمّيّة تسريح الشَّعر وما له من الفوائد، ومن هذه الروايات ما ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام): (تسريحُ العارضينِ يشدُّ الأضراسَ، وتسريحُ اللحيةِ يذهبُ بالوباءِ، وتسريحُ الذؤابتين يذهبُ ببلابلِ الصدرِ، وتسريحُ الحاجبين أمانٌ من الجُذامِ، وتسريحُ الرأسِ يقطعُ البلغمَ) (3).
وهناك رواية أخرى تتحدّث عن فائدة تسريح الشعر بالمشط، عن إمامنا الكاظم (عليه السلام) يقول: (المِشطُ يذهبُ بالوبا) (4).
وقد سُئِل أبو الحسن الرضا (عليه السلام) عن قول الله عزّ وجلّ: {يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} [الأعراف: 31]، قال (عليه السلام): (منْ ذَلِكَ التمشُّطُ عندَ كلِّ صلاةٍ) (5).
2ـ أخذ الشارب:
عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): (من السنّة أن يأخذَ الشاربَ حتّى يبلُغَ الإطَارةَ) (6)، والإطارة: لكلّ شيء ما أحاط به. وإطارة الشفة: اللحم المحيط بها (7).
وأكّدت بعض الروايات على أن يُؤخذ الشارب مرّة في الأسبوع، فعن الإمام الصادق (عليه السلام): (أخذُ الشارب من الجمعةِ إلى الجمعةِ أمانٌ منَ الجذامِ) (8).
ولتطويل الشارب آثار معنويّة سيّئة على الإنسان، كما تشير الرواية عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) حيث يقول: (لا يطوِّلَنَّ أحدُكم شارِبه، فإنّ الشيطانَ يتخذُهُ مخبأً يستترُ بِهِ) (9).
3ـ تدوير اللحية:
والمقصود بالتدوير أن تجعل أطرافها متناسقة على هيئة الدائرة بحيث لا يذهب بعضها يُمنةً وبعضها للأسفل بشكل غير متّسق. وقد ورد في بعض الأحاديث أنّ الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) قد انزعج من رؤية أحدهم وقد أهمل لحيته. تقول الرواية إنّه (صلى الله عليه وآله) نظر إلى رجل طويل اللحية، فقال (صلى الله عليه وآله): (ما ضَرَّ هذا لو هيَّأَ من لحيته؟) فبلغ الرجل ذلك، فهيّأ لحيته بين اللحيتين ثمّ دخل على النبيّ (صلى الله عليه وآله)، فلمّا رآه قال (صلى الله عليه وآله): (هَكَذا فافعلوا) (10).
ويروي محمّد بن مسلم (رحمه الله) قال: رأيت الباقر (عليه السلام) يأخذ من لحيته، فقال له (عليه السلام): (دَوّروها) (11).
آداب التمشُّط
وللتمشّط آداب وردت في الرِّوايات، ومن هذه الآداب:
1ـ إمرار المشط على الصدر:
فقد ورد في الحديث عن أبي الحسن الكاظم (عليه السلام) قال: (إذا سرَّحْتَ رأسَك ولحيتَك فأمِرّ المشطَ على صدرِك فإنَّه يذهبُ بالهمِّ والوبا) (12).
2ـ الدعاء:
فهناك أدعية معيّنة يستحبّ أن تُقرأ أثناء التمشّط ذكرتها الرواية عن الإمام الصادق (عليه السلام): (إذا أرادَ أحدُكُم الامتشاطَ فليأخذْ المِشطَ بيدِه اليمنى وهو جالسٌ وليضعْهُ على أمِّ رأسهِ، ثم يسرّحْ مقدَّمَ رأسهِ ويقولُ: (اللهُمَّ حَسِّنْ شَعري وبَشَري وطيِّبْهما واصرفْ عنّي الوباءَ)، ثمّ يسرِّح مؤخّر رأسهِ ويقولُ: (اللهمَّ لا تردَّني على عقِبي واصرِف عنّي كيدَ الشيطانِ ولا تُمكِّنْهُ من قيادي فتردَّني على عِقبي)، ثمّ يسرّحُ على حاجبيه ويقولُ: (اللهمَّ زيّنّي بزينة الهدى)، ثمّ يسرّحِ الشعرَ من فوق، ثمّ يُمرِّرُ المشطَ على صدرهِ ويقولُ في الحالين معاً: (اللهمَّ سرّح عنّي الهمومَ والغمومَ ووحشةَ الصدرِ ووسوسةَ الشيطانِ)، ثمّ يشتغل بتسريح الشعرِ ويبتدئ به من أسفلَ ويقرأُ: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} [القدر: 1] (13).
3ـ عدم التمشّط من قيام:
والأثر الذي ذكرته الروايات للتمشّط من قيام أنّه يُورث الفقر والدَّين، ففي الرواية عن النبيّ الأكرم (صلى الله عليه وآله) قال:(منِ امتشطَ قائِمًا ركِبه الدَّيْنُ) (14).
وفي حديث آخر عن الإمام عليّ (عليه السلام) قال: (... والتمشُّط من قيامٍ يورثُ الفقرَ) (15).
وفي حديث آخر عن أبي الحسن موسى الكاظم (عليه السلام) قال: (لا تمتشِطْ من قيام فإنَّه يورثُ الضعفَ في القلبِ، وامتشطْ وأنتَ جالسٌ فإنَّهُ يقوّي القلبَ...) (16).
4ـ عدم التمشّط في الحمّام:
وقد ذكرت الرواية الحكمة من ذلك وهي أنّ التمشّط في الحمّام يجعل الشعر ضعيفاً، فعن الإمام الصادق (عليه السلام): (لا تتسرّحْ في الحمّامِ فإنَّه يرقُّ الشعرَ) (17).
والمقصود من الحمّام في الرواية مكان الاستحمام.
5ـ عدم التمشّط بمشط الفضّة:
ففي الرواية أنّ أهل البيت (عليهم السلام) كرهوا ذلك، فعن الإمام الصادق (عليه السلام): (إنَّه كَرهَ أنْ يُدهنَ في مدهنةِ فضَّةٍ أوْ مدهنٍ مفضَّضٍ والمشطُ كذلك) (18).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ وسائل الشيعة (آل البيت) ـ الحر العاملي، ج 2، ص 129.
2ـ المصدر السابق.
3ـ المصدر السابق، ص 124.
4ـ المصدر السابق، ص 120.
5ـ تفسير الميزان، السيد الطباطبائي، ج 8، ص 92.
6ـ مكارم الاخلاق، الشيخ الطبرسي، ص 67.
7ـ المصدر السابق.
8ـ المصدر السابق.
9ـ المصدر السابق.
10ـ المصدر السابق.
11ـ المصدر السابق.
12ـ الكافي، الشيخ الكليني، ج 6، ص 489.
13ـ مكارم الاخلاق، الشيخ الطبرسي، ص 71.
14ـ وسائل الشيعة (آل البيت) ـ الحر العاملي، ج 2، ص 125.
15ـ المصدر السابق.
16ـ مكارم الاخلاق، الشيخ الطبرسي، ص 72.
17ـ المصدر السابق.
18ـ المصدر السابق.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|