أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-09-2014
5083
التاريخ: 7-10-2014
5260
التاريخ: 24-11-2014
4908
التاريخ: 2023-04-01
1143
|
يقول الإمام الصادق (عليه السلام) : إن الله حين شاء تقدير الخليقة ، وذرء البرية وأبدع المبدعات ، نصب الخلق في صور كالهباء ، قبل وهو الأرض ورفع السماء ، وهو في انفراد ملكوته وتوحد جبروته ، فأتاح نوراً من نوره فلمع ، وقبساً من ضيائه فسطع ، ثم اجتمع النور في وسط تلك الصورة الخفية ، فوافق ذلك صورة نبينا محمد (صلى الله عليه وآله) ، فقال الله عزه قائل : أنت المختار المنتخب ، وعندك استودع نوري وكنوز هدايتي ، ومن أجلك أسطح البطحاء وأرفع السماء ، وأخرج الماء ، وأجعل الثواب والعقاب ، والجنة والنار (1) .
إن حديث الإمام الصادق (عليه السلام) واضح المضمون علمي البيان معقول المقاصد ، يطابق الواقع ذلك لأن :
١- الخلق كله أصلاً لم يكن لحاجة من الخالق العظيم جل وعلا ، إنما كان منه احساناً وابرازاً لمعاني الحسن في أسمائه وصفاته تعالى ، ولهذا كان الحسن علة في ذاته في واقع الكون هذا . وهو ما يدركه كل واحد منا وببداهة ، حيث نسر بالحسن ونسعى إليه وننجذب لوجوده حيث كان في شكله ومضمونه ، والعاقل منا ما أدرك الحسن في قوله وفعله ، والممدوح دوماً ما كان حسناً .
وهكذا وطبقاً لهذا المعنى البديهي يكون كل خلق الله حسن ، ويبدو لنا الحسن أكثر كلما كانت مداركنا وعلومنا أكبر والعكس صحيح ، فإننا نكره ما تجهل ولذا قيل : الناس أعداء ما جهلوا .
ان الانسان أحسن ما في خلق الله تعالى ، أقول ذلك طبقاً لسنة الحسن الرباني في خلقه وهي بديهية لا تحتاج الى دليل ولن أجد أحداً يختلف فيها ، والقرآن يصرح بذلك : {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ} [التين : 4] جعله سبحانه وتعالى خليفة وامر الملائكة بالسجود له تكريماً وتعظيماً ، فقد كرم الله تعالى آدم وبنيه .
ان أحسن المصاديق الانسانية وأقربها لهذا المفهوم الحسن الذي أراده الله تعالى واجتباه واختاره كأحسن خلقه ؛ هو أكثر الآدميين حيازة لميزات الانسانية ومعاينها ، وان معنى الحسن في خلق الانسان وميزته الجمالية عن باقي المخلوقات هو عقله ... وأحسن العقول هو أكملها ، والعكس صحيح أيضاً ، فإن لا معنى للحسن في خلق الانسان إذا كان بدون عقل ، بل هو الفج أن يكون الانسان مجنوناً أو أن يستخدم عقله في الخبث والقبح .
فالخلق والكون كان من قبل المحسن جلّ وعلا لأجل أن يكون لبروز أحسن معاني الحسن دليل سرور وبهجة وانجذاب ومحبة لله تعالى ذي الأسماء الحسنة والصفات العليا ، والا فلا معنى لخلق الكون بدون معانيه الحسنة هذه .
وبهذا الاستدلال العلمي يصدق القول : أن يكون الخلق كله كان لأجل الرسول محمد (صلى الله عليه وآله) وعترته (صلى الله عليه وآله) باعتبارهم كمال الحسن ومعانيه في خلق الناس الذين هم أحسن خلق الله تعالى ، فهم (عليهم السلام) حسن الحسن وكماله ومعناه .
٢- حتى وان اختلفت معايير التقييم عند الآخرين لا نجد غير الرسول (صلى الله عليه وآله) هو الأفضل ، فهذا أحد علماء وأساتذة جامعة هارفرد في الولايات المتحدة الأمريكية مثلاً أصدر كتاب عن أهم مئة شخصية في بني البشر ، وضع هو معاييره الخاصة لانتخاب هؤلاء المئة وهو رجل مسيحي الدين غربي الثقافة ، فكان عنده الرسول محمد (صلى الله عليه وآله) هو أهم البشر على الإطلاق والاول في قائمة المئة الأهم .
والحقيقة هي أننا أوردنا تقييم هذا الرجل ومع أنه برفيسفور جامعة وعالم باحث ، إلا أننا لسنا بصدد التدليل على أهمية الرسول (صلى الله عليه وآله) الذي مدحه الله تعالى بما لم يمدح به أحد . ولأهمية هذا التقييم في ذاته للرسول (صلى الله عليه وآله) ، بل أردنا أن نقول أن الرسول (صلى الله عليه وآله) بكل المعايير المادية والروحية والكونية ، فإنه (صلى الله عليه وآله) هو الأحسن والأفضل ، كما أمرتنا بذلك وكما يليق به صلوات الله عليه وعلى اله (2).
___________________
1. بحار الأنوار : ٥٤ / 2١٢ - ٢١3 .
2. نشأة الكون 226-227 .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|