المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



استنجاد الإمام بالكوفة لحسم معركة الجمل  
  
3396   02:12 مساءاً   التاريخ: 1-5-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : موسوعة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب
الجزء والصفحة : ج11,ص69-71.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /

رأى الإمام الممتحن أنّه لا وسيلة للقضاء على هذا الجيب المتمرّد الذي فتحته عائشة إلاّ بالقوّة العسكرية فاستنجد بالكوفة وهي أعظم حامية عسكرية في عصر الإمام فأوفد كوكبة من أعلام أصحابه بقيادة المجاهد الكبير هاشم بن عتبة المرقال وزوّده برسالة إلى حاكم الكوفة أبي موسى الأشعري جاء فيها بعد البسملة : أمّا بعد فإنّي قد بعثت إليك هاشم بن عتبة لتشخص إليّ من قبلك من المسلمين ليتوجّهوا إلى قوم نكثوا بيعتي وقتلوا شيعتي وأحدثوا في الإسلام هذا الحدث العظيم فاشخص بالنّاس إليّ معه حين يقدم عليك فإنّي لم اولّك المصر الّذي أنت فيه ولم اقرّك عليه إلاّ لتكون من أعواني على الحقّ وأنصاري على هذا الأمر والسّلام ؛ ولمّا انتهى الوفد إلى الكوفة عرض هاشم الرسالة على أبي موسى فمحاه وأخذ يتوعّد هاشما بالسجن والتنكيل وجعل يثبّط الناس ويحرّضهم على عدم الاستجابة للإمام (عليه السلام) ورفع المرقال إلى الإمام رسالة عرّفه فيها بموقف هذا المنافق وما قام به من إفساد الناس وحثّهم على الاعتزال ولمّا قرأ الإمام الرسالة أوفد ولده الزكي الحسن (عليه السلام) والصحابي العظيم عمّار بن ياسر والزعيم قيس بن سعد وزوّدهم برسالة عزل فيها الخائن الأشعري ويتوعّده بالتنكيل إن تأخّر عن إجابتهم وأظهر العصيان والتمرّد , ولمّا انتهى الإمام الحسن إلى الكوفة وبصحبته هؤلاء الأعلام احتفّت به الجماهير فدعا الأشعري إلى الطاعة فلم يستجب له وأصرّ على غيّه وعدوانه فعزله عن منصبه وأقام مقامه قرضة بن كعب وخطب عمّار بن ياسر خطابا بليغا حفّز فيه أهل الكوفة إلى مناصرة الإمام (عليه السلام) والذبّ عنه وجاء في خطابه : إنّ أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب حفظه الله ونصره نصرا عزيزا وأبرم له أمرا رشيدا بعثني إليكم وابنه يأمركم بالنفر إليه فانفروا إليه واتّقوا وأطيعوا الله وو الله! لو علمت أنّ على وجه الأرض بشرا أعلم بكتاب الله تعالى وسنّة نبيّه منه ما استنفرتكم ولا بايعته على الموت ؛ يا معشر أهل الكوفة الله الله في الجهاد فو الله! لئن صارت الأمور إلى غير عليّ لتصيرن إلى البلاء العظيم والله يعلم أنّي قد نصحت لكم وأمرتكم بما أخذت بيقيني وما اريد أن اخالفكم إلى ما أنهاكم عنه إن اريد إلاّ الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلاّ بالله عليه توكّلت وإليه انيب.

وحفل خطاب عمّار بالدعوة إلى الحقّ وجمع الكلمة ونصرة أخي رسول الله (صلى الله عليه واله) الذي ثارت عليه هذه الفئة في سبيل أطماعها ومنافعها التي لا صلة لها بالحقّ ولا فقه لها بما يرضي الله تعالى ثمّ خطب عمّار خطابا آخر دعا فيه إلى نصرة الإمام والذبّ عنه والدفاع عن قيم الإسلام التي يناضل من أجلها الإمام.

وظلّ الأشعري مخذّلا للناس ويدعوهم إلى التمرّد والعصيان فرأى الزعيم الكبير مالك الأشتر أنّه لا يتمّ الأمر إلاّ بإخراج الأشعري من الكوفة مهان الجانب محطّم الكيان فجمع رهطا من قومه فهجموا على قصر الامارة حيث كان الأشعري مقيما فيه فاضطرّ الجبان المنافق إلى الاعتزال عن عمله وأنفق ليلته في الكوفة خائفا مضطربا ولمّا اندلع ضوء الصبح ولّى منهزما حتى أتى مكّة فأقام بها مع المعتزلين يصاحبه العار والخزي.

وانبرى الصحابي الجليل الشهيد الخالد حجر بن عدي فخطب في الناس ودعاهم إلى نصرة إمام الحقّ والاستجابة لدعوة سبط النبيّ (صلى الله عليه واله) الإمام الحسن (عليه السلام) قائلا : أيّها الناس هذا الحسن ابن أمير المؤمنين وهو من عرفتم أحد أبويه النبيّ (صلى الله عليه واله) والآخر الإمام الرضي المأمون الوصيّ (صلّى الله عليهما) اللذين ليس لهما شبيه في الإسلام سيّد شباب أهل الجنّة وسيّد سادات العرب أكملهم صلاحا وأفضلهم علما وعملا وهو رسول أبيه إليكم يدعوكم إلى الحقّ ويسألكم النصر السعيد من وردهم ونصرهم والشقيّ من تخلّف عنهم بنفسه عن مواساتهم فانفروا معه رحمكم الله خفافا وثقالا واحتسبوا في ذلك الأجر فإنّ الله لا يضيع أجر المحسنين.

واستجاب الناس إلى الجهاد لنصرة الحقّ وقد نفر معه أربعة آلاف فريق منهم ركب السفن وفريق آخر ركب المطايا وهم مسرورون بجهادهم لنصرة الإمام (عليه السلام) , وطوت الجيوش البيداء لا تلوي على شيء بقياده ريحانة رسول الله الإمام الحسن (عليه السلام) حتى التقت بالإمام (عليه السلام) بذي قار حيث كان مقيما فيها وقد سرّ الإمام أي سرور بنجاح ولده والوفد المرافق له فشكر لهم جهودهم ومساعيهم وكان عدد الجيش أربعة آلاف .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.