أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-11-2014
1535
التاريخ: 18-4-2016
2852
التاريخ: 25-11-2014
1644
التاريخ: 24-07-2015
1645
|
قال قائل : ان فكرة الشيطان سيطرت على عقول الناس يوم كان العلم مجرد كلمات تقال في حلقات الدرس ، وسطور تملأ صفحات الكتب ، ولا تتجاوزها إلى العمل الا قليلا ، أما اليوم فقد أصبحت فكرة الشيطان بشتى تفاسيرها خرافة وأسطورة بعد أن صار العلم مقياسا لكل حقيقة ، وأساسا لكل خطوة يخطوها الإنسان ، وقوة في كل ميدان ، ومعجزة تحرك الحديد ليخرق الأرض آلاف الأمتار ، يفجرها أنهرا من الذهب ، ويطير في الجو إلى القمر والمريخ ، يخاطب أهل الأرض من هناك بما يشاهد في رحلته .
الجواب : لا نظن أحدا يهوّن من شأن العلم وفوائده ، وانه قوة وثروة ، وان حاجة الناس إليه تماما كحاجتهم إلى الماء والصيام . . ولكن لا أحد يجهل ان العلم تماما كالإنسان فيه استعداد للخير والشر ، وانه حين يوجه إلى الخير ينتج الطعام للجائعين ، والكساء للعراة ، والعلاج للمرضى ، وحين يوجه إلى الشر يقتل ويدمر . . والشر هو الركيزة الأولى لسياسة الشيطان الذي نعنيه . وقد أصبح العلم اليوم في يد السياسة تتجه به إلى الفتك والهدم ، والسيطرة والاستغلال . وقد تضاعف نصيب الشر أو الشيطان - مهما شئت فعبر - بتقدم العلم وتطوره .
كان أعوان الشر فيما مضى يتسلحون بقوة العضلات ، أما الآن ، وبعد ان بلغ العلم من الجبروت ما بلغ فإن حزب الشيطان يتسلحون بالذرة والصواريخ الموجهة ، وما إليها مما يزلزل الأرض من أعماقها .
وقرأت فيما قرأت ان أمريكا وضعت مخططا لشراء شباب العلم في أي مكان وجدوا أو يوجدون ، وان سمسارها المتجول استطاع في بعض زياراته لبريطانيا أن يعقد صفقة مع سبعمائة عالم للهجرة لأمريكا ، ومعظم هذه العقول يستغلها الساسة الأمريكيون في صنع الأجهزة والآلات لغزو العالم كله ، والسيطرة على مقدراته ، وهؤلاء هم الشيطان عدو اللَّه والإنسان .
أما المدارس العصرية المنتشرة هنا وهناك فأكثرها من نصيب الشيطان ، ولا شيء فيها يمت إلى الدين والخلق الكريم بصلة . . وهكذا استجابت العقول الكبيرة والصغيرة في هذا العصر لدعوة الشر والشيطان الذي أعلنها بقوله : { لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا } [النساء: 118].
{ ولأُضِلَّنَّهُمْ ولأُمَنِّيَنَّهُمْ } . إضلال الشيطان للإنسان أن يزين له الحق باطلا ، والخير شرا ، أو يوهمه انه لا حق ولا خير في الوجود ، ولا جنة ولا نار ، وان الدنيا ملك لمن يحوزها كما قال « نيتشه » . . وفي الحديث : « خلق إبليس مزينا ، وليس إليه من الضلالة شيء » أما تمنية الشيطان للإنسان فهو أن يخيل إليه ادراك ما يتمناه من طول الأجل ، والنجاة يوم الحساب والجزاء ، وما إلى ذلك من الأماني الكاذبة ، والسعادة الموهومة .
{ولآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذانَ الأَنْعامِ ولآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ } . البتك القطع ، يقال : بتكه ، أي قطعه ، والتبتيك للتكثير والمبالغة في البتك . والانعام الإبل والبقر والغنم ، وكان العرب في الجاهلية يقطعون آذان بعض الانعام ، ويوقفونها للأصنام ، ويحرّمونها على أنفسهم ، ويأتي التفصيل ان شاء اللَّه عند تفسير الآية 103 من سورة المائدة : { ما جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ ولا سائِبَةٍ ولا وَصِيلَةٍ ولا حامٍ ولكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ } .
وبعد ان كان الشر أو الشيطان يأمر حزبه في عصر الجاهلية بقطع آذان الانعام وتغيير خلق اللَّه أصبح يأمرهم بإلقاء قنابل النابالم على النساء والأطفال ، والقنبلة الذرية على المدن ك « هيروشيما » و « ناكازاكي » لإفناء خلق اللَّه . . وهذا من ( حسنات ) سيطرة الساسة على عبقرية العقول ، وجبروت العلم .
( ومَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ » - أي يطيعه - « فَقَدْ خَسِرَ خُسْراناً مُبِيناً ) . حيث يصبح ضحية الأهواء والشهوات ، وأسير الأوهام والخرافات .
( يَعِدُهُمْ ويُمَنِّيهِمْ وما يَعِدُهُمُ الشَّيْطانُ إِلَّا غُرُوراً ) . حيث سار بهم على طريق التهلكة بعد ان زين لهم انه سبيل النجاة ، فالزاني أو شارب الخمر - مثلا - يخيل إليه انه يتمتع باللذائذ ، وهو في واقعه يتحمل أعظم المضار دنيا وآخرة .
( ولا يَجِدُونَ عَنْها مَحِيصاً ) . المحيص المخرج والمفر ، والمعنى ان حزب الشيطان من المشركين والمفسدين لا نجاة لهم من عذاب اللَّه . . وبعد ان ذكر سبحانه الوعيد أردفه بالوعد على سنته المعهودة من اقتران الترغيب بالترهيب ، قال عز من قائل : {والَّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا ومَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا }. وفي هذه الآية ثلاثة تأكيدات : الأول التأبيد الذي دل عليه لفظ ( أبدا ) . والثاني وعد اللَّه حقا . والثالث ومن أصدق . والغرض من هذا التكرار التنبيه إلى ان مواعيد الشيطان كاذبة ، وأمانيه فارغة ، وأوامره باطلة ، وان قول اللَّه هو الحق والصدق ، وطاعته هي الخير والسعادة .
وتسأل : ان الوعد بالجنة في أكثر آياته يقترن الخلود فيها بالتأبيد ، وأكثر آيات الوعد بالنار لا يقترن الخلود فيها بالتأبيد ، فما هو السر ؟
الجواب : السر ان الخلود عبارة عن طول المكث ، وقد يكون إلى الأبد ، وقد لا يكون . . ومن دخل الجنة فلا يخرج منها ، فناسب ذلك ذكر التأبيد ، أما من يدخل النار فقد ينقطع عذابه ، ويخرج منها ، ولهذا لم يقترن العذاب فيها بالتأبيد إلا في حالات خاصة ، كالشرك وقتل العمد .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|