يجوز أن ينوب الرجل عن الرجل وعن المرأة ، وأن تنوب المرأة عن المرأة وعن الرجل في قول عامة أهل العلم ⁽¹⁾ ، لا نعلم فيه مخالفا إلاّ الحسن بن صالح بن حي ، فإنّه كره حجّ المرأة عن الرجل ⁽²⁾.

قال ابن المنذر : وهذه غفلة عن ظاهر السنّة ، فإنّ النبي صلى الله عليه وآله أمر المرأة أن تحجّ عن أبيها ⁽³⁾.

وهذا هو الحقّ ، لما رواه العامّة عن ابن عباس ، قال : أتت امرأة من خثعم رسول الله صلى الله عليه وآله، فقالت : يا رسول الله أبي أدركته فريضة الحجّ وهو شيخ كبير لا يستطيع أن يثبت على دابّته ، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله: ( فحجّي عن أبيك ) ⁽⁴⁾.

ومن طريق الخاصة : ما رواه رفاعة عن  الصادق عليه السلام ـ في الصحيح ـ قال : « تحجّ المرأة عن أخيها وعن أختها » وقال : « تحجّ المرأة عن أبيها » ⁽⁵⁾.

وفي الحسن عن معاوية بن عمّار عن الصادق عليه السلام، قال : قلت له : المرأة تحجّ عن الرجل؟ قال : « لا بأس » ⁽⁶⁾.

إذا عرفت هذا ، فقد شرط الشيخ ; في حجّ المرأة عن الرجل شرطين :

أحدهما : أن تكون عارفة بمناسك الحج.

والثاني : أن تكون قد حجّت أوّلا ⁽⁷⁾.

لما رواه مصادف عن  الصادق عليه السلام، قال : سألته تحجّ المرأة عن الرجل؟ قال : « نعم إذا كانت فقيهة مسلمة وكانت قد حجّت ، ربّ امرأة خير من رجل » ⁽⁸⁾.

وعن زيد الشحّام عن  الصادق عليه السلام، قال : سمعته يقول : « يحجّ الرجل الصرورة عن الرجل الصرورة ، ولا تحجّ المرأة الصرورة عن‌ الرجل الصرورة » ⁽⁹⁾.

وابن إدريس أنكر ذلك ⁽¹⁰⁾ إنكارا عظيما ، ونحن نحمل هذه الروايات على الاستحباب دون أن يكون ذلك شرطا ، ولهذا قال عليه السلام : « ربّ امرأة خير من رجل » ولا شك في جواز ذلك من الرجل فجاز من المرأة.

__________________

(1 ـ 3) المغني والشرح الكبير 3 : 189.

(4) مسند أحمد 1 : 212.

(5) التهذيب 5 : 413 ـ 414 ـ 1438 ، الإستبصار 2 : 322 ـ 1140.

(6) الكافي 4 : 307 ـ 2 ، التهذيب 5 : 413 ـ 1437 ، الاستبصار 2 : 322 ـ 1141.

(7) التهذيب 5 : 414 ذيل الحديث 1438 ، الاستبصار 2 : 322 ذيل الحديث 1142 ، والنهاية : 279 ـ 280.

(8) التهذيب 5 : 413 ـ 1436 ، الاستبصار 2 : 322 ـ 1142.

(9) التهذيب 5 : 414 ـ 1439 ، الإستبصار 2 : 323 ـ 1143.

(10) السرائر : 149.