لو نوى الإحرام بنسك ولبّى بغيره ، انعقد ما نواه دون ما تلفّظ به ، لأنّ الاعتبار بالنيّة ، والتلفّظ ليس واجبا ، فلا اعتبار به.

ولأنّ أحمد بن محمد سأل الرضا عليه السلام : كيف أصنع إذا أردت أن أتمتّع؟ فقال : « لبّ بالحجّ وانو المتعة ، فإذا دخلت مكة طفت بالبيت وصلّيت الركعتين خلف المقام وسعيت بين الصفا والمروة [ وقصرت ] وفسختها وجعلتها متعة » ⁽¹⁾.

ولا بدّ من تعيين النوع من تمتّع أو قران أو إفراد.

وقال الشافعي في أحد وجهيه : لا يفتقر المتمتّع إلى النيّة ⁽²⁾.

وليس بجيّد ، لقوله تعالى {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ } [البينة: 5] والتمتّع عبادة.

ولأنّها أفعال مختلفة ، فلا بدّ من النيّة ، ليتميّز بعضها عن الآخر.

ويستحب أن يذكر في لفظه ما يقصده من أنواع الحجّ ـ وبه قال أحمد ⁽³⁾ ـ لما رواه العامّة عن أنس ، قال : سمعت  رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : ( لبّيك عمرة وحجّا ) ⁽⁴⁾.

وقال أبو سعيد : خرجنا مع  رسول الله صلى الله عليه وآله نصرخ بالحجّ ⁽⁵⁾.

ومن طريق الخاصة : قول الصادق عليه السلام: « إنّ عليّا عليه السلام رفع صوته بالتلبية بحجّ وعمرة » ⁽⁶⁾.

ولو اتّقى ، كان الأفضل الإضمار.

__________________

(1) التهذيب 5 : 86 ـ 285 ، الإستبصار 2 : 172 ـ 561.

(2) لم نعثر عليه.

(3) المغني 3 : 259 ، الشرح الكبير 3 : 266.

(4) صحيح مسلم 2 : 905 ذيل الحديث 1232 ، و 915 ـ 215 ، سنن أبي داود 2 : 157 ـ 1795 ، سنن النسائي 5 : 150 ، سنن البيهقي 5 : 40.

(5) صحيح مسلم 2 : 914 ـ 1247 ، مسند أحمد 3 : 5 ، سنن البيهقي 5 : 31.

(6) التهذيب 5 : 85 ـ 282 ، الإستبصار 2 : 171 ـ 564.