‏روى الكليني عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال : ‏إن رجلا أتى بامرأة إلى عمر ، فقال : إن امرأتي هذه بيضاء وأنا ‏أبيض ، وانها ولدت غلاما اسود! فقال لمن بحضرته : ما ترون؟ فقالوا : نرى أن ترجمها ! فجاء الامام علي (عليه السلام) فقال : ما حالكما؟ فحدثاه. فقال للرجل : آتتهم امرأتك؟ قال : لا. قال : هل أتيتها وهي طامث؟ قال : قد قالت لي في ليلة من الليالي : اني طامث ، فظننت آنها تتقي البرد ، فوقعت عليها . فقال للمرآة : هل آتاك وآنت طامث؟ قالت : نعم. قال : فانطلقا فإنه ابنكما ، وانما غلب الدم النطفة . فقال عمر لولا علي لهلك عمر " (1) .

‏تعليق : صحيح أن هناك مسلمات طبية ؛ منها آن الحمل لا يحدث اثناء الحيض ، لآن المبيض لا يقذف بيضة في تلك الفترة ، ومنها آن المرآة بعد انقطاع طمثها وبلوغها سن اليأس لا تحمل. ومع ذلك نجد آن امرأة زكريا (عليه السلام). قد حملت بيحيي ، وقد بلفت من الكبر عتيا ، وكذلك سارة زوجة ابراهيم (عليه السلام). فقد حملت بإسحاق وهي عجوز عقيم ، ولا يمكن تفسير ذلك الا بمشيئة الله وقدرته . فاذا اراد الله آن تنزل البيضة من المبيض في غير وقتها الطبيعي فإنها تنزل ، واذا اراد ان تتلقح فإنها تتلقح ، واذا شاء ان يأتي الولد اسود  يأتي اسود لتأثير الدم اثناء انعقاد نطفته ، فنقول ان حصل هذا فهو من باب النادر ، وبقدرة الله تعالى التي ليس لها حدود . وعليه بالنسبة للحادثة السابقة التي حدثت في زمن الامام علي (عليه السلام) فلا نقول انها غير صحيحة ، لأنها تعارض المسلمات ، بل اننا نقول انها حدثت بقدرة الله تعالى ومشيئته . لا سيما ان احد الاطباء الاوروبيين المختصين بالتوليد ذكر في ابحاثه آنه يمكن حدوت الحمل اثناء الطمث بشكل نادر ، فنقول ان حادثة الامام (عليه السلام) هي من هذا النادر.

___________________

‏1. قضاء أمير المؤمنين (عليه السلام) للتستري ، ص ٤٣ ؛ والحق المبين في قضاء أمير المؤمنين (عليه السلام) ص ٣٧ ‏طبع دار كرم .