أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-6-2019
1832
التاريخ: 23-7-2022
1614
التاريخ: 17-3-2016
4082
التاريخ: 27/9/2022
3857
|
فزعت العترة الطاهرة من موت الرسول (صلّى الله عليه وآله) كأشد وأقسى ما يكون الفزع فقد خافت من انتفاض العرب الذين وترهم الإسلام عليها ؛ فإنّ نزعة الأخذ بالثأر متأصّلة وذاتيّة عند العرب وغيرهم وقد كانت قلوبهم مليئة بالحقد والكراهية لأسرة النبي (صلّى الله عليه وآله) يتربّصون بها الدوائر ويبغون لها الغوائل للانتقام منها وكانوا يرون أنّ علياً هو الذي وتَرها وأطاح برؤوس أبنائها ؛ فهي تتطلّع إليه للأخذ بثأرها منه وقد أيقن علي (عليه السلام) وسائر أفراد أسرته بذلك فقد باتوا ليلة وفاة النبي (صلّى الله عليه وآله) وهم يتوسّدون الأرق قد أحاطت بهم الهواجس والآلام ؛ وقد حكى مدى ذعرهم الإمام الصادق (عليه السّلام) بقوله : لمّا مات النبي (صلّى الله عليه وآله) بات أهل بيته كأن لا سماء تظلّهم ولا أرض تقلّهم ؛ لأنّه وتَر الأقرب والأبعد ؛ وقد عانى الإمام الحسين (عليه السّلام) وهو في سنّه المبكّر هذه المحنة الكبرى وعرف أبعادها وما تنطوي عليه من الرزايا التي ستعانيها اُسرته كما أنه قد فقد بموت جدّه العطف الذي كان يغدقه عليه وقد أضناه ما حلّ بأبويه من فادح الأسى والحزن بموت الرسول (صلّى الله عليه وآله) وقد ترك ذلك أسى في نفسه استوعب مشاعره وعواطفه.
لقد مضى الرسول (صلّى الله عليه وآله) إلى جنة المأوى وكان عمر الإمام الحسين (عليه السّلام) ـ فيما يقول المؤرّخون ـ ست سنين وسبعة أشهر وقد تكاملت في ذلك الدور جميع مظاهر شخصيته وعرف واقع الأحداث التي جرت وما دبّره القوم من المخططات الرهيبة لصرف الخلافة عن أهل البيت (عليهم السّلام) فقد تركوا جنازة نبيّهم غير حافلين بها وذهبوا يختصمون على الحكم ويتنازعون على السلطان وقد عرّفته تلك الأحداث طبيعة المجتمع وسائر غرائزه واتجاهاته فأعلن (عليه السّلام) رأيه فيه بقوله : الناس عبيد الدنيا والدين لعق على ألسنتهم يحيطونه حيث ما دارت معائشهم فإذا مُحّصوا بالبلاء قلّ الديّانون , وهذه الظاهرة الذاتية سائدة في جميع أنحاء المجتمع لا تتخلف في جميع أدوار التاريخ.
لقد حفلت وفاة النبي (صلّى الله عليه وآله) بأحداث رهيبة بالغة الخطورة كان من أفجعها وأقساها إبعاد العترة الطاهرة عن الشؤون السياسية في البلاد وجعلها في معزل عن واقع الحياة الاجتماعية في حين أنّ الاُمّة لم تكن بأي حال في غنى عن ثرواتها الفكرية والعلمية المستمدّة من الرسول الأعظم (صلّى الله عليه وآله) ؛ كما أنّ الهزّات العنيفة التي مُنيت بها الاُمّة إنّما جاءت نتيجة حتمية لفصل الخلافة عن أهل البيت (عليهم السّلام) فقد انتشرت الأطماع السياسية بشكل سافر عند كثير من الصحابة مما أدّى إلى تشكيلهم للأحزاب النفعية التي لم تكن تنشد في مخططاتها السياسية سوى الوصول إلى الحكم والتنعّم بخيرات البلاد , وعلى أيّ حال فإن موت الرسول (صلّى الله عليه وآله) كان من أفجع الكوارث الاجتماعية التي دهمت المسلمين وقد حكى الذكر الحكيم مدى خطورتها قال تعالى : {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا} [آل عمران: 144] وقد تحقّق هذا الانقلاب الخطير الذي عناه الله على مسرح الحياة العامة وكان من أفجع أنواعه إبادة العترة الطاهرة على صعيد كربلاء ورفع رؤوس أبناء النبي (صلّى الله عليه وآله) على الحراب وسبي مخدرات الرسالة يُطاف بها في الأقطار والأمصار .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|