المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17738 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

The first step: morphology
31-3-2022
أي اليرقات تهضم الغذاء قبل بلعه؟
2-2-2021
العموم الفوقاني
13-9-2016
الهرم Senescence
20-1-2020
البيئة الاجتماعية
26-11-2015
ماء الحمام
7-11-2016


الإنسان سرّ الخليقة  
  
2279   04:51 مساءاً   التاريخ: 23-10-2014
المؤلف : محمد هادي معرفة
الكتاب أو المصدر : شبهات وردود حول القرآن الكريم
الجزء والصفحة : ص21-24 .
القسم : القرآن الكريم وعلومه / مقالات قرآنية /

الإنسان ـ كما وصفه القرآن ـ صفوة الخليقة وفلذتها ، وسرّها الكامن في سلسلة الوجود .

لا تجد وصفاً عن الإنسان وافياً ببيان حقيقته الذاتيّة الّتي جَبَله الله عليها ـ في جميع مناحيها وأبعادها المترامية ـ في سوى القرآن ، يصفه بأجمل صفات وأفضل نُعوت ، لم يَنعم بها أيّ مخلوق سواه ، ومِن ثَمّ فقد حَظي بعناية الله الخاصّة ، وحُبي بكرامته منذ بدء الوجود .

ولنُشِر إلى فهرسة تلكمُ الصفات والميزات ، التي أهّلته لمثل هذه العناية والحِبَاء :

1 ـ خلقه الله بيديه : { مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} [ص : 75] .  

2 ـ نفخ فيه من روحه : {فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ } [الحجر : 29] و [ص : 72].

3 ـ أودعه أمانته : {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ} [الأحزاب : 72].

4 ـ علّمه الأسماء كلّها : {وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا} [البقرة : 31] .  

5 ـ أسجد له ملائكته : {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا} [البقرة : 34]. 

6 ـ منحه الخلافة في الأرض : {إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً} [البقرة : 30].

7 ـ سخّر له ما في السّماوات والأرض جميعاً : {وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا} [الجاثية : 13] .

ومِن ثَمّ بارك نفسه في هذا الخلق الممتاز : {أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ} [المؤمنون : 14] .

ميزات سبع حظي بها الإنسان في أصل وجوده ، فكان المخلوق المفضّل الكريم ، وإليك بعض التوضيح :

مِيزات الإنسان الفطريّة

امتاز الإنسان في ذات وجوده بميزات لم يحظَ بها غيره من سائر الخلق :

فقد شرّفه الله بأن خلقه بيديه : {مَا مَنَعَكَ ـ خطاباً لإبليس ـ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ} [ص : 75] والله خالق كلّ شيء ، فلا بدّ أنْ تكون هناك خصوصيّة في خلق هذا الإنسان تستحقّ هذا التّنويه هي : خصوصيّة العناية الربّانيّة بهذا الكائن ، وإبداعه نفخةً ـ من روح الله ـ دلالةً على هذه العناية .

قال العلاّمة الطباطبائي : نسبة خلقه إلى اليد تشريف بالاختصاص كما قال : {وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي} [الحجر : 29] وتثنية اليد كناية عن الاهتمام البالغ بخلقه وصنعه ؛ ذلك أنّ الإنسان إذا اهتمّ بصُنع شيء استعمل يديه معاً عناية به (1) .

وهكذا نفخة الروح الإلهيّة فيه كناية عن جانب اختصاص هذا الإنسان ـ في أصل فطرته ـ بالملأ الأعلى ، حتّى ولو كان متّخذاً ـ في جانب جسده ـ من عناصر تربطه بالأرض ، فهو في ذاته عنصر سماوي قبل أن يكون أرضيّاً .

ولقد خلق الإنسان من عناصر هذه الأرض ، ثُمّ من النفخة العلويّة التي فرّقت بينه وبين سائر الأحياء ، ومنحته خصائصه الإنسانيّة الكبرى ، وأَوّلها القدرة على الارتقاء في سُلَّم المدارك العُليا الخاصّة بعالم الإنسان .

هذه النفخة هي التي تصله بالملأ الأعلى ، وتجعله أهلاً للاتصال بالله ، وللتلقّي عنه ولتجاوز النطاق المادّي الذي تتعامل فيه العضلات والحواسّ ، إلى النطاق التجريدي الذي تتعامل فيه القلوب والعقول ، والتي تمنحه ذلك السرّ الخفيّ الذي يسرب به وراء الزمان والمكان ، ووراء طاقة العضلات والحواسّ ، إلى ألوان من المدركات وألوان من التصوّرات غير المحدودة في بعض الأحيان (2) .

وبذلك استحقّ إيداعه أمانة الله التي هي ودائع ربّانية لها صبغة ملكوتيّة رفيعة ، أُودعت هذا الإنسان دون غيره من سائر المخلوق ، وتتلخّص هذه الودائع في قدرات هائلة يملكها الإنسان في جبلّته الأُولى ، والتي أهّلته للاستيلاء على طاقات كامنة في طبيعة الوجود وتسخيرها حيث يشاء .

إنّها القدرة على الإرادة والتصميم ، القدرة على التفكير والتدبير ، القدرة على الإبداع والتكوين ، القدرة على الاكتشاف والتسخير ، إنّها الجرأة على حمل هذا العبء الخطير ، قال سيّد قطب : إنّها الإرادة والإدراك والمحاولة وحمل التبعة ، هي هي ميزة هذا الإنسان على كثير من خلق الله ، وهي هي مناط التكريم الذي أعلنه الله في الملأ الأعلى وهو يُسجِد الملائكة لآدم ، وأعلنه في قرآنه الباقي وهو يقول : {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ } [الإسراء : 70] .

فليعرف الإنسان مناط تكريمه عند الله ، ولينهض بالأمانة التي اختارها ، والتي عُرضت على السماوات والأرض والجبال فأبينَ أنْ يحملنّها وأشفقنّ منها (3) .

إنّها أمانة ضخمة حملها هذا المخلوق الصغير الحجم ، الكبير القُوى ، القويّ العزم .

ومِن ثَمّ كان ظلوماً لنفسه ؛ حيث لم ينهض بأداء هذه الأمانة كما حملها ، جهولاً لطاقاته هذه الهائلة المودعة في وجوده وهو بعد لا يعرفها .

وهكذا علّمه الأسماء : القدرة على معرفة الأشياء بذواتها وخاصيّاتها وآثارها الطبيعيّة العاملة في تطوير الحياة ، والتي وقعت رهن إرادة الإنسان ليُسخّرها في مآربه حيث يشاء ، وبذلك يتقدّم العلم بحشده وجموعه في سبيل عمارة الأرض وازدهار معالمها ، حيث أراده الله من هذا الإنسان {هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا} [هود : 61] .

وبذلك أصبح هذا الإنسان ـ بهذه الميزات ـ خليفة الله في الأرض ، (4) حيث يتصرّف فيها وِفق إرادته وطاقاته المُودعة فيه ، ويعمل في عمارة الأرض وتطوير الحياة .

وإسجاد الملائكة له في عَرْصَة الوجود ، كناية عن إخضاع القوى النورانيّة برمّتها للإنسان ، تعمل وِفق إرادته الخاصّة من غير ما تخلّف ، في مقابلة القوى الظلمانيّة ( إبليس وجنوده ) تعمل في معاكسة مصالحه ، إلاّ مَن عَصَمه الله من شرور الشياطين {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلًا} [الإسراء : 65].

كما وأنّ تسخير ما في السماوات وما في الأرض جميعاً ، (5) كناية عن إخضاع القوى الطبيعيّة ـ المودعة في أجواء السماوات والأرض ـ لهذا الإنسان ، تعمل فور إرادته بلا فتور ولا قصور ، ومعنى تسخيرها له : أنّ الإنسان فُطر على إمكان تسخيرها .

فسبحانه من خالقٍ عظيم ، إذ خَلَق خَلقاً بهذه العظمة والاقتدار الفائق على كلّ مخلوق !

هذه دراستنا عن الإنسان على صفحات مُشرقة من القرآن الكريم ، فيا ترى أين يوجد مثل هذه العظمة والتبجيل لمخلوقٍ هو في هندامه صغير وفي طاقاته كبير ، كبرياءً ملأ الآفاق !

أتـزعم أنّك جسمٌ صغير      وفيك انطوى العالم الأكبر

فتبارك الله أحسن الخالقين بخلقه أحسن المخلوقين !
______________________

1- تفسير الميزان ، ج 17 ، ص239 . 
2- من إفادات سيد قطب ، راجع : في ظِلال القرآن ، ج 14 ، ص 17 ، ج 5 ، ص203 .
3- في ظِلال القرآن ، ج22 ، ص47 ، ج 6 ، ص 618 .
4-   راجع : البقرة 2 : 30 .
5- راجع : الجاثية 45 : 13 .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .