أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-04-2015
5141
التاريخ: 22-2-2018
3245
التاريخ: 27-09-2015
7484
التاريخ: 30-12-2015
3161
|
هو غياث الدين أبو الفتح عمر بن ابراهيم الخيّام (1)، كان مولده في نيسابور أو إحدى ضواحيها، سنة 430 ه (1039 م) أو بعيد ذلك؛ فقد جاء في تاريخ الكامل لابن الأثير (10 : 98) ان السلطان ملكشاه جمع، سنة 467هـ (1074 – 1075م)، جماعة من أعيان المنجمين (في أصفهان؟) منهم عمر الخيام وابو المظفر الاسفزاري وميمون بن النجيب الواسطي لعمل جدول بأرصاد النجوم (تعيين مواقع النجوم وحركاتها). وقد استمر العمل في هذه الارصاد حتى موت ملكشاه (2).
وقد اختلف الرواة في سنة وفاة عمر بن الخيام. والغالب انه توفي سنة 517هـ (1123م).
كان عمر الخيام عالما كبيرا مشهورا من علماء الرياضيات والفلك (3) وكان حكيما شاعراً، صنف الكتب ونظم الشعر باللغة العربية واللغة الفارسية. وترجع شهرة عمر الخيام، في الشرق والغرب، وفي الاكثر، الى (رباعياته) والرباعيات او الفن الرباعي نوع من الشعر ينظم على وزن من اوزان بحر الهزج (4) بيتين بيتين؛ من أجل ذلك سماه الفرس دوبيت (5) ثم نظر إليه بعضهم على انه اربعة اشطر (باعتبار البيت الواحد شطرين) فسموه (الرباعي) ومنه رباعية وجمعها رباعيات(6).
ينسب الى عمر الخيام نحو أربعمائة رباعية لعل مائة منها فقط تصح نسبتها إليه. فمن رباعيات الخيام (من تعريب احمد الصافي النجفي (7)، رقم 62) :
ان بدري يلوح في كل شكل ٍ حيوانا طوراً، وطوراً نباتا
لا تخله يزول ، هيهات فالمو صوف ان يفن وصفه يبق ذاتا
وبما أن معظم رباعيات الخيام تدور على الحب والخمر في سبيل التعبير عن مراميه وفي أسلوب رمزي، وبما أن في رباعياته استخفافا ظاهراً بالدنيا والآخرة وبالعقل والشريعة، فقد عده نفر من الدارسين صوفياً. غير ان له رباعيات بنحو فيها منحنى الجد والتقوى.
مختارات من آثاره:
ان علمك، ايها الاخ الفاضل الرئيس الأوحد الكامل – اطال الله بقاك- .... وفضلك أغزر من فضلهم ونفسك أزكى من نفوسهم. فأنت اعرف منهم بان مسألتي الكون والتكليف من المسائل المعتاصة المتعذر حلها على أكثر الناظرين فيها والباحثين عنها، وان كل واحدة منهما منقسمة الى عدة ضروب من المقاييس المبتنية على أصناف من القضايا المختلف فيها بين أهل النظر، وان هاتين المسألتين من أواخر العلم الأعلى والحكمة الأولى، وان آراء المتكلمين فيها متباينة جداً. واذا كان الأمر كذلك فبالحري ان يكون الكلام فيهما صعباً جداً.
الا انك شرفتني بالمباحثة عنهما والمحاورة فيهما. لذا لم اجد بدا من ان اسلك في تعديد أقسامهما واستيفاء اصنافهما وتبيين جمل براهينهما بحسب ما انتهى إليه بحثي وبحث من تقدمني من معلمي على سبيل الإيجاز والاختصار لضيق الوقت وعدم احتمال البسط والتطويل والاطناب والتفصيل، ولمعرفتي بأن ذكاءك وحدسك – حرس الله مجدك – يكتفيان من الكثير بالقليل، وبالإشارة عن العبارة، ويكون (حينئذ) كلامي فيهما كلام المستفيد لا المفيد، والمتعلم لا المعلم، استرواحاً الى ما يصدر عن جنابك الشريف واغترافا من بحرك الزاخر – أدام الله فضلك ولا أعد منا ظلك. واعتصم بفضل التوفيق من الله تعالى؛ إنه ولي التوفيق ومفيض كل عدل.
اذا رضيت نفس بميسور بلغة يحصلها بالكد كفي وساعدي (8)
أمنت تصاريف الحوادث كلها؛ فكن، يا زماني، موعدي او مواعدي (9)
ولي فوق هام النيرين منازل؛ وفوق مناط الفرقدين مصاعدي (10)
منى ما دنت دنياك كانت بعيدة؛ فواعجبا من ذا القريب المباعد (11)
اذا كان محصول الحياة منية، فسيان حالا كل ساع وقاعد (12)
زجيت دهرا طويلا في التماس أخ يرعى ودادي اذا ذو خلة خانا (13)
فكم ألفت وكم آخيت غير أخ، وكم تبدلت بالإخوان إخوانا
وقلت للنفس، لما عز مطلبها : بالله، لا تألفي ما عشت إنسانا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في ابن الاثير (10:98) و في غيره أيضا: الخيامي، تأثرا باللفظ الفارسي عمر خيام (بإمالة الميم نحو الكسر) . و لعل ابراهيم والد عمر كان خياما (صانعا للخيام) ، أو لعل أو أحد أسلافه كان خياما.
(2)توفي ملكشاه في 15 شوال 485 (1092م).
(3)راجع تاريخ العلوم عند العرب الدكتور عمر فروخ (الفهرس الهجائي).
(4)راجع (تاريخ الأدب في ايران) تأليف براون (نقله الى العربية الدكتور ابراهيم أمين الشواربي)، مصر (مطبعة السعادة) 1373 هـ - 1954م، ص48 وما بعد.
تفاعيل بحر الهزج : مفاعيلن مفاعيلن (مرتين)، نحو : هزجنا في بواديكم... فأكثرتم عطايانا
أو : صفحنا عن بني ذهلٍ... وقلنا : القوم اخوان
وفي اشتقاق وزن الرباعيات الفارسي من بحر الهزج العربي خلاف لا مجال هنا للبحث فيه. راجع مثلا :
راجع مثلا : Omar (hajjam und Seine Vierzeiler, Von Ch. ,Rempia, Tubingen 1935, SS, 33 ff.
(5)دو (اثنان) ؛ دو بيت (بيتان).
(6)لا تعد الدو بيت (وحدة النظم المؤلفة من بيتين) من الشعر العربي الفصيح لان بحره ليس من الابحر العربية ولان ناظمه يتساهل احياناً بالأعراب وبالألفاظ، كقول محمد بن محمد بن الدمرداش (ت 723هـ) :
أخفيت هواك عن جميع البشر ضنا بحديث سرك المستترِ (بكسر الراء)
فانصان وكاد يخفى يا قمري عن فرط ذكا منك لولا نظري
(7)اهتم الأدباء، في كل لغة، برباعيات الخيام اهتماماً كبيراً فنقلوها الى لغتهم. وقد نقلت هذه الرباعيات الى اللغة العربية نقولاً كثيرة. ولكن الكلام على رباعيات الخيام في أصلها الفارسي وفي نقولها العربية ليس من شرط هذه الكتاب ولا من نطاقه.
(8)البلغة : أقل مقدار من الطعام يحفظ على الإنسان حياته.
(9)موعد : مهدد. مواعد : واعد، مؤمل بالخير.
(10)النيران : الشمس والقمر. الهام : الرأس. المناط : الموضع (العالي) تعلق فيه الاشياء. فوق مناط ... : عال جداً. المصاعد جمع مصعد : مرقي، مكان أصعد فيه. و(مصاعد) هنا مبتدأ مؤخر.
(11)– حينما يحصل الإنسان على خير الدنيا يكون عمره قد تقدم جداً، فلا يستفيد من هذا الخير !
(12)منية : موت. فسيان (شبيهان) حال الساعي (المجد) وحال القاعد (الكسلان).
(13)زجيت : بعثت، سقت أمامي (عشت زمنا طويلاً). الخلة : الصداقة.
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|