أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-3-2016
4003
التاريخ: 18-4-2019
2798
التاريخ: 19-10-2015
4256
التاريخ: 1-11-2017
3220
|
حينما رأت السيدة زينب (عليه السلام) حفيدة الرسول (صلى الله عليه واله) وشقيقة الامام الحشود الزاخرة التي ملأت شوارع الكوفة وأزقتها اندفعت الى الخطابة لبلورة الموقف واظهار المصيبة الكبرى التي جرت على أهل البيت وتحميل الكوفيين مسؤولية هذه الجريمة النكراء فهم الذين نقضوا العهد وخاسوا بالذمة فقتلوا ريحانة رسول اللّه (صلى الله عليه واله) ثم عادوا بعد قتله ينوحون ويبكون كأنهم لم يقترفوا هذا الاثم العظيم وهذا نص خطابها : الحمد للّه وصلواته على أبي محمد رسول اللّه وعلى آله الطاهرين الأخيار أما بعد يا أهل الكوفة يا أهل الختل والخذل أتبكون؟!! فلا رقأت لكم دمعة انما مثلكم كمثل التي نقضت غزلها من بعد قوة انكاثا تتخذون ايمانكم دخلا بينكم الا بئس ما قدمت لكم انفسكم ان سخط اللّه عليكم وفي العذاب أنتم خالدون ؛ أتبكون وتنتحبون!! أي واللّه فابكوا كثيرا واضحكوا قليلا كل ذلك بانتهاككم حرمة ابن خاتم الأنبياء وسيد شباب أهل الجنة وملاذ حضرتكم ومفزع نازلتكم ومنار حجتكم ومدرة سنتكم الا ساء ما تزرون وبعدا لكم وسحقا فلقد خاب السعي ونبت الأيدي وخسرت الصفقة وتوليتم بغضب اللّه وضربت عليكم الذلة والمسكنة , أتدرون ويلكم يا أهل الكوفة؟ أي كبد لرسول اللّه (صلى الله عليه واله) فريتم وأي دم له سفكتم وأي حرمة له انتهكتم؟ لقد جئتم شيئا ادا تكاد السموات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا!!
لقد جئتم بها خرقاء شوهاء كطلاع الأرض وملء السماء افعجبتم ان مطرت السماء دما ولعذاب الآخرة أخزى وهم لا ينصرون فلا يستخفنكم المهل فانه لا يحفزه البدار ولا يخاف فوت الثار وان ربكم لبالمرصاد .
لقد قرعتهم بطلة كربلاء بمنطق الصدق وصوت الحق ودلتهم على نفوسهم الخبيثة فلم تنخدع بدموعهم الكاذبة ولم ينطل عليها زورهم وبهتانهم ونعت عليهم جريمتهم النكراء التي هي أبشع جريمة وقعت في الأرض , وقد وصفتهم بأخس الصفات التي توصف بها احط الشعوب فقد وصفتهم بالختل والغدر وهما مصدران لانحطاط الانسان وشقائه.
وعلقت (سلام اللّه عليها) على بكائهم فقالت : ان من حقهم أن يبكوا كثيرا ويضحكوا قليلا على عظيم ما اقترفوه من الأثم فقد قتلوا سيد شباب أهل الجنة وسليل خاتم النبوة والمنقذ والمحرر لهم وفروا كبد رسول اللّه (صلى الله عليه واله) وانتهكوا حرمته وسبوا عياله فأي جريمة أبشع أو افظع من هذه الجريمة؟
واضطرب الناس من خطاب سليلة النبوة وايقنوا بالهلاك وقد وصف خزيمة الأسدي مدى الأثر البالغ الذي أحدثه خطاب العقيلة يقول : لم أر واللّه خفرة انطق منها كأنما تفرغ عن لسان الامام امير المؤمنين ورأيت الناس بعد خطابها حيارى واضعي أيديهم على افواههم ورأيت شيخا قد دنا منها يبكي حتى اخضلت لحيته وهو يقول : بأبي أنتم وأمي كهولكم خير الكهول وشبابكم خير الشباب ونسلكم لا يبور ولا يخزى أبدا الا ان الامام زين العابدين قطع على عمته خطابها قائلا : اسكني يا عمة فأنت بحمد اللّه عالمة غير معلمة و فهمة غير مفهمة .
فأمسكت عن الكلام وتركت المجتمع يمور بالأسى والحزن.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|