المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
حصاد البطاطس
2024-11-28
آثار رعمسيس السادس (عمارة غرب)
2024-11-28
آثار رعمسيس في أرمنت
2024-11-28
آثار رعمسيس السادس في طيبة
2024-11-28
تخزين البطاطس
2024-11-28
العيوب الفسيولوجية التي تصيب البطاطس
2024-11-28

المبيدات الفطرية (مبيد بنسيكيورون Pencycuron 12.5%DS)
5-10-2016
هــ E
29-12-2015
أغراض التكوين في التصوير
14/9/2022
The vowels The acoustic structure of the vowels
2024-04-19
الاحتياجات البيئية للدخن
14/11/2022
اختيار موقع العواصم يرجع لعدة عوامل أهمها - السيادة القومية
9-5-2022


ترك بن الحر نصرة الحسين وفواته شرف الشهادة  
  
3283   11:43 صباحاً   التاريخ: 16-3-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الامام الحسين
الجزء والصفحة : ج3, ص86-88.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / الأحداث ما قبل عاشوراء /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 3-04-2015 3526
التاريخ: 3-04-2015 4580
التاريخ: 16-3-2016 3493
التاريخ: 16-3-2016 4055

اجتازت قافلة الامام على قصر بني مقاتل  فنزل الامام فيه وكان بالقرب منه بيت مضروب وامامه رمح قد غرس في الأرض يدل على بسالة صاحبه وشجاعته وقباله فرس فسأل الامام عن صاحب البيت فقيل له انه عبيد اللّه بن الحر فأوفد للقياه الحجاج بن مسروق الجعفي فخف إليه فبادره عبيد اللّه قائلا : ما ورائك؟

ـ قد أهدى اللّه إليك كرامة .

ـ ما هي؟

ـ هذا الحسين بن علي يدعوك إلى نصرته فان قاتلت بين يديه أجرت وان مت فقد استشهدت.

ـ ما خرجت من الكوفة الا مخافة أن يدخلها الحسين وأنا فيها فلا أنصره لأنه ليس له فيها شيعة ولا أنصار إلا وقد مالوا إلى الدنيا إلا من عصم اللّه!!

وقفل الحجاج راجعا فأدى مقالته الى الامام ورأى (عليه السلام) أن يقيم عليه الحجة ويجعله على بينة من أمره فانطلق إليه مع الصفوة الطيبة من أهل بيته واصحابه واستقبله عبيد اللّه استقبالا كريما واحتفى به احتفاء بالغا وقد غمرته هيبة الامام فراح يحدث عنها بعد ذلك يقول :

ما رأيت قط أحسن من الحسين ولا املأ للعين ولا رققت على أحد قط رقني عليه حين رأيته يمشي والصبيان من حوله ونظرت إلى لحيته فرأيتها كأنها جناح غراب فقلت له : أسواد أم خضاب؟ قال! يا ابن الحر عجل علي الشيب فعرفت أنه خضاب .

وتعاطى الامام معه الشؤون السياسية العامة والأوضاع الراهنة ثم دعاه الى نصرته قال له :

يا ابن الحر ان اهل مصركم كتبوا إلي أنهم مجتمعون على نصرتي وسألوني القدوم عليهم فقدمت وليس رأي القوم على ما زعموا فانهم اعانوا على قتل ابن عمي مسلم وشيعته واجمعوا على ابن مرجانة عبيد اللّه ابن زياد ؛ يا ابن الحر اعلم ان اللّه عز وجل مؤاخذك بما كسبت من الذنوب في الأيام الخالية وأنا أدعوك الى توبة تغسل بها ما عليك من ذنوب , ادعوك الى نصرتنا أهل البيت .

والقى ابن الحر معاذيره الواهية فحرم نفسه السعادة والفوز بنصرة سبط الرسول قائلا : واللّه إني لأعلم أن من شايعك كان السعيد في الآخرة ولكن ما عسى أن اغني عنك ولم اخلف لك بالكوفة ناصرا فأنشدك اللّه أن تحملني على هذه الخطة فان نفسي لا تسمح بالموت ولكن فرسي هذه الملحقة  واللّه ما طلبت عليها شيئا الا لحقته ولا طلبني أحد وأنا عليها الا سبقته فهي لك .

وما قيمة فرسه عند الامام فرد عليه قائلا : ما جئناك لفرسك وسيفك؟ انما أتيناك لنسألك النصرة فان كنت قد بخلت علينا بنفسك فلا حاجة لنا في شيء من مالك ولم اكن بالذي اتخذ المضلين عضدا  واني انصحك إن استطعت أن لا تسمع صراخنا ولا نشهد وقعتنا فافعل فو اللّه لا يسمع واعيتنا احد ولا ينصرنا الا اكبه اللّه في نار جهنم , فاطرق ابن الحر برأسه الى الأرض وقال بصوت خافت حياء من الامام , أما هذا فلا يكون أبدا ان شاء اللّه تعالى وما كان مثل ابن الحر وهو الذي اقترف الكثير من الجرائم ان يوفق الى نصرة الامام ويفوز بالشهادة بين يديه.

وقد ندم ابن الحر كأشد ما يكون الندم على ما فرط في امر نفسه من ترك نصرة ريحانة رسول اللّه (صلى الله عليه واله) واخذت تعاوده خلجات حادة من وخز الضمير ونظم ذوب حشاه بأبيات .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.