المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

موقع العلاقات العامة من الهيكل التنظيمي للمؤسسة
3-8-2022
Acidity of Alpha Hydrogen Atoms: Enolate Ion Formation
18-11-2019
الحالات المرضية البكتيرية : الحالة الخامسة عشر
31-8-2016
AX3E Molecules: NH3 (Four Electron Groups)
30-4-2019
نبات حبل المساكين
2024-07-13
المديح
17-6-2017


آثار الأعمال ونتائجها  
  
1167   02:23 صباحاً   التاريخ: 2023-11-26
المؤلف : الشيخ توفيق بو خضر
الكتاب أو المصدر : شواهد أخلاقية
الجزء والصفحة : ص69ــ73
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-05-16 684
التاريخ: 24-11-2019 2268
التاريخ: 18-7-2017 2482
التاريخ: 2024-09-04 401

إن الأعمال التي يقوم بها الإنسان مهما كانت، لابد أن تكون لها نتائج وآثار، تنعكس إيجابا أو سلبا على صاحبها سواء كانت (الأعمال) بفعل أمر، أو سكوت عن أمر وعدم إتيانه. فمجرد ترك الشيء هو فعل ومن هنا تكون ترك المعاصي والسيئات فعل، ولهذا الترك آثار إيجابية تقع على الإنسان. ولأن الأفعال قد تنتهي بمجرد التوقف عنها، وقد تنسى بمجرد مضي الزمان عنها كان هناك ميزان آخر لبقاء الفعل وتخلده، هو إيجابية الفعل والتقرب به إلى الله وكونه عملاً طيباً طاهراً فإن قبول الله لهذا العمل أو ذاك، يعطيه ميزة البقاء؛ لأنه يغير سنخيته من الانقضاء بالانتهاء إلى الثبات حتى مع الانتهاء. وذلك لأن الله تكفل بحفظه وتربيته وتزكيته كما قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا} [النساء: 40].

وأما لو كان العمل ظاهره حسن وباطنه سيئ فإن العمل سيزول بمجرد زوال صاحبه، وانقضائه ولذلك نلاحظ كثيرا من الناس يقومون بالأعمال الجليلة الظاهرية ولكن سرعان ما يتلاشى كل أعمالهم وكأنهم لم يفعلوا شيئا، وقد تكون من أبرز تلك الأعمال التي تكون بداعي الرياء: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا لَا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ } [البقرة: 264].

ومن هنا نعلم ما هو سر بقاء العمل وظهور الآثار الجليلة عليه ولذلك قد يتساءل البعض عن سر انتشار كتاب «مفاتيح الجنان» للشيخ عباس القمي المحقق (رضوان الله عليه) مع كثرة الكتب التي كتبت في الأدعية؟

إن السر يكمن في إخلاص هذا الرجل وإنكاره لذاته وعدم طلب شيء في عمله غير الله، حتى لو بان للآخرين أنه مقصر وهذا الذي يحدثنا به الشيخ (رضوان الله عليه) حيث يقول:

كان أبي يذهب إلى مسجد قريب من البيت يصلي ويستمع إلى الخطبة، أو المحاضرة التي تلقى بعد الصلاة، وكان الشيخ يقرأ قصصا من كتاب منازل الآخرة التي كتبته وألفته ولكن أبي لا يعلم أن هذا الكتاب كتاب ولده. فكان والدي كلما جاء إلى المنزل قال لي: يا ليتك تكتب كتابا كالكتاب الذي يقرأ منه ذلك الشيخ. أو يا ليتك تكون مثل هذا الشيخ الذي يحدثنا.

لما سمعت من أبي هذه الكلمات كدت أقول له: يا أبتي أن الشيخ يقرأ من كتابي. ولكني قلت في نفسي: لا يهم أن عرف والدي ذلك أو لم يعرف. المهم ان يقبل الله مني ذلك العمل، ولذلك سكت ولم أقل شيئاً، وكلما أعاد لي القول طلبت منه أن يشملني بدعائه من أجل أن يوفقني الله.

فلا يكفي أن يؤدي الإنسان العمل بإخلاص مرة أو مرتين وبعدها يريد أن تظهر الآثار الجليلة والأمور العجيبة على فعله كلا. بل يجب عليه أن يداوم على العمل ويستمر ولا يتوقف مهما كان، وأقلها كما جاءت به الرواية سنة كاملة ثم يقطع إن لم ير أثراً لفعله.

عن النبي (صلى الله عليه وآله): «إذا جاء أحدكم بعمل فليداوم عليه سنة».

ولذلك نرى أن هناك بعض الأدعية والأذكار يطالب ممن يريد أن يعملها أن يستمر فيها أياماً، مثلا أسبوعاً، أو أربعين يوماً، أو أكثر حتى يستجيب الله منه ويأذن بظهور الآثار عليه. كما في دعاء «سيفي الصغير» تقول: «رب أدخلني في لجة بحر أحديتك، وطمطام يم وحدانيتك وقوني بقوة سطوة سلطان فردانيتك، حتى أخرج إلى فضاء سعة رحمتك، وفي وجهي لمعات برق القرب من آثار حمايتك ميهبا بهيبتك..».

فتأمل كلمة (أخرج إلى فضاء.. وفي وجهي..آثار) فهذه تعني أن يكون الإنسان قريبا من الله متجها إليه، ثم يحصل على أثر القرب ولا يكون هذه القرب إلا بالعمل الصالح ولا تظهر النتائج إلا بالمداومة عليه لذا يجب على السالك إلى الله أن لا يمل التقرب والقرب، ولا يكل من الدعاء والتوسل حتى يكون قريبا من الله ومن أبرز مصاديق ذلك ما نقله العالم مجتبى بلوجيان في كتابه «جزاء لأعمال» يقول:

سمعت أستاذي العزيزي الحاج المجتهدي انه قال: لقد بتلى الميزرا النائيني (أعلى الله مقامه الشريف) بألم في رجله ولم ينفع مع ذلك الألم أي علاج..

ويوما التقى شيخ عباس القمي وقال له المحقق النائيني: أدع لي يا جناب الشيخ لعل الله سبحانه وتعالى يسمع دعاءك ويشفيني مما أنا فيه.

فقال المحدث القمي: أيها الميرزا الكريم: أنا لست على يقين من أنني لم أعص الله سبحانه وتعالى بلساني، لذا فإني لا أدعو لك به، ولكن عندي يقين بأني لم أرتكب ذنبا، أو معصية بيدي هذه. فقد أفنيت هذه الحقبة من عمري في كتابة روايات وأحاديث رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأهل البيت (عليهم السلام) وإذا لم تشفك يدي هذه فإني سأقطعها.

فوضع يده الشريفة على رجل الميرزا النائيني فبرئت رجله وشفاه الله من تلك الآلام التي كان يعاني منها.

وما كان ذلك الأثر السريع ليد الشيخ عباس القمي إلا يإخلاصه وعمله الدؤوب في طاعة الله، وصدق الله حيث قال:

{وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} [العصر: 1 - 3].

فكل الناس في خسر مبين، وضياع إلا الذين عملوا الصالحات وتركوا تعلقاتهم المادية وربطوها بالآخرة فأنتجت نتاجا طيبا يظهر أثره في الدنيا قبل الآخرة. أسال الله أن يجعلنا وإياكم منهم بحق محمد واله. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.