المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 18000 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

نخيل الدوم
2023-09-26
معنى كلمة حنى‌
10-12-2015
إمامة أولاد علي عليه السلام
9-08-2015
ثواب زيارة الامام الرضا(عليه السلام)
19-05-2015
القرآن الكريم محرف بدلالة الروايات المتعددة
14-11-2016
علي بن محمد بن عبد الله بن أبي سيف
26-06-2015


نبوّة موسى بن عمران عليه السلام  
  
3591   04:02 مساءاً   التاريخ: 5-2-2016
المؤلف : قطب الدين الرّاوندي
الكتاب أو المصدر : قصص الانبياء
الجزء والصفحة : ص 148- 156.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / قصص قرآنية / قصص الأنبياء / قصة النبي موسى وهارون وقومهم /

1 ـ أخبرنا الشّيخ عليّ بن عبد الصّمد ، عن أبيه ، حدّثنا السّيد أبو البركات الخوزي ، عن الشّيخ أبي جعفر محمد بن بابويه ، عن أبيه ، حدّثنا سعد بن عبدالله ، حدّثنا أحمد بن محمد بن عيسى ، حدّثنا أحمد بن أبي نصر البزنطي ، عن أبان بن عثمان ، عن محمد الحلبي ، عن أبي عبدالله صلوات الله عليه قال : إنّ يوسف بن يعقوب صلوات الله عليهما حين حضرته الوفاة جمع آل يعقوب وهم ثمانون رجلاً ، فقال : إنّ هؤلاء القبط سيظهرون عليكم ، ويسومونكم سوء العذاب ، إنّما ينجيكم الله برجل من ولد لاوي بن يعقوب اسمه موسى بن عمران بن فاهث بن لاوي ، غلام طوال ، جعد الشّعر ، أدم اللّون ، فجعل الرّجل من بني إسرائيل ، يسمي ابنه عمران ، ويسمّي عمران ابنه موسى.

فذكر أبان ، عن ابي الحصين ، عن ابي بصير ، عن أبي عبدالله صلوات الله عليه أنّه قال : ما خرج موسى حتّى خرج ثمانون كذّاباً من بني إسرائيل ، كلّهم يدّعي أنّه موسى بن عمران ، فبلغ فرعون أنّهم يرجفون به ويطلبون هذا الغلام ، فقال له كهنته وسحرته : إنّ هلاك دينك وقومك على يدي هذا الغلام الّذي يولد العام من بني إسرائيل ، قال : فوضع القوابل على النّساء ، فلمّا رأى ذلك بنو إسرائيل قالوا : تعالوا لا نقرب النّساء ، فقال عمران أبو موسى : آتوهنّ فإنّ أمر الله واقع ولو كره المشركون ، اللّهمّ من تركه فإنّي لا أتركه ، ووقع على اُم موسى ، فحملت ، فوضع على اُمّ موسى قابلة تحرسها ، فإذا قامت قامت وإذا قعدت قعدت.

قال : فلمّا حملته اُمّه وقعت عليها المحبّة. وكذلك حجج الله على خلقه ، فقالت لها القابلة : مالك يا بنت تصفرين وتذوبين ؟ فقالت : لا تلوميني فانّي إذا ولدت اُخذ ولدي فذبح ، قالت : فلا تحزني فإنّي سوف أكتم عليك فلم تصدّقها ، فلما أن ولدت التفتت إليها وهي مقبلة ، فقالت : ما شاء الله ، فقالت : ألم أقل : إنّي سوف أكتم عليك ، ثمّ حملته فأدخلته المخدع وأصلحت أمره ، ثمّ خرجت إلى الحرس وكانوا على الباب ، فقالت : انصرفوا فانّما خرج دم مقطع فانصرفوا فارضعته ، فلمّا خافت عليه أوحى الله إليها : اجعليه في تابوت ، ثم اخرجيه ليلاً فاطرحيه في نيل مصر ، فوضعته في التابوت ثم دفعته في اليم ، فجعل يرجع إليها وجعلت تدفعه في الغمر وأنّ الريح ضربته فانطلقت به ، فلمّا راته قد ذهب به الماء ، فهمّت أن تصيح فربط الله على قلبها.

وقد كانت الصّالحة امرأة فرعون وهي من بني إسرائيل قالت : إنّها أيّام الربيع فأخرجني فاضرب لي قبّة على شاطىء البحر حتّى أتنزّه هذه الايّام ، فضرب لها قبة على شطّ النّيل إذا أقبل التابوت يريدها ، فقال : هل ترون ما أرى على الماء ؟ قالوا : أي والله يا سيّدتنا إنّا لنرى شيئاً ، فلمّا دنا منها ثرت إلى الماء فتناولته بيدها ، وكاد الماء يغمرها حتّى صاحوا عليها ، فجذبته فأخرجته من الماء ، فأخذته فوضعته في حجرها فإذا غلام أجمل الناس ، فوقعت عليها له محبّة ، وقالت : هذا ابني ، فقالوا : إنّي أصبت غلاماً طيّباً نتّخذه ولداً ، فيكون قرّة عين لي ولك ولا تقتله ، قال : ومن أين هذا الغلام ؟ قالت : ما أدري إلاّ أنّ الماء جاء به ، فلم تزل به حتى رضي.

فلمّا سمع الناس أنّ الملك يربّي ابناً لم يبق أحد من رؤوس من كان مع فرعون إلاّ بعث امرأته إليه تكون ظئراً له ، فأبى أن يأخذ من امرأة منهنّ ثدياً ، قالت امرأة فرعون : اطلبوا لإبني ظئراً ولا تحقّروا أحداً ، فجعل لا يقبل من امرأة منهنّ ، فقالت أمّ موسى لأخته : قصيّه : انظري أثر من له أثر ، فانطلقت حتّى أتت باب الملك : قالت ها هنا إمرأة صالحة : تأخذ ولدكم وتكفّله لكم ، قلت : ادخلوها ، فلما دخلت قالت لها امرأة فرعون : فمن انت ؟ قالت : من بني إسرائيل ، قالت : إذهبي فليس لنا فيك حاجة ، فقال لها النّساء : انظري هل يقبل ثديها ؟ فقالت امرأة فرعون : إن يقبل هل يرضى فرعون بذلك ؟ فيكون الغلام من بني اسرائيل والمرأة من بني إسرائيل يعني الظّئر لا يرضى أبداً ، قلن : فانظري هل يقبل أم لا يقبل ؟ قالت امرأة فرعون : فاذهبي فادعيها فجاءت إلى اُمها فقالت : إنّ امرأة الملك تدعوك فدخلت عليها ، فدفعت إليها موسى فوضعته في حجرها ثم القمته ثديها فقبل ، فقامت امرأة فرعون إلى فرعون فقالت : إنّ ابنك بد اقبل على ديسها ثديها وقبلته فقال : وممّن هي ؟ قالت : من بني إسرائيل قال : هذا مالا يكون أبداً ، فلم تزل تكلّمه وتقول : لا يخاف من هذا الغلام إنّما هو ابنك ينشأ في حجرك حتّى قلّبت رأيه ورضي.

فنشأ موسى في آل فرعون ، وكتمت اُمّه خبره وإخته والقابلة ، حتّى هلكت الامّ والقابلة ، وكان بنو إسرائيل تطلبه ، فبلغ فرعون أنّهم يسألون عنه فزاد في عذابهم ، فشكوا ذلك إلى شيخ لهم عنده علم ، فقال : إنّكم لا تزالون فيه حتّى يجيء الله بغلام من ولد لاوي بن يعقوب اسمه : موسى بن عمران غلام ادم جعد ، فبيناهم كذلك إذ أقبل موسى صلوات الله عليه يسير على بغلة حتى وقف عليهم ، فرفع الشّيخ رأسه فعرفه بالصّفة ، فقال له : ما اسمك ؟ قال : موسى قال : ابن من ؟ قال : ابن عمران ، فوثب إليه الشّيخ وقبّل يده .

وثاروا إلى رجليه فقبلوهما ، فعرفهم وعرفوه واتّخذهم شيعته ، فمكث بعد ذلك ما شاء الله ، ثمّ خرج فدخل مدينة لفرعون فيها رجل من شيعته يقاتل رجلاً قبطياً فاستغاثه ، فوكز القبطي فمات فذكره النّاس وشاع أمره أنّ موسى قتل رجلا من آل فرعون ، فكان خائفاً حتّى جاءه رجل وقال : إنّهم يطلبونك ، فخرج من مصر بغير دابّة حتّى انتهى إلى أرض مدين ، فانتهى إلى أصل شجرة تحتها بئر وعندها امّة من النّاس وجاريتان معهما غنيمة في ناحية ، فقال لهما : ما خطبكما ، قالتا : أبونا شيخ كبير ونحن ضيعفتان لا نزاحم الرّجال ، فإذا استقى النّاس وانصرفوا سقينا من بقيّة مائهم ، فرحمهما موسى فاخذ الدلو واستقي وسقي لهما ، فرجعتا قبل النّاس وجلس موسى موضعه.

قال أبو جعفر عليه السلام لقد قال : {رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ} [القصص : 24] وأنّه لمحتاج إلى شق تمرة. فلمّا رجعتا إلى أبيها قال : ما أعجلكما! قالتا : وجدنا صالحاً رحمنا فسقي لنا ، فقال لاحداهما : اذهبي فادعيه فجاءت تمشي على استحياء ، قالت : إنّ أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا ، فقال موسى لها : وجّهيني إلى الطّريق وامشي خلفي ، فانا بني يعقوب لا ننظر إلى أعجاز النّساء.

فلمّا جاءه وقصّ عليه القصص ، قال : لا تخف نجوت من القوم الظّالمين ، ثمّ استأجره ليزوّجه ابنته ، فلمّا قضى موسى الأجل وسار بأهله نحو بيت المقدس أخطأ الطّريق ليلاً ، فأورى ناراً فلم يمكنه الزّند ، فرآى ناراً فقال لأهله : امكثوا إنّي آنست ناراً لعليّ آتيكم منها بقبس أو خبر ، فلمّا انتهى إلى النّار إذا شجرة تضطرم من أسفلها إلى أعلاها ، فلمّا دنا منها تأخّرت ثمّ دنته ، فنودي : أنّي أنا الله ربّ العالمين ، وأن ألق عصاك ، فألقاها فاذا هي حيّة مثل الجذع لأسنانها صرير يخرج من فمها مثل لهب النّار ، فولّى مرتعداً ، فنودي :

لا تخف وخذها ، فوقع عليه الأمان ووضع رجليه على ذنبها وتناول لحيتها ، فاذا يده في شعبة العصا قد عادت عصا (1).

2 ـ وعن ابن بابويه ، عن أبيه ، حدثنا سعد بن عبدالله ، حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ، قال : سألت أبا الحسن الرّضا صلوات الله عليه عن قوله تعالى : {إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا} [القصص : 25] أهي الّتي تزوّج بها ؟ قال : نعم ، ولمّا قالت : {اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ} [القصص : 26] قال أبوها : كيف علمت ذلك ؟ قالت لما أتيته برسالتك ، فأقبل معي قال : كوني خلفي ودلّيني على الطريق ، فكنت خلفه أرشده كراهة أن يرى منّي شيئاً.

ولما أراد موسى الإنصراف قال شعيب : ادخل البيت وخذ من تلك العصي عصاً تكون معك تدرأ بها السّباع ، وقد كان شعيب أخبر بأمر العصا الّتي أخذها موسى ، فلمّا دخل موسى البيت وثبت إليه العصا ، فصارت في يده فخرج بها ، فقال له شعيب : خذ غيرها ، فعاد موسى إلى البيت ، فوثبت إليه العصا ، فصارت في يده فخرج بها ، فقال له شعيب : خذ غيرها فوثبت إليه فصارت في يده ، فقال له شعيب : الم اقل لك خذ غيرها ؟ قال له موسى : قد رددتها ثلاث مرّات كلّ ذلك تصير في يدي ، فقال له شعيب : خذها وكان شعيب يزور موسى كلّ سنة ، فإذا أكل قام موسى على رأسه وكسر له الخبز (2).

3 ـ وبإسناده عن سعد بن عبدالله ، عن يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عمّن ذكره ، عن ابي عبدالله صلوات الله عليه قال : ألقى الله تعالى من موسى على فرعون وامرأته المحّبة ، قال : وكان فرعون طويل اللّحية ، فقبض موسى عليها ، فجهدوا أن يخلصوها من يد موسى فلم يقدروا على ذلك حتى جذّها ، فأراد فرعون قتله ، فقالت له امرأته : انّ هنا أمراً يستبين به هذا الغلام ادع بجمرة ودينار فضعهما بين يديه ففعل ، فأهوى موسى إلى الجمرة ووضع يده عليها فأحرقتها ، فلمّا وجد حرّ النّار وضع يده على لسانه ، فأصابته لغثة ، وقد قال في قوله تعالى : {أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ} [القصص : 28] : قضى أوفاهما وأفضلهما.

4 ـ وبإسناده عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمد ، عمّن ذكره ، عن درست ، عمّن ذكره عنهم : قال : بينما موسى جالس إذ أقبل إبليس وعليه برنس ، فوضعه ودنا من موسى وسلّم ، فقال له موسى : من أنت ؟ قال : إبليس قال : لا قرّب الله دارك لماذا البرنس ؟ قال : أختطف به قلوب بني آدم. فقال موسى عليه السلام : أخبرني بالذّنب الّذي إذا أذنبه ابن آدم إستحوذت عليه ؟ قال : ذلك إذا أعجبته نفسه واستكثر عمله وصغر في نفسه ذنبه.

وقال يا موسى : لا تخل بامرأة لا تحلّ لك فإنّه لا يخل رجل بإمرأة لا تحلّ له إلاّ كنت صاحبه دون أصحابي وايّاك أن تعاهد الله عهداً ، فانّه ما عاهد الله احد إلاّ كنت صاحبه دون أصحابي حتّى أحول بينه وبين الوفاء به وإذا هممت بصدقة فأمضها وإذا هم العبد بصدقة كنت صاحبه دون أصحابي حتّى أحول بينه وبينها.

5 ـ وسئل عن موسى عليه السلام لمّا وضع في البحر : كم غاب عن أمّه حتّى ردّه الله تعالى إليها ؟ قال : ثلاثة أيّام (3).

6 ـ وسئل أيّهما مات قبل ، هارون أم موسى ؟ قال : هارون مات قبل موسى عليهما السلام ، وسئل أيّهما كان أكبر هارون أم موسى ؟ قال : هارون قال : وكان إسم ابنّي هارون شبيراً ، وشبّراً وتفسيرهما بالعربية : الحسن والحسين (4).

وقال : انّ اليهود امروا بالإمساك يوم الجمعة ، فتركوا يوم الجمعة وامسكوا يوم السّبت فحرم عليهم الصّيد يوم السّبت (5).

قال : وكان وصيّ موسى يوشع بن نون (6).

وقال : قال رسول الله صلى الله عليه واله : رأيت إبراهيم وموسى وعيسى صلوات الله عليهم ، فأمّا موسى فرجل طوال سبط ، يشبه رجال الزّطّ ورجال أهل شنوة (7) ، وأمّا عيسى فرجل أحمر جعد ربعة. قال : ثم سكت فقيل له : يا رسلو الله فإبراهيم قال : انظروا إلى صاحبكم ، يعني نفسه صلى الله عليه واله (8).

7 ـ وعن ابن بابويه ، عن أبيه حدّثنا سعد بن عبدالله ، حدثنا محمد بن الحسين ابن أبي الخطاب ، عن محمد بن سنان ، عن مقرن إمام بني فتيان ، عمّن روى ، عن أبي عبدالله صلوات الله عليه قال : كان في زمن موسى صلوات الله عليه ملك جبار قضى حاجة مؤمن بشفاعة عبد صالح ، فتوفّي في يوم الملك الجبار والعبد الصّالح ، فقام على الملك الناس وأغلقوا ابواب السّوق لموته ثلاثة أيّام ، وبقي ذلك العبد الصّالح في بيته ، وتناولت دوابّ الارض من وجهه ، فرآه موسى بعد ثلاث ، فقال : يا رب هو عدوّك وهذا وليّك ، فأوحى الله إليه يا موسى إنّ وليّي سأل هذا الجبّار حاجة فقضاها له ، فكافأته عن المؤمن وسلّطت دوابّ الأرض على محاسن وجه المؤمن لسؤاله ذلك الجبّار (9).

8 ـ وعن ابن بابويه ، عن ابن الوليد ، عن الصفّار ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسن بن علي ، عن أبي جميلة ، عن محمد بن مروان ، عن العبد الصالح صلوات الله عليه قال : وكان من قول موسى عليه السلام حين دخل على فروعن : « اللّهم إنّي أدرأ إليك في نحره ، وأستجير بك من شرّه ، وأستعين بك » فحوّل الله ما كان في قلب فرعون من الأمن خوفاً (10).

9 ـ وعن أحمد بن محمد بن عيسى بن عن الحجّال ، عن عبد الرّحمن بن ابي حمّاد ، عن جعفر بن غياث ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إنّ فرعون بني سبع مدائن ، فتحصّن فيها من موسى ، فلمّا أمره الله أن يأتي فرعون جاءه ودخل المدينة ، فلمّا رأته الأسود بصبصبت بأذنابها ، ولم يأت مدينة إلاّ انفتح له [ بابها ] حتى انتهى إلى الّتي هو فيها ، فقعد على الباب وعليه مدرعة من صوف ومعه عصاه ، فلمّا خرج الآذن ، قال له موسى صلوات الله عليه : إنّي رسول ربّ العالمين إليك.

فلم يلتفت ، فضرب بعصاه الباب ، فلم يبق بينه وبين فرعون باب إلاّ انفتح فدخل عليه ، فقال أنا رسول ربّ العالمين فقال : ائتني بآية فألقى عصاه وكان له شعبتان ، فوقعت إحدى الشّعبتين في الأرض ، والشّعبة الاُخرى في أعلى القبّة ، فنظر فرعون إلى جوفها وهي تلهب ناراً ، وأهوت إليه فأخذت فرعون ، وصاح يا موسى خذها ، ولم يبق أحد من جلساء فرعون إلاّ هرب ، فلمّا أخذ موسى العصا ورجعت إلى فرعون نفسه همّ بتصديقه ، فقام إليه هامان وقال : بينا أنت إله تعبد إذ أنت تابع لعبد ، واجتمع الملأ وقالوا هذا ساحر عليم ، فجمع السّحرة لميقات يوم معلوم ، فلمّا ألقوا حبالهم وعصيّهم ألقى موسى عصاه فالتقمتها كلّها ، وكان في السّحرة اثنان وسبعون شيخاً خرّوا سجّداً. ثمّ قالوا لفرعون ما هذا سحر لو كان سحراً لبقيت حبالنا وعصيّنا.

ثمّ خرج موسى صلوات الله عليه ببني إسرائيل يريد أن يقطع بهم البحر ، فأنجى الله موسى ومن معه وغرق فرعون ومن معه ، فلمّا صار موسى في البحر أتبعه فرعون وجنوده ، فتهيب فرعون أن يدخل البحر ، فمثّل جبرئيل على ماديانة وكان فرعون على فحل ، فلما رأى قوم فرعون الماديانة اتبعوها ، فدخلوا البحر فغرقوا ، وأمر الله البحر فلفظ فرعون ميّتاً حتى لا يظنّ أنّه غائب وهو حيّ.

ثم إنّ الله تعالى أمر موسى أن يرجع ببني إسرائيل إلى الشّام ، فلمّا قطع البحر بهم مرّ على قوم يعكفون على أصنام لهم قالوا : يا موسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة ؟ قال : إنكم قوم تجهلون ، ثم ورث بنو إسرائيل ديارهم وأموالهم ، فكان الرّجال يدور على دور كثيرة ويدور على النّساء.

__________________
(1) بحار الأنوار ( 13/38 ـ 42 ) ، وراجع كمال الدين ( 1/150 ).
(2) بحار الأنوار ( 13/44 ـ 45 ) ، برقم : ( 10 ) ، مع اختلاف لا يضرّ بأصل المعنى.
(3) بحار الأنوار ( 13/46 ) ، برقم : ( 13 ).
(4) بحار الأنوار ( 13/11 ) ، برقم : ( 15 ).
(5) بحار الأنوار ( 14/50 ) ، عن العلل.
(6) بحار الأنوار ( 13/365 ) ، برقم : ( 7 ).
(7) في مورد من البحار : شبوه ، وشنوة لعلّه محرّف شنوءة بالفتح ثم الضّم اسم مكان باليمن تنسب إليه الأزد ، كما في معجم البلدان ( 3/368 ) أو محرّف شبوة وهو أيضاً اسم مكان باليمن كما في المعجم أيضاً.
(8) بحار الأنوار ( 12/10 ) ، برقم : ( 24 ) و( 13/11 ) ، برقم : ( 15 ) و( 14/248 ) ، برقم : ( 35 ).
(9) بحار الأنوار ( 13/350 ـ 351 ) ، برقم : ( 40 ) و( 74/306 ) ، برقم : ( 55 ) و( 75/373 ) ، برقم : (23).
(10) بحار الأنوار ( 13/132 ) ، برقم : ( 36 ) و( 95/217 ـ 218 ) ، برقم : ( 11 ).




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .