المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{ان أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه}
2024-10-31
{ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا}
2024-10-31
أكان إبراهيم يهوديا او نصرانيا
2024-10-31
{ قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله}
2024-10-31
المباهلة
2024-10-31
التضاريس في الوطن العربي
2024-10-31

تشويه التردد frequencydistortion
6-10-2021
RESONANCE
25-10-2020
الظاهر والباطن في النصوص‏
27-04-2015
الوصف النباتي للبن
2023-02-04
دفع impulse
21-4-2020
audio-visual integration
2023-06-07


الإيثار  
  
1945   12:42 مساءً   التاريخ: 24-5-2017
المؤلف : عباس ذهيبات
الكتاب أو المصدر : التكافل الاجتماعي في مدرسة اهل البيت (عليهم السلام)
الجزء والصفحة : ص26-27
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / مفاهيم ونظم تربوية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-5-2020 2211
التاريخ: 21-4-2017 2223
التاريخ: 29-4-2017 2304
التاريخ: 19-4-2016 3120

وهو قيمة أخلاقية عالية تدفع الفرد إلى تفضيل وتقديم مصلحة ومنفعة غيره على نفسه، وكل من يتصف بهذه الفضيلة تتقد روح التكافل في داخله، فيسعى إلى تقديم المساعدة والعون أو الخدمة لغيره. ومن خلال الإيثار يكون الفرد مشدوداً برباط الودّ مع العباد يسعى لتلبية حوائجهم ويتصدق عليهم بأحب الأشياء إليه.

وقد حدد الإمام الصادق (عليه السلام) مواصفات خيار الناس وشرارهم قال: (خياركم سمحاؤكم، وشراركم بخلاؤكم، ومن خالص الإيمان البرّ بالإخوان، والسعي في حوائجهم، وإنّ البار بالإخوان ليحبّه الرحمن... ثم قال لجميل بن دراج: يا جميل، أخبر بهذا غرر أصحابك، قلت: جعلت فداك من غرر اصحابي ؟ قال : هم البارون بالإخوان في العسر واليسر ، ثم قال : يا جميل ، أما إن صاحب الكثير يهون عليه ذلك ، وقد مدح الله عزّ وجل صاحب القليل ، فقال في كتابه : {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}[الحشر:9] )(1). فالإيثار قيمة أساسية تسهم في تفعيل مبدأ التكافل.

وقد أحدثت تعليمات وقيم الإسلام انقلاباً اجتماعياً هائلاً ، فبعد ان كان الإنسان الجاهلي أنانياً تتصدر مصلحته ومنفعته الأولوية ، يئد بناته خشية الإملاق والفقر، أخذ يؤثر الآخرين على نفسه ولوكان يعاني من ضيق ذات اليد ، وهي ظاهرة اجتماعية ملفتة للنظر وتستدعي الاعتبار.

جاء رجلٌ إلى النبي (صلى الله عليه واله وسلم) فشكا إليه الجوع ، فبعث رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) إلى بيوت أزواجه فقلن : (ما عندنا إلاّ الماء ، فقال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم): من لهذا الرجل اللّيلة ؟ فقال عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) : أنا له يا رسول الله، وأتى فاطمة (عليها‌ السلام) فقال لها: ما عندك يا ابنة رسول الله ؟ فقالت: ما عندنا إلاّ قوت العشيّة لكنّا نؤثر ضيفنا، فقال (عليه السلام): يا ابنة محمّد (صلى الله عليه واله وسلم) نوّمي الصبية وأطفئي المصباح ، فلمّا أصبح عليّ (عليه السلام) غدا على رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم)‌ فأخبره الخبر فلم يبرح حتّى أنزل الله عزّ وجلّ:{وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}[الحشر: 9]).

وقدّمت السيرة المطهّرة القدوة الحسنة في هذا المقام، فقد روي عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنّه ما شبع ثلاثة أيام متوالية حتى فارق الدنيا، ولو شاء لشبع، ولكنه كان يؤثر على نفسه(2).

وتبدو قيمة الإيثار جلّية في سلوك أئمة أهل البيت (عليهم السلام): حيث تجد الروح الفياضة بالعطاء ، فمن المواقف المحفورة في ذاكرة التاريخ والتي تختزن في أعماقها دلالات كبيرة أن أمير المؤمنين (عليه السلام) :(اشترى ثوبا فأعجبه فتصدق به)(3).

كلّ ذلك لأنه كان (عليه السلام) يؤثر على نفسه ، ويفضّل مصلحة غيره على مصلحته.

وعليه فالإيثار بمثابة حجر آخر في بناء أسس مبدئية تسهم في تفعيل مبدأ التكافل.

____________

1- من لا يحضره الفقيه 2: 61، الكافي 4: 41/15، باب معرفة الجود والسخاء من كتاب الزكاة.

2- تفسير نور الثقلين 5 : 286 / 60 ، تفسير الآية (9) من سورة الحشر.

3- تنبيه الخواطر / للأمير ورّام 1 : 172 باب الإيثار.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.