المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

Leaves
21-10-2015
النظرة الكونية
23-9-2018
Smooth Manifold
11-7-2021
الامهات المقصرات
9-1-2016
اصل نربون، لبن الطير التربوني، أشرس Ornithogalum narbonense
1-9-2019
الظروف الثقافية الخاصة للمجتمع الإسلامي
19-05-2015


الطفل والتعبير عن الحاجة  
  
2075   10:31 صباحاً   التاريخ: 15-1-2016
المؤلف : د. علي قائمي
الكتاب أو المصدر : علم النفس وتربية الايتام
الجزء والصفحة : ص101ـ102
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /

الإنسان كائن شديد الحاجة، فلو تعرض قسم من حاجاته للخطر مثلاً، فهذا يعني ان حياته في خطر، واستمرار حياته سيكون رهناً لمدى الاذى والضرر الذي سيتلقاه، كتعرض تنفس الإنسان للخطر مثلاً.

نستطيع ان نظهر مقاومة اكبر امام بعض الحاجات، كالحاجة الى الطعام والغذاء، لكن مقاومتنا لحاجة الماء اقل، وللأوكسجين والهواء اقل بكثير.

إن حاجة الإنسان امر في غاية الاهمية في رأي علماء النفس، لكونه عاملاً ومحرضاً داخلياً للسلوك، ولأن مكانة الإنسان وشخصيته ترتبط وثيقاً بذلك، وقد لا نعير هذا الموضوع اهمية كبيرة من رؤيتنا الاسلامية، ولكنه امر يحظى بقبولنا وتأييدنا الى درجة معينة.

على اية حال فالإنسان محتاج، وينبغي تأمين حاجاته، لأنه سيتعرض في غير هذه الحالة الى مشاكل وصعوبات وصدمات عديدة، والتي قد تنجر احياناً الى اختلالات جسمية ونفسية وعاطفية وربما عقلية، وجبران هذه الامور كما نعرف امر اقرب الى المحال.

ـ الطفل والتعبير عن الحاجة :

الطفل ايضاً كالآخرين كائن محتاج، ويعبر عن حاجته بطريقة معينة منذ الايام الاولى لولادته، يعبر عن ذلك بالبكاء والصراخ، وعادة ما تكون الامهات على علم بحاله وحاجته فيسارعن لقضائها فوراً.

تختلف الحاجات بحسب اختلاف السن، ولكنها في غاية الاهمية حتى السادسة من العمر، خصوصاً من جهة ان الطفل عاجز من قضائها بنفسه، وهذا العجز قد يسبب له بعض العقد، فهو يعتمد على امه في كل شيء ويعتبرها امله الوحيد لتأمين حاجاته.

ومن ناحية اخرى فإن تأمين حاجة الطفل يرتكز على اسس وضوابط معينة، والتي ربما تحولت الى عادة ثابتة عنده، وستترك فيه اثراً دائماً وطويلاً، حسناً كان او سيئاً، وهذا الامر تحذير مباشر خصوصاً للأمهات.

ـ تأمين المتطلبات في السنين المختلفة :

علينا الاهتمام بحاجات الاطفال الصغار كاهتمامنا بحاجاتنا تماماً، وان نوليها اهمية كبيرة، ومن الناحية العلمية علينا الانتباه الى هذه النقطة: يكون الطفل بحالة متعادلة ومتوازنة عندما تلبى حوائجه بشكل متعادل ومتوازن.

قضاء هذه الحوائج للأطفال امر شديد الارتباط بالأم، وكلما ازداد عمر الطفل قلت حاجته للآخرين واصبح اكثر اعتماداً على نفسه، وعلى الوالدين – ولا سيما الام – مساعدة الطفل وبشكل سريع، وبطريقة سليمة على الاستقلال، والعمل على تأمين حوائجه بنفسه.

انه لخطأ كبير ان تقوم الام بخدمة الطفل، والقيام بجميع شؤونه شخصياً، بل علينا تحريض الطفل على إنجاز اعماله بشكل مستقل وبما يتناسب مع رشده واستطاعته على القيام بذلك. ومن باب المثال فلنجعل الطفل يقوم بتنظيف منشفته بنفسه، وليرتب سريره بنفسه ايضاً، وان عطش مثلاً ان يقوم بإحدار الماء بنفسه و.. والخ.

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.