المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



من هي الأم؟  
  
2104   01:01 صباحاً   التاريخ: 12-1-2016
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : دور الأم في التربية
الجزء والصفحة : ص23ـ24
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /

الأم هي الإنسان التي تقوم بحمل صغيرها بين احشائها قرابة تسعة اشهر، ومن ثم تقوم بتربيته والعناية به، وانها لا تطمح بجزاء مادي او معنوي لقاء اتعابها، انها العين الساهرة والمراقبة، تسهر الليالي من اجله، لا من اجل ان يأخذ بيدها في سنوات العجز والمشيب، وتضع حياتها (في أوقات كثيرة) على حافة الموت من اجل عزيزها، ولا تريد له سوى الخير و السعادة والهناء، فالأم ملاك من ملائكة السماء على الارض استعارت جسد الإنسان وتتصف بالصفات السامية والقدسية والملكوتية..

ماهي الامومة ..

الامومة حالة ترى ان الصفات السامية للجمال تتجسم في تربية ورعاية ابنائها، ومن اجل ذلك تضحي بكل الأشياء وتتنازل عن رغباتها الخاصة، وللوصول الى سعادة ابنائها، فهي لا تميز بين القبيح والجميل.

الامومة فضيلة ملكوتية تجسدت في كيان الإنسان الترابي وتجلت فيها جميع المعاني، الصراحة، الصدق، الحب، الصفاء، العدل ، و التقوى الجميلة، الى جانب اسم الام تجد الفضيلة، الحب، الاخلاص، التضحية بالمال وترك ملذات الحياة.

الأمومة، علم عميق واصول دقيقة تجدها في اعماق ربة المنزل، والتي تؤدي الى الكمال والتخصص في تربية الابناء بدون أي طمع او مصلحة خاصة، وان أي خطا او اشتباه سيؤدي الى ضياع جيل وفساد مجتمع، والمراقبة من المجتمع، لاشك سيؤدي ذلك الى ظهور مجتمع محب ومتكامل يريد الخير للجميع .

الامومة، فن ظريف وجميل متقن، والعمل فيه يستوجب زمن، يتم العمل فيه بدقة متناهية وتخصص كافٍ ونتيجة هذا الفن الظريف هي تربية ابن بار، محب ، عادي ، يحب الخير للجميع، متقٍ، متكاملٍ، ويعمل من اجل رفع راية الحق.

قلنا ان الامومة فن، ذلك لان عمل الامومة تربية الابناء، وصناعة الإنسان، تربية الرجال الاخيار، ووضع الاسس الاخلاقية والإنسانية، وصنع مجتمع صالح للغد القادم. ومسك زمام وقلب المجتمع النابض، وادارة العائلة وتنظيم امورها، وان هذه الاعمال لا يمكن ان يقوم بها انسان جاهل او بسيط ساذج.

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.