أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-9-2016
2110
التاريخ: 12-1-2016
2500
التاريخ: 9-1-2016
2798
التاريخ: 11-1-2016
2342
|
وهي من الأمور الواجبة بل إكمال التربية متوقف عليها، وهي تشمل كل مــراحــل الطفل حتى يكبر بل أحياناً لو كان متزوّجاً مستقلاً عن والديه، كما وتشمل كافة المسائل التي لها علاقة ببدن الطفل وروحه نحو:
1- مراقبة لباس الطفل:
من ناحية النظافة والطهارة ليتعود على لبس الثياب النظيفة واللائقة بحاله.
وينبغي تعليمه الطهارة والتطهير وغسل الجنابة والوضوء وكيفية التطهير من البول والغائط وكيفية الاستبراء.
ومن ناحية كيفية اللباس وألوانه المتناسبة مع بعضها البعض، لكي يبدو بهيئة حسنة أمام أقرانه فلا يكن سخرية لهم، خاصة عند خروجه إلى المدرسة والأماكن العامة.
وتزداد المراقبة للطفل كلما ازداد عمره لتعلقه باللباس النظيف والأنيق ولازدياد خروجه مع أصدقائه.
وتبلغ المراقبة ذروتها عندما يدخل في مرحلة المراهقة حيث يصبح يهتم بلباسه أكثر من طعامه لتوهّمه أنّ الرجولة في حسن اللباس ونوعيته دون أخلاقهم وآدابهم وحسن معاشرتهم وتعاملهم مع الناس.
وليس المراد من مراقبة لباس الطفل والأولاد هو تعويدهم على اللباس الجديد والمتعدّد، إنّما المراد أن يكون لباس الأولاد بهيئة متعارفة غير مهينة لكي لا تؤثر على سلوكهم وأخلاقهم، ولا يكونوا مورداً لاستهتار الاولاد الآخرين بهم.
وأيضاً ينبغي مراقبة اللباس وأن لا يكون لباساً غريباً ومستهجناً، وأن لا يكون فيه تقليد للثقافة الغربية المستكبرة، كبعض الألبسة المتعارفة في هذه الأزمنة من تشبه الرجال بالرجال والنساء بالنساء، أو ما تعارف في حلق شعر الرأس بكيفية غريبة (مارنز) وقد ورد النهي عن ذلك عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: ((لا تحلقوا الصبيان القزع))، والقزع أن يحلق موضعاً ويدع موضعاً(1).
2- مراقبة طعام وشراب الطفل:
والطعام والشراب يؤثران على نفسيّة الطفل وبدنه، ففقدان الجسد لبعض أنواع الطعام وخصوصاً التي فيها فيتامينات أساسية للطفل يؤدي إلى نقصان، كالنقصان الحاصل في طول الطفل أو ضعف بصره أو قوّته وصبره وجلادته، فالنقصان في هذه المسائل يجعل الطفل يحسّ بنقص عندما يجالس أصدقاءه في المدرسة وخارجها، خاصة عند مشاركته لبعض الأنشطة الرياضية أو الفكرية، فتتعقد نفسية الطفل وتؤدّي إلى سوء التربية، وما ذلك إلا من إهمال الوالدين لأولادهم في الطعام والشراب ونوعيته.
وأيضاً ينبغي مراقبة حلية الطعام والشراب وطهارته، فلا يترك الطفل يأكل الطعام الحرام والنجس والمسروق، بل والذي فيه شبهة، لما فيه من الأثر السيئ على نفسية الطفل وشخصيته حتى لو كان قبل سنّ التكليف، لأنّ في تناول هذه الأطعمة والأشربة حرمة تكليفية وحرمة وضعيّة، فالأولى ترتفع لعدم بلوغ الطفل سنّ التكليف أما الثانية فإنّها تبقى لتؤثر على قلب الطفل وقساوته وتعويده على فعل الحرام وأكله والاقتحام في الشبهات وهتكه للتكاليف الشرعية منذ صغره.
3- مراقبة نوم الطفل:
إذ يحتاج الجسم السليم إلى مقدار من النوم خاصة في طفولته، وأيضاً لا بد من مراقبة كيفية نومه، فمثلاً لا يكون على جهة واحدة في أوائل طفولته لكي لا تؤثر على كيفية تكون جسده وخاصه رقبته ورأسه، فإنّ إهمال بعض الأهل في ذلك يؤدّي إلى تكون رأس الأطفال أو أذانهم بشكل غير مناسب، والذي قد تؤثر على شخصيته فيما بعد.
وهكذا في وقت نومه فلا يكون متأخراً لكي لا يؤثر على صحته ودراسته ومستقبله.
4- سلوك الطفل:
في معاشرته لبقية الأطفال وتعامله معهم، فهل خروجه أو جلوسه معهم يفيده سلوكيّاً أو أخلاقياً أو لدراسته وثقافته وأدبه، أم أنّهم يقضون أوقاتهم في اللهو وسوء الأدب.
فكما يحتاج الولد إلى مقدار للهو واللعب، فكذلك بحاجة لكي يراجع دروسه ويزداد
أدباً وأخلاقاً.
وأيضاً فليراقب مشي الطفل على الطرقات بأية كيفية هو، هل هو مشـي مــرح أم مشي قصد، هل طريقة مشيه فيها سوء أدب، كأن يأكل أثناء مشيه ويرفع صوته ويضرب رفاقه ويعلو ضحكه وصراخه.
فإذا تُرك الطفل يفعل ذلك في صغره، فإنّه سوف يستمر على ذلك بـعـد كـبـره بـل سيزداد سوءاً من ذلك كما نراه في كثير من المجتمعات.
{وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَابُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ * وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ * وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ * يَابُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ * يَابُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ * وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ * وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ} [لقمان: 13 - 19].
وينبغي مراقبة تعامل الأطفال مع من هم أكبر منهم، فيؤمر باحترام كل كبير وتقديره وإلقاء السلام عليه وتقديمه في المجلس والكلام، لكي يتعود على احترام كلّ كبير منذ صغره.
كما ينبغي المحافظة على نظافة الطفل وتعويده على رمي الأوساخ في مكانها المعدّ لها، وعدم تلويث ثيابه وأثاث المنزل ووسائل دراسته ومختصاته، وعدم الاستهانة بالنعمة سواءً نعمة الطعام أو الشراب أو اللباس أو أدوات الكهرباء والسيارة والكمبيوتر وما شابه، وليؤمر بعدم سرف الماء أثناء استعماله، وبإطفاء الأضوية الكهربائية نهاراً أو التي لا حاجة لها ليلاً، والمحافظة على البيئة والأشجار ومنظر الطبيعة، كل ذلك لتعويده على الاهتمام بالمسؤولية وتحملها وبعدم وقوعه في الحرام والإسراف، ولا ينسى الوالدان حنّه على شكر الله على نعمه لتدوم، قال تعالى: {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} [إبراهيم: 7].
وقال أمير المؤمنين (عليه السلام): لا تدوم النعم إلا بعد ثلاث: معرفة بما يلزم لله سبحانه فيها، وأداء شكرها، والتعب فيها(2).
5- مراقبة كلام الطفل:
فينهى عن الكلام البذيء والسباب حتى لو كان طفلاً صغيراً لكي لا يتعود على هذه الألفاظ فيصعب نهيه عنها عند بلوغه.
وينبغي للوالدين عدم ذكر الكلام غير المناسب أمام أطفالهم ولو على سبيل المداعبة والمزاح، مثل ذكر بعض أسماء الحيوانات على شكل السباب نحو: يا حمار و...
وأيضاً ليتجنّب الوالدان المشاجرة أمام أطفالهم لأنّ الإنسان أثناء المشاجرة يغضب وإذا غضب فاحتمال خروج الكلام غير المناسب وارد.
6- مراقبة الشذوذ الجنسي عند الأولاد:
سواء عند الشباب أو الشابات، الصغار منهم أو الكبار.
أما الشباب فينبغي للوالدين - بل يجب - مراقبة الأطفال الذين قاربوا مـن سـن التكليف هل يعاشرون أصحاب الأخلاق المنحرفة، وهل يخرجون ويجلسون مع
فتيات متبرجات فاسدات؟
وهل يذهبون إلى أماكن الفسق والفجور والملاهي؟
وأمام شاشة التلفزة ماذا يجري، وأيّة محطّة يشاهد ذلك الشاب البريء؟.
وهل يشاهدون المجلات الخلاعية والصور الغربية؟
كل هذه المسائل هي بداية فشل الشاب دراسيّاً واجتماعياً وسلوكياً وتربوياً، فالخروج إلى أمكنة اللهو والفسق والمكوث أمام شاشة التلفزة يهدم دراسة الشاب واهتمامه بمستقبله، أو بتجارته أو صناعته أو زراعته.
ولا يخجل الآباء من مراقبة ومتابعة الأولاد بهذه الأمور، لأن الخجل أهون من الفضيحة والعار في الدنيا أمام الناس، وفي الآخرة أمام الله عند الحساب والعقاب على ما قصر في مراقبة أولاده.
وتشتد المراقبة عند بلوغ الأطفال حتى مرحلة المراهقة، فإن خروج الشباب يكثر وأساليبهم تزداد ومعارفهم تصبح أكثر وأخطر، لذا لا بد من توعية الشباب في هذه المرحلة، ولا ينفع منعهم بل لا يمكن، فالأفضل توعيتهم من مخاطر هذا العمل وتأثيره على مستقبله ودراسته وسلوكه، وليفهم أن المستقبل أمامه لاختيار شريكة حياته المناسبة والتي سوف تكون أُمّاً لأولاده وسكن له، تحفظه إذا غاب وتحافظ عليه وعلى أمواله وأولاده وأسراره.
وإن هذه النزوة والشهوة مؤقتة لا تفيد وضررها كبير إذا كانت عن غير الطرق المشروعة.
وأما البنات: فمراقبتهن أوجب وأدق، سواءً في مرحلة البلوغ أو بعده(3)، فيجب مراقبتهن في البيت على شاشة التلفزة أو في المجلات التي تدخل إلى البيت، وإلى من يأتي إلى زيارتهن.
كما ويجب مراقبتهن خارج المنزل سواء في المدرسة أم خارجها، فمن يعاشرن ومع من يدرسن وإلى أين يذهبن؟
وكيف يخرجن من المنزل هل بالحجاب الشرعي أم باللباس المثير للشهوة؟
وهل يضعن المساحيق على وجوههن - الحمرة والكحل - وهل يلبسن الثياب ذات
الألوان الفاقعة المثيرة للأنظار؟ وهل يزيّن أنفسهن بالذهب؟
وهل يضعن العطر الذي تبقى رائحته وتنتشر في أُنوف الآخرين؟
وكيف يقبل الوالدان خروج بناتهم كذلك، وأين العفّة والشرف؟ أين الاقتداء بفاطمة الزهراء وزينب الحوراء (صلوات الله عليهما).
وينبغي منعهن من الخروج إلى أماكن يكثر فيها الرجال، أو إلى أماكن الفسق والفجور، أو في وقت يقل فيه المارّة كوقت الظهيرة، وخاصة بعد المغرب، الوقت الذي يخاف فيه على النساء، وهو لا يخلو من التهمة لمن يخرج فيه.
ثم لتعلم الفتيات المتبرجات أنّهنّ يشاركن في هدم المجتمع وعدم تطوّره، فإنّ الفتاة التي تخرج متبرجة إلى السوق سوف تؤثر على كل رجل وشاب يراها وسوف يؤثر ذلك على عمله.
وأخطر من ذلك ما يحل في المدارس والجامعات، فإنّ الشاب إذا كانت إلى جانبه فتاة متبرجة تلبس الثياب المثيرة أو القصيرة، وتضع العطر القوي، فماذا يتوقع من هذا الشاب الذي هو أمل المستقبل؟!
نسأل الله العلي القدير أن يعيننا على تربية أولادنا لننال بذلك مرضاته سبحانه وتعالى وجوار نبيه محمد (صلى الله عليه وآله) وآله الطاهرين (عليهم السلام).
___________________________
(1) الكافي: 6/ 40، ح 1.
(2) تحف العقول: 318.
(3) وهو من سن التاسعة إلى الخامسة عشرة.
|
|
أكبر مسؤول طبي بريطاني: لهذا السبب يعيش الأطفال حياة أقصر
|
|
|
|
|
طريقة مبتكرة لمكافحة الفيروسات المهددة للبشرية
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تناقش تحضيراتها لإطلاق مؤتمرها العلمي الدولي السادس
|
|
|