لو لم يجد إلاّ الثوب النجس صلّى عاريا إن تمكن من نزعه‌ ، لقول  الصادق عليه السلام في رجل أصابته جنابة وهو بالفلاة وليس عليه إلاّ ثوب واحد وأصابه منيّ قال : « يتيمم ويطرح ثوبه ويجلس مجتمعا ويصلّي ويومئ إيماء » (6).

وإن لم يتمكن من نزعه صلّى فيه ولا إعادة عليه ، للضرورة في الموضعين لقول  الصادق عليه السلام في الرجل يجنب في الثوب أو يصيبه‌ بول وليس معه غيره قال : « يصلّي فيه إذا اضطر إليه » (2).

وعلى هذا التفصيل يحمل قول الكاظم عليه السلام في رجل أصاب ثوبه دم نصفه أو كلّه وحضرت الصلاة يصلّي فيه أو يصلّي عريانا؟ قال : « إن وجد ماء غسله ، وإن لم يجد ماء صلّى فيه ولم يصل عريانا » (3).

وللشيخ قول بالإعادة لو صلّى فيه للضرورة (4) ، لقول  الصادق عليه السلام وقد سئل عن رجل ليس معه إلاّ ثوب لا تحل الصلاة فيه ولا يجد ماء يغسله كيف يصنع؟ قال : « يتيمم ويصلّي ، فإذا أصاب ماء غسله وأعاد الصلاة » (5).

وهي ضعيفة السند ، ومدفوعة بأن الأمر للإجزاء.

وبالصلاة عاريا فلا إعادة قال الشافعي في المذهب المشهور ، والليث بن سعد (6).

وقال أبو حنيفة : يتخير إن شاء صلّى فيه ، وإن شاء صلّى عاريا ، ولم يفرق بين مقادير النجاسة في رواية أبي يوسف (7).

وفي رواية محمد : إن كان الدم أكثر من قدر درهم لم يجز أن يصلّي عريانا ، وإن كان مملوءا دما يتخير لأن ترك السترة إخلال بواجب ، والصلاة‌ بالنجاسة كذلك ، ولا يمكن الجمع بينهما فيتخير (8). وينتقض بجلد الميتة.

وقال مالك ، والأوزاعي : يصلّي فيه ولا إعادة (9) لأنّ النجاسة لا تجب إزالتها عن المصلّي عنده ، وقد سبق.

__________________

(1) التهذيب 1 : 406 ـ 1278 و 2 : 223 ـ 882 ، الاستبصار 1 : 168 ـ 583.

(2) التهذيب 2 : 224 ـ 883 ، الاستبصار 1 : 169 ـ 584.

(3) الفقيه 1 : 160 ـ 756 ، التهذيب 2 : 224 ـ 884 ، الاستبصار 1 : 169 ـ 585 ، قرب الاسناد : 89.

(4) المبسوط للطوسي 1 : 91.

(5) التهذيب 1 : 407 ـ 1279 و 2 : 224 ـ 886 ، الاستبصار 1 : 169 ـ 587.

(6) المجموع 3 : 142 ، فتح العزيز 4 : 104 ، المهذب للشيرازي 1 : 68 ، كفاية الأخيار 1 : 57 ، المغني 1 : 666 ، الشرح الكبير 1 : 499.

(7) المجموع 3 : 143 ، الشرح الكبير 1 : 499 ، حلية العلماء 2 : 46.

(8) حلية العلماء 2 : 46.

(9) بلغة السالك 1 : 104 ، القوانين الفقهية : 59 ، المجموع 3 : 143 ، المغني 1 : 666 و 667 ، الشرح الكبير 1 : 499.