أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-4-2018
1760
التاريخ: 5-6-2017
2339
التاريخ: 7-4-2021
2265
التاريخ: 8-1-2016
2480
|
من الأمور التي توقع الأبناء بالعقوق هو شيخوخة الأبوين الى حد وصولهم الى العجز الذي يؤدي الى عدم قدرتهم على قضاء حاجتهم لوحدهم , فترفض الزوجة ذلك باعتبار أنها غير مسؤولة عن ذلك , ويقوم الابن بذلك لفترة ثم يصل الى مرحلة يجد نفسه أنه غير قادر على إكمال هذه المسيرة فيطرد والده من البيت , أو على الأقل يأخذه الى مأوى للعجزة .
هذا الولد ألم يكن طفلا وكانت أمه التي يأنف منها الآن ويقرف تمسح له وسخه وتقضي له حاجته ؟ أين الوفاء ؟ وقبل ذلك أين الإنسانية ؟
كثيرة هي الحالات التي أدمت قلوبنا والناتجة عن ترك الأولاد لأهلهم في سن أصبحوا بحاجة فيه لأولادهم الذين بذلوا الوقت والمال وكل غال ورخيص من أجل تربيتهم ,لو أن هؤلاء الاولاد يعلمون الأجر الكبير الذي يتركونه بتركهم لأهلهم لما فعلوا ذلك . بل لوأنهم يدرون العقاب الذي سينالونه من جراء تركهم لهم وهو جهنم وساءت مصيرا لما فعلوا ما فعلوه ولكنهم أصيبوا بغشاوة على أعينهم فلم يعودوا يبصرون .
وقد ورد عن إبراهيم بن شعيب أنه قال للإمام الصادق (عليه السلام):
(إن أبي قد كبر جدا وضعف فنحن نحمله إذا أراد الحاجة ؟ فقال : إن استطعت أن تلي ذلك منه فافعل ولقمه بيدك فإنه جنة لك غدا)(3) ، إن الإمام الصادق(عليه السلام) يطلب من هذا الشخص أن يستمر بقضاء حاجة والده, بل بكل أمور الأب ولو استلزم الأمر أكثر من قضاء الحاجة والإطعام ،لان هذا الفعل سيكون حتما سببا لدخوله الجنة .
ـ قصة وعبرة :
ومن القضايا الكثيرة التي عشناها قضية امرأة كبرت بالعمر كثيرا وصارت لا تستطيع قضاء حاجتها بنفسها وكان أولادها يلقون همها كل واحد منهم على الآخر ما يؤدي الى تخاصمهم ولجوئهم الى المحاكم , وعندما جاؤوا إلينا قمنا بوعظهم ونبهناهم الى عظم الجرم الذي يقعون فيه , وبعد إفهامهم الحكم الشرعي بوجوب قيامهم برعاية أمهم وأنه لا يسقط الوجوب عن أحدهم بعصيان الآخر اتفقنا على توزيع هذا الواجب عليهم بالتساوي فقمنا ببرمجة الأمر حيث يكون نصيب كل واحد منهم وقتا محددا مساويا للآخرين , ولكن هذا البرنامج كثيرا ما كان يتعرض للانتكاس بسبب ضيق زوجة أحدهم من تحمل هذه الام المعذبة , ومع ذلك ظلوا يتحملون الأمر لسنوات طوال متمنين في كل سنة أن ينتهي عمر هذه الأم ولكنها قاومت الأمراض وعاشت سنين طويلة حتى وصلت الى مرحلة متقدمة من الهرم مع بعض الخوف الذي ينتابها بين الحين والآخر , حتى وصل الأبناء الى قناعة أن يدخلوها الى مأوى للعجزة وقلنا لهم وقتها عندما سألونا عن الموقف الشرعي في هذا المجال بأنه صحيح قد لا يكون محرما عليكم أن تدخلوها المأوى ولكنكم تتركون أجرا كبيرا إضافة الى أنكم تضيعون سمعة طيبة حصلتم عليها من خلال احتضانكم لأمكم اصبروا قليلا ولا تضيعوا ما فعلتموه . ولكنهم أصروا وأدخلوا أمهم المصحة وانتشر الخبر بين الناس ما اضطرهم الى التبرير الدائم عن الفعل الذي قاموا به , ولكن المفاجأة التي حصلت أنها توفيت في المصح بعد عشرة أيام من دخولها إليه , فلو أنهم تحملوا قليلا لكانوا حصلوا على الأجر الكبير من الله سبحانه وتعالى ولما تعرضوا للكلام الذي سمعوه الآن بأنهم لم يستطيعوا التحمل قليلا من أجل أمهم فحصل معهم تماما كالذي يحلب البقرة فيملأ دلوا كبيرة ثم يريقه على الارض , وهذا أبرز مصاديق سوء التوفيق المرتبط أساسا بعدم صدق النية , لانهم تحملوا الأمر مع كثير من الشكوى والمشاكل طوال أحد عشرة سنة اضاعوها بعدم القدرة على الصبر عشرة أيام وهذا دليل على عدم خلوص النية لله عز وجل فكما قيل في الحكمة الشائعة:(خير الأعمال بالإكمال).
___________________
1ـ الكافي الجزء 2 ص 762 .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|