المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 16450 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


روح الجِنان و رُوح الجَنان لأبي الفتوح الرازي: تفسير اجتهادي  
  
3030   02:38 صباحاً   التاريخ: 16-10-2014
المؤلف : محمد هادي معرفة
الكتاب أو المصدر : التفسير والمفسرون في ثوبه القشيب
الجزء والصفحة : ج2 ، ص863-872.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / التفسير والمفسرون / مناهج التفسير / منهج التفسير الإجتهادي /

هـو جـمال الدين ابو الفتوح الحسين بن علي بن محمد بن احمد الخزاعي الرازي ، من احفاد نافع بن بـديـل بـن ورقاء الخزاعي . ونافع وابوه بديل من اصحاب رسول اللّه (صلى الله عليه واله وسلم) ، واستشهد نافع ومات بـديـل في حياة الرسول ، واخوه عبداللّه بن بديل استشهد بصفين في ركاب علي (عليه السلام) . كانت اسرته مـمـن هاجر الى بلاد فارس وسكنت في مدينة نيسابور ، وانتقل جده الى الري ، فاشتهر بها وكان جـده ابـوبـكر احمد بن الحسين بن احمد الخزاعي ، نزيل الري من تلامذة السيد المرتضى (قدس سره) وتتلمذ على يد السيد ابن زهرة ، والشيخ ابي جعفر الطوسي ايضاً.

كـان مترجمنا عالماً خبيراً بأحوال الرواة والمحدثين ، وكان له صيت في أرجاء البلاد ، كان يرتحل الـيـه رواد الـعـلم وطلاب الحديث ومن أشهر تلاميذه ابن شهرآشوب والشيخ منتجب الدين ، وغـيـرهـما من كبار العلماء . وتتلمذ على ايدي علماء مشاهير ، امثال الشيخ ابي الوفاء عبد الجبار المقري تلميذ الشيخ الطوسي ، والشيخ ابي علي ابن الشيخ ، والقاضي عماد الدين الاسترابادي قاضي الري ، وجاراللّه الزمخشري وغيرهم .

مـن اشـهـر مـؤلـفاته : التفسير الكبير ، المعروف روح الجِنان ورُوح الجَنان ، الذي وضعه باللغة الفارسية ، التي كانت دارجة ذلك العهد ، في بلاد ايران ، وذلك ان احس بحاجة الامة الى تفسير يقرب مـن مـتـناول اهل تلك البلاد ، فكان في نثر ادبي بليغ ‌و سبك سهل بديع . يقول هو في سبب تأليفه : ان جـمـاعـة مـن اعاظم اهل العلم في بلده التمسوا منه ان يضع لهم تفسيراً يقرب من افهامهم ، ويسهل الـتـنـاول مـنـه لدى عامة اهل زمانه ، حيث إعوزازهم تفسيرا جامعاً وشاملاً وسهلاً على الناس ، فـأجـاب لـمـلـتمسهم وازاح الاشكال من نفوسهم . فوضع تفسيراً جامعاً وشاملاً ، وفي نفس الوقت متوسطاً بين الايجاز المخل والاطناب الممل  .
فقدم على تفسيره مقدمات ، ذكر فيها : اقسام معاني القرآن ، وانواع آيه ، وأسماءه ، ومعنى السورة والآية ، ثم ثواب تلاوته ، والترغيب في معرفة غريبه ، ومعنى التفسير والتأويل  . وهو تفسير جيد متين ، قد فصل في الكلام عن معضلات الآيات ، وشرحها شرحاً وافياً في اوجز كـلام واخـصر بيان . متعرضاً لجوانب مختلفة من الكلام حول الآية ، ان كلامية او ادبية او فقهية ونحو ذلك ، وإنما يتكلم عن علم ومعرفة واسعة ، و يؤدي المسألة حقها بإيجاز وايفاء.

و لـهـذا التفسير مكانة رفيعة في كتب التفاسير ، فكثير من كتب التفسير رست مبانيها على قواعده الركينة وبنت مسائلها على مباحثها الحكيمة هذا الإمام الرازي ، شيخ المفسرين ، بنى تفسيره الكبير عـلى مباني شيخنا ابي الفتوح ، فيما فتح اللّه عليه أمهات المباحث الجليلة قال العلامة القاضي نور اللّه التستري المرعشي : ان هذا التفسير من خير التفاسير ، وقد سمحت به قريحة شيخنا الرازي الوقادة ، ومما لا نظير له في كتب التفسير ، في عذوبة الفاظه وسلاسة عباراته ، وظرافة اسلوبه ودقـة اختياره ، و قد بنى عليه الفخر الرازي في تفسيره الكبير ، فأخذ منه اللباب ، وزاد عليه بعض تـشـكـيـكـاتـه ، مـما زاد في الحجم ، ولكن الاصل اللباب ، هو ما ذكره مفسرنا الرازي ابو الفتوح الكبير (1) .

و قد تتبعت مواضع من التفسيرين ، فوجدت الامر كما ذكره القاضي ، كان الاصل ما ذكره ابو الفتوح الرازي ، وجاء تحقيق الفخر فرعاً عليه ومقتبساً منه ، ولو مع زيادات .
مـثـلا عـنـد قوله تعالى : {فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ} [البقرة: 34] ذهب ابـو الـفتوح الى ان ابليس لم يزل كان كافراً ، وان المؤمن سوف لا يكفر ، لان الايمان يوجب استحقاق الـثـواب الـدائم ، وكـذا الـكـفـر يـوجـب اسـتـحـقاق العقاب الدائم ، والجمع بين الاستحقاقين محال (2) .

وهـكـذا جاء الاستدلال في (التفسير الكبير) ، قال : الوجه الثاني في تقرير انه كان كافراً ابداً ، قـول اصـحاب الموافاة ، وذلك لان الايمان يوجب استحقاق الثواب الدائم ، والكفر يوجب استحقاق الـعـقـاب الدائم ، والجمع بين الثواب الدائم والعقاب الدائم محال ، فاذا صدر الايمان من المكلف في وقت ثم صدر عنه ـ والعياذ باللّه ـ بعد ذلك كفر ، فإما ان يبقى الاستحقاقان معاً وهو محال ـ على ما بيناه ـ او يكون الطارئ مزيلاً للسابق ، وهو ايضاً محال ، لان القول بالإحباط باطل ... (3).

و يـبـحـث الرازي عن قوله : (وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ) هل كان هناك كفار غير ابليس حتى يكون واحدا منهم ؟ فيجيب عن ذلك بجوابات ، كلها واردة في كلام ابي الفتوح الرازي (4).


اما منهجه في التفسير ، فجرى على منوال سائر التفاسير ، فيبدأ بذكر السورة واسمائها وفضلها وثواب قراتها ، ثم يذكر جملة من الآيات ، مع ترجمتها بالفارسية ، ويفسرها جملة جملة ، فيبدأ باللغة والـنـحـو والـصـرف ، ثـم القراءة احياناً ثم ذكر اسباب النزول ، والتفسير اخيراً ، كل ذلك باللغة الفارسية القديمة ، ولكن في اسلوب سهل بديع .

ومن براعته في اللغة : إحاطته بمفردات اللغة الفارسية المرادفة تماماً مع مفردات لغة العرب ، في مثل : (فسوس ) مرادفة لكلمة (الاستهزاء) ، و(ديو) لكلمة (الشيطان ) ، لانه من الجن ، والـجـن في الفارسية : (ديو) (5). و (پيمان ) لكلمة (الميثاق ) و(برفروزد) لقوله (استوقد) و(دوزخ ) لجهنم ، و(كارشكسته ) بمعنى (كاركشته ) مرادفة لكلمة (ذلول) (6). و (شكمش بياماسامد) بمعنى (انتفخ بطنه) (7). و(خداوندان عـلـم ) بـمـعـنـى (اولـوا الـعـلـم) (8). و (خـاك بـاز شـيـارانـد) بـمـعـنـى (تـثـيـر الارض) (9). و(هـمـتـا) و(انباز) بمعنى (الشريك) (10) . و (سـتـون چـوب دركش گرفت) بمعنى (چوب ستون را در بغل گرفت) مرادفة لقولهم : (احـتـضـن الشي) (11). و(ما خواستمانى كه در آن خيرى بودى تا ما نيز به آن خير برسيدمانى ) تعبير فارسي قديم (12) .  و هكذا (و ما را بپاى ، وگوش نما) مرادفة لكلمة (راعـنـا) (13). و (بـا من بازار مى كنى ) ترجمة لعبارة : (ام الى تشوقت )من كلام الامـام امـيـر الـمؤمنين (عليه السلام) (14) ، وربما قرئ بالسين ، ولعل العبارة ترجمة (تسوقت) بالسين لتكون ترجمتها (بازار گرمى مى كنى ).

واسـتـعمل (مه) ـ بكسر الميم ـ بمعنى (الاكبر) في قوله : (هارون در سال امن وعفو زاد وبـه يـكـسـال مه موسى بود) (15) ، وهو في مقابلة (كه) ـ بكسر الكاف ـ بمعنى (الاصغر) وقد جاء في كلام (سعدي) الشيرازي .

چه از قومى يكى بى دانشى كرد ـــــ نه كه را منزلت ماند نه مه را.

كما انه لم يتقيد بترجمة ظاهر الكلمة ، وانما فسر معناها تفسيراً يتطابق مع العقل والواقع . مـثـلا : فـسـر قـوله تعالى : {وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ ...} [البقرة: 14] بإذا خلوا الى رؤسائهم وأكـابرهم ، لانه فسر (الشيطان) بكل متمردٍ عاتٍ ، سواء أكان من الجن ام الانس ، وحتى الحيوان الخبيث يقال له : شيطان عند العرب ، كالأفعى في قوله تعالى : {كَأَنَّهُ رُؤوسُ الشَّيَاطِينِ } [الصافات: 65] اي رؤوس الافاعي والحيات (16) .

والـمطالع في هذا التفسير يجد براعته الفائقة في مختلف العلوم الاسلامية ، ولاسيما الفقه وعلم الكلام .

من ذلك نجده عند تفسير قوله تعالى : {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً ...} [البقرة: 67] يبحث هل كان بـنـو اسـرائيل مكلفين بالخصوصيات من بدء الامر؟ اوليس في ذلك تأخير للبيان عن وقت الخطاب ؟ فـيـقول : هذا عند المعتزلة واصحاب الحديث واكثر اهل الكلام غير جائز ، لكن السيد المرتضى عـلـم الـهدى أجاز تأخير البيان عن وقت الخطاب الى وقت الحاجة ، ويأخذ الآية دليلاً على صحة مذهب المرتضى (17)  .

و هـكذا يذهب الى ان المؤمن لا يرتد ولا يكفر بعد الايمان ، ويؤول ما ظاهره الخلاف ، مستدلاً بأن الايـمـان عـمل يستحق صاحبه المثوبة الدائمة ، ولا مثوبة مع موافاة الكفر ، وكانت عقوبته دائمة ايضاً ، اذ لا يجتمع تداوم الأمرين  .

قال عند تفسير قوله تعالى : {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ} [البقرة: 34] القائل بأن ذلك كفر من ابليس ، جعلوا (كان ) بمعنى (صار) اي وصار من الكافرين ، لكنه خطأ من وجهين : أولاً : ذلك عدول عن ظاهر اللفظ بلا ضرورة تدعو اليه ، ثـانـيـاً : جعل العمل الجوارحي كفراً ، اي موجباً للكفر ، في حين انه يوجب الفسق ، حتى ولو كانت كـبـيـرة ، عـلـى خـلاف مـذهـب اهـل الاعـتزال ، حيث جعلوا فعل الكبيرة موجباً للكفر ، وهذا خلاف البرهان .

ثـم أخذ في الاستدلال على ان الايمان لا يتعقبه كفر او نفاق ، وانما هو كاشف عن عدمه من قبل ، ولم يكن سوى ايمان ظاهري لا واقعي قال ـ ما لفظه بالفارسية ـ : (و مـذهـب ما آن است كه مؤمن حقيقى ، كه خداى تعالى از او ايمان داند ، كافر نشود ، براى منع دلـيـلـى ، وآن دليل آن است كه اجماع امت است كه مؤمن مستحق ثواب ابد بود ، وكافر مستحق عقاب ابد بود ، وجمع بين استحقاقين بر سبيل تأبيد محال بود ، چه استحقاق در صحت واستحالت ، تـبع وصول باشد واحباط بنزديك ما باطل است ، چنانكه بيانش كرده شود ، پس دليل مانع از ارتداد مؤمن اين است كه گفتيم وابليس هميشه كافر بود ومنافق (وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ) (18) .

 

يـقـول : انـعـقـد اجماع الامة على ان المؤمن يستحق مثوبة دائمة ، وكذلك الكافر يستحق عقوبة دائمـة ، والجمع بين تداوم الاستحقاقين محال ، ذلك لان الاستحقاق يستدعي بلوغ الثواب ووصوله اليه فاذا كان الايمان متأخراً كفر ما قبله (الاسلام يجب ما قبله ) (19) و اما الكفر المتأخر فلا يوجب حبط الايمان ، لان من يعمل مثقال ذرة خيراً يره .

ونـجـده يـفـصـل الـكـلام حول الامام الثاني عشر المهدي المنتظر ، كلما حن الكلام في تفسيره بالمناسبة . مـثلا : يقول في تفسير (الغيب) من قوله تعالى : {يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ} [البقرة: 3] جاء في تفسير اهل البيت (عليه السلام) : ان المراد به هو المهدي (عليه السلام) وهو الغائب الموعود في الكتاب والسنة ، اما الكتاب فقوله تـعالى : {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ} [النور: 55] .

وامـا الاحـاديث ، فكثيرة ، منها قوله (عليه السلام) : (لو لم يبق من الدنيا الا يوم واحد لطول اللّه ذلك اليوم حتى يخرج رجل من اهل بيتي يواطي اسمه اسمي وكنيته كنيتي ، يملا الارض عدلا وقسطا كما ملئت جوراً وظلماً).

وهـذه الاوصـاف لم تجتمع الا في شخص المهدي المنتظر ـ عجل اللّه تعالى فرجه الشريف ـ ثم يقول : كلما مررنا بآية تعرضت لهذا المعنى ، استقصينا الأخبار بشأنه (20) .

ولـه فـي مباحث الهداية والضلال بحوث مذيلة ، وفي نفس الوقت ممتعة ، استفاض فيها الكلام من جميع جوانبه  (21) .

ثم انه لا يترك موضعاً من التفسير يناسب ذكر مسائل الخلاف الا بينه بتفصيل ، وذكر مواقف الشيعة الامامية في ذلك .

مـثلا ، عند تفسير قوله تعالى : {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا } [البقرة: 34] يتعرض لأنحاء السجود ، منها : السجود في الصلاة ، وهو ركن من اركانها ـ ويفسر معنى الركن ـ وسجدة الـسهو ، وسجدة الشكر ، وسجدة القرآن ، وهذه الاخيرة اما واجبة في اربعة مواضع : الم تنزيل ، حم السجدة ، النجم ، اقرأ . او سنة ، ففي احد عشر موضعاً ، فالمجموع : خمسة عشر موضعاً عندنا . وعـنـد الشافعي : اربعة عشر موضعاً ، كلها سنة ثم يفصل في احكام سور العزائم ، مما يخص مذهب الامامية ، ويذكر مواضع سجود السهو للصلاة ، ومذهب سائر المذاهب في ذلك .

ويـذكر علائم المؤمن الخمس : الصلاة احدى وخمسين ، وزيارة الاربعين ـ في اليوم العشرين مـن شهر صفر بكربلاء ـ والتختم باليمين ، وتعفير الجبين ، والجهر ببسم اللّه الرحمن الرحيم ويـذكر سبب استحباب زيارة الحسين (عليه السلام) في يوم الاربعين بكربلاء ، وهو يوم ورود جابر بكربلاء ، بعد مقتل الحسين بأربعين يوماً  (22) .
ومما يمتاز به هذا التفسير ، احاطة صاحبه بالتاريخ والسيرة الكريمة ، وكذلك بالاحاديث الشريفة فـي مـخـتـلف شؤون الدين ، ومن ثم تراه في شتى المناسبات يخوض المعركة ، ويأتي بلباب القول باستيفاء وشمول وقد يأتي على حوادث قل ما يوجد في سائر الكتب .
مـن ذلـك حـادثـة يـوم الصريخ ، جاء بها ذيل الآية رقم (54) من سورة المائدة ، حيث قوله تعالى : {فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ}. 
فذكر اولاً غزوة خيبر وفتحها على يد الامام امير المؤمنين ، وشعر حسان بن ثابت فيه :
وكان علي مرمد العين يبتغي ـــــ دوا فلما لم يحس مداويا.
رماه رسول اللّه منه بتفلة ـــــ فبورك مرقيا وبورك راقيا.
وقال سأعطي الراية اليوم صارما ـــــ كميا محبا للرسول مواليا  (23) .
يحب الاله والاله يحبه ـــــ به يفتح اللّه الحصون الأوابيا (24) .
فأصفى بها دون البرية كلها ـــــ علياً وسماه الوزير المؤاخيا.

وبـعـد ذلك يذكر غزوة الصريخ ، وفيها : خرج (اسد عويلم ) مبارزاً ، متترساً بترس حديدي ، يبلغ وزنه مئات الامنان ، وكان يعادل اربعين فارساً ، وهو يرتجز ويقول :

وجُردٍ شعالٍ وزغف مزال ـــــ وسُمرٍ عوالٍ بأيدي رجال  (25)  .
كآساد ديس واشبال خيس ـــــ غداة الخميس ببيضٍ صقال  (26) .
تجيد الضراب وحز الرقاب ـــــ امام العقاب غداة النزال .
يكيد الكذوب ويجري الهبوب ـــــ ويروي الكعوب دماً غير آل  (27) .

فبرز إليه علي (عليه السلام) فقده نصفين ، ثم اتى النبي (صلى الله عليه واله وسلم ) وهو يقول :

ضربته بالسيف وسط الهامة ـــــ بشفرة صارمة هدامه   (28) .
فبتكت من جسمه عظامه ـــــ وبينت من انفه ارغامه   (29) .
انا علي صاحب الصمصامة ـــــ وصاحب الحوض لدى القيامة   (30) .
اخي نبي اللّه ذو العلامة ـــــ قد قال اذ عممني العمامة .

(انت الذي بعدي له الامامة )  (31) .

وهـذه الـغـزوة بـهذا الاسم غير معروفة ، ولا اثبتها اصحاب السير بهذا الشكل ، وانما ذلك من اختصاصات هذا الكتاب ، و كم له من نظير.

و(اسـد عويلم ) غير معروف ، سوى ما ذكره المحقق الشعراني في هامش الكتاب (32) و لم نجده فيما ارجعه من مصدر.

ومـمـا امـتـاز به هذا التفسير انه لم يترك موضعاً جاءت مناسبة الوعظ والارشاد الا وقد استغل الفرصة ، واخذ في الوعظ والزجر والترغيب والترهيب .

مـن ذلـك عـند ذكره لقصة آدم وتوبته ، وانه انما تقبل اللّه منه التوبة بأمور ثلاثة تمثلت في آدم ، فـلـيكن ذلك من كل تائب ، وهي : الحياء ، والدعاء ، والبكاء ... ثم اخذ في الوعظ والارشاد ، متمثلاً بقول محمود الوراق :

يا ناظراً يرنو بعيني راقد ـــــ ومشاهداً للأمر غير مشاهد.
منَّتك نفسك ضلة فأبحتها ـــــ سبل الرجاء وهن غير قواصد.
تصل الذنوب الى الذنوب وترتجي ـــــ درك الجنان بها وفوز العائد.
ونسيت ان اللّه اخرج آدماً ـــــ منها الى الدنيا بذنب واحد (33) .
________________________

1- راجع مجالس المؤمنين للقاضي التستري ، ج1 ، ص490 .
2- راجع : تفسير أبي الفتوح ، ج1 ، ص138 .
3- راجع : التفسير الكبير ، ج2 ، ص237 .
4- راجع : المصدر نفسه ، ص237-238 ، تفسير أبي الفتوح ، ج1 ، ص139 .
5- تفسير أبو الفتوح ، ج1 ، ص79 و80 .
6- المصدر نفسه ، ص225 .
7- المصدر نفسه ، ج2 ، ص484 .
8- المصدر نفسه ، ص 477 .
9- المصدر نفسه ، ج1 ، ص255 .
10. المصدر نفسه ، ص 240 .
11. المصدر نفسه ، ص 241 .
12. المصدر نفسه ، ص 283 .
13. المصدر نفسه ، ص280 .
14. نهج البلاغة ، من قصار الكلم ، رقم 77 .
15. تفسير أبي الفتوح ،ج1 ، ص179 .
16. تفسير أبي الفتوح ، ج1 ، ص79-80 .
17. تفسير أبي الفتوح ، ج1 ، ص220 .
18. تفسير أبي الفتوح ، ج1 ، ص138 – 139 ؛ أيضاً راجع : ج4 ، ص233 .
19. المستدرك للنوري ، ج7 ، ص448 ، رقم 8625 ؛ بحار الأنوار ، ج21 ، ص114 .
20. تفسير أبي الفتوح ، ج1 ، ص64 .
21. راجع : المصدر نفسه ، ص114-115 ( مباحثه عن " الضلال والإضلال" ذيل تفسير قوله تعالى : {يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ} [البقرة: 26] .
22. تفسير أبي الفتوح ، ج1 ، ص135-136 .
23. الكمي : البطل الكفي .

24. الأوابي : جمع آبية ، أي حصينة ممتنعة .
25. الجرد الفرس القصار الشعر وهو من صفات حسنهن . وهن أجرى في السباق . والشعال : ما كان في أعالي ذنبها أو ناصيتها بياض . والزغف : السرد . والمذال : الواسعة . والسمر : جمع أسمر : القناة . والعوالي : جمع عالية .
26. آساد : جمع أسد . والديس : الشجعان . والأشبال : جمع شبل ولد الأسد . والخيس :الغابة والخميس : الجند عندما تتهيأ وتترتب للقتال .
27. العقاب : راية النضال . وغير آل : غير مقصر .
28. الهامة : عظم فوق الرأس . والشفرة : حد السيف .
29. بتكت : فرقت . وإرغام الأنف : تعفيره بالتراب .
30. الصمصامة : السيف الصارم .
31. راجع : تفسير أبي الفتوح ، ج4 ، ص237-241 .
32. المصدر نفسه ، ص240 ، رقم 1 .
33. المصدر نفسه ، ج1 ، ص149 .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .



اختتام الأسبوع الثاني من الشهر الثالث للبرنامج المركزي لمنتسبي العتبة العباسية
راية قبة مرقد أبي الفضل العباس (عليه السلام) تتوسط جناح العتبة العباسية في معرض طهران
جامعة العميد وقسم الشؤون الفكرية يعقدان شراكة علمية حول مجلة (تسليم)
قسم الشؤون الفكريّة يفتتح باب التسجيل في دورات المواهب