أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-10-2014
1513
التاريخ: 15-10-2014
10333
التاريخ: 9-3-2016
3450
التاريخ: 15-10-2014
2062
|
تفسير القرآن بواسطة مصادر الاجتهاد ، مثل : العقل والقرآن والروايات وغير ذلك ، دون ان يصل الى المنهجية ، بل ينحصر في عمليات مفردة تفسيرية ، يمكن أن نقول عنه : إن تاريخ هذا التفسير بدء منذ زمن نزول القرآن الى عصرنا هذا ؛ لأن القرآن يأمر المؤمنين بأن يستفيدوا من نفس القرآن لفهم الآيات ، ومن ذلك إرجاع المتشابهات الى المحكمات ، وبعد القرآن ، نجد الرسول صلى الله عليه واله وسلم يعلم هذا النوع من التفسير الاجتهادي لأصحابه ، كما مر في منهج تفسير القرآن بالقرآن .
وكذلك نجد الصحابة قد يفسرون القرآن تفسيراً اجتهادياً ، والائمة من أهل البيت يسلكون نفس الطريق ،وفي ما يلي نماذج لذلك :
أ – عرف ابن عباس بأنه كان يفسر القرآن عن طريق النظر والاجتهاد ، حتى ان ابن عمر قد انتقد على جراته في تفسيره كما يصوره لنا الطبري بأن رجلاً جاء الى ابن عمر يسأله عن قوله تعالى : {أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا} [الأنبياء : 30] فقال : إذهب الى ابن عباس ، ثم تعال أخبرني ، فذهب فسأله ، فقال : " كانت السماوات رتقاً لا تمطر ، وكانت الأرض رتقاً لا تنبت ، ففتق هذه بالمطر ، وهذه بالنبات " ، فرجع الرجل الى ابن عمر فأخبره ، فقال : قد كنت أقول : ما يعجبني جرأة ابن عباس على تفسير القرآن ، فالآن قد علمت أنه أوتي علماً (1) .
وكذلك نجده ، يفسر القرآن بالقرآن كتفسيره الآية 41 من سورة غافر بواسط الآية 28 من سورة البقرة (2) . وأيضاً كان يرجع الى المأثور عن الرسول صلى الله عليه واله وسلم وعلي عليه السلام وغيرهما لتفسير بعض الآيات (3).
ب – عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل : {فَلَمَّا آسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ } [الزخرف : 55] قال : إن الله تبارك وتعالى لا يأسف كأسفنا ... ولو كان يصل الى المكوّن الأسف والضجر ، وهو الذي أحدثهما وأنشأهما ، لجاز لقائل أن يقول : إن المكوَّن يبيد يوماً ، لأنه إذا دخله الضجر والغضب دخله التغيير ، وإذا دخله التغيير لم يؤمن عليه الإبادة ، ولو كان ذلك كذلك لم يعرف المكوِّن من المكوَّن ، ولا القادر من المقدور ، ولا الخالق من المخلوق ، تعالى الله عن هذا القول علواً كبيراً (4).
وكما أشرنا ابتداءً ، كل هذا يتعلق بعملية التفسير الاجتهادي ، أما التفسير الاجتهادي بوصفه منهجاً تفسيرياً ذا قواعد خاصة ، فإنه بدأ في زمن الطبري .
______________________
1- راجع : جامع البيان ، للطبري 3 : 43.
2- راجع : المصدر السابق 1 : 187.
3- راجع الإصابة في معرفة الصحابة ، لابن حجر 2 : 333.
4- بحار الأنوار 42 : 65 ، ح6.
|
|
مخاطر عدم علاج ارتفاع ضغط الدم
|
|
|
|
|
البحرين تفوز بجائزة أفضل وجهة للمعارض والمؤتمرات
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|