أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-12-2015
1063
التاريخ: 15-12-2015
1056
التاريخ: 6-4-2016
1720
التاريخ: 17-12-2015
1360
|
ممّا لا شك فيه أنّ المطلوب الرئيس من الأغذية والأشربة هو نفسها لا الأواني، ولكن بلا ريب أنّ لكيفية عرض الغذاء والأواني المستعملة فيها تأثير عميق في جذابية الأطعمة والأشربة وصفائها ومضاعفة اللذّة الناتجة منها، لهذا السبب رسم القرآن الكريم وفي آيات عديدة صورة إجمالية عن هذه الأواني التي هي في منتهى الروعة والجمال في عبارات قصيرة عميقة المحتوى.
إنّ جميع هذه الألفاظ والمعاني لا تمثل إلّا صورة باهتة عن الوضع هناك، وإلّا فكل شيء هناك فوق حد التصور.
قال تعالى : {يُطَافُ عَلَيْهِم بِصِحَافٍ مّن ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ} (الزخرف/ 71).
«صحاف» : جمع (صَحفة) على وزن (صفحة) وتعني : الأواني الكبيرة والواسعة (لأنّ هذه المادة في الأصل بمعنى الاتساع).
«اكواب» : جمع (كَوْب) وهو القدح الذي لا عروة له (وهناك معان اخرى ولكن المشهور هو هذا القول).
والجدير بالذكر أنّ وصف (من ذهب) ذكر بخصوص الصحاف ولكن عطفها على الأكواب يدلل على أنّها من ذهب أيضاً «1».
وقال تعالى في موضع آخر : {بِاكْوَابٍ وَّابَارِيقَ وَكَأْسٍ مّنْ مَّعِينٍ} (الواقعة/ 18).
«أباريق» : جمع (ابريق) وحسب ما صرح به أرباب اللغة أنّها مشتقة من الكلمة الفارسية (آبريز) بمعنى القدح الذي له عروة وخرطوم لسكب السوائل.
يقول : «الجواليقي» في «المعرب من الكلام الأعجمي» إنّ هذه الكلمة تعني في الفارسية، إمّا طريق العبور من الماء، أو سكب الماء، وقيل : إنّ هذه الكلمة مأخوذة من مادة «برق» والتي هي كلمة عربية «2»، وبناءً على ذلك فإنّ ما جاء في تفسير مجمع البيان والقرطبي (في ذيل الآية) غير صحيح.
«كأس» : القدح الممتلي بالشراب وقال بعض المفسرين : وعلى عادة العرب في شرابهم تكون لديهم أوان كبيرة فيها الخمر معدة ثم يغرفون منها بالأباريق ثم يصبونه في الأقداح ويلاحظ هذا الترتيب أيضاً في (الشراب الطهور).
حيث تكون في البداية في الأكواب ثم الأباريق وأخيراً الكأس «3»، وعُبِّر في الشعر القديم عن هذا الموضوع بتعبير (القدح) (الكأس).
وممّا تجدر الإشارة إليه أنّ جنس أواني الجنّة حسب ما يستفاد من الآيات الكريمة، مختلف، فبعضها من الذهب كما أشرنا إلى ذلك وبعضها من «الفضة» وبعضها من «البلور».
قال تعالى : {وَيُطَافُ عَلَيهِمْ بانِيَةٍ مِّن فِضَّةٍ وَأَكوَابٍ كَانَتْ قَوارِيرَاْ} (الدهر/ 15).
والعجب أنّه يقول بعدها مباشرة : {قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيراً} (الدهر/ 16).
«قوارير» : زجاجات لها بياض الفضة وصفاء القوارير وهذه من خواص الجنّة، وذلك لأنّ القوارير في الدنيا لا تصنع من الفضة وإنّما تصنع من الزجاج، في حين أنّ الفضة احدى الفلزات، ولكن ليس ببعيد أن يخلق اللَّه نوعاً من الفضة الشفافة تصنع منها هذه القوارير كما ورد في حديث عن الإمام الصادق عليه السلام قال : «ينفذ البصر في فضة الجنّة كما ينفذ في الزجاج» «4».
وهذا دليل على أنّ كل شيء في الآخرة هو أعلى وأفضل وأكمل من هذا العالم.
وعلى أيّة حال وكما أشرنا سابقاً فإنّ أواني أهل الجنّة من اللطافة والرونق والجمال..
بما يضاعف لذة المأكول والمشروب لأهل الجنّة.
__________________________
(1). في الحقيقة : كانت الجملة في الأصل (اكواب من ذهب) وحذفت عبارة (من ذهب) تجنباً للتكرار مثل قوله تعالى «الذاكرين اللَّه كثيراً والذاكرات».
(2). التحقيق في كلمات القرآن الكريم.
(3). تفسير الكبير، ذيل الآية مورد في البحث.
(4). تفسير مجمع البيان، ج 10، ص 410.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|