أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-12-2015
1574
التاريخ: 2023-07-24
1034
التاريخ: 14-12-2015
1036
التاريخ: 17-12-2015
1684
|
هذان الوصفان يبينان خلال تعبيرين اثنين حقيقة واحدة عن ذلك اليوم العظيم (وقد وردا في الآية 9 من سورة الطارق والآية 16 من سورة المؤمن)، ويقرران أمراً خطيراً إذا ما آمن به الناس كان له أثر عميق في تربيتهم.
ففي ذلك اليوم لا تخفى خافية؛ وذلك لارتفاع الاستار الطبيعية مثل الجبال والتلال، وتكون الأرض كما أشار إلى ذلك في الآية : {قَاعاً صَفْصَفاً}، (أي صافية خالية من المرتفعات). (طه/ 106)
ومن ناحية اخرى يخرج الناس من القبور وتُخرج الأرض ما في باطنها : {وَأَخْرَجَتِ الْارْضُ أَثْقَالَهَا} (الزلزال/ 2).
وثالثة، تنشر صحف أعمال الناس والامم ويُعلن عن محتواها أمام الملأ : {وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ} (التكوير/ 10).
وتنطق الأيدي والأرجل وجميع الجوارح حتى الجلود، وتبدأ بالعويل واعلان الفضائح.
فالأرض والدهر كلها تنطق وشهداء الأعمال يشهدون على أعمال الناس، ففي ذلك اليوم يعلن أمام الملأ حتى عن نيّات الناس واعتقاداتهم فضلًا عن أعمالهم، إنّه يوم الفضيحة الكبرى للمسيئين ويوم الفخر العظيم للمحسنين حقاً.
ويجب الانتباه إلى أنّ «تُبلى» من مادة «بلاء» بمعنى الامتحان وبما أنّ حقائق الأشياء تظهر عند الاختبار فقد فُسِّر البلاء هنا بمعنى الاتضاح. جاء في الحديث عن «عاذ بن جبل» أنّه قال : (سألت رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، وما هذه السرائر التي تبلى بها العباد في الآخرة، فقال : «سرائركم هي أعمالكم من الصلاة والصيام والزكاة والوضوء والغسل من الجنابة وكل مفروض لأنّ الأعمال كلها سرائر خفية فإن شاء قال الرجل صليت ولم يصل وإن شاء قال توضأت ولم يتوضأ، فذلك قوله يوم تبلى السرائر» «1».
والجدير بالذكر هو أنّ ما جاء في الحديث الشريف المذكور هو بيان أمثلة من هذه الحقيقة الكلية، وإلّا فإنّ الآية الشريفة تشتمل على جميع «العقائد» و «النيات» وأعمال الناس» سواء الحسن منها أم السيء.
ومن هنا يظهر أنّ العناوين البراقة الكاذبة التي حصلت عليها الكثير من الشخصيات بواسطة التضليل والتستر في هذه الدنيا سوف تذهب هباءً بفعل زوابع المحشر وتحل محلها الفضيحة العظمى، وما أروع من سقوط هؤلاء الأفراد وأصحاب الواقع السي المتلبسين بالظاهر الأنيق، من اوج العزّة والكرامة إلى قعر الذّلة والمهانة!
وما أحلى الكرامة التي حاز عليها المؤمنون المخلصون الذين لم يراؤوا وحافظوا على اخفاء ارتباطهم باللَّه في هذه الدنيا وما أجمل ظهورهم في ذلك اليوم وجلوسهم على عرش العزة والعظمة!
هذا هو النداء الذي يقدّم لنا الوصف المذكور أعلاه وهو انذار لجميع الناس العالِم منهم والجاهل.
_______________________
(1) تفسير مجمع البيان، ج 10، ص 471.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|