أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-12-2015
1007
التاريخ: 17-12-2015
1031
التاريخ: 17-12-2015
1684
التاريخ: 14-12-2015
2889
|
قال تعالى : {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ} [الدخان : 10]
تشير الآية الكريمة إلى علامة من علامات قرب الساعة وهي (الدخان) حيث يغطي دخان كثيف صفحة السماء في ذلك اليوم ويأتي على شكل عذاب : {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَاْتِي السَّماءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ* يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ الِيمٌ} (الدّخان/ 10- 11).
ولقد ذكر المفسرون آراء عديدة في تفسير هذه الآية نذكر ثلاثة منها :
الأول : يرى بعض المفسّرين أنّ الدخان إشارة إلى عذاب يوم القيامة وهو دخان مرعب شرّه مستطير يظلل رؤوس المجرمين، ولكننا نرى هذا الاحتمال بعيداً لأننا نجد في ذيل الآية أنّ المجرمين يطلبون رفع هذا العذاب الإلهي ويظهرون الإيمان ويأتيهم الخطاب : {انَّا كَاشِفُوا الْعَذَابِ قَلِيلًا انَّكُمْ عَآئِدُونَ} (الدخان/ 15).
فلا يمكن تصوّر وقوع هذا المعنى في يوم القيامة خاصة وأنّ الآية التي بعدها تشير إلى القيامة وعقوباتها بشكل مستقل، وهذا يدل على أنّ ما ذكر قبلها يتعلق بغير يوم القيامة :
{يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى انَّا مُنْتَقِمُونَ} (الدخان/ 16).
الثاني : ويرى بعض آخر أنّ الآية تشير إلى أنّ الكفّار بعد أن حلّت بهم المجاعة والجدب جاءوا إلى النبي يطلبون منه الدعاء لرفع هذا العذاب فدعا النبي الأكرم صلى الله عليه و آله فرفع العذاب عنهم ولكنّهم عادوا إلى عتوّهم وجحودهم.
وبناءً على ذلك فإنّ الدخان هنا يراد به المعنى المجازي؛ لأنّ الادب العربي يستخدم كلمة دخان كناية عن الشر والبلاء الغالب، كما ذكر ذلك الفخر الرازي في تفسيره «1».
أو قد يراد بالدخان، الأتربة والغبار الذي يغطي صفحة السماء أثناء سنوات القحط حيث لا وجود للأمطار التي تزيل هذا الغبار وهذه الأتربة «2»، من هنا يطلق على سنة القحط ب (السنة الغبراء) أو (عام الرماد).
والمأخذ الذي يؤاخذ عليه هذا التفسير هو أنّ الدخان الوارد في الآية الكريمة لم يستعمل بمعناه الحقيقي وقد حمل على معناه المجازي بدون أية قرينة.
الثالث : ويرى الآخرون أنّ الآية تشير إلى احدى علامات قرب القيامة حيث تغطى السماء بدخان مبين فيلجأ الناس إلى لطف اللَّه تعالى ليكشف عنهم العذاب فيرفع بكرمه ولطفه عنهم قليلًا منه ورغم كل هذا لا يؤمن المنكرون.
إنّ هذا التفسير إضافة إلى كونه مطابقاً لظاهر الآية فانّه يتفق مع الأخبار المتعددة التي وردت في مصادر تفسير الشيعة والسنّة، ونقرأ هنا حديثاً عن الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله : عن حذيفة قال : قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله : «أول الآيات خروج الدجال ونزول عيسى بن مريم ونار تخرج من قعر عدن أبين تسوق الناس إلى المحشر تَبيت معهم حيث باتوا وتقيل معهم إذا قالوا، وتصبح معهم إذا أصبحوا وتمسي معهم إذا أمسوا، قلت : يا نبي اللَّه وما الدخان؟ قال هذه الآية : «فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأتِى السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ» يملأ ما بين المشرق والمغرب يمكث أربعين يوماً وليلة أمّا المؤمن فيصيبه منه شبه الزكام وأمّا الكافر فيكون بمنزلة السكران يخرج الدخان من فمه ومنخره وعينيه وأذنيه ودبره» «3».
ولقد ورد هذا المعنى في مصادر الشيعة بشيء من الاختلاف فقد نقل الإمام علي عليه السلام عن الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله قوله : «عشرة قبل الساعة لابدّ منها : السفياني، والدجال، والدخان، والدابة، وخروج القائم، وطلوع الشمس من مغربها، ونزول عيسى عليه السلام، وخسف بالمشرق، وخسف بجزيرة العرب، ونار تخرج من قعر عدن تسوق الناس إلى المحشر» «4».
وقد وردت روايات اخرى تؤيد هذا المعنى.
وبناءً على ذلك يكون التفسير الثالث للآية الشريفة هو التفسير الأفضل.
هذه هي أهم (أشراط الساعة) التي ذكرها القرآن الكريم.
________________________
(1) التفسير الكبير، ج 27، ص 242.
(2) تفسير روح المعاني، ج 25، ص 107؛ و تفسير روح البيان، ج 8، ص 406.
(3). تفسير القرطبي، ج 16، ص 131.
(4). بحار الأنوار، ج 52، ص 209؛ وفي تفسير القرطبي، ج 9، ص 595، وغيرها من الأحاديث تنقل نفس هذا المضمون
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|