المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17980 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



الظالمون لا ينالون عهد الله  
  
5536   10:40 صباحاً   التاريخ: 13-12-2015
المؤلف : الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
الكتاب أو المصدر : نفحات القران
الجزء والصفحة : ج7 , ص63-65
القسم : القرآن الكريم وعلومه / العقائد في القرآن / مقالات عقائدية عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-11-2014 5090
التاريخ: 6/12/2022 1009
التاريخ: 25-09-2014 5089
التاريخ: 2024-11-07 257

قال تعالى : {وَإِذِ ابْتَلَى‏ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَايَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} (البقرة/ 124).

إنّ الآية تكشف النقاب عن ثلاثة مواضيع :

الأوّل : الإبتلاءات الكبيرة التي أُبتلي بها إبراهيم من قبل اللَّه تعالى، والتي اجتازها بنجاح تامّ.

الثاني : المكافأة العظيمة التي نالها إبراهيم من اللَّه بعد هذا الاختبار، أي مقام الإمامة.

الثالث : طلب إبراهيم منح هذه الموهبة لبعض ذرّيته، وجواب اللَّه تعالى له بأنّ الظالمين من ذرّيته لن ينالوا هذا المقام الرفيع أبداً :

{وَإِذِ ابْتَلَى‏ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَايَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ}.

أمّا فيما يتعلّق بالقسم الأوّل فقد تقدّم الكلام عنه بشكل وافٍ فيما مضى، كما أنّ هناك حديثاً طويلًا فيما يتعلّق بالقسم الثاني أي نيل مقام الإمامة الرفيع وماهيتها.

فهل أن الإمامة تعني «النبوّة»؟ في حين أنّ هناك قرائن واضحة تدلّ على أنّ إبراهيم عليه السلام قد تطرّق لهذا الأمر بعد وصوله لمقام النبوّة، وفي أواخر سنيّ عمره، حينما كان له أولاده وذرّيته كإسماعيل وإسحاق، وعلى أمل امتداد ذرّيته هذه إلى‏ الأجيال اللاحقة، ومن هنا فقد تمنّى لهم أيضاً مقام الإمامة، إذ إنّه وكما نعلم لم يرزق ولداً لمدّة مديدة، حتّى أنّه أخذته الدهشة حينما بشّره الملائكة الموكّلون بهلاك قوم لوط، هو وزوجته بولد كما تقرأ في قوله تعالى : {قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَى أَنْ مَسَّنِىَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ* قَالُوا بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُنْ مِنَ الْقَانِطِينَ} (الحجر/ 54- 55).

بل قد تعجّبت زوجته أيضاً لهذه البشرى واستغربت قائلة : {قَالَتْ يَا وَيْلَتى‏ ءَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِى شَيْخاً إِنَّ هَذَا لَشَي‏ءٌ عَجِيبٌ} (هود/ 72).

لكن الملائكة حذّرته من تبعة اليأس من رحمة اللَّه في كلّ الأحوال.

وبناءً على هذا فمن المستبعد جدّاً أن يكون المراد هو النبوّة، بل المراد هو الحكومة الإلهيّة المطلقة على الأموال والأنفس وكلّ شؤون الحياة الإنسانية، أو الحكومة الظاهرية والباطنية على الأرواح والأنفس عن طريق التربية الظاهرية والباطنية لإيصال الناس إلى‏ الكمال المطلوب بإذنه تعالى، وعدم الإقتصار على رسم الطريق فحسب، والذي يعدّ من مهام كلّ الأنبياء.

على أيّة حال فإنّه مقام يفوق النبوّة، ولم ينله إلّا البعض من الأنبياء فقط.

وامّا فيما يتعلّق بالموضوع الثالث وهو طلب إبراهيم هذا المقام لبعض أولاده، وسماعه الجواب في الحال من أنّ هذا المقام هو نوع من التعهّد الإلهي لا يناله الظالمون، فالكلام فيه يدور حول المراد من «الظالم» معنىً ومفهوماً.

يجب معرفة ما المراد بالظالم؟ هل هو فقط ذلك الشخص الموصوف بهذه الصفة فعلًا؟

مع أنّه يستبعد جدّاً بل يستحيل أن يطلب إبراهيم عليه السلام مثل هذا الطلب للظلمة من ذرّيته خصوصاً بعد اجتيازه لكلّ تلك الإختبارات الصعبة وشموله بمثل تلك العناية، هذا الشي‏ء غير معقول أبداً سواء كان هذا الظلم بمعني الكفر كما يصرّح بذلك القرآن الكريم : {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} (لقمان/ 13).

أو بمعناه الواسع الشامل لكل أنواع الفسق والفجور والمعصية.

وبناءً على هذا فالمراد ب «الظالم» هنا هو ذلك الشخص الموصوف بتلك الصفة ولو للحظة واحدة طول عمره مهما انقضى على تلك اللحظة من مدّة، فان مثل هذا المصداق بحاجة إلى‏ بيان.

وفي الحقيقة إنّ اللَّه تعالى أراد ببيانه هذا إيقاف إبراهيم على هذه الحقيقة، وهي أنّ مقام الإمامة رفيع بدرجة لا يناله إلّا اولئك الذين يليقون لهذه (النعمة) العظيمة المنزّهون عن كلّ أنواع الظلم والشرك والكفر والمعصية، وبعبارة اخرى، المعصومون.

ولذا يقول الفخر الرازي حين يصل إلى‏ تفسير الآية المذكورة : «هذه الآية تدلّ على عصمة الأنبياء من وجهين :

الأوّل : إنّه قد ثبت أنّ المراد من هذه العصمة : الإمامة، ولا شكّ أنّ كلّ نبي إمام، فانّ الإمام هو الذي يؤتمّ به، والنبي أولى الناس بذلك، وإذا دلّت الآية على أنّ الإمام لا يكون فاسقاً، فإنّها تدلّ على أنّ الرسول لا يجوز أن يكون فاسقاً فاعلًا للذنب والمعصية أولى.

الثاني : إنّ التعبير ب «عهدي» لو كان يشير إلى‏ النبوّة فالقصد منه أن أحداً من الظلمة لا ينال مقام النبوّة، وأنّ النبي يجب أن يكون معصوماً، ولو كان يشير إلى‏ الإمامة فدلالة الآية تامّة أيضاً، لأنّ كلّ نبي إمام نظراً لاقتداء الناس به (في كلّ الامور بلا قيد أو شرط)» «1».

مع أنّ كلام الرازي في تفسير الإمامة لم يف بالمطلوب (كما تقدّم)، لكن اعترافه الصريح فيما يتعلّق بالدلالة على لزوم عصمة الأنبياء (والأئمّة) ملفت للنظر، والإشكال الوحيد الذي يمكن إيراده على هذا الاستدلال، هو أنّ عصمة الأئمّة هي المستوحاة من الآية المذكورة لا الأنبياء (الأئمّة بالمعنى المتقدّم).

لكن هذا الإشكال يمكن ردّه بالقول : إنّ طلب إبراهيم عليه السلام مع أنّه يدور حول مقام الإمامة، فلفظ «العهد» الوارد في جواب الباري جلّت قدرته : {لَايَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} تشمل كلًا من «الإمامة» و «النبوّة» معاً، لكون كلّ منهما عهداً إلهيّاً لبداهة شموله لهما كيفما فسّرناه، وموهبة كهذه لا تكون من نصيب الظالمين كما جاء في روح البيان أيضاً : «وفي الآية دليل على عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام من الكبائر قبل البعثة وبعدها» «2».

_______________________

 (1) تفسير الكبير، ج 4، ص 48.

(2) تفسير روح البيان، ج 1، ص 338.

 

 




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .