أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-10-2014
2739
التاريخ: 7-12-2015
1987
التاريخ: 15-5-2022
1760
التاريخ: 18-11-2014
1713
|
قال تعالى : {وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ* اولَئِكَ المُقَرَّبُونَ* فِى جَنَّاتِ النَّعِيمِ* ثُلَّةٌ مِّنَ الاوَّلِينَ* وَقَلِيلٌ مِّنَ الآخِرِينَ}. (الواقعة/ 10- 14)
روي في تفسير «شواهد التنزيل» ل «الحاكم الحسكاني» عن «ابن عباس» : «السُّباق ثلاثة : سَبقَ يوشع بن نون إلى موسى، وسَبقَ صاحب ياسين إلى عيسى، وسَبقَ علي إلى النبي صلى الله عليه و آله» (1).
وروي في الكتاب نفسه عن «ابن عباس» قوله : سألت رسول اللَّه صلى الله عليه و آله عن تفسير هذه الآية، فقال : «حدثني جبرئيل بتفسيرها، قال ذاك علي وشيعتُه إلى الجنّة» (2).
هذان التفسيران لا يتعارضان مع بعضهما، لأنّ علياً عليه السلام كان سبَّاقاً إلى الإيمان بالنبي صلى الله عليه و آله وكذلك فهو سبّاقٌ إلى الجنّة، وفي الحقيقة أنّ بينهما ارتباط والتحام لا ينفك أبداً.
وفي الكتاب نفسه نُقلت عدّة أحاديث اخرى في هذا الصدد.
وفي تفسير «الدر المنثور» أيضاً نُقلت روايتان عن «ابن عباس» في هذا المجال، في احداهما ينقل «ابن أبي حاتم»، و «ابن مردويه» عن «ابن عباس» في تفسير هذه الآية، قال :
«يوشع بن نون سبق إلى موسى ومؤمن آل ياسين سبق إلى عيسى وعلي بن أبي طالب سبق إلى رسول اللَّه صلى الله عليه و آله» (3).
وفي الكتاب نفسه ينقل حديثاً آخر بنفس المضمون (4).
ومن الذين نقلوا هذه الرواية هو «ابن المغازلي» (على ضوء نقل ابن البطريق) في كتاب «العمدة»، و «سبط ابن الجوزي» في «التذكرة»، و «ابن كثير» في «تفسيره»، و «ابن حجر» في «الصواعق»، و «العلّامة الشوكاني» في «فتح القدير»، و «الشيخ سليمان القندوزي» في «ينابيع المودة» (5).
والمسألة الجديرة بالاهتمام أيضاً هي أنّ «القاضي روز بهان» الذي يتّصف بتعصب خاص في القضايا المتعلقة بالإمامة والخلافة، وكتابه المسمى «ابطال نهج الحق» شاهد على هذا المعنى، يقول في معرض اجابته للعلّامة الحلّي بشأن هذه الآية (حيث ينقل العلّامة الحلّي في كتابه، عن طريق أهل السنّة عن ابن عباس سابقُ هذه الامّة علي بن أبي طالب) في كتابه «ابطال نهج الحق» : هذا الحديث جاء في روايات أهل السنّة ولكن بهذه العبارة :
«سبّاق الامّة ثلاثة : مؤمن آل فرعون، وحبيب النجار، وعلي بن أبي طالب» ثم يضيف : ولا شك أنّ علياً عليه السلام سابق في الإسلام، وصاحب السابقة والفضائل التي لا تحصى، ولكن لا تدل الآية على نص بإمامته (6).
ولكن ينبغي الالتفات إلى عدم قول أي أحد بأنّ هذه الأحاديث لوحدها تعني النصّ على إمامة علي بن أبي طالب عليه السلام، بل الغرض أنّنا عندما نستجمع هذه الآيات والروايات مع بعضها نرى أنّ علياً عليه السلام ابرز شخص في الأمّة الإسلامية كان لائقاً لهذا المقام، ولا يلحقه أحد في هذا المجال.
فهل من المناسب أن نقدّم غيره عليه مع كل هذه المناقب التي لا تقبل الانكار، ونتبع غيره مع وجوده؟!
مَن المقصود من : «قليلٌ من الآخرين»؟
في سياق الآيات المتقدمة، وبعد ذكر القرآن الكريم لمنزلة السابقين الرفيعة على أنّهم المقربون لدى اللَّه تعالى وأنّ منزلتهم في جنات النعيم، يضيف : {ثُلَّةٌ مِّنَ الاوَّلِينَ وَقَلِيلٌ مِّنَ الآخِرِينَ}.
ينقل الحاكم الحسكاني في «شواهد التنزيل» عدّة روايات عن «محمد بن فرات»، و «محمد بن سهل»، و «علي بن عباس» عن «جعفر بن محمد عليه السلام» انّه قال في تفسير آية :
{وقليل من الآخرين} هو علي بن أبي طالب عليه السلام (7).
ومن البديهي أن ليس مفهوم الآية أنّ جنّة هذه الامة مختصة به، بل إنّ مقام السبق في الإيمان يستدعي مقامات سامية في الجنّة والقرب من اللَّه تعالى حيث يختص بعلي بن أبي طالب عليه السلام (بعد النبي صلى الله عليه و آله).
من هنا ففي الآيات اللاحقة من هذه السورة التي توضّح منازل ومزايا طائفة اخرى من أهل الجنّة (أصحاب اليمين)، يقول تعالى في آخر المطاف : {ثُلَّةٌ مِّنَ الاوَّلِينَ* وثُلَّةٌ مِّنَ الآخِرِينَ}. (الواقعة/ 39- 40)
واضح أنّ أصحاب اليمين وإن كانوا من أهل الجنّة إلّا أنّهم يُدانون «المقربين من السابقين».
_________________________
(1) شواهد التنزيل، ج 2، ص 213، ح 924.
(2) المصدر السابق، ص 215 و 216، ح 927.
(3) تفسير در المنثور، ج 6، ص 154.
(4) المصدر السابق.
(5) احقاق الحق، ج 3، ص 114- 120.
(6) المصدر السابق، ص 121.
(7) شواهد التنزيل، ج 2، ص 298- 299، الأحاديث 932- 935.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|