أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-7-2016
1718
التاريخ: 12-7-2016
1641
التاريخ: 2023-09-21
903
التاريخ: 6-11-2014
1743
|
نقرأ في قوله تعالى : {وَالْسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِاييْدٍ وَانَّا لَمُوسِعُونَ} (الذاريات/ 47) .
«أيدٍ» : (على وزن صيدٍ) معناه القدرة والقوة، كما جاء هذا المعنى في آيات اخرى من القرآن أيضاً، وذكر بعض المفسرين إضافة إلى ما قلناه معنى (النعمة) ل «أيد» أيضاً، في حين أن «يَدْ» تأتي بمعنى «النعمة» في بعض الأحيان والتي يكون جمعها «أيدي» وجمع جمعها «أيادي».
وعلى أيّة حال، تدل جملة «انّا لَمُوْسِعُون» بوضوح على أنّ اللَّه تعالى الذي خلق السموات بقدرته التامة يضفي عليها عامل الاتساع والاستيعاب بصورة مستمرة، وبناء على عدم وضوح هذا المطلب بالنسبة للعلماء والمفسرين سابقاً، فقد فسَّر الكثير منهم هذه الجملة بأنّها تعطي معنى سعة رزق اللَّه تعالى على عباده من خلال نزول المطر، أو من خلال طرق مختلفة. وفسَّرها بعض أنّها تعطي معنى الغنى والكفاف، وبأنّ اللَّه تعالى كلما أجزل نعمة وأعطى لا تنقضي خزائنه أبداً. بيدَ أنّنا لو ألقينا نظرة على ما أثبتته المشاهدة النجومية بواسطة المراصد الفضائية نلاحظ أنّ المجرات تبتعد إحداها عن الاخرى بسرعة، وأنّ العالم في حالة اتساع مطَّرد، ولكي يتّضح مفهوم هذه الجملة في أذهاننا بصورة كاملة، نقرأ في كتاب «بداية ونهاية العالم» لمؤلفه «جان ألدر» :
«لقد كشفت أحدث وأدق الحسابات على طول مسيرة الأمواج التي تنبعث من النجوم، الستار عن إحدى الحقائق العجيبة والمدهشة، حيث بيّنت أنّ مجموعة النجوم التي تشكل هيئة العالم تبتعد بسرعة فائقة عن مركز العالم بصورة مستمرة، وكلما اتسعت الفاصلة بينها وبين مركز العالم كلما زاد ذلك من سرعة سيرها، ويبدو أنّ النجوم بأكملها كانت مجتمعة في هذا المركز في يوم من الأيّام ثم تشتت شملها بعد ذلك، وانفصلت عنها مجموعة من النجوم الكبيرة لتشق طريقها في مسالك الفضاء المختلفة، علاوة على أنّ العلماء استفادوا من هذا الموضوع على أنّ للعالم نقطة شروع في بداية الأمر» (1).
ونقل في نفس الكتاب عن «جورج كاموف» قوله في كتاب «خلق العالم» :
«إنّ فضاء العالم المتكون من مليارات المجرّات، في حالة اتساع مطَّرد، وفي الحقيقة أنّ عالمنا ليس في حالة سكون وإنّما في حالة انبساط، والتوصل إلى الحقيقة القائلة بأنّ هذا العالم هو في حالة انبساط وتوسع، هو المفتاح الذهبي للتعرف على لغز هذا العالم، قولنا : إنّ العالم في حالة انبساط حالياً، يستلزم منه أنّ العالم كان في حالة انقباض شديد جدّاً في يوم من الأيّام» (2).
ونقرأ في كتاب «حدود النجوم» لمؤلفه «فورد هويل» حول سرعة الانبساط واتساع العالم ما يلي :
«تصل أقوى درجات السرعة لتقهقر الكرات التي خضعت للقياس إلى وقتنا هذا إلى حدود ستة وستون ألف كيلو متر في الثانية، إنّ نور المجرات الأبعد يبدو ضعيفاً بنظرنا إلى درجة بحيث يتعسر علينا قياس سرعتها، نظراً لعدم وجود النور الكافي، لقد بيّنت الصور التي التقطت من السماء بوضوح أنّ فاصلة هذه المجرّات ابعد بكثير من فاصلة المجرّات القريبة» (3).
وعلى هذا الأساس نقف على تفسير واضح جدّاً في صدد الآية السابقة واتساع السموات، والتي تكشف الستار عن السر وراء أحد المعجزات العلمية للقرآن.
وممّا يستحق الاهتمام أيضاً أنّ عبارة : «إنّا لَمُوْسِعُونَ» والتي استعمل فيها اسم الفاعل والجملة الإسمية للدلالة على حالة الاستمرار والديمومة، وعلى تداوم حالة التوسع والانبساط.
________________________
(1) بداية ونهاية العالم، ص 74- 77 (باختصار).
(2) المصدر السابق.
(3) حدود النجوم، ترجمة رضا أقصى، ص 338، عن النسخة الفارسية.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|