أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-11-2014
1915
التاريخ: 10-7-2016
1655
التاريخ: 13-4-2016
9499
التاريخ: 23-11-2014
1749
|
قال تعالى : {اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى .....} [الرعد : 2].
(النظرة العلمية لهذه الآية : أنه كلما نظر الإنسان الى نجوم السماء وكواكبها يراها متماسكة وثابتة في مواضعها ، وهي سابحة في أفلاكها طبقا لنظام بديع لا يحيد عنه أبدا ، وقد فسر العلم هذه القوة الكونية التي تحفظ السماء والأرض والكون من التفكك ، وتصونه من الاضطراب والخلل بأنها قوة الجاذبية التي اكتشفها عالم رياضيات إنجليزي هو (نيوتن) في أوائل القرن السابع عشر عندما لاحظ يوما تفاحة سقطة عن شجرتها على الأرض ، فأخذ يفكر في اسباب سقوطها ، هو وغيرها من الأجسام التي تقع تلقائيا على الأرض ، وهداه تفكيرها العميق الى الوصول الى استنباط نظرية الجاذبية ، واستطاع أن يضع لها قوانين دقيقة أثبتت صحتها بالتجارب العلمية ، ووضع بما لا يقبل الشك أن هناك علاقة بين كتل الأجسام المتجاذبة وبين المسافات التي بينها ، وقد ساعد قانون الجاذبية علماء الفلك على فهم الكثير من الحقائق الكونية التي كانت مجهولة تماما من قبل) (1) .
ويؤخذ من الآية حقيقة علمية أخرى وهي أن الشمس والقمر غير مستقرين فهما يجريان لأجل مقدر لهما ، ويؤكد هذه الحقيق قوله تعالى {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (38) وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ (39) لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} [يس : 38 - 40] .
(كان المعتقد قديماً أن الشمس ثابتة ، فجاء بعض علماء المسيحيين وقالوا إن الشمس تتحرك ، وحكمت عليهم السكينة بالإدام لأن كلامه كفر في نظر الكنيسة ، وتقدمت الأجيال ، وآخر ما توصل إليه العلم الحديث ان الشمس تجري بحركة دورية لولبية) (2) .
يقول الدكتور منصور محمد حسب النبي عن آية يس في جريان الشمس :
(هذه الآية الكريمة تمثل إعجازا عمليا رائعا للقرآن ، فالفعل (تجري) ينطبق في أعين الناس والمفسرين الذين لم يعيشوا عصر العلام على حركة المس الظاهرية اليومية من المشرق الى الغرب ، ولكن الحقيقة أن الفعل (تجري) يعبر عن حركة واقعية أثبتها العلم الحديث للشمس التي أتضح أنا تنتقل في الفضاء وتجر معها الجاذبية كواكبها التي تدور حولها ، والفعل يدل ليس فقط على حرك انتقالية ذاتية الشمس ولكن يدل أيضا على عظم تلك الحركة لأن الجري طبعا يدل على السرعة في المشي أو السير .
ولقد تمكن العلماء من تحديد سرعة هذه الحركة للشمس ، ومعها النظام الشمسي بحوالي تسعة عشر كيلوا مترا في الثانية في الفضاء الكوني ، نحو نقطة في كوكبة هو قل مجاورة لنجم يدعى (فيجا) في الإفرنجية (والنسر الواقعي) في العربية . وهذه النقطة تدعى عليما مستقر الشمس ، وهكذا يثبت عليما باستخدام أحدث آلات الرصد ومقاييس الطيف بأن للشمس جريا حقيقيا في الفضاء محدد المقدار والاتجاه ، مما يثبت بالدليل القاطع أن القرآن الكريم من عند الله وأن محمد (صلى الله عليه واله) رسول الله ، إذ كيف يتسنى لمحمد النبي الأمي أن يأتي بكل هذه الحقائق ، وهو مجرد من كل وسائل العلم ، ومنذ أربعة عشر قرنا من الزمان إلا إذا كان القرآن وحيا من الله سبحانه وتعالى خالق الشمس) (3) .
ومما ينفي مقصود الآية بجريان الشمس تلك الحركة الظاهرية التي نراها قوله تعالى {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (1) وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا (2) وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا (3) وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا} [الشمس : 1 - 4] .
(ويتلخص معنى الآيات في أن النهار هو الذي يظهر الشمس ، وأن الدليل هو الذي يخفيها ، فأي دقة في التعبير أكثر إحكاما من هذه ؟ فما هو ثابت أن حركة الشمس اليومية من الشرق الى الغرب إنما هو حركة ظاهرية سببها دوران الأرض لا تحرك الشمس ، فالشمس بالنسبة لنا ثابتة لا تتحرك ، إذ هي لا تدور حول الارض وبذلك فإن الليل والنهار لا ينتجان من دورانها حولنا حسب ما كان القدماء يعتقدون ، وإنما دوران الأرض حول نفسها هو الذي ينتج عنها أن يتعرض إحدى نصفيها لضوء الشمس فيصير نهارا ، ويبتعد النصف الآخر عن مدى الضوء فيصير ليلاً ، فدوران الأرض إذن هو الذي يظهر الشمس فيكون النهار ، وهو الذي يخفيها فيكون الليل ، وهذا هو نصر القرآن ، فلو كان من عند بشر كما يدعون لقال إن الشمس هي التي تسبب النهار بظهورها لا النهار هو الذي يظهرها ، ولقال إنها تختفي فتسبب الليل لا أن الليل هو الذي يخفيها) (4) .
ويقول سبحانه {وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ} [يس : 39] .
(لا بد أن ينزل القمر منازل مختلفة من أن ينتقل من مكان لآخر وبذلك فالقرآن يعلل أوجه القمر بأن سببها هو انتقال القمر في أمكنة مختلفة بالنسبة للأرض ، وهو في انتقاله يتغير مظهره فيزيد حتى يصير بدار ، ثم يعود فيتناقص تدريجياً حتى إذا كان في آخر منازله دق واستقوس وصار هلالاً ، وهذا يطابق ما وصل إليه العلم أخيرا ، وهو أن سبب ظهور القمر بأوجه مختلفة هو دورانه حول الأرض مع مواجهته لها بوجه واحد) (5) .
وعن الجبال يوقل سبحانه وتعالى {وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا} [النبأ : 7].
يقول الغمراوي : (الجبال فيما يتبادر الى الذهن تشبه الأوتاد من ناحية البروز عن سطح الأرض ، ومن ناحية الرسوخ فيها ، لكن التشابه والتناظر بينهما اشمل وادق من هنا ، فالأوتاد تختلف من ناحية البروز في مداه وفي درجات الميل ، والجبال تختلف في الارتفاعات وفي درجات الميل كذلك ، والأوتاد يختلف رسوخها باختلاف صلابتها وشكلها ومدى ذهابها ، في الأرض وطبيعة تلك الأرض ، وكذلك تختلف الجبال من ناحية الرسوخ في ذلك ... لكن هناك عوامل في اتخاذ الاوتاد تدل بذلك التشبيه البليغ على نظائر لها في نشأة الجبال لم تكن تخطر ببال إنسان عند نزول القرآن ، فالأوتاد لا بد في إنشائها من تشكيلها ثم من تثبيتها في الأرض بقوة ما ، وإذن فجعل الجبال أوتادا ، فميا أنبأ الله في كابه من شأنه أن يقتضي أن تكون الجبال قد انشئت بفعل قوة أخرى ، وهذا وحده حقيقة عليمة حديثة دل عليها القرآن عن طريق ذلك التشبيه البليغ .
إن أهم أنواع الجبال وأعظمها من غير شك سلاسلها ، وسلاسل الجبال عند علماء طبقا الأرض ، قد نشأت نتيجة لقوى عظيمة عملت جانبيا في القشرة الأرضية طبقات الأرض لما هبطت بثقلها ، حين خلا ما تحتها بانقباض باطن الأرض وانكماشه لما يرد بالتدريج في الأحقاب الطويلة ، وشبهوا ذلك بتضغن جلد التفاحة لما ينقبض باطنها وينكمش تدريجيا بالجفاف البطيء ، تلك القوى الهائلة لها نظائر على قدر عند دق الأوتاد ، فالدق من أعلى لأسفل يناظر فعل الثاقل عند هبوط قشرة الأرض ، والضغوط الجانبية العاملة في القشرة الأرضية على خطوط الضعف فيها ، حتى تتموج الى نجاد هي الجبال والهضاب ، ووهاد منها الوديان ، أليس هذا التشابه والتناظر بني القوى بعجيب ؟
وفي علم طبقات الأرض أن ما يسمى بعوامل التعرية – من نحو الرياح والامطار والتمدد بحرارة الشمس والتقبض بالبرودات المختلفة حتى تتفتت بتعاقبها المستمر على طبقات الصخر طبقة بعد طبقة ، وتأتي الرياح الساقية والأمطار الجارفة فتزيل ما تفتت ، ويتجدد ذلك هكذا دواليك حتى قد يتضاءل به نسبيا في نهاية الجبل الأشم ، فيدل تضاؤله على أنه في العمر أسن واقدم من مثله المحتفظ بشموخه – هذه العوامل تعمل في انتقاص الجال في الوقت الذي تنشأ فيه أخرى بفعل تلك القوى وام نراه اليوم من الجبال هو حاصل تنافس قوى هذين النوعين ، فحتى تناقص الجبال بفعل قوى التعرية هذه له نظيرا في تآكل الاوتاد بنفس العوامل وغيرها في الزمن المتطاول ، إذ المقارنة والمشابهة ينبغي أن تكون بين الجبال وبين ما يترك من الأوتاد قائما غير منزوع .
ويذكر الدكتور الغمراوي أن في الآية ناحية أخرى وهي ناحية الدلالة على حكمته سبحانه متمثلة في وظيفة الجبال المناظرة لوظيفة الأوتاد عند الناس ، ويذكر ان هذه تقتضي شيئا فوق الأرض يعلوا سطحها ويمسه في أطرافها كما يكون من الخيمة وتكون الجبال معينة على ثبيته فما هو هذا الشيء يقول :
(الشيء الذي فوق الأرض يعلوا الناس ويعمل عمله في وقاتهم كما تعلوا الخيمة أهلها وتقيهم أشعة الشمس والمطر ، وهو الغلاف الهوائي الذي يحيط بالأرض من جميع الجهات ، ويرتفع فوق سطح الرض مئات الكيلو مترات ويكفي الناس على الأقل شر الشهب ، وشر القدر المؤذي من أشعة الشمسي البنفسجية وفوق البنفسجية وهذا كاف في تحقيق الشبه الكبير في الوضع والمنفعة بينه وبين خيام لإعداد لها تغطي وجه الأرض ، فالله سبحانه يلفتنا بآية النبأ الى أن الجبال تعمل عمل العماد تمما عمل الجبال ، أو الجبال تممة عمله ، فهو قوة الجاذبية بين الأرض وجملة الهواء . – العماد لم يدر لها ذكر في الآية ولكن الآية تفيدها عن طريق اللزوم إذ لا تقوم الخيام بالأوتاد إلا مع العماد ، وهذا مثل لعجيب للاكتفاء البلاغي في القرآن ، ثم هو مثل أعجب للإشارة الى حقيقة كونية كبرى حقيقة التجاذب بني الأرض والطبقة الهوائية ذات الكتلة الهائلة – ذلك التجاذب العمودي الاتجاه على سطح الأرض بالضبط كاتجاه العماد .
وقوة الجاذبية هذه ينسب العلماء إليه سر احتفاظ الأرض بهوائها الجوي ولا يزيدون ، ولكن خالق الأرض والهواء يشير الى القوة التي عرفها العلماء تلك الإشارة اللزومية في آية النبأ ويزيد عباده علما بعالم ثان يجهلونه يتمم عمل الجاذبية التي يعرفونها ، وهذا معناه أو هذا مقتضاه حقيقة أخرى غير معروفة . إن جاذبية الارض وحده غير كافية لاحتفاظ الأرض بهوائها ، فهاتان حقيقتان قرآنيتان لم يكشفهما علماء الفلك والطبيعة الى اليوم وعلى مسلميهم المؤمنين بالقرآن البحث عنهما علميا حتى ينكشفا ويثبتا ، فينكشف بهما ويثبت للعالم الإسلامي وغير الإسلامي معجزتان كونيتان جديدتان للقرآن) (6) .
أما عن باطن الأرض وما فيها من مياه فقد ذكر القرآن تلك المياه المستترة ، قال تعالى : {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ} [الزمر : 21] .
فهذه الآية تفسر لنا بأجلى المعاني المياه الأرضية التي تغور في القشرة ، فهي تجري في مالك تحت غطاء من القشرة الأرضية وتزداد عليه الضغوط حتى تتمكن من الخروج على هيئة ينابيع دافقة بين الصخور ، قال تعالى (.... وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء ...) .
وإذا تفهمنا مسالك المياه الأرضية ، وعرفنا كنهها ، لأصبحت موارد لا يستهان بها لمياه الشرب والري ، لتنتج لنا زرعا مختلفا ألوانه ، يسقي بماء واحد ويختلف في الأكل ، فسبحانه ربي رب العزة وسع كل شيء علما) (7) .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- انظر القرآن وإعجازه العلمي) لمحمد إسماعيل إبراهيم / ص 147 .
2- القرآن والعلوم / سعيد ناصر الدهان / ص 92 .
3- الكون والإعجاز العليم للقرآن (ص119) . وهذا كلام مأخوذ باختصار وتصرف من الإسلام في عصر العلم للغمراوي / ص 278 .
4- القرآن والعلم : أحمد محمود سليمان / ص 34 .
5- القرآن والعلم : أحمد محمود سليمان / ص 30 .
6- الإسلام في عصر العلم / ص 331-335.
7- إعجاز القرآن في علم طبقات الأرض - محمد محمود إبراهيم / ص 18 - 19 .
|
|
مخاطر عدم علاج ارتفاع ضغط الدم
|
|
|
|
|
اختراق جديد في علاج سرطان البروستات العدواني
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|