المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الأخلاق والأدعية والزيارات
عدد المواضيع في هذا القسم 6589 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الاختلاف في كفارة الصيد
2025-03-26
كيفية الاحرام
2025-03-26
الاحرام للحج
2025-03-26
اقسام الحج والعمرة
2025-03-26
حج القران والافراد
2025-03-26
عائلة الحلم شعري الرسغ Tarsonemidae
2025-03-26



علاقة الصلاة بالسلوك  
  
69   09:50 صباحاً   التاريخ: 2025-03-23
المؤلف : الشيخ علي الكوراني
الكتاب أو المصدر : فلسفة الصلاة
الجزء والصفحة : ص102-106
القسم : الأخلاق والأدعية والزيارات / آداب / آداب الصلاة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-9-2016 1533
التاريخ: 22-9-2016 1603
التاريخ: 21-9-2016 1277
التاريخ: 2025-03-15 138

السلوك هو النشاط البشري بألوانه الواسعة من الرضا والغضب والإحسان والاجرام والحرب والسلم والذهاب والمجيء والإيمان والكفر والأكل والنوم والقراءة والصلاة وكل ما يقوم به الناس من أعمال خارجية إنما هو في حقيقة انعكاس لوضع نفسي هو الاحساس الذي ينتج بدوره عن الغرائز الكامنة في صميم الإنسان وعن المفاهيم التي يحملها عن كونه وحياته ونفسه .

إن الكلام لفي الفؤاد وإنما * جعل اللسان على الفؤاد دليلا

كذلك هو السلوك البشري في مراحله المعملية : مواد طبيعية هي الغرائز والأفكار النظرية والمكتسبة ، تتحول في عملية نفسية بتوسط العقل أو بدون توسطه إلى مشاعر في النفس ، ثم تتحول هذه المشاعر في عملية ثانية نفسية بتوسط العقل أو بدون توسطه إلى ألوان من النشاط تعج بها الحياة نسميها ( السلوك ) ولكن ما يتم تحوله إلى أحاسيس وسلوك هو القليل كما تراه في هذا الرسم البياني التقريبي :

إن الذي أوجب أن تقف كميات من المفاهيم والغرائز فلا تتحول إلى أحاسيس وأن تقف كميات من الأحاسيس فلا تتحول سلوكا هو القوة والضعف في المفاهيم والغرائز والأحاسيس ، فبينما تأخذ الغريزة الأقوى والمفهوم الأقوى طريقهما ليتجسدا في النفس إحساسا ، يبقى المفهوم والغريزة الأضعف مجرد مفهوم مختزن في الذهن ومجرد نزعة في النفس .

وبينما يأخذ الاحساس الأقوى طريقه ليتجسد سلوكا يبقى الاحساس الأضعف مجرد إحساس مختزن لا يحرك عصبا ولا يدفع إلى عمل .

وتبرز هنا بوضوح حاجة الإنسان إلى الدين ، فما دامت نفس الإنسان تحوي كميات كبيرة من الغرائز الميول الطبيعية الخيرة والشريرة وما دام تركها وشأنها يؤدي إلى غلبة الغرائز التي تملك الإثارة من الظروف الحياتية للإنسان وهي الغرائز الجنسية والأنانية والغذائية على الأكثر ، فإن معنى ذلك أن تأخذ هذه الغرائز طريقها لتتجسد إحساسا فسلوكا ويعيش الإنسان بها على حساب مفاهيمه وعقله ولا يكون فرق بينه وبين الحيوان لأن كلا منهما حينئذ يصدر في سلوكه عن مجرد الغريزة وحسب ( والذين كفروا يأكلون ويتمتعون كما تأكل الأنعام ).

أما الدين فهو يقدم للإنسان المفاهيم التي تنمي في نفسه الغرائز الخيرة وتهذب الغرائز الشريرة ، ثم يقدم له المنهج التربوي لتحويل كافة الغرائز والمفاهيم المزكاة إلى أحاسيس ، ثم يدفع بهذه الأحاسيس لتتجسد في سلوك عملي ، ويجعل القائم على هذه العملية عقل الإنسان حيث ينيط به وعي المنهج التربوي وتنفيذه .

إنه لو لم يكن للدين برهان على كونه حقا من عند الله إلا أنه مشروع بليغ لصناعة السلوك البشري على ضوء العقل . لكفاه ذلك برهانا على صحته وأحقيته .

وهاهنا يظهر دور الصلاة في التأثير على السلوك وإبعاده عن الفحشاء والمنكر .

قال أحدهم بصورة عفوية " قبل أن ألتزم بالصلاة كنت أنظر إلى كل شيء باستهتار وبدون تفكير . أما بعد التزامي بالصلاة فقد أصبحت أفكر في الأمور وأتعجب كيف كنت أعيش فيما مضى " ثم أخذ يتحدث عن تغير وضعه النفسي وسلوكه الجنسي .

إن مثل مجموعة الغرائز والمفاهيم التي تحملها نفس الإنسان كمثل مجموعة من الورود والنباتات المفيدة والضارة تحملها مساحة من التربة والصلاة تؤثر منع النباتات الضارة من النمو في صفحة النفس والتحول إلى إحساس فسلوك ، وينتج عن ذلك إزالة المانع عن النباتات المفيدة كي تأخذ طريقها في النمو والإثمار ، أي أن الصلاة تؤثر بصورة مباشرة على الغرائز والمفاهيم الشريرة فتمنع ضررها وبصورة غير مباشرة على الغرائز والمفاهيم الخيرة إذ تزيل عنها الصعاب.. ونجد تأييد هذا المعنى من حديث الرسول صلى الله عليه وآله الذي مثل الصلاة بنبع معدني يزيل الأدران " أيحب أحدكم أن تكون على باب داره حمة يغتسل منها كل يوم خس مرات " .

ومن ناحية ثانية فإن الصلاة تقوي وتنمي الغرائز والمفاهيم الخيرة النباتات النافعة وينتج عن ذلك منع الغرائز والمفاهيم الضارة من النمو والإثمار السئ فإن المقصود ب‍ " ذكر الله " في الآية هو الصلاة ، ومعنى كونه أكبر من الفحشاء والمنكر أنه يعطي للنفس طاقة دفع للميول الخيرة مما يجعل ميول الفحشاء والمنكر تتضاءل وتضعف في جانبها .

وكذلك فإن الملاحظ من عطاء الصلاة في أنفس المصلين هو الدفع الإيجابي لنوازع الخير مما ينتج عنه ردع النوازع المنكرة ومنعها عن النمو من أبرز ما في الصلاة أنها توجب الالتزام بالتطهر اليومي ، تطهير الثياب والبدن من النجاسات ومن حدث الجنابة، وشعور الإنسان بالتزامه في حياته بالتطهر مفهوم ينمي فيه ضمير النزاهة والترفع عن كثير من أمور الحياة .

ومن أبرز ما في الصلاة أنها توجب في نفس الإنسان شعوره بالالتزام طوال حياته بالوقوف بين يدي الله تعالى، ومفهوم الارتباط بالله تعالى مدى الحياة وبالحضور اليومي بين يديه ينمي في الإنسان النزعة العقلية نزعة الموضوعية والجد في الأمور ونزعة الخشوع للخالق سبحانه .

ومن أبرز ما في الصلاة شعور المصلي بالانتماء إلى جماعة المصلين في العالم وعلى الأخص إلى من يلتقي بهم ويؤدي صلاته معهم في المساجد، ومفهوم الانتماء إلى الجماعة والشعور بالشخصية الكلية بدل الفردية ينمي في الإنسان غريزة حب الناس وغريزة الايثار، وواضح أن هذه الغرائز من المقومات الأساسية لإنسانية الإنسان .

أما وجه تخصيص الصلاة بالنهي عن الفحشاء والتي سبق تحديد معناها القرآني بالمحرمات الجنسية وشراسة اللسان والبخل فهو يدل على أن فائدة الصلاة هي بالدرجة الأولى للنهي عن هذه المنكرات السلوكية الخاصة وبالدرجة الثانية النهي عن عموم المنكرات .

ويمكننا بهذا الخصوص أن نلحظ حالة المصلين عامة ونقارنها بغيرهم من الذين يشابهونهم في الظروف الحياتية لنجد أن نسبة الفواحش في المصلين منخفضة إلى حد كبير عن نسبتها في غيرهم ، أو نلحظ حالة أناس لم يكونوا من المصلين ثم أصبحوا من المصلين لنجد الفارق الكبير بين ما كانوا يرتكبون من الفواحش قبل الالتزام بالصلاة وبعده .

كما يمكننا أن نقسم المعنى القرآني للفحشاء إلى قسمين : القسم الأول الفحش الجنسي واللساني ، وإنما جعلناهما قسما واحدا لأنهما من واد واحد فمنشؤهما الذي هو الاندفاع الغريزي وعدم الحياء يكاد يكون واحدا كما أن الترابط السلوكي بينهما ملحوظ، ومن طبيعة هذه الفواحش أنها تستغرق الإنسان وتطبع بطابعها تصوراته الذهنية وسلوكه اليومي ، أنها كالأخطبوط يمهد المخلب الأول منه للمخلب الثاني حتى تحتوي الإنسان وتصبح السمة البارزة لشخصيته والدوافع الأساسية المحركة له .

وهنا يظهر دور صفة التنزه التي ينميها الالتزام بالتطهر الدائم للصلاة ، كما يظهر دور النزعة العقلية التي ينميها الخشوع اليومي أمام الله ، فإن مجتمعا يلتزم بالانضباط أمام الخالق في فترات يومه ويدلي بين يديه بالشهادة ويتحمل مسؤولية الاستقامة على منهجه ويعفر جبينه على الأرض خاشع الضمير لهو أقرب من أي مجتمع آخر إلى التعفف الجنسي والخلقي وأبعد عن الانغماس في دوامة الجنس وقباحة الخلق .

والقسم الثاني من الفحشاء هو البخل ، ومنشؤه الروح الفردية التي تنمو في نفس الإنسان فتدفع به إلى الحرص وتمنعه العطاء، ويظهر هنا ما لشعور الانتماء إلى جماعة المصلين من أثر في نهي الإنسان عن فاحشة البخل فلا شيء أنفع في معالجة النزعة الفردية الخطيرة من تنمية النزعة المجموعية وتطوير مفهوم الذات لدى الفرد ليتسع لمصالح وأهداف الجماعة بل وإيثارها .

وللصلاة في ذلك دورها الكبير حيث تسهم إسهاما رائعا في إنشاء التجمع البشري الموحد تحت لواء الله تعالى وفي طريقه .

وسيتضح ذلك بالتفصيل في بحث ( التجمع للصلاة ) وبحث ( المعطيات الاجتماعية للصلاة ) إن شاء الله .

 




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.