البروسيلا Brucella مكورات عصوية coccobacilli سالبة لكرام، غير متحركة، وهوائية اجبارية وتنمو بشكل بطيء جدا (شرهة fastidious) على وسط اكار الدم. وتعيش في جسم المضيف کممرضات داخل خلوية اختيارية.

الشكل (1) مستعمرات البروسيلا على وسط اغار الدم

الوبائية والانتقال والاعراض

تعتبر حمى مالطا Brucellosis بشكل اولي مرض يصيب الحيوانات ويصيب الاعضاء الغنية بسكر الاريثريتول erythritol (مثل الثدي breast والرحم uterus والبربخ epididymis). وتتموضع البكتريا في اعضاء الحيوانات هذه وتسبب له العقم infertility والتهاب الضرع mastitis والاجهاض abortion او يبقى حاملا لها .ان البشر الذين في اتصال مباشر مع الحيوانات المصابة (مثل العاملين في المجازر، والأطباء البيطريين والمزارعين والعاملين في صناعة الألبان) معرضون لخطر تنامي ما يسمى الحمى المتموجة undulant fever وان تقديراتها قد تصل الى 500 ألف حالة في مختلف أنحاء العالم. وهنالك اربعة انواع مختلفة معروفة بإصابتها للإنسان وتشمل: البروسيلا المجهضة B. abortus (مصدر الإصابة الماشية) والبروسيلا الخنزيرية B. suis (الخنازير ) والبروسيلا المالطية B. melitensis (الماعز / الاغنام) والبروسيلا الكلبية B. canis (الكلاب). على الرغم من أنه تم القضاء على الحمى المتموجة في معظم البلدان المتقدمة من خلال تلقيح الحيوانات، فإنه لا يزال مستمرا في العديد من البلدان النامية والمتخلفة. تسبب كل من البروسيلا المجهضة B. abortus والكلبية B. canis اصابات بالحمى القيحية suppurative febrile خفيفة في حين تسبب البروسيلا الخنزيرية B. suis حمى قيحية شديدة والتي يمكن أن تؤدي إلى تدمير اعضاء الشبكة اللمفاوية والكلى. كما وتسبب البروسيلا المالطية B. melitensis امراض متكررة شديدة ولمدة طويلة أكثر من غيرها. تدخل البكتيريا جسم المضيف (الإنسان) عن طريق الأغشية المخاطية للبلعوم الفمي oropharynx ( عن طريق الاستنشاق او الابتلاع) او من خلال الجلد المتكشط abraded skin أو من خلال الملتحمة conjunctiva. كما تحدث الاصابة عادة عن طريق الاتصال المباشر مع المواد المصابة، على الرغم من أنه قد يحدث أيضا بسبب تناول الحليب أو أحد منتجات الألبان وتبتلع هذه البكتيريا بواسطة الخلايا العدلة neutrophils وحيدات النوى monocytes وتتموضع في العقد اللمفاوية حيث تتكاثر داخل الخلايا. وإذا لم يتم القضاء على البروسيلا أو تكبح في العقد اللمفاوية فسوف تتحرر البكتيريا من العقد الليمفاوية مما يؤدي إلى تسمم الدم septicemia. كما ان هجرة البكتريا عبر اعضاء الشبكة اللمفاوية الاخرى مثل الطحال ونخاع العظام والكبد والخصيتين تسبب اورام حبيبية granulomas و / أو خراجات صغيرة. وتشمل اعراض المرض الحمى والقشعريرة والتعرق والتعب fatigue وألم عضلي myalgia وضعف العضلات العميق وفقدان الشهية anorexia. وكثيرا ما تشترك المفاصل في الاصابة. كما وقد تكون حمى مالطا حادة أو مزمنة. ونسبة الوفيات تصل عادة من ( 0-3 % ) بسبب التهاب شغاف القلب endocarditis.

الامراضية

تعود اعراض حمى مالطا لتواجد البكتريا والتي تظهر بين 4 اسابيع (احيانا قد تصل الى شهرين) بعد التعرض للبكتريا. وبينما البكتريا في الجسيمات الحالة البلعمية phago-lysosome تحرر guanosine  5'-و الادنين adenine والتي لها القدرة على تثبيط زوال تحبب الحبيبات التي تحتوي على البريروكسيديز peroxidase وهكذا تثبط نظام myeloperoxidase-peroxide-halide لقتل البكتريا. ان استمرار تواجد البكتريا داخل الخلايا يؤدي الى تكوين اورام حبيبية في اعضاء نظام البطانة الشبكية reticuloendothelial وتلف الانسجة نتيجة لتفاعلات فرط الحساسية ومعظمها من النوع الرابع.

التشخيص

يستند التشخيص على طول وجود (على الاقل اسبوع) الحمى المتموجة وآلام عضلية وآلام مفصلية arthralgia و تاريخ التعرض للبكتريا (الاتصال مع الحيوان او استهلاك المواد الغير مصنعة من الحيوانات المصابة). والتشخيص النهائي يمكن ان يتم بزراعة نماذج الدم على اوساط غنية بالدم. وكما ذكرنا سابقا ان هذه البكتريا شرهة وتنمو ببطء( 4 اسابيع في مزارع الدم). كما تنمو بكتريا B. abortus (وليس غيرها من البروسيلا) بشكل أفضل بظروف بيئية تحتوي على %5 ثاني اوكسيد الكاربون CO2، وتنتج مستعمرات بيضاء لماعة على وسط اكار الدم. كما يمكن استخدام الفحوصات المصلية كأحد الطرق التأكيدية في التشخيص.

الوقاية والعلاج

يتمثل علاج حالات الاصابة البشرية بالبروسيلا بأستخدام الريفامبين rifampin ولفترات طويلة، الذي يستطيع اختراق الخلايا مع الستربتومايسين streptomycin او التتراسايكلين tetracycline. وتشمل التدابير الوقائية تلقيح الحيوانات وتجنب استهلاك المواد المصابة.