قال تعالى : {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [الأنفال : 27] .

- لمفهوم الأمانة في عُرف القرآن معنى واسعٌ ، فهي تشمل جميع شؤون الحياة السياسية ، والاجتماعية ، والأخلاقية ، ومن جملة ذلك :

أ) كلّ النعم المادية والمعنوية مثل : المذهب ، والقرآن ، والقائد ، والولد ، والماء والتراب .

ب) أهل بيت النبيّ (صلى الله عليه وآله) (1) .

ج) أنفسنا أمانة عندنا ، {أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ} [البقرة : 187] ، وكذلك المجتمع بالنسبة لنا .

د) الأنفال ، والغنائم ، والخمس ، والزكاة ، والأموال العامة ، (وردت الآية في سورة الأنفال وغنائم الحرب) .

هـ) روي عن الإمام الباقر (عليه السلام) ما معناه : إن أحكام الدين والفرائض والواجبات الإلهية أمانة عندكم (2) .

و) الحكومة والمسؤولية .

وعليه فإن عدم أداء حقوق هذه الأمانات والتقصير في وظائفها هو خيانة في حقها ، كما ورد عن ابن عباس : إن من ترك شيئاً من الأوامر الإسلامية فقد ارتكب خيانة بحق الله ورسوله (3) .

كذلك إن تقديم الطالحين على الصالحين في المسؤوليات الاجتماعية خيانة لله ولرسوله والمسلمين .

- قال النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) : (ثلاث من كن فيه كان منافقاً ، وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم : من إذا ائتمن خان واذا حدث كذب وإذا وعد أخلف) (4) ، وورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) : (لا تغترّوا بصلاتهم ولا بصيامهم ؛ فإن الرجل ربما لهج بالصلاة والصوم حتى لو تركه استوحش ، ولكن اختبروهم عند صدق الحديث وأداء الأمانة) (5) .

- ويُعدّ أداء الأمانة من الوظائف والحقوق الإنسانية ؛ ولذا يجب عدم الخيانة حتى في أداء أمانة غير المسلم .

_________________

1. ملحقات إحقاق الحقّ ، ص 564 .

2. تفسير نور الثقلين ، ج2 ، ص 144 .

3. تفسير الأمثل : ج5 ص 402 .

4. الكافي : ج2 ، ص 291 ج8 .

5. أصول الكافي : ج2 ، ص 104 .