اللّهمَّ إِنِّي أَسأَلكَ مِنْ قُولِكَ بأَرضاه ، وَكُلُّ قَولِكَ رَضِيٌّ ، اللّهمَّ إِنِّي أَسأَلكَ بِقَولِكَ كلِّهِ |
![]() ![]() |
أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-10-2016
![]()
التاريخ: 2024-09-09
![]()
التاريخ: 2023-05-18
![]()
التاريخ: 2023-06-10
![]() |
قد انكشف على بصيرة قلبك وانفتح لباطن سرّك وسريرة عقلك - فيما قد مرّ عليك مروراً وظهر عليك ظهوراً - أنّ السؤال بالأسماء الإلهية والتوجّهَ إلى الصفات الجلالية والجمالية لا يحصل بحقيقته للسالك إلّا بعد ما تجلّى عليه ربُّه باسمه وصفته ؛ ورأى بعين البصيرة والمكاشفة القلبية ربّه في مرآة اسمه وصفته ؛ فيتوجّه إليه ويخضع لديه ، ويسأله بذلك الاسم أو تلك الصفة .
كما قد تحقّق فيما سبق وبلغ التحقيق بما استحقّ أنّ حالات السالك ومقاماته في سيره وسلوكه مختلفة ؛ فإنّ الإِنسان مظهر اسم كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ ([1]) ، ففي كلّ حال وشأن يظهر له محبوبه باسم ويتجلّى عليه معشوقه ومطلوبه بتجلٍّ ، من اللطف والقهر والجلال والجمال . وقد يتجلّى باسم واحد بنحوين من التجلّي وطورين من الظهور : جلوة بنحو الكثرة في الوحدة ؛ وجلوة بنحو الوحدة في الكثرة . فإن تجلّى عليه على النحو الأوّل يغلب على قلبه سلطان الوحدة ويجري على لسانه كلام يناسب حاله ، فيترنّم بما يدلّ على الوحدة ويقول :
« اللهمّ إنّي أسألك من قولك . . . » بلفظ المفرد . وإن تجلّى عليه على النحو الثاني يغلب على قلبه سلطان الكثرة ، فيترنّم بكلام يناسب حاله ويدلّ على الكثرة ، فيقول : « اللهمّ إنّي أسألك من كلماتك بأتمّها » بلفظ الجمع . وهذا أحد الأسرار في ذكر « القول » و « الكلمات » والتوجّه إليهما في الدعاء الشريف .
لا يقال : إنّ التجلّي بنحو الكثرة في الوحدة ينافي قوله : « بأرضاه » ، وكذا قوله : « وكلّ قولك رضيّ » ؛ فإنّه يقال : إنّ تغيّر الحالات آنيّ ؛ فيمكن أن يتجلّى الحقّ على عبده باسم [ في آن ] فيتجلّى عليه باسم آخر في آنٍ آخر ، أو يتجلّى عليه باسم بنحوين في آنين . على أنّ الدعاء صادر عن صاحب مقام الجمع الأحدي الأحمدي والقلب الباقري المحمّدي ، صلّى اللَّه عليهم أجمعين ؛ ولا غرو في الجمع بين الكثرة والوحدة في آنٍ واحد . وهذا أيضاً لا ينافي اختلاف حالاتهم بغلبة الوحدة أو الكثرة عليهم . هذا ما عندي .
وسألت شيخي العارف الكامل - أدام اللَّه ظلّه - عن وجه ذلك ، فأجاب بما حاصله أنّ حالات السالك مختلفة ؛ فقد يتجلّى عليه ربّه باسم بحسب حال من حالاته ، ثمّ يتجلّى عليه باسم آخر بحسب حال آخر ، ثمّ يتجلّى عليه بالاسم الأوّل بعود الحال الأوّل ؛ فيصير السؤال في الحال الأوّل والثالث متّحداً .
وسألت عن بعض أهل النظر فأجاب بما لا يناسب ذكره .
ثمّ إنّ قول اللَّه تعالى رضيّ كلّه ، لا يدخل فيه السخط . فإنّه بقوله التكويني هدى الماهيات إلى طريقها المستقيم ، من الوجود وكمالات الوجود ؛ وبقوله التشريعي هدى النفوس المستعدّة لخروجها من القوّة إلى الفعل في جانب العلم والعمل . فمن هدي بالهداية التكوينية أو التشريعية فمن متابعة قول اللَّه التكويني وإطاعة أمر « كن » وقوله التشريعي وإطاعة أوامره التكليفية ؛ ومن لم يهتد فلعدم استعداده ومخالفة أمره التكويني وشقاوته وعدم إطاعة أمره التكليفي .
وأرضى الأقوال في التكوين هو القول الذاتي الذي ظهر به الأسماء الإلهية في الحضرة العلمية ، وقرع به أسماع الأعيان الثابتة المستجنّة في غيب الواحدية ؛ وفي التشريع هو علم التوحيد الذي أفاض على عباده بواسطة ملائكته ورسله ثمّ علم تهذيب النفس الذي به سعادتها . وأرضى من الكلّ هو التوحيد المحمّدي النازل في ليلة مباركة محمّدية بالكلام الجمعي الأحدي القرآني .
[1] الرحمن ( 55 ) : 29 .
|
|
مريض يروي تجربة فقدانه البصر بعد تناوله دواءً لإنقاص الوزن
|
|
|
|
|
كارثة تلوح في الأفق بعد تحرك أكبر جبل جليدي في العالم
|
|
|
|
|
قسم التطوير يناقش بحوث تخرج الدفعة الثانية لطلبة أكاديمية التطوير الإداري
|
|
|