أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-3-2022
![]()
التاريخ: 3-9-2020
![]()
التاريخ: 23-3-2022
![]()
التاريخ: 28-7-2020
![]() |
الفراغات هي تماماً ما يوحى به اسمها مناطق هائلة من الفضاء، حيث لا توجد مجرات على الإطلاق أو يوجد قدر ضئيل منها والفراغات ذات أبعاد مروعة، تصل أحيانا إلى مائتين وخمسين مليون سنة ضوئية، عرضاً، وتحت الظروف العادية، يتوقع المرء أن يجد أكثر من عشرة آلاف مجرة تقريباً، في مثل هذا الحجم. ومن ثم، فإن غياب هذه المجرات، أمر مثير للدهشة. وفى الواقع، فإن الدهشة الأكبر عن الفراغات ليست في كيفية وجودها، بل السؤال الذى يتبادر للذهن عن كيف أن وجودها استطاع مراوغة المجتمع الفلكي حتى عام ،1981، عندما أعلن عن اكتشاف أول فراغ في كوكبة العواء (راعي الماشية).
والإجابة عن هذه الأحجية لها علاقة بالحقيقة الأساسية عن الطريقة التي يرصد بها الكون فعندما تلتقط صورة للسماء أثناء الليل، من خلال تليسكوب، فإن ما نراه مشهدا ذا بعدين، ويظهر كل نجم ومجرة مثل نقطة مضيئة في الصورة، ناهيك عن بعدها. وكل ما يهم هو كمية الضوء التي تسقط فوق الصورة السلبية للفيلم. وسوف يمكنك أن تفهم بيسر، مدى أهمية الوصف ذى البعدين لأرصادنا، إذا أخذت بعين الاعتبار الموقف الموضح في الشكل 1 هب أن هناك مجموعتين من الأضواء في مكان ما، على سطح الأرض، وتفصل بين هاتين المجموعتين مسافة تقدر بعدة ياردات. وافترض أنك تقف على مسافة ما، من تلك الأضواء ومعك كاميرا، فما الذي سوف تظهره الصورة الملتقطة؟
الشكل 1
من الواضح أنك سترى شيئًا يشبه ما هو مبين على يمين الصورة الإيضاحية. سوف يتداخل السطحان المستويان التي يشع عليهما الضوان، ومن ثم سوف ترى عرضاً وحيداً متسقاء الضوئين فى الصورة. ولن تكون هناك أية إشارة - أيا كانت. الوجود فجوة بين السطحين المستويين، فإن الكاميرا سوف توحدهما عندما تلتقط الصورة. والطريقة الوحيدة لاكتشاف مثل هذه الفجوة بالحصول على بعض المعلومات عن البعد الثالث - أي المسافة بين مجموعتي الضوء والكاميرا - في حالة الأضواء التي على سطح الأرض، فإن مثل هذه المعلومات قد يكون الحصول عليها صعبا، بيد أنه في حالة المجرات، فالأمر ليس كذلك.
في الفصل الثاني، رأينا أنه في تمدد الكون، كلما زاد بعد مجرة عناء تزداد سرعة تراجعها، وتصبح الإزاحة نحو الأحمر - التي نتلقاها منها - أكبر. وبالتالي، فإن ظاهرة الإزاحة نحو الأحمر" تزودنا بوسيلة تمكننا من تقدير المسافة إلى المجرة، أى البعد الثالث في مثال الأضواء. معنى ذلك أن هناك طريقة للحصول على صورة كاملة ثلاثية الأبعاد للكون بأسره، ومن ثم يمكننا تحديد – بشكل قاطع وحاسم - طبيعة البنية الكونية ذات القياس المروع.
ولسوء الحظ، فبينما أن ذلك الاستدلال صحيح من حيث المبدأ، فإنه من الناحية العملية، لا تكون الأمور بهذه البساطة الشديدة، ولكي نحصل على الصورة المألوفة الكون، ذات البعدين كل ما نحتاج إليه أن نوجه تليسكوباً إلى اتجاه معين، ومستحلبا فوتوغرافيا لإظهار الصورة، ومن ناحية أخرى، إذا أردنا الحصول على صورة ذات ثلاثة أبعاد، فإن علينا - بطريقة ما - أن نرصد كل واحدة من مئات (وحتى آلاف) المجرات، وذلك حتى نتوصل إلى تحديد دقيق لقيمة الإزاحة نحو الأحمر الخاصة بهاء ثم نتبع ذلك بوضع كل ملاحظاتنا معا بمساعدة حاسوب. عندئذ فقط، يمكننا أن نحصل على الصورة النهائية. ويطلق على جمع البيانات بهذه الطريقة، مسح الإزاحة نحو الأحمر. وليس هذا عملاً بسيطاً ينجز في وقت قصير. إنه يتطلب شهوراً وحتى سنوات من الجهد الشاق، يقوم به فريق من الخبراء المتخصصين والمتفانين في العمل. وعندئذ، كانت مفاجاتنا المبكرة، أن اكتشاف البنية الكونية ذات القياس المروع باستخدام مسوحات الإزاحة نحو الأحمر - التي لم تتم حتى عام 1981 - كان غير مبرر، وهذه الحقيقة - في واقع الأمر - لم تكن مثيرة للدهشة على الإطلاق. إن إجراء مسوحات الإزاحة نحو الأحمر، تتضمن عملاً شانا للغاية، خاصة أنها تجري على الكون بأسره. وكان فريق الفلكيين من جامعة (ميتشجان)، الذي أعلن نتيجة مسح المجرات في كوكبة (العواء) فضل تحقيق نتائج مذهلة لم يسبق لها مثيل، بإجراء مسح مفصل للغاية، لمنطقة صغيرة جداً، بدلاً من خريطة شاملة للسماء كلها، وأسفر عملهم عن اكتشاف أكبر فراغ في الكون.
ويقدر عرض الفقاعة" في كوكبة (العواء) بنحو مائتين وخمسين مليون سنة ضوئية، ويبدو أنها لا تشتمل على مجرات عادية من أي نوع. ربما كانت تحتوى على عدة مجرات قزمة، ولكن هذا لا يلقى اهتماماً بين العلماء إن متوسط المسافة بين المجرات في مكان آخر من الكون، تبلغ عدة ملايين من السنوات الضوئية، ومن ثم فإن وجود عدد قليل للغاية من المجرات، في مساحة بالفضاء بهذه الضخامة، أمر يثير الدهشة فعلاً.
وخلال الأعوام القليلة الماضية، بدأ الفلكيون في الإشارة إلى الفراغات – بشكل غیر رسمى - على أنها فقاقيع (هابل) . إننى أحب هذا التعبير، إذ إنه يحتفظ بالروح الحرة لعلم الفلك الحديث، بالإضافة إلى تكريم الرجل الذى كان لعمله الفضل في البدء بكل شيء علم الرغم - لأكون أمينا - غير واثق من أن هابل كان سيقدر شرفًا يمنح إليه بهذا الشكل).
الكون، إنه يمكنك تجاهل واحدة من تلك الفقاقيع باعتبارها صدفة إحصائية محتملة، ولكن لا يمكن اعتبارها كلها محض صدفة أن مسحين للإزاحة نحو الأحمر في أعماق الفضاء، وفى اتجاهات متباينة، استطاع كل منهما أن يكتشف فراغات، فكيف يحدث هذا، إذا كانت الفراغات بالفعل نادرة في الكون.
لقد استمتعت بصفة خاصة بحقيقة أن خريطة مسح كامبريدج، مصوغة في الأنموذج المخطط في شكل (2) هل يمكنك أن ترى شخصاً داخله؟
الشكل 2
إن قليلاً من التشبيه بالإنسان لا يسبب أى عيب على الإطلاق في الخريطة، يقع كوكب الأرض عند الحافة المستدقة الوتد وتزداد المسافة من الأرض، كلما تحركنا بعيداً عن الحافة، في اتجاه الجزء الأوسع انتشاراً. وفي الواقع، فإن الوتد مجرد شريحة، في قطاع من الكون، وكل نقطة في المخطط، تمثل مجرة تم تحديد موقعها باستخدام تقنيات الثلاثة أبعاد، والتي شرحت آنفًا. وخلال الفترة التي تلت نشر هذه النتيجة، أجرى عدد من مسوحات الإزاحة نحو الأحمر، ويبدو أن كلها أظهرت دليلاً على وجود الفراغات.
|
|
مريض يروي تجربة فقدانه البصر بعد تناوله دواءً لإنقاص الوزن
|
|
|
|
|
كارثة تلوح في الأفق بعد تحرك أكبر جبل جليدي في العالم
|
|
|
|
|
قسم التطوير يناقش بحوث تخرج الدفعة الثانية لطلبة أكاديمية التطوير الإداري
|
|
|