المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الاخلاق و الادعية
عدد المواضيع في هذا القسم 5787 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{وإذ نتقنا الجبل فوقهم كانه ظلة وظنوا انه واقع...}
2024-05-26
{والذين يمسكون بالكتاب}
2024-05-26
{فخلف من بعدهم خلف ورثوا الكتاب ياخذون عرض هذا الادنى}
2024-05-26
{وقطعناهم في الارض امما}
2024-05-26
معنى عتى
2024-05-26
{ واسالهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر}
2024-05-26

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


من أدعية الإمام الصادق (عليه السلام) في شهر رمضان.  
  
1375   10:41 صباحاً   التاريخ: 2023-05-18
المؤلف : باقر شريف القرشيّ.
الكتاب أو المصدر : الصحيفة الصادقيّة
الجزء والصفحة : ص 119 ـ 147.
القسم : الاخلاق و الادعية / أدعية وأذكار /

يحتل شهر رمضان المبارك، موقعا متميّزاً، في نفوس أئمة أهل البيت (عليهم ‌السلام)، فهم ينظرون إليه، نظرة تقديس، وتعظيم، فيحيون لياليه وأيامه بالعبادة، وقراءة الذكر الحكيم، ويقومون بجميع ألوان البر والاحسان إلى الفقراء والمحرومين، ويعتقون العبيد، ويطعمون الطعام، ويعملون كل ما يقربهم إلى الله زلفى، وكان الإمام الصادق (عليه ‌السلام)، يتفرغ للطاعة والعبادة، في شهر رمضان وقد أثرت عنه كوكبة من الادعية، وفيما يلي بعضها:

دعاؤه (عليه السلام) عند رؤية هلال شهر رمضان:

كان الإمام الصادق (عليه ‌السلام)، إذا رأى هلال رمضان، فرح واستبشر، ودعا الله تعالى بهذا الدعاء:

«اللّهُمَّ أَهِلَّهُ عَلَيْنَا بِالَأمْنِ وَالإيمانِ، وَالسَّلامَةِ وَالإسلامِ، وَالمُسَارَعَةِ إلى مَا تُحِبُّ، وَتَرْضَى، اللّهُمَّ بَارِكُ لَنَا في شَهْرِنَا هذا، وَارْزُقْنَا خَيْرَهُ وَعَوْنَهُ، وَاصْرِفْ عَنَّا ضُرَّهُ وَشَرَّهُ وَبَلَاءَهُ وَفِتْنَتَهُ» (1).

لقد طلب الإمام (عليه ‌السلام)، أجل وأثمن ما في هذه الحياة، فقد طلب من الله الامن والايمان، والسلامة، والاسلام والمسارعة إلى ما يحبه تعالى ويرضاه، وهذه الامور أسمى متطلبات الحياة عند الاولياء.

دعاؤه (عليه السلام) في أول ليلة من شهر رمضان:

كان الإمام الصادق (عليه ‌السلام)، يستقبل شهر رمضان المبارك بسرور بالغ، ويدعو في أول ليلة منه بهذا الدعاء المبارك:

«اللّهُمَّ إنَّ هِذَا الشَّهْرَ المُبَارَكَ، الذي أَنْزَلْتَ فِيهِ القُرْآنَ، وَجَعَلْتَهُ هُدىً لِلنَّاسِ، وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الهُدَى وَالفُرقَانِ، قَدْ حَضَرَ فَسَلَّمْنَا فِيهِ، وَسَلِّمْنا مِنْهُ، وَسَلِّمْهُ لَنَا، وَتَسلَّمْهُ مِنَّا في يُسْرٍ مِنْكَ وَعَافِيَةٍ، يا مَنْ أَخَذَ القَلِيلَ وَشَكَرَهُ، وَسَتَرَ الكَثِيرَ وَغَفَرَهُ، اغفر لي الكَثِيرَ مِنْ مَعْصِيَتِكَ، وَأقْبَلْ مِنَّي اليَسِيرَ مِنْ طَاعَتِكَ، اللّهُمَّ إنَّي أَسْأَلُكَ أَنْ تَجْعَلَ لي إلى كُلِّ خِيْرٍ سَبِيلاً، وَمِنْ كُلِّ ما لا تُحِبُّ مَانِعاً، يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، يا مَنْ عَفَا عَنِّي، وَعَمَّا خَلَوْتُ بِهِ مِنْ السَّيِّئَاتِ، يا مَنْ لا يُؤاخِذُني بارْتِكَابِ المَعَاصِي، عَفْوَكَ، عَفْوَكَ، يا كَرِيمُ، إلهي وَعَظْتَني فَلَمْ أَتَعِظْ، وَزَجَرْتَني عَنِ المَعَاصِي فَلَمْ أَنْزَجِرْ، فَمَا عُذْرِي؟ فَاعْفُ عَنيِّ يا كَرِيمُ، عَفْوَكَ، عَفْوَكَ. اللّهُمَّ إنّي أَسْأَلُكَ الرَّاحَةَ عِنْدَ المَوْتِ، وَالعَفْوَ عِنْدَ الحِسَابِ، عَظُمَ الذَّنْبُ مِنْ عَبْدِكَ، فَلْيَحْسُنِ العَفْوُ مِنْ عِنْدِكَ، يا أَهْلَ التَّقْوَى وَيَا أَهْلَ المَغْفِرَةِ، عَفْوِكَ، عَفْوَكَ. اللّهُمَّ إنّي عَبْدُكَ، وَابْنُ عَبْدِكَ، وَابْنُ أَمَتِكَ، ضَعِيفٌ فَقِيرٌ إلى رَحْمَتِكَ، وَأَنْتَ مُنْزِلُ الغِنىَ وَالبَرَكَةِ على العِبَادِ، قَاهِرٌ، قَادِرٌ، مُقْتَدِرٌ، أَحَصَيْتَ أَعْمَالَهُمْ، وَقَسَّمْتَ أَرْزَاقَهُمْ، وَجَعَلْتَهُمْ مُخْتَلِفَةً أَلْسِنَتُهُم، وَأَلْوَانُهُم خَلْقاً بَعَدَ خَلْقٍ. اللّهُمَّ لا يَعْلَمُ العِبَادُ عِلْمَكَ، وَلا يُقَدِّرُ العِبَادُ قَدْرَكَ، وَكُلُّنَا فَقِيرٌ إلى رَحْمَتِكَ فَلا تَصْرِفْ وَجْهَكَ عَنِّي، اجْعَلْني مِنْ صَالِحِ خَلْقِكَ، في العَمَلِ وَاَلَأمَلِ، وَالقَضَاِء وَالقَدَرِ. اللّهُمَّ ابْقِني خَيْرَ البَقَاءِ، وَاَفْنِني خَيْرَ الفَنَاءِ على مُوَالَاةِ أَوْلِيَائِكَ، وَمُعَادَاةِ أَعْدَائِكَ، وَالرَّغْبَةِ إلَيْكَ، وَالرَّهْبَةِ مِنْكَ، وَالخُشُوعِ، وَالوَقَارِ وَالتَسْلِيمِ لَكَ، وَالتَّصْدِيقِ بِكتَابِكَ، وَاتِّبَاعِ سُنَّةِ رَسُولِكَ صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ. اللّهُمَّ ما كَانِ في قَلْبِي مِنْ شَكِّ، أَوْ رِيبَةٍ أَوْ جُحُودٍ، أَوْ قُنُوطٍ أَوْ فَرَحٍ أَوْ مَرَحٍ، أَوْ بَذْخٍ، أَوْ بَطَرٍ، أَوْ فَخْرٍ، أَوُ خُيَلَاءَ، أَوْ رِيَاءَ، أَوْ سُمْعَةٍ، أَوْ شِقَاقٍ، أَوْ نِفَاقٍ، أَوْ كِبَرٍ، أَوْ فُسُوقٍ، أَوْ عِصْيَانٍ أَوْ عَظَمَةٍ، أَوْ شَيْءٍ لا تُحِبُّ، فَأَسْأَلُكَ يا رَبُّ أَنْ تُبَدِّلَنِي مَكَانَهُ إيمَاناً بِوَعْدِكَ، وَوَفَاءً بِعَهْدِكَ، وَرِضاً بِقَضَائِكَ، وَزُهْداً في الدُّنْيَا وَرَغْبَةً فِيمَا عِنْدَكَ، وَأَثَرَةً، وَطُمَاْنِينَةً، وَتَوْبَةً نَصُوحاً، أَسْأَلُكَ ذلِكَ، يا رَبِّ بِمَنِّكَ وَرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِين، وَيَا رَبِّ العَالَمِينَ. إلهي أَنْتَ مِنْ حِلْمِكَ تُعْصَى فَكَأَنَّكَ لَمْ تُرَ، وَمِنْ كَرَمِكَ وَجُودِكَ تُطَاعُ فَكَأَنَّكَ لَمْ تُعْصَ، وَأَنَا وَمَنْ لَمْ يَعْصِكَ مَنْ سُكَّانِ أَرْضِكَ، فَكُنْ عَلَيْنَا بِالفَضْلِ جَوَّاداً، وبَالخَيْرِ عوَّاداً، يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، وَصَلَّى اللهُ على مُحَمَدٍ وَآلِهِ صَلَاةً دَاِئَمةً لا تُحْصَى، وَلا تُعَدُّ، ولا يُقَدِّرُ قَدْرَهَا غَيْرُكَ، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ» (2).

وهذا الدعاء الجليل من ذخائر أدعية الإمام (عليه ‌السلام)، فقد حكى الطاف الله تعالى الدائمة وفيوضاته المتصلة على عباده، وعفوه عنهم، كما حكى ظاهرة من قدرة الله وبدائع صنعه، وهي اختلاف السنة الناس، واختلاف ألوانهم فان المليارات منهم لا يشبه بعضهم بعضا، في الشكل والصورة، منذ بدء الخليقة حتى يرث الله الارض ومن عليها، وتلك آية من آيات الله، ومثل من أمثلة توحيده فتبارك الله أحسن الخالقين.

وطلب الإمام (عليه ‌السلام)، من الله تعالى، في هذا الدعاء أن ينزّهه من جميع النزعات والصفات الشريرة، التي خلقت مع الانسان، وتكوّنت في دخائل النفوس، وأعماق القلوب، من الشك، والريبة، والجحود، والبذخ، وغير ذلك من الصفات التي تبعد الانسان عن ربه، طالبا منه تعالى أن تحل مكانها الصفات الخيرة من الايمان والوفاء، والرضا بقضاء الله، والزهد في الدنيا، وغير ذلك من الصفات التي ترفع مستوى الانسان.

ومن الأدعية الجليلة، التي كان يدعو بها الإمام الصادق (عليه ‌السلام)، في أول ليلة من شهر رمضان المبارك، هذا الدعاء العظيم:

«اللّهُمَّ رَبَّ شَهْرِ رَمَضَانَ مُنَزِّلَ القُرْآنِ هَذَا شَهْرُ رَمَضَانَ الذي أَنْزَلْتَ فِيهِ القُرْآنَ، وَجَعَلْتَ فِيهِ بَيِّنَاتٍ مِنَ الهُدَى وَالفُرْقَانِ، اللّهُمَّ، ارْزُقْنَا صِيَامَهَ، وَأَعِنَّا على قِيَامِهِ، اللّهُمَّ سَلَّمْهُ لَنَا، وَسَلِّمْنَا فِيهِ وَتَسَّلمْهُ مِنَّا في يُسْرٍ مِنْكَ وَعَافِيَةٍ، وَّاجْعَلْ فِيمَا تَقْضِي، وَتُقَدِّرُ مِنَ الَأمْرِ الحَكِيمِ، في لَيْلَةِ القَدْرِ مِنَ القَضَاءِ المُبْرَمِ، الذي لا يُرَدُّ، وَلَا يُبَدَّلُ، أَنْ تَكْتُبَني مِنْ حُجَّاجِ بَيْتِكَ الحَرَامِ، والمَبْرُورِ حَجُهُمْ، المَشْكُورِ سَعْيُهُمْ، المَغْفُورَةِ ذُنُوبُهُمْ، المُكَفَّرِ عَنْهُمْ سَيِّئَاتُهُمْ، وَاجْعَلْ فِيمَا تَقضِي، وَتُقَّدِّرُ أَنْ تُطِيلَ عُمْرِي، وَتُوَسِّعَ عَلَيَّ مِنَ الرِّزْقِ الحَلَالِ» (3).

طلب الإمام (عليه ‌السلام)، في هذا الدعاء من الله تعالى أن يعينه في هذا الشهر المبارك، على ما يقرّبه إليه زلفى، من التمكّن من صيامه، والقدرة على القيام بطاعته، وأن يكتبه من حجّاج بيته الحرام، المبرور حجّهم، المشكور سعيهم، المغفورة ذنوبهم، وهذه الأمور من أهم متطلّبات العارفين والمتقين.

دعاؤه (عليه السلام) عند الإفطار:

كان الإمام الصادق (عليه ‌السلام)، يدعو الله تعالى عند إفطاره، بهذا الدعاء وقد علّمه إلى تلميذه الفقيه العالم أبي بصير، وهذا نصّه:

«الحَمْدُ لله الذي أَعَانَنَا فَصُمْنَا، وَزَرَقَنَا فَأَفْطَرْنَا، اللّهُمَّ تَقَبَّلْهُ منا، وَأَعِنَّا عَلَيْهِ، وَسَلِّمْنَا فِيهِ، وَتَسَلَّمْهُ مِنَّا في يُسْرٍ مِنْكَ وَعَافِيَةٍ، الحَمْدُ للهِ الذي قَضَى عَنِّي يَوْماً مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ» (4).

 

 دعاؤه (عليه السلام) عند حضور شهر رمضان:

كان الإمام الصادق (عليه ‌السلام)، يدعو في أوائل رمضان، بهذا الدعاء الجليل، وهذا نصه: «اللّهُمَّ، هَذَا شَهْرُ رَمَضَانَ المُبَارَكَ، الذي أَنْزَلْتَ فِيهِ القُرْآنَ، وَجَعَلْتَهُ هُدىً لِلنَّاسِ، وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الهُدَى وَالفُرْقَانِ، قَدْ حَضَرَ فَسَلِّمْنَا فِيهِ، وَسَلِّمْهُ لَنَا، وَتَسَلَّمْهُ مِنَّا في يُسْرٍ مِنْكَ وَعَافِيَةٍ، وَأَسْأَلُكَ اللّهُمَّ أَنْ تَغْفِرَ لي في شَهْرِي هَذَا، وَتَرْحَمَنِي فِيهِ، وَتَعْتِقَ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ، وَتُعْطِيَني فِيهِ خَيْرَ ما أَعْطَيْتَ أَحَداً منْ خَلْقِكَ، وَخَيْرَ ما أَنْتَ مُعْطِيهِ، وَلا تَجَعَلْهُ آَخِرَ شَهْرِ رَمَضَانَ صُمْتُهُ لَكَ، مُنْذُ أَنْ أَسْكَنْتَني أَرْضَكَ إلى يَوْمِي هَذَا، وَاجْعَلْهُ عَلَى أتِمِّهِ نِعْمَةً، وَأَمِّهِ عَافِيَةً، وَأَوْسَعِهِ رِزْقَاً وَأَجَزَلَهُ وَأَهْنَأَهُ. اللّهُمَّ، إني أَعُوذُ بِكَ، وَبِوَجْهِكَ الكَرِيمِ، وَمُلْكِكَ العَظِيمِ، أَنْ تَغرْبُ َالشَّمْسُ مِنْ يَوْمي هَذَا، أَوْ يَنْقَضِي بَقِيَّةً هَذَا اليَوْمِ، أَوْ يَطْلَعَ الفَجْرُ مِنَ لَيْلَتي هذِهِ، أوَ ْيخَرْجُ َهذَاَ الشَّهْرُ وَلَكَ قِبَلِيْ مَعَهُ تَبِعَةُ، أَوْ ذَنْبٌ، أَوْ خَطِيئَةٌ، تُرِيدُ أَنْ تُقَابِلَني بِهَا، أَوْ تُؤَاخِذَني، أَوْ تُوقِفَني مَوْقِفَ خِزْيٍ، في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، أَوْ تُعَذِّبَني بِهَا يَوْمَ القَاكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. اللّهُمَّ، فَكَمَا كَاَنَ مِنْ شَأْنِكَ، ما أَرَدْتَني بِهِ مِنْ مَسْأَلَتِكَ، وَرَحِمْتَني بِهِ مِنْ ذِكْرِكَ، فَلْيَكُنْ مِنْ شَأْنِكَ سَيدِي الإِجَابَةُ فِيمَا دَعَوْتُكَ، وَالنَّجَاةُ فِيمَا قَدْ فَزَعْتَ إلَيْكَ مِنْهُ، اللّهُمَّ صَلِّ على مُحَمِّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَافْتَحْ لي مِنْ خَزَائِن رَحْمَتِكَ، رَحْمَةً لا تُعَذِّبُني بَعْدَهَا أَبَداً، في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَارْزُقْنِي مِنْ فَضْلِكَ الوَاسِعِ، رِزْقَاً حَلَالاً طَيِّباً، لا تُفْقِرُني بَعْدَهُُ إلى أَحَدٍ سِوَاكَ أَبَداً، تَزِيدُني بِذلِكَ لََك شُكْراً، وَإلَيْكَ فَاقَةً وَبِكَ عَمَّنْ سِوَاكَ غِنَيً، وَتَعَفُّفاً.

اللّهُمَّ، إني أَعُوُذُ بِكَ أَنْ يَكُوْنَ جَزَاءَ إحْسَانِكَ، اَلإِسَاءَةُ مِنِّي، اللّهُمَّ، إني أَعُوُذُ بِكَ أَنْ أُصْلِحَ عَمَلِي فِيمَا بَيْني وَبَيْنَ النَّاسِ، وَأُفْسِدَهُ فِيمَا بيْنِي وَبَيْنَكَ، اللّهُمَّ، إني أَعُوُذُ بِكَ أَنْ تَحُوْلَ سَرِيرَتي بَيْنِي وَبَينَكَ أَوْ تَكُونَ مُخَالِفَةً لَطَاعَتِكَ.

اللّهُمَّ، إني أَعُوُذُ بِكَ أَنْ تَكُوَنَ شَيْءٌ مِنَ الَأشْيَاءِ، آثَرَ َعنْدِي مِنْ طَاعَتِكَ، اللّهُمَّ، إني أَعُوُذُ بِكَ أَنْ أَعْمَلَ عَمَلاً مِنْ طَاعَتِكَ قَلِيلاً أَوْ كَثِيراً أُرِيدُ بِهِ أَحَداً غَيْرَكَ، أَوْ أَعْمَلَ عَمَلاً يُخَالِطُهُ رِيَاءٌ، اللّهُمَّ، إني أَعُوْذُ بِكَ مِنْ هَوىً يُرْدِي مَنْ رَكِبَهُ، اللّهُمَّ، أني أَعُوْذُ بِكَ أَنْ أَجَعَلَ شَيْئاً مِنْ شُكْرِي فيما أَنْعَمْتَ بِهِ عَلَيَّ لِغَيْرِكَ، أَطْلُبُ بِهِ رِضَا خَلْقِكَ، اللّهُمَّ، إني أَعُوْذُ بِكَ أَنْ أَتَعَدَّى حَدّاً مِنْ حُدُودِكَ، أَتَزَيَّنُ بِذلِكَ لِلنَّاسِ وَأَرْكُنُ بِهِ لِلدُّنْيَا. اللّهُمَّ، إني أَعُوْذُ بعَفْوِكَ، وَأَعُوْذُ بِرِضَاكَ مِنْ سُخْطِكَ، وَأَعُوذُ بِطَاعَتِكَ مِنْ مَعْصِيَتِكَ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ جَلَّ ثَنَاؤكَ وَوَجْهُكَ، لا أُحْصِي الثَّنَاءَ عَلَيْكَ وَلَوْ حَرِصْتُ، وَأَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ على نَفْسِكَ سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ. اللّهُمَّ، إني أَسْتَغْفِرُكَ، وَأَتُوبُ إلَيْكَ، مِنْ مَظَالِمَ كَثِيرَةِ لِعِبَادِكَ عِنْدِي، فَأيُّ عَبْدٍ مِنْ عِبَادِكَ، أَوْ أَمَةٍ مِنْ إمَائِكَ، كَانَتْ لَهُ قِبَلي مَظْلُمَةً ظَلَمْتُهُ إيَّاهَا فيما لِه، أَوْ بَدَنِهِ، أَوْ عِرْضِهِ، لا أَسْتَطِيُع أَدَاءَ ذَلِكَ إلَيْهِ، وَلا أَتَحَلَّلُهَا مِنْهُ، فَصَلِّ على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَرْضِهِ أنتَ عَنِّي بِمَا شِئْتَ، وَكَيْفَ شِئْتَ، وَهَبْهَا لي، وَمَا تَصْنَعُ يا سَيِّدِي بِعَذَابِي، وَقَدْ وَسِعَتْ رَحْمَتُكَ كُلِّ شَيْءٍ، وَمَا عَلَيْكَ يَا رَبُّ أَنْ تُكَرِمَني بِرَحْمَتِكَ، وَلا تُهِينَنِي بِعَذَابِكَ، وَلا يَنْقُصُكَ يَا رَبُّ أَنْ تَفعَلَ بِي ما سَأَلْتُكَ، وَأَنْتَ وَاجِدٌ لِكُلِّ شَيْءٍ.

اللّهُمَّ إنِّي أَسْتَغْفِرُكَ، وَأَتُوبُ إلَيْكَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ تُبْتُ إلَيْكَ مِنْهُ، ثُمَّ عُدْتُ فِيهِ، وَمِمَّا ضَيَّعْتُ مِنْ فَرَائِضِكَ وَأَدَاءِ حَقِّكَ مِنَ الصَّلاةِ، وَالزَكَاةِ، وَالصِّيَامِ وَالجِهَادِ، وَالحَجِّ وَالعمْرَةِ، وَإسْبَاغِ الوُضُوءِ، وَالغُسْلِ مِنَ الجَنَابَةِ، وَقِيَامِ اللَّيْلِ، وَكَثْرَةِ الذِّكْرِ، وَكَفَّارَةِ اليَمِينِ، والاسترجاع في المَعْصِيَةِ، وَالصُدُودِ، وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ قَصَّرْتُ فِيهِ، مِنْ فَرِيضَةٍ، أَوْ سُنَّةٍ فإنَّي أَسْتَغْفِرُكَ، وَأَتُوبُ إلَيْكَ مِنْهُ، وَمِمَّا رَكِبْتُ مِنَ الكَبَائِرِ، وَأَتَيْتُ مِنَ المَعَاصِي، وَعَمِلْتُ مِنَ الذُّنُوبِ، وَاجْتَرَحْتُ مِنَ السَّيِئاتِ، وَأَصَبْتُ مِنَ الشَّهَوَاتِ، وَبَاشَرْتُ مِنَ الخَطَايَا مِمَّا عَمِلْتُهُ مِنْ ذَلِكَ عَمْداً أَوْ خَطَأً، سِرَّاً أَوْ عَلَانِيَةً، فَإنِّي أَتُوبُ إلَيْكَ مِنْهُ، وَمِنْ سَفْكِ الدَّمِ، وَعُقُوقِ الوَالِدَيْنِ وَقَطيعَةِ الرَّحِمِ، وَالفَرَارِ مِنَ الزَّحْفِ، وَقَذْفِ المُحْصَنَاتِ، وَأَكْلِ أَمْوَالِ اليَتَامَى ظُلْماً، وَشَهَادَةِ الزُّورِ، وَكُتْماَنِ الشَّهَادَةِ، وَأَنْ أَشْتَرِي بِعَهْدِكَ في نَفْسِي ثَمَناً قَلِيلاٍ، وَأَكْلِ الرِّيَاءِ، وَالغُلُولِ، وَالسِحْتِ وَالسِحْرِ، وَاَلإكْتِهَاِن، وَالطَّيَرَةِ، وَالشِّرْكِ، وَالرِّيَاءِ، وَالسَّرِقَةِ وَشُرْبِ الخَمْرِ، وَنَقْصِ المِكْيَالِ، وَبَخْسِ المِيَزانِ، وَالشِّقَاقِ، وَالنِفَاقِ، وَنَقْضِ العَهْدِ، وَالفِرْيَةِ وَالخِيَانَةِ، وَالغَدْرِ، وَإخْفَارِ الذّمَةِ، وَالحَلْفِ، وَالغَيْبَةِ وَالنَّمِيمَةِ، وَالبُهْتَانِ، وَالهَمْزِ وَاللَّمْزِ، وَالتَنَابُزِ بِالَألْقَابِ، وَأذَى الجَارِ، وَدُخُولِ بَيْتٍ بِغَيْرِ إذْنٍ، وَالفَخْرِ، وَالكِبَرِ، وَالإِشْرَاكِ، وَالإِصْرَارِ، والاستكبار، وَالمَشْيِ في الَأرْضِ مَرَحاً، وَالجَوْرِ في الحُكْمِ، والاعتداء في الغَضَبِ، وَرُكُوبِ الحَمِيَّةِ، وَعَضْدِ الظَّالِمِ، وَالعَوْدِ على الإِثْمِ وَالعُدْوَانِ، وَقِلَّةِ العَدَدِ في الَأهْلِ وَالوَلَدِ، وَرُكُوبِ الظَّنِ، وَاتِّبَاعِ الهَوَى، وَالعَمَلِ بِالشَّهْوَةِ، وَعَدَمِ الَأمْرِ بِالمْعرُوفِ، وَالنَّهْيِ عَنِ المُنْكَر، وَالفَسَادِ في الَأرْضِ، وَجُحُودِ الحَقِّ، وَالإدْلاءِ إلى الحُكَّامِ بِغَيْرِ حَقِّ، وَالمكْرِ وَالخَدِيعَةِ، وَالقَوْلِ فِيمَا لا أْعَلُم، وَأَكْلِ المَيْتَةِ وَالدَّمِ، وَلَحْمِ الخِنْزِيرِ، وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللهِ، وَالحَسَدَ، وَالبَغْيِ وَالدُّعَاءِ إلى الفَاحِشَةِ، وَالتَمَنِّي بِمَا فَضَّلَ اللهُ، وَالإعْجَابِ بِالَنْفِس، وَالمَنِّ بِالعَطِيَّةِ، وَارْتِكَابِ الظُلْمِ، وَجُحُودِ القُرْآنِ، وَقَهْرِ اليَتْيم، وانتهار السَّائِلِ، وَالحَنْثِ في والإِيمَانِ، وَكُلِّ يَميِنٍ كَاذِبِةٍ فَاجِرَةٍ، وَظُلْمِ أَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ في أمْوَالِهِمْ، وَأَشْعَارِهِمْ، وَأَعْرَاضِهِمُ وَأَبْشَاِرِهِمْ، وَمَا رَآهُ بَصَرِي، وَسَمِعَهُ سَمْعِي، وَنَطَقَ بِهِ لِسَانِي، وَبَسَطْتُ إلَيْهِ يَدِي، وَنَقَلْتُ إلِيْهِ قَدَمِي، وَبِاشَرَهْ جِلْدِي وَحَدَّثْتُ بِهِ نَفْسِي، مِمَّا هُوَ لَكَ مَعْصِيَةً، وَكُلِّ يَمِينٍ زُورٍ، وَمِنْ كُلِّ فَاحِشَةٍ وَذَنْبٍ وَخَطِيئَةٍ، عَمِلْتُهَا في سَوَادِ اللَّيْلِ وَبَيَاضِ النَّهَارِ في مَلَاءٍ أَوْ خَلَاءٍ، مِمَّا عَلِمْتَهُ أَوْ لَمْ أَعْلَمْهُ، ذَكَرْتُهُ أَمْ لَمْ أَذْكُرْهُ، سَمِعْتُهُ أَمْ لَمْ أَسْمَعْهُ، عَصَيْتُكَ فِيهِ رَبِّي طَرْفَةَ عَينٍ، وَمَا سِوَاهَا، مِنْ حِلٍّ أَوْ حَرَامٍ، تَعَدَّيْتُ فِيهِ أَوْ قَصَّرْتُ عَنْهُ، مُنْذُ يَوْمِ خَلَقْتَنِي إلى أَنْ جَلَسْتُ مَجْلسِي هَذَا، فَإنّي أَتُوبُ إلَيْكَ مِنْهُ، وَأَنْتَ يا كَرِيمُ تَوَّابٌ رَحِيمٌ.

اللّهُمَّ، يا ذَا المَنِّ وَالفَضْلِ، وَالمَحَامِدِ التي لا تُحْصَى، صَلِّ على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاقْبَلْ تَوْبَتِي، وَلا تَرُدَّهَا لِكَثْرَةِ ذُنُوبِي، وَمَا أَسْرَفْتُ على نَفْسِي حَتَّى لا أَرْجَعَ في ذَنْبٍ تُبْتُ إلَيْكَ مِنْهُ، فَاجْعَلْهَا يا عَزِيزُ تَوْبَةً نَصُوحاً صَادِقَةً مَبْرورَةً لَدَيْكَ مَقْبُوَلًة، مَرْفُوعَةً عِنْدَكَ، في خَزَائِنِكَ التي ذَخَرْتَهَا لَأولِيَائِكَ حِينَ قَبِلْتَهَا مِنْهُمْ، وَرَضِيتَ بِهَا عَنْهُمْ. اللّهُمَّ، إنَّ هذِهِ النَّفْسَ نَفْسُ عَبْدِكَ، وَأَسْأَلُكَ أَنْ ْتُصَلِّي على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تَجْعَلَهَا في حِصْنٍ حَصِينٍ مَنِيعٍ لا يَصِلُ إليْهَا ذَنْبٌ، وَلا خَطِيئَةٌ، وَلا يُفْسِدُهَا عَيْبٌ وَلا مَعْصِيَةً حَتَّى أَلْقَاكَ يَوْمَ القِيَامَةِ، وَأَنْتَ عَنِّي رَاضٍ، وَأَنَا مَسْروُرٌ تَغْبِطُني مَلائِكَتُكَ، وَأَنْبِيَاؤُكَ وَجَميعُ خَلْقِكَ، وَقَد قَبِلْتَنِي وَجَعَلْتَني تَائِباً طَاهِراً زَاكِياً عِنْدَكَ مِنَ الصَّادِقِينَ. اللّهُمَّ، إنَّي أَعْتَرِفُ لَكَ بِذُنُوبِي، فَصَلِّ على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاجْعَلْهَا ذُنُوباً لا تُظْهِرهَا لَأحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ، يا غَفَّارَ الذُنُوبِ، يا أَرْحَمَ الرَّاِحمِيَن، سُبْحَانَكَ اللّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، عَمِلْتُ سُوءاً وَظَلَمْتُ نَفْسِي، فَصَلِّ على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاغْفِرْ لي إنَّكَ أَنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ. اللّهُمَّ، إنْ كَانَ مِنْ عَطَائِكَ، وَفَضْلِكَ، وَفي عِلْمِكَ وَقَضَائِكَ، أَنْ تَرْزُقَني التَّوْبَةَ، فَصَلِّ على مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَاعْصِمْني بَقِيَّة عُمْرِي، وَأَحْسِنْ مَعْونَتي في الجِدِّ، والاجتهاد، وَالمُسَارَعَةِ إلى مَا تُحِبُّ وَتَرْضَىَ، وَالنَّشَاطِ وَالفَرَحِ وَالصْحَّةِ حَتَّى أبْلُغَ في عِبَادَتِكَ، وَطَاعَتِكَ التي يَحِقُّ لَكَ عَلَيَّ رِضَاكَ، وَأَنْ تَرْزُقَني بِرَحْمَتِكَ، ما أُقِيمُ بِهِ حُدُودَ دِينِكَ، وَحَتَّى أَعْمَلَ في ذَلِكَ بِسُنَنِ نَبِيِّكَ، صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَافْعَلْ ذلِكَ بِجَميعِ المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ في مَشَارِقِ الأرْضِ وَمَغَارِبِهَا.

اللّهُمَّ إنَّكَ تَشْكُرُ اليَسِيرَ، وَتَغْفِرُ الكَثِيرَ وَأَنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ.

وكان يكرّر ذلك (ثلاث مرات).

اللّهُمَّ اقسم لي كُلِّ مَا تُطْفِىءُ بِهِ عَنِّي، نَائِرَةَ كُلِّ جَاهِلٍ، وَتُخْمِدُ عَنِّي شُعْلَةَ كُلِّ قَائِلٍ، وَأعْطِنِي هُدًى عَنْ كُلِّ ضَلَالَةٍ، وَغِنىً مِنْ كُلِّ فَقْرٍ، وَقُوَّةً مِنْ كُلِّ ضَعْفٍ، وَعِزاً مِنْ كُلِّ ذُلٍ، وَرِفْعَةً مِنْ كُلِّ ضِعَةٍ، وَأَمْناً مِنْ كُلِّ خَوْفِ، وَعَافِيَةً مِنْ كُلِّ بَلَاءٍ، اللّهُمَّ، ارْزُقْني عَمَلاً يَفْتَحُ لي بَابَ كُلِّ يَقِين، وَيَقِيناً يَسُدُّ عَنِّي بَابَ كُلِّ شُبْهَةٍ، وَدُعاءً تَبْسُطُ لي فِيهِ الإِجَابَةَ، وَخَوْفاً يَتَيَسَّرُ لي بِهِ كُلُّ رَحْمَةٍ، وَعِصْمَةً تَحوُلُ بَيْنِي وَبَيْنَ الذُنُوبِ، بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاِحِمينَ..» (5).

ويعتبر هذا الدعاء من أمهات أدعية الإمام الصادق (عليه ‌السلام)، وذلك لما حواه من المضامين العظيمة، والمطالب الجليلة، التي كان منها عظيم إخلاصه في طاعة الله تعالى، إخلاصا لا حدود له، كما حفل هذا الدعاء بالتحذير من اقتراف الجرائم والذنوب، التي تمسخ الانسان، وتهبط به إلى مستوى سحيق ما له من قرار، وقد ذكر سجلا منها، وحذر كأشد ما يكون التحذير منها، وبذلك فقد اعطى منهجا متكاملا للحياة الاسلامية المتطورة، التي تسود بمناهجها الرائعة، جميع مجتمعات العالم، حقا لقد كان هذا الدعاء من ذخائر أدعية أئمة أهل البيت (عليهم ‌السلام) ومن مناجم ثرواتهم الفكرية.

دعاؤه (عليه السلام) في ليالي شهر رمضان:

كان الإمام الصادق (عليه ‌السلام)، يدعو في ليالي رمضان بعد صلاة المغرب بهذا الدعاء: «اللّهُمَّ، مَنْ طَلَبَ حَاجَتَهُ إلى أَحَدٍ مِنَ المَخْلُوقِينَ، فَإنّي لا أطْلُبُ حَاجَتِي إلاَّ مِنْكَ، أَسْأَلُكَ بِفَضْلِكَ، وَرِضْوَانِكَ، أَنْ تُصَلّي على مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تَجَعَلَ لي مِنْ عَامِي هَذَا، إلى بَيْتِكَ الحَرَامِ سَبِيلاً، حِجَّةً مًبْرُورَةً، مَقْبُولَةً زَاكِيَةً، خَالِصَةً لَكَ تُقِرُّ بِهَا عَيْنِي، وَتَرْفَعُ بِهَا دَرَجْتي، وَتَرْزُقَني أَنْ أَغُضَ بَصَرِي، وَأَنْ أَحْفَظَ فَرْجِي، وَأَنْ أكُفَّ عَنْ جَمِيعِ مَحَارِمِكَ، حَتَّى لا يَكُونَ شَيْءٍ آثَرَ عِنْدِي مِنْ طَاعَتِكَ وَخَشْيَتِكَ، وَالعَمَلَ بِمَا أَحْبَبْتَ، وَالتَّرْكَ لِمَا كَرِهْتَ، وَنَهَيْتَ عَنْهُ وَاجْعَلْ ذَلِكَ في يُسْرٍ وَيَسَارٍ مِنْكَ، وَعَافِيَة، وَأَوْزِعْني شُكْرَ ما أَنْعَمْتَ بِهِ عَلَيَّ. اللّهُمَّ اجْعَلْ لي مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً» (6).

وكان حقا هذا هو التبتّل والاعتصام بالله، فهو لا يرجو قضاء أي حاجة من حوائجه إلا من الله، ولا يرجو أي أحد من المخلوقين الذين هم فقراء إلى الله، وقد كان أعز طلباته منه تعالى هو أن يرزقه حج بيته الحرام، فإنه من أغلى أمانيه، كما سأل منه تعالى الكف عن جميع ما لا يرضيه والتوفيق لطاعته وعبادته.

دعاؤه (عليه السلام) في أيّام شهر رمضان:

كان الإمام الصادق (عليه ‌السلام)، يدعو بهذا الدعاء الجليل، في أيام شهر رمضان المبارك، وهذا نصّه:

« اللّهُمَّ، إني أَسْأَلُكَ بِبَهَائِكَ، وَجَلالِكَ، وَجَمَالِكَ، وَعَظَمَتِكَ وَنُورِكَ، وَسَعَةِ رَحْمَتِكَ، وَبِأَسْمَائِكَ، وَعِزَّتِكَ، وَقُدْرَتِكَ، وَمَشِيئَتِكَ، وَنَفَاذِ أَمْرِكَ، وَمُنْتَهَى رِضَاكَ، وَشَرَفِكَ، وَدَوَامِ عِزِّكَ، وَسُلْطَانِكَ وَفَخْرِكَ، وَعُلُوِّ شَأْنِكَ، وَقَدِيمِ مَنِّكَ، وَعَجِيبِ آيَاتِكَ، وَفَضْلِكَ وَجُودِكَ، وَعُمُومِ رِزْقِكَ، وَعَطَائِكَ وَخَيْرِكَ وَإحْسَانِكَ، وَتَفَضُلِكَ وَامْتِنَانِكَ، وَشَأْنِكَ، وَجَبَرُوتِكَ، وَأَسْأَلُكَ بِجَمِيعِ مَسَائِلِكَ أَنْ تُصَلِّي عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَتُنَجِّيَني مِنَ النَّارِ، وَتَمُنَّ عَلَيَّ بِالجَنَّةِ، وَتُوَسِّعُ عَلّيَّ مِنَ الرِّزْقِ الحَلَالِ الطَيِّبِ، وَتَدْرَأَ عَنِّي شَرَّ فَسَقَةِ العَرَبِ وَالعَجَمِ، وَتَمْنَعَ لِسَانِي مِنَ الكَذِبِ، وَقَلْبِي مِنَ الحَسَدِ، وَعَيْنِي مِنَ الخِيَانَةِ، فَّأِنَّكَ تَعْلَمُ خَائِنَةَ الَأعْيُنِ، وَمَا تُخْفي الصُّدُورُ، وَتَرْزُقَني في عَامِي هَذَا، وَفي كُلِّ عَامٍ، الحَجَّ وَالعُمْرَةَ، وَتَغُضَّ بَصَرِي وَتُحْصِنَ فَرْجي، وَتُوَسِّعَ رِزْقِي، وَتَعصِمَني مِنْ كُلِّ سوءٍ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ» (7).

لقد سأل الإمام الصادق (عليه ‌السلام) في هذا الدعاء الليل جميع ألوان الخير، وجميع ما يقربه إلى الله تعالى زلفى.

 

مِن أدعيته (عليه السلام) في شهر رمضان:

ومن أدعية الإمام الصادق (عليه ‌السلام)، في شهر رمضان هذا الدعاء، وكان يدعو به، بعد أن يصلي ركعتين نافلة:

«الحَمْدُ لله الذي عَلَا فَقَهَرَ، والحَمْدُ لله الذي مَلَكَ فَقَدَرَ، والحَمْدُ لله الذي بَطَنَ فَخَبَرَ، والحَمْدُ لله الذي يُحْيي المَوْتَى، وَيُمِيتُ الَأحّيَاءَ وَهُوَ على كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، والحَمْدُ لله الذي تَوَاضَعَ كُلُّ شَيْءٍ لِعظَمَتَهِ ِ، وَالحَمْدُ لله الذي ذَلَّ كُلُّ شَيْءٍ لِعِزَّتِهِ، وَالحَمْدُ لله الذي اسْتَسْلَمَ كُلُّ شَيْءٍ لِقُدْرَتِهِ، وَالحَمْدُ لله الذي خَضَعَ كُلُّ شَيْءٍ لِمَمْلَكَتِهِ، وَالحَمْدُ لله الذي يَفْعَلُ ما يَشَاءُ، وَلا يَفْعَلُ ما يشَاءُ غَيْرُهُ، اللّهُمَّ، صَلِّ على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَدْخِلْني في كُلِّ خَيْرٍ، أَدْخَلْتَ فِيهِ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ وَأَخْرِجْني مِنْ كُلِّ سُوءٍ، أَخْرَجْتَ مِنْهُ مُحَمَّداً وَآلِ مُحَمَّدٍ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ، وَالسَّلَامُ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ، وَرَحَمْةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ، وَسَلمْ تَسْليمَاً كَثِيراً» (8).

وأنت ترى في هذا الدعاء مدى تذلل الإمام (عليه ‌السلام) للخالق العظيم، وتضرعه إليه وخشيته منه ورجائه له.

ومن أدعية الإمام الصادق (عليه ‌السلام)، في شهر رمضان المعظّم، هذا الدعاء وكان يدعو به، عقب ركعتين من الصلاة، وهذا نصّه:

«اللّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ بِمَعَانِي جَميعِ ما دَعَاكَ بِهِ عِبَادُكَ الذين اصْطَفَيْتَهُمْ لِنَفْسِكَ، المَأْمُونُونَ على سِرِّكَ، المُحْتَجِبُونَ بِغَيبِكَ، المُسْتَتِرُونَ بِدِينِكَ المُعْلَنونَ بِهِ، الوَاصِفُوُنَ لِعَظَمَتِكَ، المُنَزَّهُونَ عَنْ مَعَاصِيكَ، الدَّاعُونَ إلى سَبِيلِكَ، السَّابِقُونَ في عِلْمِكَ، الفَائِزُوُنَ بِكَرَاَمَتِكَ، أَدْعُوكَ على مَوَاضِعِ حْدُودِكَ، وَكَمَالِ طَاعَتِكَ، وَمَا يَدْعُوكَ بِهِ وُلاَةُ أَمْرِكَ، أَنْ تُصَلِّيَ على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَفْعَلَ بي ما أَنْتَ أَهْلُهُ، وَلَا تَفْعَلَ بي ما أنَتْ َأَهْلُهُ، وَلَا تَفْعَلَ بي مَا أَنَا أَهْلُهُ» (9).

وتوسّل الإمام (عليه ‌السلام) إلى الله تعالى بعباده الصالحين المتحرّجين في دينهم أن يقضي مهامه وحوائجه.

وكان الإمام الصادق (عليه ‌السلام)، في شهر رمضان المبارك، يدعو بهذا الدعاء بعد صلاة ركعتين: «يَا ذَا المَنَّ لا يُمَنُّ عَلَيْكَ، يا ذَا الطًّولِ لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ، أَنْتَ ظَهْرُ اللَاجِئِينَ، وَمَأَمَنُ الخَائِفِينَ، وَجَارُ المُسْتَجيِريِنَ، إنْ كَاَنَ عِنْدِكَ في أُمِّ الكِتَابِ، أَنَّي شَقِيٌ أَوُ مَحْروُمٌ، أَوْ مُقَتَّر عَلَيَّ رِزْقِي، فَامْحُ مِنْ أُمِّ الكِتَابِ شَقَائِي وَحِرْمَانِي، وَإقْتَاَر رِزْقِي، وَاكْتُبْني عِنْدَكَ سَعِيداً مُوَفَّقاً لِلْخَيْرِ، مُوسَعاً عَلَيَّ في رِزْقِكَ، فَإنَّكَ قُلْتَ في كِتَابِكَ المُنْزَلِ، على لِسَانِ نَبِيِّكَ المُرْسَلِ صَلَوَاتَكَ عَلَيْهِ: {يَمْحوُ الله ما يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الكِتَابِ} وَقُلْتَ: {رَحْمَتي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ} فَلْتَسعَنْي رَحْمَتُكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحمين، وَصَلِّ عَلى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ» وكان يدعو بعد هذا الدعاء لنجاح ما أهمه (10).

ومن الادعية الجليلة، التي كان يدعو بها الإمام الصادق (عليه ‌السلام)، في شهر رمضان المبارك، هذا الدعاء، وكان يدعو به عقيب صلاة ركعتين:

«اللّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ بِعَزَائِمِ مَغْفِرَتِكَ، وَبِوَاجِبِ رَحمَتِكَ السَلَامَةَ مِنْ كُلِّ إثْمٍ، وَالغَنِيمَةَ مِنْ كْلِّ بِرّ، وَالفَوْزَ بِالجَنَّةِ، وَالنَّجَاةَ مِنَ النَّارِ، اللّهُمَّ دَعَاكَ الدَّاعُونَ وَدَعَوْتُكَ وَسَأَلَكَ السَّائِلوُنَ، وَسَأَلْتُكَ، وَطَلَبَكَ الطَّالِبُونَ، وَطَلَبْتُكَ،

اللّهُمَّ، أَنْتَ الثِّقَةُ وَالرَّجَاءُ، وَإلَيْكَ مُنْتَهَى الرَّغَبَةِ وَالدُّعَاءِ، في الشِدَّةِ وَالرَخَاء، اللّهُمَّ فَصَلِّ على مُحَمَّدً وَآلِ مُحَمَّدٍ، واجْعَلِ اليَقينَ في قَلْبِي، وَالنَّورَ في بَصَرِي، وَالنَصِيحَةَ في صَدْرِي، وَذِكْرَكَ بِاللَّيل وَالنَّهَارِ عَلى لِسَانِي، وَرِزْقاً وَاِسعاً غَيرَ مَمْنُوعٍ وَلَا مَمْنُونٍ، وَلَا محْظُورٍ، فَارْزُقْني، وَبَارِكْ لي فيما رَزَقْتَني، وَاجْعَلْ غِنَايَ في نَفْسِي، وَرَغْبَتي فيما عِنْدَكَ، بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّحِمِينَ» (11).

لقد علّمنا سليل النبوة كيف نسأل الله تعالى نتضرّع إليه في قضاءِ حوائجنا واعطانا بهذا الدعاء منهجاَ مشرقاً لذلك.

ومن أدعية الإمام الصادق (عليه ‌السلام)، هذا الدعاء وقد وجده العلامة ابن طاووس، بخط شيخ الطائفة، وزعيمها العظيم الشيخ الطوسي (رحمه ‌الله) وهذا نصه: «اللّهُمَّ، صَلِّ على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَفَرِّغْني لِمَا خَلَقْتَني لَهُ، وَلا تُشْغِلْني بِمَا قَدْ تَكَفَّلْتُ لي بِهِ، اللّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ إيمَاناً لا يَرْتَدُّ، وَنَعِيماً لا يَنْفَذُ، وَمُرَافَقَةَ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِ وِآلِهِ في أَعْلى جَنَّةٍ الخُلْدِ.

اللّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ رِزْقَ يَوْمٍ بِيَوْمٍ، لا قَلِيلاً فَأَشْقَى، وَلا كَثِيراً فَأَطْغَى، اللّهُمَّ، صَلِّ على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَارْزُقْني مِنْ فَضلِكَ، ما تَرْزُقُني بِهِ الحَجَّ وَالعُمْرَةَ في عَامِي هَذَا، وَتُقَوِّيِني على الصَّوْمِ، وَالصَّلاةِ، فَأَْتَ رَبِّي وَرَجَائِي، وَعِصْمَتي لَيْسَ لي مُعْتَصَمٌ إلاَّ أَنْتَ، وَلا رَجَاءَ غَيْرُكَ، ولا مَلْجَأَ لي، وَلا مُنْجى مِنْكَ إلَا إلَيْكَ، فَصَلِّ على مُحَمَّدٍ، وَآلِ مُحَمَّدٍ وَآتِنِي في الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفي الآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِني عَذَابَ النَّارِ» (12).

ومن أدعية الإمام الصادق (عليه ‌السلام)، في شهر رمضان المبارك، هذا الدعاء: «اللّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ العَافِيَةَ مِنْ جُهْدِ البَلَاءِ، وَشمَاتَةِ الَأعْدَاءِ، وَسُوءِ القَضَاءِ، وَدَرَكِ الشَّقَاءِ، وَمِنَ الضَّرَرِ في المَعِيشَةِ، وألّا تَبْتَلِيَني بِمَا لا طَاقَةِ لي بِهِ، أَوْ تُسَلطَ عَلَيَّ طَاغِياً، أَوْ تَهْتِكَ لي سِتراً، أَوْ تُبْدِيَ لي عَوْرَةً، أَوْ تُحَاسِبَني يَوْمَ القِيَامَةِ مُنَاقِشاً، أَحوَجَ ما أَكُونُ إلى عَفْوِكَ، وَتَجَاوُزِكَ عَنِّي فيمَا سَلَفَ. اللّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الكَرِيمِ، وَكَلِمَاتِكَ التَامَّةِ أَنْ تُصلَيِّ على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأنْ تَجْعَلَني مِنْ عُتَقَائِكَ وَطُلَقَائِكَ مِنَ النَّارِ» (13).

لقد طلب الإمام (عليه ‌السلام)، في هذا الدعاء من الله تعالى أمورا، هي أسمى وأجل ما في هذه الحياة، فقد طلب خير الدنيا وخير الآخرة، وبذلك فقد علمنا كيف نسأل ونطلب من الخالق العظيم.

كان الإمام الصادق (عليه ‌السلام)، يدعو بهذا الدعاء، في أيام رمضان وهذا نصه: «يا أَجْوَدَ مَنْ أَعْطَى، وَيا خَيْرَ مَنْ سُئِلَ، ويا أَرْحَمَ منَ ْاسْتُرْحِمَ، يا وَاحِدُ، يا أَحَدُ، يا صَمَدُ، يامَنْ لَمْ يِلدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَم يَكُنْ لَهُ كُفْواً أَحَدٌ، يا مَنْ لَمْ يَتَّخِذْ صَاحِبَةً، وَلا وَلَداً، يا مَنْ يَفْعَلُ ما يَشاءُ، وَيَحْكُمُ بِمَا يُرِيدُ، وَيقْضِي بِمَا أَحَبَّ، يا مَنْ يَحوُلُ بَيْنَ المَرْءِ وَقَلْبِهِ، يا مَنْ هُوَ بِالمَنْظَرِ الَأعْلَى، يا مَنْ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٍ، يا حَكِيمُ، يا سَمِيعُ، يا بَصيِرُ، صَلِّ على مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَأَوْسِعْ عَلَيَّ مِنْ رِزْقِكَ الحَلَالِ، ما أكْفي بِهِ وَجْهِي، وَأُؤَدِّي بِهِ عَني أَمَانَتِي، وَأَصِلُ بِهِ رَحِمي، وَيَكُونُ عَوْناً لي على الحَجِّ وَالعُمْرَةِ» (14).

لقد سأل الإمام (عليه ‌السلام)، من الله تعالى في هذا الدعاء، السعة في حياته الاقتصادية، ليستعين بها على فعل الخير، من صلة الرحم، وحج بيت الله الحرام.

ومن الادعية الجليلة، التي كان يدعو بها سليل النبوة، ومعدن العلم والحكمة، في أيام شهر رمضان المبارك، هذا الدعاء: «يا مَنْ أَظْهَرَ الجَمِيلَ، وَسَتَرَ القَبِيحَ، يا مَنْ لَمْ يَهْتِكِ السِّترَ، وَلَمْ يَأْخُذْ بِالجَرِيرَةِ، يا عَظِيمَ العَفْوِ، يا حَسَنَ التَجَاوُزِ، يا وَاسِعَ المَغْفِرَةِ، يا بَاسِطَ اليَدَيْنِ بِالرَّحْمَةِ، يا صَاحِبِ كُلِّ نَجْوَى، وَمُنْتَهَى كُلِّ شَكْوَى، يا مُقِيلَ العَثَرَاتِ، يا كَرِيمَ الصَّفحِ، يا عَظِيمَ المَنِّ، يا مُبْتَدِئاً بِالنِّعَمِ، قَبْلَ اسْتِحقَاقِهَا، يا رَبَّاهُ يا سَيِّدَاهُ، يا أَمَلَاهُ، يا غَايَةَ رَغْبَتَاهُ، أَسْأَلُكَ بِكَ يا اللهُ، لا تُشَوِّه خَلْقِي بِالنَّارِ، وَأَنْ تَقْضِيَ حَوَائِجَ آخِرَتِي، وَدُنْيَايَ، صَلِّ على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ.

وكان (عليه ‌السلام)، بعد هذا الدعاء، يصلي ركعتين، ثم يستمر في دعائه قائلا: اللّهُمَّ، خَلَقْتَني فَأَمَرْتَني، وَنَهَيْتَني، وَرَغَّبْتَني في ثَوَابِ ما بِهِ أَمَرْتَني، وَرَهَّبْتَني عِقَابَ ما عَنْهُ نَهَيْتَني، وَجَعَلْتَ لي عَدُواً يَكَيدُني، وَسَلَّطْتَهُ عَلَيَّ، على ما لَمْ تُسَلِّطْني عَلَيْهِ مِنْهُ، فَأَسْكَنْتَهُ صَدْرِي، وَأَجْرَيْتَهُ مَجْرَى الَّدمِ مِنِّي، لا يَغْفَلُ إنْ غَفِلْتُ، وَلا يَنْسَى إنْ نَسِيتُ، يُؤْمِنُني عَذَابَكَ، وَيُخَوِّفُني بِغَيْرِكَ، إنْ هَمَمْتُ بِفَاحِشَةٍ شَجَّعَني، وَإنْ هَمَمْتُ بِصَالِحِ ثَبَّطَني، يَنْصُبُ لي بِالشَّهَوَاتِ، وَيَعْرِضُ لي بِهَا، أنْ وَعَدَني كَذَبَني، وَإنْ مَنَّانِي أَقْنَطَني، وَإنْ اتَّبَعْتُ هَوَاهُ أضَلَّني، وَالاَّ تَصْرِفُ عَنيِّ كَيْدَهُ يَسْتَزِلُّني، وَإلاَّ تُفْلِتْني مِنْ حَبَائِلِهِ يَصُدُّني، وَإلاُّ تَعْصِمْني مِنْهُ يَفْتِنِّي، اللّهُمَّ، فَصَلِّ على مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَاقْهَرْ سَلْطَانَهُ عَلَيَّ، بِسُلْطَانِكَ عَلَيْهِ، حَتَّى تَحْبِسَهُ عَنِّي بِكَثْرَةِ الدُّعَاءِ لَكَ مِنِّي، فَأَفُوزَ في المَعْصُومِينَ مِنْهُ بِكَ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إلاَّ بِكَ» (15).

حكى المقطع الاول، من هذا الدعاء، الطاف الله التي لا تحصى على عباده، والتي كان من إظهاره، وإشاعته لجميل ما يصدر عنهم، وستره لقبيح أعمالهم، التي لو شاعت عنهم لسقطوا من أعين الناس، إلى غير ذلك، من فيوضاته تعالى عليهم، وحكى المقطع الثاني، من هذا الدعاء الالتجاء إلى الله تعالى، في الاستعاذة من الشيطان الرجيم، الذي ينفذ إلى أعماق النفس، والذي يحبب لها كل معصية وموبقة، ويبغض لها كل طاعة لله، فقد استعان به تعالى للوقاية، من غروره وشروره.

وكان الإمام الصادق (عليه ‌السلام)، يدعو بهذا الدعاء الجليل، في شهر رمضان وقد نقله السيد ابن طاووس عن جده لامه شيخ الطائفة، وزعيمها الاعلى الشيخ الطوسي رحمه ‌الله، وهذا نصه: اللّهُمَّ، بِكَ الحَمْدُ كُلُّهُ، وَلَكَ المُلْكُ كُلُّهُ، وَبِيَدِكَ الخَيْرُ كُلُّهُ، وَإلَيْكَ يَرْجِعُ الَأمْرُ كُلُّهُ، عَلَانِيَتُهُ وِسِرُّهُ، وَأَنْتَ مُنْتَهَى الشَأْنِ كُلُّهُ. اللّهُمَّ، إنِّي أَسْأَلُكَ مِنَ الخَيْرِ كُلُّهُ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الَشرِّ كُلُّهِ، اللّهُمَّ، صلِّ على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأرْضِنِي بِقَضَائِكَ، وَبَارِك لي في قَدْرِكَ، حَتَّى لا أُحِبَّ تَعْجِيلَ ما أَخَّرْتَ وَلا تَأخِيرَ ما عَجَّلْتَ. اللّهُمَّ، وَأَوْسِعْ عَلَيَّ مِنْ فَضْلِكَ، وَارْزُقْني بَرَكَتَكَ، وَاسْتَعْمِلْني في طَاعَتِكَ، وَتَوَفَّني عِنْدَ انْقِضَاءِ أَجَلي على سَبِيلِكَ، وَلا تُوَلِّ أَمْري غَيْرِكَ، وَلا تُزغْ قَلْبِيَ بَعْدَ إذْ هَدَيْتَني، وَهَبْ لي مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً، إنَكَ أَنْتَ الوَهَّابُ» (16).

 

دعاؤه (عليه السلام) في كل ليلة من شهر رمضان:

وأثر عن الإمام الصادق (عليه ‌السلام)، هذا الدعاء، وكان يدعو به في كل ليلة من ليالي شهر رمضان المبارك: «اللّهُمَّ، أنِّي أَسْأَلُكَ أَنْ تَجْعَلَ فِيمَا تَقْضِي، وَتُقْدِّرُ، مِنَ الَأمْر المَحْتُومِ، في الَأمْرِ الحَكِيم، في القَضَاءِ الذي لا يُرَدُ، وَلا يُبَدَّلُ، أَنْ تَكْتُبَني مِنْ حُجَّاجِ بَيْتِكَ الحَرَامِ المَبْروُرِ حَجُّهُمْ، المَشْكُورِ سَعْيُهُمْ، المَغْفُورَةِ ذُنُوبُهُمْ، المُكَفَّرِ عَنْهُمْ سَيِّئاتُهُمْ، وَأَنْ تَجْعَلَ فيمَا تَقضِي، وَتُقَدِّرُ، أَنْ تُطِيلَ عُمُرِي، في خَيْرٍ وَعَافِيَةٍ، وَتُوَسِّعَ في رِزْقِي، وَتَجْعَلنَي مِمَّنْ تَنْتَصِرُ به لِدِينِكَ، وَلا تَسْتَبْدِلْ بي غَيْري» (17).

وحكى هذا الدعاء، مدى تعلق الإمام (عليه ‌السلام) بالحج، ورغبته الملحة في أداء مناسك الحج، والوقوق بتلك المشاهد الكريمة التي يحبها الله.

 

دعاؤه (عليه السلام) في وداع شهر رمضان:

كان الإمام الصادق (عليه ‌السلام) يودع شهر رمضان المبارك، بالتضرع إلى الله تعالى، والابتهال إليه، وكان يدعو أن يجزل الله له المزيد من الاجر، ويضاعف حسناته، ويتقبل مبراته، وإحسانه، إلى الفقراء، وكان مما يدعو به هذا الدعاء: «اللّهُمَّ، إنَّكَ قُلْتَ: في كِتَابِكَ المُنْزَلِ، على لِسَانِ نَبِيِّكَ المُرْسَلِ، صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَقَوُلُكَ حَقٌ: {شَهْرُ رَمَضَانَ الذي أُنْزِلَ فِيهِ القُرْآنُ هُدَىً لِلْنَّاسِ وَبَينَاتٍ مِنَ الهُدَى وَالفُرْقَانِ}، وَهَذَا شَهْرُ رَمَضَانَ قَدْ تَصَرَّمَ، فَأَسْأَلُكَ بِوَجْهِكَ الكَرِيمِ، وَكَلِمَاتِكَ التَامَّةِ، وَجَمَالِكَ وَبَهَائِكَ، وَعُلُوِّكَ وَارْتِفَاعِكَ، فَوْقَ عَرْشِكَ، أَنْ تُصَلِّي على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَإنْ كَانَ قَدْ بَقِيَ عَلَيَّ ذَنْبٌ لَمْ تَغْفِرْهُ لي، أَوْ تُرِيدُ أَنْ تُعَذِّبَني عَلَيْهِ، أَوْ تُحَاسِبَني عَلَيهِ، أَنْ يَطْلَعَ فَجْرُ هَذِهِ اللَّيْلَةِ، أَوْ يَنْصَرِمَ هَذَا الشَّهْرُ، إلاَّ وَقَدْ غَفَرْتَهُ لي يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

اللّهُمَّ، لَكَ الحَمْدُ، بِمَحَامِدِكَ كُلِّهَا، أَوَّلِهَا وَآخِرِهَا، ما قُلْتَهُ لِنَفْسِكَ مِنهَا، وَمَا قَاَلَ لَكَ الخَلَائِقُ: الحَامِدُونَ، المُتَهَجِّدُونَ، المُعَدِّدونَ، المُؤثِرُونَ في ذِكْرِكَ وَالشُّكْرِ لَكَ، أَعَنْتَهُمْ على اَدَاءِ حَقِّكَ مِنْ أَصَنْاَف ِخَلْقِكَ، مِنَ المَلَائِكَةِ المُقَرَّبِينَ، وَالنَبِيِّينَ، وَالمُرْسَلِينَ، وَأَصْنَافِ النَّاطِقِينَ، المُسَبِّحِينَ لَكَ مِنْ جَمِيعِ العَالَمِينَ، عَلى أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَنَا شَهْرَ رَمَضَانَ، وَعَلَيْنَا مِنْ نِعَمِكَ، وَعِنْدَنَا مِنْ قِسَمِكَ، وَإحْسَانِكَ، وَتَظَاهُرِ امْتِنَانِكَ، فَبِذلِكَ لَكَ الحَمْدُ الخَالِدُ، الدَّائِمُ، المُخَلَّدُ، السَّرْمَدُ، الذي لا يَنْفُدُ طُولَ الَأبَدِ، جَلَّ ثَنَاؤُكَ، وَأَعَنْتَنَا عَلَيْهِ، حَتَّى قَضَيْتَ عَنَّا صِيَامَهُ، وَقِيَامَهُ، مِنَ صَلَاةَ، وَمَا كَاَنَ فِيهِ مِنْ بِرٍّ أو شُكْرٍ، أَوْ ذِكْرٍ.

اللّهُمَّ، فَتَقَبَّلْهُ مِنَّا بِأَحْسَنِ قَبُولِكَ، وَتَجَاوُزِكَ، وَعَفْوِكَ، وَصَفْحِكَ وَغُفْرَانِكَ، وَحَقِيقَةِ رِضْوَانِكَ، حَتَّى تُظْفِرَنَا فِيهِ، بِكُلِّ خَيْرٍ مَطْلُوبٍ وَجَزِيلِ عَطَاءٍ مَوهُوبٍ، وَتُؤْمِنَنَا فِيهِ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ مَرهُوبٍ، وَذَنْبٍ مَكْسوبٍ.

اللّهُمَّ، إنِّي أَسْأَلُكَ بِعَظِيم مَا سَأَلَكَ أَحَدٌ، مِنْ خَلْقِكَ، مِنْ كَرِيمِ أَسْمَائِكَ، وَجَزِيلِ ثَنَائِكَ، وَخَاصَّةِ دُعَائِكَ أَنْ تُصَلِّي على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تَجْعَلَ شَهْرَنَا هَذَا، أَعْظَمَ شَهْرِ رَمَضَانَ مَرَّ عَلَيْنا، مُنْذُ أَنْزَلْتَنَا إلى الدُّنْيَا، في عِصْمَةِ دِينِي، وَخَلاِصِ نَفْسِي، وَقَضَاءِ حَاجَتي، وَتُشَفِّعَني في مَسَائِلي، وَتَمَامِ النِعْمَةِ عَلَيَّ، وَصَرْفِ السُّوءِ عَنِّي، وَلِبَاسِ العَافِيَةِ لي، وَأَنْ تجْعَلَني بِرَحْمَتِكَ، مِمَّنْ حُزْتَ لَهُ لِيْلَةَ القَدْرِ، وَجَعَلْتَها لَهُ خَيْراً مِنْ أَلْفِ شَهْرِ، في أَعْظَمِ الَأجْرِ، وَكَرَائِمِ الذُّخْرِ، وَطُولِ العُمْرِ، وَحُسْنِ الشُّكْرِ، وَدَوَامَ اليُسْرِ. اللّهُمَّ، وَأَسْأَلُكَ بِرَحْمَتِكَ، وَطَولِكَ، وَعَفْوِكَ، وَنَعْمَائِكَ، وَجَلَالِكَ وَقَدِيمِ إحْسَانِكَ، وَامْتِنَانِكَ، أَنْ لا تَجْعَلَهُ آخِرَ العَهْدِ مِنَّا لِشَهْرِ رَمَضَانَ، حَتَّى تُبَلِّغَنَا مِنْ قَابِلٍ على أَحْسَنِ حَالٍ، وَتُعَرِّفَني هِلَالَهُ، مَعَ النَّاظِرِيِنَ إلَيْهِ، وَالمْتَعَرِّفِينَ لَهُ، في أَعْفى عَافِيَتِكَ، وَأَتَمِّ نِعْمَتِكَ، وَأَوْسَعِ رَحْمَتِكَ، وَأَجْزَلِ قِسَمِكَ، اللّهُمَّ، يا ربِّ الذي لَيْسَ لي غَيْرُهُ، أَسْأَلُكَ أَنْ لا يَكُونَ هَذَا الوَدَاعُ مِنِّي، وَدَاعَ فَنَاءٍ، وَلَا آخِرَ العَهْدِ مِنَ اللِّقَاءِ، حَتَّى تُرِينيهِ مِنْ قَابِلِ في أَسْبَغِ النِّعَمِ، وَأَفْضَلِ الرَّخَاءِ، وَأَنَا لَكَ على أَحْسَنِ الوَفَاءِ، إنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء. اللّهُمَّ اسْمَعْ دُعَائِي، وَارْحَمْ تَضَرُعِي، وَتَذَلُّلي لَكَ، وَاسْتِكَانَتِي لَكَ، وَتَوْكُّلِي عَلَيْكَ، وَأَنَا لَكَ سِلِمٌ (18) لا أرَجْوُ نَجَاحاً، وَلا مُعَافَاةً، وَلا تَشْرِيفاً، وَلا تَبْلِيغاً إلاَّ بِكَ وَفِيْكَ، فَامْنُنْ عَلَيَّ، جَلَّ ثَنَاؤُكَ، وَتَقَدَّسَتْ أَسْمَاؤُكَ، بِتَبْلِيغِي شَهْرَ رَمَضَانَ، وَأَنَا مُعَافَى مِنْ كُلِّ مَكْرُوهٍ، وَمَحْذُورٍ ومِنْ جَمِيعِ البَوَائِقِ. الحَمْدُ لله، الذي أَعَانَنَا، على صِيَامِ هَذَا الشَّهْرِ وَقِيَامِهِ، حَتَّى بَلَغَنَا آخِرَ لَيْلَةٍ مِنْهُ، اللّهُمَّ، إنِّي أَسْأَلُكَ بِأَحَبِّ ما دُعِيتَ بِهِ، وَأَرْضَى مَا رَضَيتَ بِهِ عَنْ مُحَمَّدٍ (صلى ‌الله ‌عليه‌ وآله)، أنْ تُصَلِّي على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَلا تَجْعَلْ وَدَاعِي شَهْرَ رَمَضَانَ، وَدَاعَ خُرُوجِي مِنَ الدّنْيَا، وَلا وَدَاعَ آخِرَ عِبَادَتِكَ فِيهِ، وَلا آخِرَ صَوْمي لَكَ، وَارْزُقْني العَوْدَ فِيهِ، ثُمَ العَوْدَ فِيهِ، بِرَحْمَتِكَ يا وَلِيِّ المُؤْمِنِينَ، وَوَفِّقْني فِيهِ لِلَيْلَةِ القَدْرِ، وَاجْعَلْهَا لي خَيْراً مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، رَبِّ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَالجِبَالِ وَالبِحَارِ، وَالظُلَمِ وَالَأنْوَارِ، وَالَأرْضِ وَالسَّمَاءِ، يَا بَارِئُ، يا مُصَوِّرُ، يا حَنَّانُ، يا مَنَّانُ، يا اللهُ، يا رَحْمنُ يا قَيُّومُ، يا بَدِيعُ، لَكَ الَأسمَاءُ الحُسْنَى، وَالكِبْرِيَاءُ وَاَلآلاءُ، أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ: بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، أنْ تُصَلِّيَ على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَجْعَلَ اسْمِي، في هَذِهِ اللَّيْلَةِ، في السُّعَدَاءِ وَرُوحِي مَعَ الشُّهَدَاءِ، وَإحْسَانِي في عِلِّيِّيْنَ، وَإسَاءَتِي مَغْفُورَةً، وَأَنْ تَهَبَ لي يَقِيناً تُبَاشِرُ بِهِ قَلْبِي، وَإيمَاناً لا يَشُوبُهُ شَكٌّ، وَرِضَىً بِمَا قَسَمْتَ لي، وَأَنْ تُؤْتِيَني، فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفي الآخِرَةِ حَسَنَةً، وَأَنْ تَقِيَني عَذَابَ النَّارِ، اللّهُمَّ، اجْعَلْ فِيمَا تَقْضِي وَتُقَدِّرُ، مِنَ الَأمْرِ المَحْتُومِ، وَفِيمَا تُفْرُقُ مِنَ الَأمْر الحَكِيمِ، في لَيْلَةِ القَدْرِ، مِنَ القَضَاءِ الذي لا يُرَدُّ، وَلا يُبَدَّلُ، وَلا يُغَيَّرُ أَنْ تَكْتُبَني مِنْ حُجَّاجَ بَيْتِكَ الحَرَامِ، المَبْرُورِ حَجُّهُمْ، المَشْكُورِ سَعْيُهُمْ، المَغْفُورَةِ ذُنُوبُهُمْ، المُكَّفِر عَنْهُمْ سَيِّئَاتُهُم، وَاجْعَلْ فِيمَا تَقْضِي وَتُقَدِّرُ، أَنْ تَعْتِقَ رَقَبَتي مِنَ النَّارِ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

اللّهُمَّ، إنِّي أَسْأَلُكَ وَلَمْ يَسْأَلِ العِبَادُ مِثْلَكَ جُوداً وَكَرَماً، وَأَرْغَبُ إلَيْكَ، وَلَمْ يُرْغَبْ إلى مِثْلِكَ، أَنْتَ مَوْضِعُ مَسْأَلَةِ السَّائِلِينَ، وَمُنْتَهَى رَغْبَةِ الرَّاغِبِينَ، أَسْأَلُكَ يا عَظِيمَ المَسَائِلِ كُلِّهَا، وَأَنْجَحِهَا، التي يَنْبَغِي لِلْعِبَادِ أَنْ يَسْأَلُوكَ بِهَا، يا اللهُ، يا رَحْمنُ، وَبِأَسْمَائِكَ ما عَلِمْتُ مِنْهَا، وَماَ لَمْ أَعْلَمْ، وَبأَسْمَائِكَ الحُسْنَى، وَأَمْثَالِكَ العُلْيَا، وَنِعَمِكَ التي لا تُحْصَى، وَبِأَكْرَمِ أَسْمَائِكَ عَلَيْكَ، وَأَحَبِّهَا وَأَشْرَفِهَا عِنْدَكَ مَنْزِلَةً، وَأَقرَبِهَا مِنْكَ وَسِيلَةً، وَأجَزْلِهَا مِنْكَ ثَوَاباً، وَأَسْرَعِهَا لَدَيْكَ إِجَابَةً، وَبِاسْمِكَ المَكْنُونِ المَخزُونِ، الحَيِّ، القَيُّومِ، الَأكْبَرِ، الَأجَلِّ، الذي تُحِبُّهُ وَتَهْوَاهُ، وَتَرْضَى عَمَّنْ دَعَاكَ بِهِ، وَتَسْتَجِيبُ لَهُ دَعَاءَهُ، وَحَقَّ عَلَيْكَ يا رَبُّ، أنْ لا تُخيِّبَ سَائِلَكَ، وَأَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ، هُوَ لَكَ في التَوْرَاةِ، وَالإِنْجِيلِ، وَالزَّبُورِ، وَالقُرْآنِ، وَبِكُلِّ اسْمٍ دَعَاكَ بِهِ حَمَلَةُ عَرْشِكَ، وَمَلَائِكَةُ سماواتك، وَجَمِيعُ الَأصْنَافِ مِنْ خَلْقِكَ، مِنْ نَبِيٍّ، أَوْ صِدِّيقٍ أَوْ شَهِيدٍ، وَبِحَقِّ الرَّاغِبِينَ إلَيْكَ، القَرِيبِينَ مِنْكَ، المُتَعَوِّذِينَ بِكَ وَبِحَقِّ مُجَاوِرِي بَيْتِكَ الحَرَامِ، حُجَّاجاً وَمُعْتَمِرِينَ، وَمُقَدِّسِينَ، وَالمُجَاهِدِينَ في سَبِيلِكَ، وَبِحَقِّ كُلِّ عَبْدٍ مُتَعَبِّدٍ لَكَ في بَرٍّ أَوْ بَحْرٍ، أَوْ سَهْلٍ أَوْ جَبَلٍ، أَدْعوُكَ دُعَاءَ مَنْ قَدِ اشْتَدَّتُ فَاقَتُهُ، وَكَثُرَتْ ذُنُوبُهُ، وَعَظُمَ جُرْمُهُ، وَضَعُفَ كَدْحُهُ، دُعَاءَ مَنْ لا يَجِدُ لِنَفْسِهِ سَادّاً، وَلا لِضَعْفِهِ مُقَوِّياً، وَلا لِذَنْبِهِ غَافِراً غَيْرَكَ، هَارِباً إلَيْكَ، مُتَعَوِّذاً بِكَ، غَيْرَ مُسْتَكْبِرٍ وَلا مُسْتَنْكِفٍ، خَائِفاً، بَائساً، فَقِيراً، مُسْتَجيراً بِكَ، أَسْأَلُكَ بِعِزَّتِكَ وَعَظَمَتِكَ، وَجَبَرُوتِكَ، وَسُلْطَانِكَ، وَبِمُلْكِكَ، وَبَهَائِكَ وَجُودِكَ، وَكَرَمِكَ، وَبِآلآئِكَ وَحُسْنِكَ، وَجَمَالِكَ، وَبِقُوَّتِكَ على ما أَرَدْتَ مِنْ خَلْقِكَ، أَدْعُوكَ يا رَبِّ خَوْفاً، وَطَمَعاً، وَرَهْبَةً، وَرَغْبَةً، وَتَخَشُّعاً، وَتَمَلُّقاً، وَتَضَرُّعاً، وَإلْحَاحاً، خَاضِعاً لَكَ لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ، وَحْدَكَ، لا شَرِيكَ لَكَ.

يا قُدُّوسُ، يا قُدُّوسُ، يا قُدُّوسُ.

يا الله، يا الله، يا الله.

يا رَحْمنُ، يا رَحْمنُ، يا رَحْمنُ.

يا رَحِيمُ، يا رَحِيمُ، يا رَحِيمُ.

يا رَبُّ، يا رَبُّ، يا رَبُّ.

أَعُوذُ بِكَ، يا اللهُ، الوَاحِدُ، الَأحَدُ، الصَّمَدُ، الوَتْرُ، المُتَكَبِّرُ، المُتَعَالِ.

وَأَسْأَلُكَ بِجَمِيعِ ما دَعَوْتُكَ بِهِ، وَبِأَسْمَائِكَ التي تَمْلُا أَرْكَانَكَ كُلَّهَا، أَنْ تُصَلِّيَ على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاغْفِرْ لي ذَنْبِي، وَارْحَمْني، وَوَسِّعْ عَلَيَّ مِنْ فَضْلِكَ العَظِيمِ، وَتَقَبَّلْ مِنِّي شَهْرَ رَمَضَانَ، وَصِيَامَهُ، وَقِيَامَهُ، وَفَرْضَهُ، وَنَوَافِلَهُ، وَاغْفِرْ لي، وَارْحَمْني، وَاعْفُ عَنِّي، وَلا تَجْعَلْهُ آخرِ َشَهْرِ رَمَضَانَ صُمْتُهُ لَكَ، وَعَبَدْتُكَ فِيهِ، وَلا تَجْعَلْ وَدَاعِي إيَّاهُ وَدَاعَ خُرُوجِي مِنَ الدًّنْيَا.

أللّهُمَّ، أَوُجِبْ لي مِنْ رَحْمَتِكَ، وَمَغْفِرَتِكَ، وَرِضْوَانِكَ، وَخِشْيَتِكَ، أَفْضَلَ ما أَعْطْيتَ أَحَداً مِمَّنْ عَبَدَكَ فِيهِ، أللّهُمَّ لا تَجْعَلْني آخِرَ مَنْ سَأَلَكَ فِيهِ، وَاجْعَلْني مِمَّنْ أَعْتَقْتَهُ، في هَذَا الشَّهْرِ مِنَ النَّارِ، وَغَفَرْتَ لَهُ مِنْ ذَنْبِهِ، ما تَقَدَّمَ وَمَا تَأَخَّرَ، وَأَوجَبْتَ لِهُ أَفْضَلَ ما رَجَاكَ وَأَمِلَهُ مِنْكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

اللّهُمَّ، ارزُقْني الَعَوْدَ في صِيامِهِ لَكَ، وَعِبَادَتِكَ فِيهِ، وَاجعَلنِي مِمَّنْ كَتَبْتَهُ، في هَذَا الشَّهْرِ، مِنْ حُجّاجِ بَيْتِكَ الحَرَامِ، المَبْرُورِ حَجُّهُمْ، المَغْفُورِ لَهُمْ ذَنْبُهُمْ المُتَقَبَّلِ عَمَلُهُمْ آمينَ، آمين، آمين، يا ربَّ العَالَمِينَ.

اللّهُمَّ، لا تَدَعْ لي فِيهِ ذَنْباً إلَّا غَفَرْتَهُ، وَلا خَطِيَئَةً إلَّا مَحَوْتَهَا، وَلا عَثْرَةً إلَّا أَقَلْتَهَا، وَلا دَيْناً إلَّا قَضَيْتَهُ، وَلا عَيْلَةً إلَّا أَغْنَيْتَهَا، وَلا هَمّاً إلَّا فَرَّجْتَهُ، وَلا فَاقَةً إلَّا سَدَدْتَهَا، وَلا عُرْيَاناً إلَّا كَسَوْتَهُ، وَلا مَرِيضَاً إلَّا شَفَيْتَهُ، وَلا دَاءً إلَّا أذْهَبْتَهُ، وَلا حَاجَةً مِنْ حَوَائِجِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ إلَّا قَضَيْتَهَا على أَفْضَلِ أَمَلِي وَرَجَائِي فِيكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. اللّهُمَّ، لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إذْ هَدَيْتَنَا، وَلا تُذلَّنَا بَعْدَ أِذْ عَزَّزْتَنَا، وَلا تَضَعْنَا بَعْدَ إذْ رَفَعْتَنَا، وَلا تُهِنَّا بَعْدَ إذْ أكْرَمْتَنَا، وَلا تُفْقِرْنَا بَعْدَ إذْ أَغْنَيْتَنَا وَلا تَمْنَعْنَا بَعْدَ إذْ أَعْطَيْتَنَا، وَلا تَحْرِمْنَا بَعْدَ إذْ رَزَقْتَنَا، وَلا تُغَيِّرْ شَيْئَاً مِنْ نِعْمَتِكَ عَلَيْنا، وَإحْسَانِكَ إلَيْنا، لشَيءٍ كَانَ مَنْ ذُنُوبِنَا، وَلا لِمَا هُوَ كَائِنٌ مِنَّا، فَإنَّ في كَرَمِكَ، وَعَفْوِكَ، وَفَضْلِكَ، وَمَغْفِرَتِكَ، سَعَةً لِمَغْفِرَةِ ذُنُوبِنَا، فَاغْفِر لنا وَتَجَاوَزْ عَنَّا، وَلا تُعَاقِبْنَا يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

اللّهُمَّ، أكْرِمْني في مَجْلِسِي هَذَا، كَرَامَةً لا تُهِنّيِ بَعْدَهَا أَبَداً، وَأَعِزَّني عِزّاً لا تُذِلُّني بَعْدَهُ أَبَداً، وَعَافِني عَافِيَةً لا تَبْتَلِيني بَعْدَهَا أَبَداً، وَارْفَعْنِي رَفَعَةً لا تَضَعُني بَعْدَهَا أَبَداً، وَاصرِفْ عَنَّي شَرَّ كُلِّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ، وَشَرَّ كُلَّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ، وَشَرَّ كُلِّ قَرِيبٍ أَوْ بَعِيدٍ، وَشَرَّ كُلَّ صَغِيرٍ أَوْ كَبِيرٍ، وَشَرَّ كُلِّ دَابَّةٍ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إنَّ رَبِّي على صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ. اللّهُمَّ، ما كَانَ في قَلْبي مِنْ شَكٍّ أَوْ رِيبَةٍ، أَوْ جُحُودٍ، أَوْ قُنُوطٍ، أَوْ فَرَحٍ، أَوْ مَرَحٍ، أَوْ بَطَرٍ، أَوْ بَذْخٍ، أَوْ خُيَلاءَ، أَوْ رِيَاء، أَوْ سِمْعَةٍ، أَوْ شِقَاقٍ، أَوْ نِفَاقٍ أَوْ كُفْرٍ، أَوْ فُسُوقٍ، أَوْ مَعْصيَةٍ، أَوْ شَيْءٍ لا تُحِبُّ عَلَيْهِ وَلِّياً لَكَ، فَأَسْأَلُكَ أَنْ تَصَلِّيَ على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تَمْحُوَهُ مِنْ قَلْبِي، وَتُبَدِّلَني مَكَانَهُ إيمَاناً بِوَعْدِكَ، وَرِضَاً بِقَضَائِكَ، وَوَفَاءً بِعَهْدِكَ، وَوَجَلاً مِنْكَ، وَزُهْداً في الدُّنْيَا، وَرَغْبَةً فِيمَا عِنْدَكَ، وَثِقَةً بِكَ، وَطُمَأنِينَةً إلَيْكَ، وَتُوْبَةً نَصوُحاً إلَيْكَ.  اللّهُمَّ، إنْ كُنْتَ بَلَّغْتَنَاهُ، وَإلاَّ فَأَخِّر آَجَالَنَا إلى قَابِلٍ حَتَّى تُبَلَّغَنَاهُ في يُسْرٍ مِنْكَ وَعَافِيَةٍ، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، وَصَلَّى اللهُ على مُحَمَّدٍ وَآلِهِ كَثيراً وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكَاتُهُ، الحَمْدُ لله الذي بَلَّغَنَا شَهْرَ رَمَضَانَ، وَأَعَانَنَا على صِيَامِهِ وَقِيامِهِ حَتَّى انْقَضَتْ آخِرُ لَيْلَةٍ مِنْهُ، وَلَمْ يَبْتَلِنَا فِيهِ بِارْتِكَابِ حَرَامٍ، ولا انْتِهَاكِ حُرْمَةٍ، وَلا بِأَكْلِ رِباً، وَلا بِعُقُوقٍ لِوَالِدَينِ، وَلا قَطْعِ رَحِمٍ، وَلا بِشَيْءٍ مِنَ البَوَائِقِ، وَالكَبَائِر، وَأَنْوَاعِ البَلَايَا التي قَدْ بُلِيَ بِهَا مِنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي. اللّهُمَّ، فَلَكَ الحَمْدُ شُكْراً، على ما عَافيتَني، وَحُسْنِ ما ابْتَلَيْتَني، إلهي أُثْني عَلَيْكَ، أَحْسَنَ الثَّنَاءِ، لَأنَّ بَلَاءَكَ عَنْدِي أَحْسَنُ البَلَاءِ، أَوْقَرْتَني نِعَماً، وَأَوْقَرْتُ نَفْسيِ ذُنُوباً، كَمْ مِنْ نِعْمَةِ لَكَ يا سَيدِي، أَسْبَغْتَهَا عَلَيَّ لَمْ أُؤَدِّ شُكْرَهَا، وَكَمْ مِنْ خَطِيئَةٍ، أَحْصَيْتَهَا عَلَيَّ أَسْتَحْيِيْ مِنْ ذِكْرِهَا، وَأَخَافُ خِزْيَهَا، وَأَحذَرُ مَعْرَّتَّهَا، إنْ لَمْ تَعْفُ عَنِّي أَكُنْ مِنَ الخَاسِرِينَ. إلهيِ فَإنَّي أعَتَرِفُ لَكَ بِذُنُوبي، وَأَذْكُرُ لَكَ حَاجَتي، وَأَشكُو إلَيْكَ مَسْكَنَتي، وَفَاقَتي، وَقَسْوَةَ قَلْبِي، وَمَيْلَ نَفْسِي، فَإنَّكَ قُلْتَ: {فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ} وَهَا أَنَا قَدْ اسْتَجَرْتُ بِكَ، وَقَعَدْتُ بَيْنَ يَدَيْكَ مِسْكِينًا مُتِضَرِّعاً، رَاجِياً، لِمَا أُرِيدُ مِنَ الثَّوَابِ، بِصِيَامِي وَصَلاتي، وَقَدْ عَرَفْتُ حَاجَتي وَمَسكَنَتي إلى رَحْمَتِكَ وَالثَبَات على هُدَاكَ، وَقَدْ هَرَبْتُ إلَيْكَ هَرَبَ العَبْدَ السُّوءِ إلى المَوْلَى الكَرِيمِ يا مَوْلايَ، وَتَقَرَّبْتُ إلَيْكَ، فَأَسْأَلُكَ بِوِحْدَانِيَّتِكَ لَمَّا صَلَيَّتَ على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ صَلاةً كَثِيرَةً، كَرِيمَةً، شَرِيفَةً، تُوجِبُ لي بِهَا شَفَاعَتَهُمْ، وَالقِيَامَةَ عِنْدَكَ، وَصَلَّيْتَ على مَلَائِكَتِكَ المُقَرَّبِينَ، وَأَنْبِيَائِكَ المُرْسَلِينَ، وَأَسْأَلُكَ بِحَقِّكَ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ، لَمَّا غَفَرْتَ لي في هَذَا اليَوْمِ، مَغْفِرَةً لا أشْقَى بَعْدَهَا أَبَداً، إنَّكَ على كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرُ، وَصَلَّى اللهُ على مُحَمَّدٍ وَآلِهِ كَثِيراً، وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ» (19).

وحكى هذا الدعاء، الشريف عن إنابة الإمام (عليه ‌السلام)، لله تعالى، واعتصامه به، وقد تجاوز بذلك حدود الزمان والمكان.

لقد ودّع الإمام (عليه ‌السلام)، بهذا الدعاء، شهر رمضان المبارك، وقد ألم بمدى تعظيمه، وتقدسيه، لهذا الشهر، الذي هو شهر الطاعة، وشهر التقوى وشهر الانابة إلى الله تعالى.

دعاء أخر له (عليه السلام) في وداع شهر رمضان:

كان الإمام الصادق (عليه ‌السلام)، يودع شهر رمضان، بهذا الدعاء، وكان يقرأه في العشر الاواخر منه: «أَعُوذُ بِجَلَالِ وَجْهِكَ الكَرِيمِ، أَنْ يَنْقَضِيَ عَنِّي شَهْرُ رَمَضَانَ، أَوْ يَطْلَعُ الفَجْرُ مِنْ لَيْلَتي هَذِهِ، وَلَكَ عِنْدِي تَبِعَةٌ، أَوْ ذَنْبٌ، تُعَذِّبُني عَلَيْهِ يَوْمَ أَلْقَاكَ» (20).

حقا هذا هو التبتّل الحقيقي، إلى الله تعالى الذي هو معقل الرجاء والامل للعارفين والمتقين.

هذه بعض الادعية، التي أثرت عن عملاق الفكر الاسلامي، الإمام الصادق (عليه ‌السلام)، في شهر رمضان المبارك، وبهذا ينتهي بنا الحديث عن أدعية رمضان.

 

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

  1. الإقبال: ص 18.
  2. الإقبال: ص 9 ـ 10.
  3. الإقبال: ص 62.
  4. الإقبال: ص 116.
  5. الإقبال: ص 47 ـ 50، وهناك بقية لهذا الدعاء آثرنا عدم ذكرها لعدم علمنا بأنّها من الإمام الصادق (عليه ‌السلام).
  6. الإقبال: ص 24.
  7. الإقبال: ص 33.
  8. الإقبال: ص 28.
  9. الإقبال: ص 29.
  10. الإقبال: ص 32.
  11. الإقبال: ص 37.
  12. الإقبال: ص 38.
  13. الإقبال: ص 174.
  14. الإقبال: ص 173.
  15. الإقبال: ص 172.
  16. الإقبال: ص 38.
  17. الإقبال: 61 ـ 62.
  18. سلم: أي مستسلم منقاد إليك.
  19. المصباح: ص 634 ـ 640؛ البلد الأمين: ص 522.
  20. الإقبال: ص 199.

 

 




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.