أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-10-2016
![]()
التاريخ: 17-10-2016
![]()
التاريخ: 2023-06-11
![]()
التاريخ: 2023-11-12
![]() |
إذا قلت : (اعوذ باللّه من الشيطان الرجيم)، ينبغي ان تعلم ان الشيطان اعدى عدوك ، مترصد لصرف قلبك عن اللّه ، حسدا لك على مناجاتك مع اللّه و سجودك له ، مع أنه لعن و طرد عن مقام القرب بترك السجدة.
و ينبغي ألا تكون استعاذتك باللّه منه بمجرد القول ، لتكون مثل من قصده سبع أو عدو ليفترسه أو يقتله ، فقال: اعوذ منك بهذا الحصن الحصين ، و هو ثابت على مكانه ، فان ذلك لا يفيده و لا ينفعه ما لم يتحرك و يدخل الحصن.
فكذلك مجرد الاستعاذة لا ينفعه ما لم يترك ما يحب الشيطان ، و ما لم يأت بما يحبه اللّه , فمن اتبع الشهوات التي هي محاب الشيطان و مكاره الرحمن ، لا يغنيه مجرد القول ، فليقترن قوله بالعزم على التعوذ بحصن اللّه عن شر الشيطان و حصنه (لا إله إلا اللّه) ، إذ قال : «لا إله إلا اللّه حصني ، و من دخل حصني أمن من عذابي».
والدخول في حصن (لا إله إلا اللّه) ليس أيضا بمجرد التكلم به ، بل الاذعان القلبي و اليقين القطعي بأن كل معبود سواء باطل ، و كل شيء منه و له و به و إليه ، و لا مؤثر في الوجود إلا هو.
فالمحصن بالتوحيد من لا معبود له سوى اللّه ، و اما من اتخذ إله هواه ، فهو في ميدان الشيطان لا في حصن اللّه.
و من مكائد اللعين أن يشغلك في الصلاة بفكر الآخرة ، و تدبير فعل الخيرات ، لتمنع من الحضور و فهم ما تقرأ ، فاعلم أن كل ما يشغلك عن الإقبال إلى اللّه و عن فهم معاني القرآن و الاذكار فهو وسواس ، إذ حركة اللسان غير مقصودة ، بل المقصود المعاني.
و إذا قلت : (بسم اللّه الرحمن الرحيم) ، فانوبه التبرك لابتدائك بقراءة كلام اللّه ، و المراد بالاسم هنا المسمى ، فمعناه : أن كل الأشياء و الأمور بالله ، فيترتب عليه انحصار (الحمد للّه)، إذ المراد بالحمد الشكر، و الشكر إنما يكون على النعم ، فإذا كانت النعم باسرها من اللّه فيكون منحصرا به ، فمن يرى نعمة من غير اللّه ، او يقصد غيره سبحانه بشكر لا من حيث إنه مسخر من اللّه ، ففي تسميته و تحميده نقصان بقدر التفاته إلى غير اللّه سبحانه.
و إذا قلت : (الرحمن الرحيم)، فاحضر في قلبك أنواع لطفه ، و ضروب إحسانه ، لتتضح لك رحمته ، فينبعث بها رجاؤك.
وإذا قلت : (مالك يوم الدين) فاستشعر من قلبك التعظيم و الخوف ، أما العظمة فلأنه لا ملك إلا هو، و أما الخوف فلهول يوم الجزاء و الحساب الذي هو مالكه , ثم جدد الإخلاص بقولك : (إياك نعبد).
و جدد العجز و الافتقار و التبري من الحول و القوة بقولك : (و إياك نستعين)، و تحقق أنه ما تيسرت طاعتك إلا بإعانته ، و ان له المنة ، إذ وفقك لطاعته ، و استخدمك لعبادته ، و جعلك أهلا لمناجاته ، و لو حرمك التوفيق لكنت من المطرودين مع الشيطان الرجيم ، و استحضر ان الإعانة لا تكون إلا منه ، و لا يقدر غيره أن يعين أحدا ، فاخرج عن قلبك الوسائل و الأسباب إلا من حيث إنها مسخرة منه تعالى.
وإذا قلت : (اهدنا الصراط المستقيم)، فاعلم انه طلب لأهم حاجاتك ، و هي الهداية إلى النهج الحق الذي يسوقك إلى جوار اللّه ، و يفضى بك إلى مرضاته ، و يوصلك إلى مجاورة من انعم اللّه عليهم نعمة الهداية من الأنبياء و الصديقين و الشهداء و الصالحين ، دون الذين غضب اللّه عليهم من الكفار و الزائفين من اليهود و النصارى و الصابئين , و إذا تلوت (الفاتحة) كذلك فيشبه ان تكون ممن قال اللّه فيهم بما أخبر عنه النبي (صلى الله عليه واله): «قسمت الصلاة بيني و بين عبدي نصفين ، نصفها لي ، و نصفها لعبدي.
يقول العبد : الحمد للّه رب العالمين ، فيقول اللّه - عز و جل - : حمدني عبدي و اثنى على , و هو معنى قوله : سمع اللّه لمن حمده» .
فان لم يكن لك من صلاتك حظ سوى التذاذك بذكر اللّه في جلاله و عظمته ، فناهيك به غنيمة فكيف ما ترجوه من ثوابه و فضله , و كذلك ينبغي ان تفهم و تخرج الحقائق مما تقرأه من السورة ، فلا تغفل عن أمره و نهيه ، و وعده و وعيده ، و مواعظه و اخبار أنبيائه ، و ذكر مننه و إحسانه ، فلكل واحد حق : فحق الأمر والنهى العزم ، و حق الوعد الرجاء ، و حق الوعيد الخوف ، و حق الموعظة الاتعاظ و حق اخبار الأنبياء الاعتبار، و حق ذكر المنة الشكر، و تكون هذه المعاني بحسب درجات الفهم ، و يكون الفهم على حسب العلم و صفاء القلب ، و درجات ذلك لا تنحصر , والصلاة مفتاح القلوب ، فيها تنكشف أسرار الكلمات , فهذا حق القراءة ، و هو أيضا حق الأذكار و التسبيحات.
واعلم ان الناس في القراءة ثلاثة : بعضهم يتحرك لسانه و قلبه غافل , و بعضهم يتحرك لسانه وقلبه يتبع اللسان ، فيسمع و يفهم منه كأنه يسمعه من غيره ، و هو درجة أصحاب اليمين , و بعضهم يسبق قلبه إلى المعاني او لا ، ثم يخدم اللسان قلبه فيترجمه ، و فرق بين أن يكون اللسان ترجمان القلب أو يكون معلم القلب ، و المقربون السنتهم ترجمان تتبع القلب , ثم ينبغي ان تراعى الهيئة في القراءة ، فترتل ، و لا تسرد و لا تعجل ، فان ذلك أيسر للتأمل ، و تفرق بين نغماته في آية الرحمة و العذاب ، و الوعد و الوعيد ، و التمجيد و التعظيم ، كان بعضهم إذا مر بمثل قوله : {مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ} [المؤمنون : 91] .
يغض صوته ، كالمستحيي عن ان يذكره بكل شيء.
و روي : «انه يقال يوم القيامة لصاحب القرآن : اقرأ و ارق ، فكلما قرأ آية صعد درجة».
|
|
دخلت غرفة فنسيت ماذا تريد من داخلها.. خبير يفسر الحالة
|
|
|
|
|
ثورة طبية.. ابتكار أصغر جهاز لتنظيم ضربات القلب في العالم
|
|
|
|
|
إنهاء معاناة مريض استمرت لعدة أعوام... مركز الإمام الهادي (ع) التابع للعتبة الحسينية يحقق إنجازا طبيا جديدا في تشخيص وعلاج أمراض العضلات والأعصاب
|
|
|