نُصِّبَ «حوي» نائبًا للملك في بلاد كوش في عهد الفرعون «توت عنخ آمون» الخلف الثاني للفرعون «أخناتون» ولكن التاريخ الذي عُيِّنَ فيه ليس معروفًا لنا، ولم يكن «حوي» نائبًا في عهد الملك «آي» خلف «توت عنخ آمون»، ومن المحتمل جدًّا أن مدة نيابته لم تمكث أكثر من سبع سنين أي مدة حكم «توت عنخ آمون» القصيرة، وأهم أثر استقينا منه معلوماتنا عن هذا النائب هو قبره الذي عُثِرَ عليه في «قرنة مرعي» حيث دُفِنَ. (1)  وقد تحدثنا عن هذا القبر في غير هذا المكان (2).  وفي هذا القبر نجد مصوَّرًا الاحتفال بتنصيب «حوي» في وظيفته النوبية الرفيعة على يد الملك «توت عنخ آمون»، ونعلم من النقوش أن حدود البلاد التي كان يديرها تمتد من «نخبيت» (الكاب الحالية) شمالًا حتى «نباتا» (إقليم جبل برقل) جنوبًا. وكان يُدْعَى «حوي» كذلك «أمنحتب» وهذا الاسم لم يرد على أي أثر آخر من آثار نائب الملك. ونجد في قبره الألقاب التالية: «ابن الملك صاحب كوش» و«المشرف على الأراضي الجنوبية» و«حامل المروحة على يمين الفرعون» و«الأمير الوراثي» و«الحاكم والكاهن مري نتر» و«رسول الملك لكل أرض» و«كاتب الملك» و«السمير الوحيد».

هذا وقد وُجِدَ له آثار عدة في جهات مختلفة منها قطعة من تمثال حقير من الحجر الرملي في معبد «أمنحتب الثالث» «بالكاب» وعليه اسمه (3) وكذلك وُجِدَ له في جزيرة «سهيل» نقش على الصخر، (4) ويُلْحَظُ هنا أن اسم «توت عنخ آمون» قد مُحِيَ على ما يظهر في عهد «آي» أو في عهد «حور محب» وقد وضع «رعمسيس الثاني» اسمه مكان اسم «توت عنخ آمون». هذا وقد وُجِدَ اسمه كذلك في جزيرة «سهيل» (5) وقد كتب «رعمسيس الثاني» اسمه على اسمه وأخيرًا نجد اسمه في كل من «بيجه» و«الليسيه» (6).

ومن الجائز توحيد «حوي» المُسَمَّى «أمنحتب» هذا باسم «أمنحتب» المُسَمَّى «حوي» الذي نجده على لوحة «اللوفر» C.72. ومن جهة أخرى ليس هناك من شك في أن «حوي» نائب الملك ليس له أية علاقة بالموظف «حوي» الذي جاء ذكره في المقبرة رقم واحد في «تل العمارنة» ولا بالشخصيات التي جاء ذكرها في لوحات «تل العمارنة» وهم «خاي»، «خايا» أو «خييا» (7).

..............................................

1-راجع: Davies, Tomb of Houi.

2-راجع مصر القديمة الجزء الخامس ص 168–169، 440–442.

3-راجع: L.D. Text, IV, p. 42.

4-راجع: De Morgan, Cat des Mon., Vol. I, p. 84, No. 8.

5-راجع: De Morgan, Cat. Op. Cit., p. 96 n. 153.

6-راجع: Reisner, Ibid, p. 35.

7-راجع: Rec. Trav., 36, p. 197.