أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-07-08
1475
التاريخ: 2024-06-15
704
التاريخ: 2023-07-05
1150
التاريخ: 2024-10-14
725
|
يُلاحظ في عهد الدولة الحديثة أن اللوبيين كانوا يرتدون ملابس جديدة، بيد أنها لا تختلف اختلافًا أساسيًّا عن ملابس الأقوام اللوبيين في مجموعها. والعناصر الهامة المؤلفة لهذه الملابس هي: عباءة فضفاضة، وكيس عضو التناسل، وميدعة؛ هذا إلى أن كل فرد كان يسرح شعره تسريحة خاصة، ويرسل ضفيرة على جانب صدغه. وهذه الملابس كان يرتديها أولًا — على حسب قول الأستاذ «مولر» — قوم «التمحو»، والواقع أنه يقصد الصورة التي تعرَّف عليها في مقبرة «خنوم حتب» «ببني حسن» وهي التي تحدَّثنا عنها فيما سبق. وحقيقة الأمر أننا قد تعرفنا على ملابس هؤلاء القوم للمرة الأولى في آثار الأسرة التاسعة عشرة. وأن «التمحو» هم الذين كانوا يرتدونها. وأقدم مصدر لدينا في هذا الصدد هو الصورة التي عُثر عليها في مقبرة «سيتي الأول «وهي التي صُور عليها أجناس العالم الأربعة المعروفة عند المصريين.
وهذه الصورة تقدم تصويرًا يُعتمد عليه عن قوم «تمحو» الذين عرفناهم بالاسم فقط منذ عهد الدولة القديمة، أي منذ ألف سنة على ظهور اسمهم. ومن هذا الرسم نعرف للمرة الأولى أن «التمحو» كانوا بيض البشرة. وهذا يؤكد لنا الزعم القائل بأن لوبيي «مقبرة خنوم حتب» كانوا من «التمحو» وسنستعرض هنا شيئًا عن ملابسهم، وتتألف من عباءة فضفاضة تصل من أحد جانبيها إلى طي الساق وتغطي الكتف اليمنى وجزئا من أعلى الذراع، وفي الجانب الآخر وهو الجانب الأيسر عقدة عريضة، والذراع كلها عارية. ورقعة العباءة قد زُخرفت بألوان مختلفة، وثُبت في ذيلها شريط مخطط عريض. وتحت هذه العباءة كيس عضو التناسل، ولون الشعر أشقر، لا بالطويل ولا بالقصير، وقد زين بخصل صغيرة مرسل بعضها على الجبهة، والبعض الآخر أسدل على القفا، ويحلي الأذنين قرط، ويزين الجيد صدرية، وله ضفيرة جانبية مرسلة على ظهره، وكان كل لوبي يحلي شعره بريشتين، ويرخي لحيته ويربي شاربه. والرجل اللوبي — كما ذكرنا — أبيض البشرة، أسود العينين، ويقول البعض إنهما زرقاوان مثل أعين «التمحو» الذين مُثلوا على جدران مقبرة «مرنبتاح «وأذرعة اللوبيين وسيقانهم محلاة بالوشم بصور معينة الشكل، أو صلبان مستطيلة، وكثيرًا ما نشاهد في هذا الوشم صورة العلامة الدالة على الإلهة «نايت» كما تدل الصورة على أنهم كانوا حفاة الأقدام. غير أنه قد ذكر لنا في «نقوش النصر» التي تركها لنا «مرنبتاح» على جدران «معبد الكرنك» أنهم كانوا يلبسون أحذية؛ إذ يقول المتن: «إنهم قد تركوا ملابسهم، ومتاعهم، وكذلك أحذيتهم«.ويُلاحَظ أن كل هذه الملابس كانت في مجموعها عليها مسحة أفريقية؛ فنجد أولًا أن العباءة السالفة الذكر هي بلا شك جلد ملوَّن، وقد كانت العباءة التي شاهدناها في ملابس اللوبيين في مقبرة «خنوم حتب» تشمل جلدًا، ولا بد أنها كانت هنا تقليدًا، وليس بالجلد الحقيقي، والجلد في الواقع لباس بدائي في كل مكان، ولا بد أنه كان محببًا في «أفريقيا» بوجه خاص، ولكنه في مصر كان قد أخذ يختفي تمشيًا مع تقدم مدينتها. ومع ذلك نجد صورته فقط في أقدم المقابر المصرية، كما نشاهد ذلك في مقبرة «الكوم الأحمر «. وفضلًا عن ذلك نجد أن هذا الجلد كما لا يزال حتى الآن يُتخذ رداء عند القبائل الأفريقية؛ إذ نرى أن قبيلة «توعرج Tuâreg «لا يزال أهلها يرتدون جلد الغزال. وقد ذكر لنا كُتَّاب اليونان الأقدمون أمثال «هيرودوت» و«ديدور» و«سليوس إتاليكوس» الجلود بوصفها ملابس يرتديها أهل «أفريقيا» وذكروا لنا على وجه خاص جلود الماعز، وكثيرًا ما نشاهد هذه الجلود ملونة باللون الأحمر.
ويرى الأستاذ «إدواردمير» أن كلمة «خنوتيو» المصرية التي وجدناها في نقوش «توبوس» ببلاد النوبة الخاصة «بتحتمس الأول» تدل على لابسي الجلود. وأنها تعني هنا أهل «تمحو «. ولكن حتى إذا كانت هذه الترجمة صحيحة، فإن نسبتها إلى اللوبيين فيها شك كبير. والواقع أن المقصود هنا هم النوبيون الذين كانوا يرتدون الجلود.
وعلى الرغم من أننا لا نجد الجلد مستعملًا لباسًا عاديًّا فإننا نجده في كثير من الأحوال يلبس مظهرًا من مظاهر الشرف، فمثلًا نجد رجال الطب كانوا يرتدون الجلد دلالة على عظمتهم. وكذلك كان الحكام يرتدونه، وكان الكاهن «سم» يلبسه حتى آخر العهد الفرعوني.
ومما يلفت النظر بحق في مظهر هؤلاء القوم بعد ذلك ترجيل الشعر، مما لا نجده على الآثار المصرية، ومع ذلك فإن هذا الزي لا يزال من الأشياء المحببة جدًّا عند القبائل الأفريقية الموجودة الآن. والخاصية التي يمتاز بها ترجيل الشعر عند قوم «التمحو» هي تقسيم الشعر إلى خصلة منفصلة تكون أحيانًا مجدولة وأحيانًا على هيئة «شوشة»، كما يُشاهد ذلك الآن بين قبائل «الماساي Massai «أو قبيلة «كيكيوس Kikuyus «. أما عند أهالي «لوبيا» فنشاهد فقط «شوشة» مسدلة على جانب الرأس من وقت لآخر، فتكون الشوشة على كلا جانبي الوجه. ولم توجد أولًا إلا شوشة واحدة على الجانب الأيسر في الجمجمة التي عثر عليها في «قاو الكبير» «زيو بوليس بارفا». وهذه الجمجمة تُنسب إلى لوبي، غير أن تاريخها غير مؤكد. وثانيًا: عُثر على تمثال صغير من الخشب للوبي في «مجموعة بسنج» يحلي رأسه شوشة على الجانب الأيمن، وهذا التمثال يرجع تاريخه إلى العصر المتأخر من الدولة الحديثة ويحدثنا كل من الأستاذ «مولر» والأثري «بيتس» بأن هذه الشوشة لا تزال تُرى حتى الآن في ترجيل الشعر بين القبائل الأفريقية الحالية، مثل قبيلة «أوموش جاه Imushgah « وقبيلة «فولبا Fulbe « القاطنتين في أسفل مجرى نهر النيجر حتى منتصفه ومن المحتمل أن ما رواه «هيرودوت» في الفصل الواحد والتسعين بعد المائة في الكتاب الرابع عن ترجيل شعر اللوبيين يشير إلى ما ذُكر هنا. وليس ذلك مؤكدًا. أما ما قيل عن علاقة هذه الشوشة التي تمثل الطفولة عند المصريين فليس له أصل يُستند عليه، وكذلك ليس لها علاقة بترجيل الشعر عند أهالي «كريت «.
ومثل الريشة كمثل الجلد والشوشة من الأشياء المحببة عند الأفريقيين بوصفها زينة يزين بها الرأس، فقد كان يتحلى بها الزنوج والنوبيون مثل اللوبيين أيضًا، غير أنها كانت ميزة خاصة عند أهالي «لوبيا» ومن ثم كانت ترمز عندهم منذ القدم للغرب. ولدينا العلامة الدالة على الغرب في اللغة المصرية القديمة ممثلة بصورة ريشة. هذا إلى أن مخصص الكلمة الدالة على بلاد «تحنو» في نقوش الملك «سحورع» هو ثلاثة رجال على رأس كل منهم ريشة. ونجد مخصص كلمة «منتو «التي تدل على أعداء مصر ثلاثة رجال يحمل واحد منهم ريشة، وهذا يدل على أن أحد هؤلاء الأعداء كان من «التحنو» القاطنين غربي مصر. وأخيرًا يجب أن نلاحظ هنا أنه توجد في هرم الملك «نفركرع» حجرة في الجهة الغربية نقش عليها علامة الغرب وهي رجل وفي يده ريشة. وإذا كان قوم «تحنو» كذلك يسكنون الغرب وحسب فإن الريشة لا تميزهم بوصفها جزءًا هامًّا من ملابسهم، في حين أنها من جهة أخرى تؤلف جزءًا رئيسيًّا من ملابس «التمحو» مميزًا لهم. أما «التحنو» الذين نراهم يلبسون الريشة في نقوش الملك «منتوحتب» فإن ذلك قد أتى من تأثير اختلاطهم «بالتمحو» اختلاطًا فعليًّا. والواقع أن أهالي «تحنو» لم يعرفوا الريشة بوصفها جزءًا من ملابسهم كما سنوضح ذلك هنا.
فالريشة لم يكن يتحلى بها اللوبيون وحسب، بل كان يلبسها السواد أيضًا، ومن ذلك نفهم أن الريشة لم تكن رمزًا لقبيلة، أو لباسًا خاصًّا لقبيلة بعينها، بل كانت علامة شرف أو وظيفة. ولم نشاهد في المواقع الحربية العظيمة التي نشبت في الدولة الحديثة بين المصريين واللوبيين إلا أقلية ممن كانوا يلبسون الريشة. والأمثلة المحدودة التي وصلت إلينا نجدها في السطر السادس من «لوحة إسرائيل» حيث يُقال عن الأمير اللوبي المهزوم المسمى «مريي «:
الأمير المعادي الذي يرى لحاله من اللوبيين قد هرب تحت جنح الظلام وحيدًا بدون ريشة على رأسه.
وفي السطر الثامن نقرأ:
وعندما وصل إلى وطنه شكا، وكل إنسان في بلاده كره مقابلة الأمير الذي اختطف منه الحظ ريشته.
وجاء في السطر التاسع من نقوش الملك «بيعنخي» عند الحديث عن أمراء مقاطعات الدلتا في الأسرة الثالثة والعشرين:
كل الأمراء الذين يحملون الريشة.
ولا نزاع في أن المصري عندما كان يندد بفقد أمير «لوبيا» ريشته كان يعلم مقدار ذلك في نظر أهل «لوبيا»؛ فالرجل الذي كانت تُغتصب ريشته مثله كمثل الرجل الذي كان يُغتصب منه درعه، ولكن في أيامنا نجد في «أفريقيا» أن الريشة كانت تعد في الأصل حلية، وفي بلاد الصول تُعد علامة يحملها كل عدو مهزوم في شعره، وهذه عادة منتشرة في الهند.
ومن ذلك نعلم أن الريشة لم تكن جزءًا أصليًّا من ملابسهم، بل كانوا يحملونها في أوقات الحرب، وفي الصيد، ويؤكد ذلك أن المرأة لم تكن تلبس هذه الحلية قط سوى مثال واحد وُجد في «مقبرة خنوم حتب»، ولا يمكننا الجزم بأن الريشة كانت في الأصل تُعد في جملتها لباس حرب، ثم بدأت تدريجيًّا تُتخذ رمز الخدمات الخاصة، أو أنها كانت من أول الأمر قد اتخذت هذا المعنى. ونريد الآن أن نقرر بصفة قاطعة — بهذه المناسبة — الوقت الذي فكر الإنسان فيه في استعمال الرمز الهيروغليفي الذي يدل على معنى كلمة «قائد» وهو الرمز الذي مثل بصورة رجل راكع يحمل قوسًا ونشابًا ويلبس ريشة على قمة رأسه هكذا والواقع أننا نشاهد هذه الملابس الحربية ممثلة على الآثار المصرية منذ عهد ما قبل التاريخ وقد أخذت هذه العلامات تختفي بتقدم المدنية بوصفها ملبسًا حربيًّا كما لاحظنا ذلك في اختفاء الجلود بوصفها ملبسًا، وكذلك كان شأن الريشة.
ومن الأشياء التي تصادفنا في وادي النيل منذ أقدم العهود قراب عضو التناسل وذلك منذ العهد الأفريقي، وهو علامة خاصة رئيسية يتميز بها الأفريقيون. والمسألة التي يجب أن نبحثها هنا الآن هي: هل منشأ هذه العلامة على الآثار المصرية المعترف بها هو قراب عضو التناسل أو عضو التناسل المنتشر؟
والواقع أننا نرى أحيانًا القراب فعلًا وأحيانًا نشاهد عضو التذكير مصوَّرًا منتشرًا في المناظر وفي التماثيل. ويمكن الإنسان أن يقرِّر هنا بحق أن قراب عضو التناسل كان مستعملًا منذ أقدم العصور في مصر وفي أفريقيا، ولدينا أمثلة من جبانة «نجع الدير «. وقد بقيت هذه العادة مستعملة عند قوم «تحنو» بعد أن انفصلوا عن مصر، وكذلك بقيت عند اللوبيين المجاورين لمصر وهم الذين اختلطوا بالمصريين في العهد التاريخي. وكذلك نجد في أفريقيا الحالية بعض القبائل تستعمل قراب عضو التناسل مثل قبائل «توجوس Togos « و«داهومي Dahomey « و«موبا Moba « و«تامبرما Tamberma « وكذلك في غربي وأواسط «كامرون» و«يوغندا» و«كوماي Komai « و«بافيا Bafia « و«دورا Durra «، وسنتحدث عن معنى هذا القراب وأهميته عند الكلام على الختان في لوبيا.
والآن نتكلم عن الوشم الذي نشاهده في بعض الرسوم مثل الصور الجميلة التي نراها مصورة في مقبرة «سيتي الأول» وما نشاهده مرسومًا على قطع الخزف المطلي التي عُثر عليها في مدينة «هابو». هذا بالإضافة إلى الوشم الذي نجده على صور مناظرها. ولدينا أمثلة أخرى من آثار «تل العمارنة» كانت تحلي شرفات الفرعون التي كان يطل منها عند إقامة الأحفال الرسمية، والواقع أن الوشم كان عادة شائعة عند الأقوام البدائيين، والظاهر أن منشأه الأصلي اعتباره علامة مميزة وكان يتحلى به الرجال والنساء على السواء عند إقامة احتفالات خاصة مثل الاحتفال ببلوغ سن المراهقة؛ حيث كان يُوشم النساء والرجال دون استثناء، وكذلك في مناسبات الحزن والانتقام، وقد ذكر لنا «هيرودوت«أن اللوبيين كانوا يلونون أجسامهم باللون الأحمر، أما في مصر فإن الوشم كان لا يستعمل إلا نادرًا جدًّا ولا يستعمله إلا النساء، ففي التماثيل المصنوعة من الخزف التي عُثر عليها في «نقاده» نرى الوشم كان يُعمل على هيئة أشكال هندسية، وكان قاصرًا على النساء. وفي الأزمان التاريخية نجد الحظيات والراقصات يستعملن التزين بالوشم (راجع Kees Kulturgesch. P. 89).
وإتمامًا لموضوع وصف ملابس هؤلاء القوم يجدر بنا أن نتحدث بعض الشيء عن أسلحة اللوبيين في عهد الدولة الحديثة. والواقع أن اللوبي لم يعرف إلا القوس والنشاب (راجع نقوش مرنبتاح بالكرنك سطر 13).
غير أن أقواسهم ليست بالأقواس الخشبية البسيطة، ولكنها كانت أقواسًا مركبة، ولا يمكننا أن نتحدث عن تركيبها بشيء من الدقة والتأكد؛ لأن الصور التي تُركت في المناظر التي خلفوها لنا يظهر أنها مختصرة، ولكن بوجه عام يظهر أن أقواسهم كانت من النوع الذي يُطلق عليه «القوس ذو الزاوية» (راجع Wresz. Atlas II. Pl 50 a).
ولم نجد في صور المواقع الحربية للوبيا واحدًا قد شد قوسه ليضرب به، بل نجد قوسه ملقًى على الأرض أو معلقًا على كتفه أو ممسكًا به في يده ومطلقًا لساقيه العنان (راجع Borchardt A. Z. 52, 109 a. e).
ولذلك لم نجد في مثل هذا الوضع للقوس السهم مركبًا فيه، ولا يمكن الإنسان إذن أن يحكم على صورة السهم عند اللوبيين، ولكن مع ذلك ينبغي علينا أن نعتقد أن السهم كان مصنوعًا من حجر النار، وأنه كان ذا أسنان وبخاصة أننا صادفناه بهذه الصورة فيما بعد. ومن جهة أخرى نشاهد في المناظر مرات عدة صورة الكنانة وهي على هيئة قربة (Medinet Habu I, pl. 18, II. Pl. 68 and 70) وقد كان القوس هو السلاح الوحيد الوطني الذي يستعمله اللوبي وظل يستعمله، وهو سلاحهم الوحيد البعيد المرمى، ولم يُعثر قط في يد اللوبيين المحاربين — في الرسوم — على الرمح أو الحربة وهما سلاحان لم يكونا معروفين عندهم، وقد ترجم الأستاذ «برستد» كلمة «خت عا« بكلمة «حربة» وهذا خطأ، ويُحتمل أن الترجمة الحقيقية عصا رماية؛ وذلك لأن نقوش الدولة الحديثة لم تظهر فيها هذه الكلمة بوصفها سلاح حرب، غير أن اللوبيين الذين وُجدت صورهم في مقبرة «خنوم حتب» كانوا يحملون عِصِيَّ رماية، وكذلك نجد في شعائر الإلهة «موت» أنه كان يستعمل هذا السلاح قوم «التمحو» للصيد، وهناك كان يُطلق عليه لفظ «قما« ( Hölscher Ibid p. 39).
وأخيرًا يجب أن نعتقد أن هذا السلاح كان نادرًا جدًّا ولا يُستعمل إلا قليلًا في الحروب وبخاصة أنه لم يوجد منه إلا عدد قليل جدًّا في قوائم مدينة «هابو» عند تحديد الغنائم،وقد فسر الأستاذ «ولف» هذا السلاح بأنه مقمعة، وهذا جائز أيضًا.
وكان اللوبي لا يستعمل المقلاع سلاح حرب، أما الضاربون بالمقلاع الذين نراهم ممثلين على آثار «بني حسن» وهم ذوو البشرة البيضاء فليسوا — بأية حال — من السلالة اللوبية، وكان اللوبي يستعمل كذلك — غير القوس في عهد الدولة الحديثة — نوعًا من الأسلحة الجديدة، وأعني بذلك السيف، وكان استعماله قاصرًا على قبيلة «المشوش»، وهذا السلاح لم يكن أصيلًا عندهم، وذلك ظاهر من أنهم كانوا قومًا من البدو الرحل الذين يسكنون الصحراء، ولا بد أنهم قد أخذوه عن أقوام البحر عند اختلاطهم بهم. وهذا السيف يشمل نصلًا من المعدن ومقبضًا من الخشب، وكان طوله عظيمًا جدًّا، وكان يشبه السيف الذي كان يحمله جنود «شردانا «. وقد ذكر لنا «رعمسيس الثالث» في قائمة غنائمه سيوفًا طول الواحد منها ثلاث أو أربع أذرع، في حين أن طول السيف العادي يبلغ ما بين ستين وسبعين سنتيمترًا. هذا ونجد نادرًا جدًّا الخنجر مصورًا على الآثار الخاصة باللوبيين.
وبقي علينا أن نذكر أن اللوبيين في عهد «رعمسيس الثالث» كانوا يستعملون العربات، وقد ذكر لنا «رعمسيس الثالث» في قائمة غنائمه اثنتين وتسعين عربة.
وتدل شواهد الأحوال على أن اللوبيين لم يأخذوا العربات — مثلما أخذوا السيف — عن أقوام البحار كما يقول فرشنسكي (راجع Wresz Atlas II, pl 50 a)
وعربات اللوبيين تشبه العربات المصرية اللهم إلا أن عجلتهم لها أربع شوكات بدلًا من ست في العربة المصرية حينئذ، فلا بد من أن نسلم بأن اللوبي قد أخذ استعمال العربة عن المصري (راجع Moller Ibid p. 53)، هذا كل ما كان عند اللوبي من سلاح، ومن ذلك يرى الإنسان أنه كان ينقصه كل الأسلحة التي يحمي نفسه بها مثل الدرع والخوذة والزرد، وقد ادَّعى بعض علماء الآثار أن اللوبي كان يستعمل الدرع منذ عهد «رعمسيس الثاني» في موقعة «ستورنا «، غير أن ذلك لم يثبت بعد.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|