أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-03-17
979
التاريخ: 2023-03-27
1775
التاريخ: 26/9/2022
1880
التاريخ: 2024-08-16
585
|
قلنا في تعريف الشكر أنّه التقدير وعرفان الحرمة سواء كان باللسان أم بالقلب ، والكفر هو التحقير للنعمة ، وتضييعها ، وعدم الاعتناء بالمنعم لها.
وأهمّ قسم من مراحل الشكر ، هو الشكر العملي ، وكم يوجد أفراد يشكرون باللسان ولكنهم يخالفون عملاً ، ويكفرون بأنعم الله تعالى.
فالمسرفين والمبذّرين والبخلاء والمتفاخرين والطاغين كل اولئك من مصاديق الجاحدين للنعم الإلهية ، ويمشون في طريق كفران النعم ، بعكس اولئك الذين ينفقون أموالهم سرّاً وعلانية ، ويتواضعون لله وللناس رغم سعة أموالهم وتراثهم ، ولا يريدون تضييع ما آثرهم الله تعالى به من فضله ويضعون الشيء موضعه ، أو كما قال الله تعالى : (فِي أَمْوالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ) اولئك المؤدّون شكر النعم حقّها في مقابل المعطي الحقيقي لها ، بل ويستحقون الزيادة ، (لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ) وورد في الروايات الإسلامية اشارات لطيفة لمراحل الشكر الثلاثة.
نقرأ في حديث عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّه قال : «مَنْ أَنعَمَ اللهُ عَلَيهِ بِنِعمَةٍ فَعَرَفَها بِقَلبِهِ فَقَد أَدّى شُكرَها» ([1]).
ومن البديهي أنّ معرفة النعمة وأهميتها وقيمتها ، يؤدّي إلى معرفة الواهب لها ويحثّ على تأدية شكرها بالعمل واللسان.
وورد في حديث آخر عن الإمام الصادق (عليه السلام) ، أنّه قال لأحد أصحابه : «ما أَنعَمَ اللهُ عَلَى عَبدٍ بِنِعمَةٍ صَغُرَتْ أَو كَبُرَتْ فَقَالَ الحَمدُ للهِ إلّا أَدّى شُكْرَها» ([2]).
ومن المؤكد أنّ القصد من القول الحمد لله ، ليس هو لقلقة اللسان بل الحمد الحقيقي النابع من القلب والروح.
ولذلك فإننا نقرأ في حديث ثالث عنه (عليه السلام) ، أنّ أحد أصحابه سأله : «هَلْ لِلشُّكرِ حَدٌّ إِذا فَعَلَهُ العَبدُ كَانَ شاكِراً؟ قَالَ : نَعم ، قُلتُ : ما هُوَ؟
قَالَ : يَحَمدُ اللهَ عَلَى كُلِّ نِعمَةٍ عَلَيهِ فِي أَهلٍ وَمالٍ وإِن كانَ فِيما أَنعَمَ عَلَيهِ فِي مالِهِ حَقٌّ أَداهُ ، وَمِنهُ قَولُهُ عَزَّ وَجَلَّ : «سُبحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هَذا وَما كُنّا لَهُ مُقرِنِينَ» ...» ([3]).
وكذلك في حديث آخر عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال : «شُكرُ العالِمِ عَلى عِلمِهِ ، عَمَلُهُ بِهِ وَبَذْلُهُ لِمُستَحِقِّهِ» ([4]).
فهذه اشارات للشكر العملي في مقابل النعم الإلهية ، وبالطبع إنّ العالم الذي لا يعمل بعلمه ، أو يحجب علمه عن الآخرين ، فهو عبد لا يؤدّي شكر النعم ، ولسان حاله يقول : أنني لا أستحق هذه النعم العظيمة.
ويجب الإشارة إلى أنّ الشكر العملي يختلف باختلاف الأفراد ويتغيّر شكله من مكان إلى مكان ، وكما قال أمير المؤمنين (عليه السلام) في حديثه القصير القيم ، حيث أشار إلى أربع نماذج ، فقال :
«شُكرُ إِلهكَ بِطُولِ الثَّناءِ ، شُكرُ مَنْ فَوقَكَ بِصِدقِ الولاءِ ، شُكرُ نَظِيرَكَ بِحُسنِ الإِخاءِ ، شُكرُ مَنْ دُونَكَ بِسَببِ العَطاءِ» ([5]).
واحدى فروع الشكر العملي ، وهو عند ما ينتصر الإنسان على عدوّه ، أو بعبارة اخرى العفو عند المقدرة على العدو ما لم يكن خطراً فعلياً ، وليجعل العفو عنه هو علامة لشكر الله تعالى وانتصاره عليه ، فقال أمير المؤمنين (عليه السلام) : «إِذا قَدَرتَ عَلَى عَدوِّكَ فاجعَلِ العَفوَ عَنهُ شُكراً للقُدرَةِ عَلَيهِ» ([6]).
كما وتجدر الإشارة إلى أنّ أفضل طرق الشكر العملي للنعم ، هو الانفاق منها في سبيل الله تعالى ، وقال علي (عليه السلام) في هذا المجال : «أحسَنُ شُكرِ النِّعَمِ الإنعامُ بِها» ([7]).
والطريقة الاخرى لشكر النعم العملي هي العبادة والدعاء ، بل هو وحسب ما جاء في الروايات الإسلامية أفضل دافع للعبادة ، والحال أنّ العبادة لأجل الحصول على الجنّة هي من عبادة التّجار والعبادة خوفاً من النار تعتبر من عبادة العبيد ، فإذا كان الدافع للعبادة هو الشكر ، فتلك هي عبادة الأحرار ، وقال علي (عليه السلام) : «إِنّ قَوماً عَبَدُوهُ شُكراً فَتِلكَ عِبادَةُ الأَحرارِ» ([8]).
|
|
لصحة القلب والأمعاء.. 8 أطعمة لا غنى عنها
|
|
|
|
|
حل سحري لخلايا البيروفسكايت الشمسية.. يرفع كفاءتها إلى 26%
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل: شراكتنا مع المؤسّسات الرائدة تفتح آفاقًا جديدة للارتقاء بجودة التعليم الطبّي في العراق
|
|
|