تتطور معظم المظاهر الأرضية الناتجة عن التعرية النهرية في وديان الأنهار العليا (مرحلة (الشباب). لأن الأنهار مازالت تتحرك فوق أراضي شديدة التضرس والانحدار ومازالت مرتفعة كثيراً عن مستوى القاعدة العام (سطح البحر). لهذا توجه الأنهار كل طاقتها لتعميق مجاريها فوق هذه السطوح المرتفعة وعليه تتشكل مجاريها بمجموعة من الأشكال الأرضية.

1ـ الخوانق النهرية: وديان ذات جوانب شديدة الانحدار عميقة جداً وتكون قناتها قليلة الالتواءات مقطعه العرضي بشكل حرف V كخانق نهر كلورادو الذي يبلغ طوله 5000 كم وعمقه 2كم وخانق نهر النيل فوق الهضبة الأفريقية، وخانق علي بك في شمال العراق .

2. المساقط المائية تتطور المساقط المائية للأسباب التالية:

أ. يتطور الشلال (المسقط المائي) بفعل التعرية المائية التفاضلية في مجرى النهر، حيث تتواجد الصخور الصلبة التي ترتكز على صخور هشة يشتد فعل التعرية المائية في الصخور الهشة مما يؤدي إلى تعريتها وعندئذ تظهر الصخور الصلبة بشكل حافة معلقة تسقط فوقها المياه وبمرور الوقت الصخور الصلبة تتعرض للسقوط مما يؤدي إلى تراجع مناطق المسقط المائي نحو مناطق المنابع ، وهذا ما يحدث في شلالات نياكارا على مجرى نهر سنت لورنس بين بحيرتي ايري واونتاريو حيث يتراجع إلى الشمال بمعدل متر / سنة يؤدي إلى القضاء على بحيرة ايري وكذلك شلال كلي علي بك في أربيل. ويعد هذا النوع أكثر أنواع الشلالات شيوعاً.

 ب. وقد يتطور الشلال في مجرى النهر عندما يتعرض مجراه إلى حركات تكتونية (الصدوع) فتتحرك المياه من على حافة الانكسار كأنها مسقط مائي ومن أمثلتها شلالات فيكتوريا على نهر الزمبيزي.

ج. تظهر الشلالات في مجاري الأنهار التي تعرضت لتعرية جليدية سابقة إذ يتشكل المسقط المائي في مناطق التقاء الوادي الجليدي الثانوي بالوادي الرئيسي بسبب تباين التعرية الجليدية فيهما يبدو الوادي الجليدي الثانوي (الفرعي) أعلى مستوى من الوادي الرئيسي لهذا يبدو مصبه بشكل مسقط مائي، تكثر هذه المساقط في وفي كندا.

د. تنشأ المساقط المائية عند هبوط مياه النهر من أراضي هضبية مرتفعة نحو أراضي سهلية مثل المساقط المائية المتواجدة على نهر زائير إذ يوجد أكثر من 30 مسقط مائي تنحدر من حافة هضبية مرتفعة نحو ساحل المحيط الاطلسي .

3. الجنادل تظهر الجنادل في مجرى النهر عندما تظهر صخور صلبة وعلى الأغلب ذا أصل ناري في مجرى النهر بوضعية أفقية مائلة قليلاً مع التيار المائي، لا يستطيع النهر تعريتها وإزالتها فتبدو بشكل جزرات صخرية ضمن مجرى النهر وعندما يكثر عددها في موضع معين ضمن المجرى فإن ذلك يؤدي تفرع التيار المائي بشكل تيارات متدفقة لتكون ظاهرة تسمى المسارع. Rapids تكثر هذه الظاهرة في مجرى النيل ما بين شمال الخرطوم وجنوب السودان ولهذا تسمى المنطقة باسم منطقة الجنادل.

4. الحفر الوعائية: فجوات متباينة في خصائصها الشكلية والحجمية في قاع المجرى تتطور بفعل الحركة الدوامية لمياه النهر وتدوم معها صخور القاع فتعمل على سحق وطحن الصخور الهشة مكونة حفر في قاع المجرى وغالباً ما تتحد هذه الحفر مع بعضها البعض ليكبر حجمها ويزداد عمقها فتساعد على تعميق قاع المجرى، وفي كثير من الأحيان تتطور الحفر الوعائية عند المساقط المائية بسبب حالات الاضطراب المائي الناتج من سقوط الماء من الأعلى نحو الأسفل.

كما في الشكل (23) .