المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



قواعد التعامل مع الآخرين (فن التواصل) / لا تمدح نفسك كثيرا  
  
112   08:12 صباحاً   التاريخ: 2025-01-08
المؤلف : حسن علي الجوادي
الكتاب أو المصدر : قواعد النجاح لمختلف الشخصيات
الجزء والصفحة : ص 68 ــ 70
القسم : الاسرة و المجتمع / التنمية البشرية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2025-01-12 92
التاريخ: 24-5-2017 2702
التاريخ: 14-2-2022 1886
التاريخ: 2023-05-24 1512

التواصل طريق فهم الآخرين، وطريق مواصلة الحياة والعيش بالصورة الانسانية، لان الانسان مجتمعي مدني بطبعه يميل لان يؤلف مع الآخرين من ابناء جنسه علاقات عدة، تمتد من السلام وتتعدى المكان، ضرورة أن يجد الانسان بغيته في التواصل، لأنك في كثير من الاحيان لا تستطيع قتل الوحشة والغربة الا بوجود شخص معك، وهو ما يسمى بالمؤنس والرفيق الذي يرفع الغربة او الوحشة، هذه فائدة من فوائد التواصل، ولربما لا يكفي الحديث عن فوائد التواصل وبناء العلاقات عشرات الأوراق، وهذا ما يلمس اثره كل انسان، فتجد انك بحاجة الى قريب تشكي له ما يدور في عالمك او متنفس لهمومك او صديق تتخذه معيناً لك او استاذ يهمك او معلم يربيك او قائد تقتدي به، فهنالك حركة في داخل الانسان ونقطة نور تدفعه لان يبني علاقات مع مختلف شرائح المجتمع، فالإنسان المدني بحاجة الى الطبيب والمزارع والمهندس والمعلم والمدرس والمؤلف والصحفي والاعلامي والعالم والمبدع والمخترع، ومن يجمع عدة من الصفات في شخصه، كل هذه الاسماء انت بحاجة لان تتواصل معها، وتختلف قيمة التواصل واهميته، بدرجة احتياجك للشخص الذي تتواصل معه والقيمة التي يضيفها لك، ولا يعني ان التواصل لأجل شيء مادي، فان تلك العلاقات العامة هي المقصودة، أي تسعى لان تكون علاقات ترتبط بها مع الجميع، لكن ما اريد ان يستوعبه القارئ من معنى: هو التواصل بشكله العام دون ان يكون هنالك تركيز على مفصل ما، او جزء آخر، وكيف تحصل على القواعد التي تنفعك في تواصلك مع الناس، وقد تسأل: هل هنالك قواعد يمكن لي حفظها او تدوينها تنفعني في تواصلي مع الناس؟ نعم، هناك قواعد اساسية في التواصل، تستطيع ان تسجلها وتحتفظ بها في الأوقات التي تحتاجها، ولكن هنالك قواعد للتعامل والتواصل اساسية، وأخرى فرعية حسب نوع الشخص الذي تتواصل معه، اذ تكمن الملاحظة الجديرة بالذكر في معرفة أصل الفن ومن ثم معرفة الشخص الذي تتواصل معه، وقد يكون تواصلك مع مؤسسات أو شركات وغيرها، فهذه ايضاً لها رسومات خاصة جداً، ومن يدخل في هذه المجالات يكون أكثر خبرة حتى من المدرب نفسه، ولذا سوف يتم التركيز على فن التواصل والعلاقات بمجملها العام وبعض الخصوصيات الضرورية.

ـ لا تمدح نفسك كثيراً

مدحك لنفسك كثيراً سيؤدي الى كره الناس لك، لكن اتعلم لماذا؟

لان الناس يحبون ان يسمعوا الكلام الذي ينفعهم، كمدحهم ومدح بلدهم او قريتهم أو عشيرتهم، وأما مدحك لنفسك فهو لا يدخل في دائرة اهتماماتهم، فكلما سكت عن مدح نفسك، تقربت اليهم بشكل أكبر، ومدح الانسان لنفسه غير مقبول بشكل مكرر، الا اذا كان لرفع مظلمة او تبيان حالة معينة لسبب هام، والا ففي كل الأوقات الثناء على النفس غير مقبول، والتحدث عن الإنجازات والاعمال في كل مكان مرفوض، دع الناس تتحدث عنك، ولا تهتم كثيراً لما يقولون، فبعض الاقوال ترجعك عن هدفك ومسارك الصحيح، وغالباً ما يجر الحديث عن النفس السلبية لك، فابتعد عن ذلك قدر الامكان، واذا احببت ان تمدح نفسك فتحدث مع نفسك، وكأنك تصغي لشخص آخر، عندها ستعرف كيف تتأثر الناس سلباً عند الحديث عن نفسك، فعندما يلتقي شخص بك اول مرة، يحفظ منك ثلاثاً: طريقة استقبالك له، وحديثك معه، ونظراتك اليه، وكل واحدة من هذه الاشياء لها اثرها في نفسه، لكن اثر حديثك معه في غاية الأهمية، فهو يريد ان تهتم به من أین اتیت؟ كيف هي الأوضاع عندكم؟ وما درجة تحصيلك؟، واطرح عليه الاسئلة التي يشعر من خلالها باهتمامك به، ثق ان الاهتمام هو من يجعله يكرر زيارته لك، وحديثك عن نفسك جزء كبير من عدم الاهتمام به، فلا تجعله يهرب منك من اول لقاء، احرص على ان تكون المودة والحب والتفاهم هو من يسود جو اللقاء بينكما، ومن الضروري ان تقتصر على مدح من تلتقي به دائماً وتشجعه وتثني عليه بالثناء المقبول دون المكذوب، فان الكلام الخارج من اللسان لا يقع في القلب ابداً، وثمة أمر مهم جداً هو ان هذه الطرق المذكورة في الكتاب لا تعني الخداع والتمويه للحصول على الفوائد المرجوة، انما هي طرق صحيحة من الضروري الايمان بها قبل فعلها، وان رأيت واحدة تخالف العقل أو الدين اطرحها ولا تقيم لها وزناً، فكل شيء خلاف العقل والدين، لا وزن له. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.