أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-6-2016
10278
التاريخ: 29-11-2016
2287
التاريخ: 28-2-2022
1650
التاريخ: 31-12-2017
2739
|
نحن نحتاج أن نتعلم الاسلوب الامثل للحوار .. أليس كذلك ؟؟
... وما سأطرحه في هذا الموضوع ليس الحوار الاعتيادي الذي يحدث بين اثنين ... بل هو فن خاص يقصد منه وضع الشخص المقابل في وضعية ضيقة تستطيع من خلالها ان تفرض رأيك... ومن وجهة نظري اننا تجاوزنا مرحلة المصداقية في الحوار وشفافية ما نطرح وقد طُرحت الكثير من المواضيع التي تخدم هذا المجال... ولكننا بحاجة بالفعل لفن حواري يخدمنا في حواراتنا مع المعارضين لنا في افكارنا وعقيدتنا ... وخاصة اذا كان هناك من يستمع لهذا الحوار ...
تعال معي ... واستمع واستمتع ...
نشاهد ونسمع في التلفاز برامج حوارية يحضرها اثنان او اكثر ويمسك زمام البرنامج شخص محايد (كما نتوقع) ... أليس كذلك ؟؟
ونشاهد ونسمع في كثير من الاحيان حوارات بين اشخاص نعرفهم او نكون احد طرفي الحوار أو الجدال بمعنى أصح ... أليس كذلك ؟؟
لا تسعجل بتوقعك ما سأوضحه لك ... انتظر ... فهناك المزيد من المعلومات التي سأضعها بين يديك والباقي عليك ...
لن اضع بين يديك كيف تجادل او تفوز برايك فهذا ممقوت شرعا وعرفا انما هي اساليب لغوية تجعلك تتحكم في الحوار من بدايته لتختصر عليك مشوار الالف ميل وتجعل من يعارضك يتقوقع داخل قفصك .. او بالاصح داخل قفص لغتك ... فاستمع لي جيدا وركز ان الكثير ممن يجلسون امامك في مجالس الحوار التلفزيونية كالاتجاه المشاكس ـ اعتذر اقصد المعاكس – او برنامج حواري يجهلون هذه الاساليب التي ستعرفها انت والسبب في جهلهم هو انهم لا يعرفون مبدا لا نهاية للمعرفة والعلم فهم متوقفون عن تعلم لغة الحوار ...فقط يتوقعون قوة المعلومات هي المحرك لدفة الحوار.. وانا لا انكر قوة المعلومات فالمعلومات قوة بحد ذاتها (وسيكون لي باذن الله معكم موضوع عن قوة المعلومات) ولكن هناك اسلوب لغوي بإمكان الشخص المحاور اذا استخدمه بشكل قوي وفعال يلغي قوة المعلومات بعون الله تعالى ...
استمع لهذا الحوار بين اثنين ولنتخيل هذا المشهد ...
س يحاور ص ... ومقدم هذا البرنامج ع .. ولنفترض ان موضوع الحوار عن التدريب واثره في تطوير الافراد .. والضيف س يعتقد بأهمية التدريب بعكس الضيف ص الذي لا يتوافق مع هذه الفكرة ... اتفقنا ... جيد
وسنكون في صف مثلا : س ليتغلب على ص
اولاً ان ارتكاز قوة الحوار على تقديم ع للبرنامج ... كيف ذلك ؟؟؟ سأقول لك ان ع وهو مقدم البرنامج سيتكلم عن موضوع الحوار ... فلو تحدث في اول كلماته وقال (ان الكثير يتحدث عن اثر التدريب في حياة الفرد والمجتمع ...) ثم بدأ البرنامج فهنا كسبنا الجولة .. وكسب الضيف س ... ان ما فعله ع هو ما نسميه الاطار ...
والضيف الذكي يشترط على مقدم البرنامج عدم وضع الاطار ابتداء .. ودعوني اوضح ماذا
نعني بالاطار .. وموضوع الاطارات من المواضيع المهمة في علم البرمجة اللغوية العصبية وهو يدرس في مستوى الممارس وتقول احدى فرضيات علم البرمجة اللغوية العصبية (من يضع الاطار يحكم النتيجة) تخيل انك ترسم اطار وبداخله مثلا كلمة.. فعندما تريد ان تزيل الاطار فتحتاج لمسح الاطار وهذا لا يلغيه كليا بل يبقى اثره .. وهذا هو ما ارمي اليه او ما تعنيه فكرة الاطارات ...
إن المقدم ع وضع الاطار ... فيصعب على ص ازالته ... الا اذا كان يعرف اسلوب الاطارات فيستخدم احد الاسلوبين وهي : ازالة الاطار ـ تغيير الاطار ... ولكن ما الاحظه في الكثير من البرامج عدم ادراك وفهم هذين الاسلوبين التي ستتعلمها انت الان ...
ولتتخيل معي الان انك انت س ... وقد بدا ع ببداية غير جيدة بالنسبة لك .. وقال (يقول الكثير: ان التدريب صيحة جديدة وموضة العصر واصبح من الامور التي اشغلت الناس كثيرا ...) فماذا يكون موقفك ... او تفاعلك مع بقية البرنامج ... ؟؟؟ سؤال محرج .. أليس كذلك ؟؟؟
ان او ما تفعله اذا بدأت في اي موقف حواري او نقاش فلا تجعل من امامك يبدا الكلام ... مهما حدث ... فهنا يبدا صناعة الاطار ... ومن يضع الاطار يحكم النتيجة ... فعليك بالبداية وذلك بان تضع اطارك بطريقة لغوية غير مباشرة ... والطريقة الغير مباشرة ليس هذا وقت عرضها ... ولكن وباختصار هي ان لا تضع اطار يشعر به المقابل او من يستمع لحواركم لتقييم ما تطرحانه ... بل يكون سلس انسيابي متدرج وبشكل احترافي ...
فتصوروا الموقف السابق مع الضيف س ... وهو انت ... فالصحيح اذا لم يضع المقدم ع الاطار وترك الباب مفتوح فادعوا الله ان تكون الاول في الحديث ... فهنا انت الكسبان ... وعليك ان تضع الاطار فتقول مثلا : (ان معرفة الناس بالتدريب ليس مجرد معلومة سمعوها بل خبرات قوية وضعت الكثير على الطريق الصحيح وهذه الشركات التي في الساحة التي تشهد بإنتاجها بعد التدريب المستمر لموظفيها .. فهذه شركة موتورولا تضع هذه الدراسة وهي ان كل دولار يستثمر في المهارات الذاتية والتدريب يعود على المؤسسة بمقدار 30 دولار ... ونحن نقول اكثر من 90% من المتدربين حصلوا على الطريقة الصحيحة لتحقيق اهدافهم وال 10% لم يطبقوا ما تعلموه للأسف فليتهم شعروا بقوة الانجاز ....).
هل لاحظت قوة الاطار.. ومتانته... انك لم تهاجم كما يفعل البعض وتقول (ان من يتهم التدريب بالضعف لم يفهم التدريب بحق فو لم يجرب ما قدم التدريب للأفراد والمؤسسات .. و .. و ... (لو قلت ذلك لكنت تضع اطار مهزوز وقابل للإزالة والتغيير ... ولاحظ ما كتبته على لسانك في الحوار وكيف بنيت لك اطار قوي ... انني بدأت بان الناس يعرفون التدريب ولم اقل (معظم الناس ...) بل قلت (الناس) اي كل الناس ... وهذه الطريقة الغير مباشرة في انزال الاطار بهدوء... فلو كان ذكيا الضيف ص... لانتبه لهذه الكلمة... ورد عليك بعد ان تنهي حديثك او مباشرة وقال بصيغة تعجبية وغير مصدقة (من قال ان كل الناس كذلك... ؟؟!!) لكان كسر اطارك ...
ثم لاحظ اني قلت (معرفة الناس ...) اي ان الناس كلهم يعرفون التدريب وهذا في فن الاثير يسمى التعميم .. وهذا نلاحظه في الاعلانات التجارية عندما يقول المعلن (كل الناس تستخدم .....) فهذا يعني ان كل الناس يفعلون ذلك او يعرفون ذلك ... وهذا يؤثر في لا وعي المستمع فكأنك تقول له (انت من الناس ...) او (كيف كل الناس يعرفون وانت لا تعرف ...) انها لغة قوية وسحرية في التأثير ...
ثم يأتي دور الاثباتات والادلة الداعمة وهي من اقوى اضلاع الاطار وذلك عندما ذكرت ان الشركات الناجحة استثمرت التدريب لزيادة انتاجيتهم ... وقلت الناجحة وهنا تخصيص التعميم ... فقد عممت الشركات ثم خصصت الناجحة وهنا اجعل المستمع ينضم للناجح ... فليس هناك من لا يريد ان يكون ناجحا... وبالمناسبة فهناك طريقة صوتية لطرح الموضوع.. فتجد المحاور الذكي يشدد على كلمة (الناجحة) ويغير حركات جسده بشكل مؤثر... وكذلك كل الكلمات التأثيرية تجد ان التشديد عليها يدخلها للاوعي المستمع دون مقاومه ....
ثم لاحظ الارقام في عرض الادلة .. وكل هذه الارقام صحيحة ... وعندما وصلت الى كلمة : (ونحن نقول اكثر من 90% من المتدربين حصلوا على الطريقة الصحيحة لتحقيق اهدافهم ...) لم اقل انها دراسة بل قلت نحن نقول... يعني اننا كمدربين... ولم اقل (وانا اقول ...) فهذا احادية غير مؤثرة... ولكن اسلوب الجماعية في المفهوم يقوي الحجة ويثبت الاطار... ثم وبكل ذكاء بدأت في اسلوب الجماعية في المفهوم يقوي الحجة ويثبت الاطار... ثم وبكل ذكاء بدأت في اسلوب يسمى الهروب من الالم ... وهو كما يسميه علماء التأثير من اقوى اساليب التأثير والاقناع ... فما هو اسلوب الهروب من الالم ؟؟ الم يمر عليك في اعلان تجاري كلمة تقول : (الكثير استخدم ... واما الذين لم يستخدموا ... فهم الان يتألمون لعدم مسارعتهم في شراء ...) انهم استخدموا اسلوبين وهما: الاقتراب من المتعة والهروب من الالم... ولكن والهروب من الالم هو ما يؤثر ومن اجل هذا يجعلونه في الاخير وذلك بقولهم: (... واما الذين لم يستخدموا ... فهم الان يتألمون ...)
ـ انها الاطر :
في هذا الدرس سنتكلم عن قوة المعلومات كميزة هامة يجب أن تكون لدى المحاور الذكي والمتمكن ... فماذا نعني بقوة المعلومات ؟؟!!
في درسنا الاول على (الاطارات) تحدثنا عن اسلوب تأطير الحوار لصالحنا لتتجه الدفة نحو الطريق الذي نريد دون ان ينتبه المقابل ... وضربنا مثالا على ذلك ... والان في درس قوة المعلومات سنوضح اثر قوة المعلومات واثر الكلمة على الحوار ..
يقول نابليون : (اننا نحكم الرجال بالكلمات)...
نقصد بقوة المعلومات اي معرفتنا التخصصية بالموضوع .. يقول جالبرت : (ان المال كان وقد المجتمع الصناعي اما في مجتمع المعلومات فان المعرفة هي الوقود ...)
فالثقافة هي مجموعة معلومات عامة عن اكثر من علم وفن... وكوننا مثقفين يدعونا ان نلم بموضوع محدد ونتعمق اكثر فيه والبحث في تفصيلاته كي نكوّن تصور واضح عن هذا الموضوع ونستطيع من خلاله ان نقيم مفرداته ومعطياته العامة والخاصة... ومن هنا نقول اننا نملك معلومات قوية عن هذا الموضوع يسمح لنا ان نحاور الاخرين فيه ..
وفي فن الحوار يجب أن تكون المعلومات في ثلاث اتجاهات... فما هي هذه الاتجاهات ؟؟
الاتجاه الاول : معلومات خاصة عن الموضوع .
الاتجاه الثاني : معلومات خاصة عن المقابل .
الاتجاه الثالث : معلومات خاصة عن اسلوب الحوار مع هذا الشخص بالذات .
اما موضوع الحوار – وهو الاتجاه الاول – فيجب أن يكون واضحا محددا للجميع قبل ان يبدا المحاورون .. واستغرب من بعض الحوارات التي لا نستطيع وضع الخريطة الذهنية الصحيحة لها ... فمشاهد او مستمع يتوقع الحوار في موضع الزراعة ... ومستمع اخر لنفس الحوار يتوقعه في الاقتصاد ... والاخوة المحاورين اتفقوا أن يتكلموا عن مفاهيم الناس في ارتفاع الاسعار وانخفاضها .. فلاحظ اختلاف المواضيع .... لا تستغرب فقد سمعت حوارات اصبت فيها بالإجهاد حتى عرفت الموضوع الرئيسي ...
ان فهم الموضوع الخاص بالحوار من قبل المحاورين فهما كاملا مفصلا يجعل الحوار سهلا ميسرا للجميع ..
فمعرفتك بموضوع الحوار يحتم عليك أن تكون ملما به او على الاقل ملما بما ستطرحه وما سيطرحه المقابل .. وتعتبر معلوماتك التخصصية عن الموضوع عنصر قوة لك ... فاذا كان لديك حوار مع شخص عن مستوى التعليم في المنطقة العربية .. وانت – مثلا – ترى ضعف المناهج ومستوى المعلمين والنظام التعليمي ككل.. والمقابل يرى عكس ما تقول.. فما هي المعلومات التي يجب ان تلم بها وتجمعها عن هذا الموضوع ..
اولا .. معلومات عن التعليم في المنطقة العربية بوجه خاص وفي بعض الدول العربية بوجه خاص وخاصة الدول التي يعتبر التعليم لديها ضعيف وكذلك الدول التي تملك نظاما تعليميا جيدا.. كي تعرف نقاط قوة المقابل ونستطيع الرد على تلك النقاط ..
ثانيا .. معلومات مفصلة عن عناصر التعليم (المنهج – المعلم – البيئة المدرسية - ...) اجمع معلومات عنها وبشكل مثبت وبمصدر ومواقف وقصص واحداث ..
ثالثا .. معلومات عن احداث معينة معروفة للجميع ومحددة خدم رأيك ...
وايضا هناك معلومات كثيرة يجب ان تلم بها كالقرارات التي تثبت ما تكلم عنه وتريد اثباته ...
الاتجاه الثاني هو أن يكون لديك معلومات عن المقابل .. اي الشخص الذي تحاوره .. ولا تستهين باي معلومة عن المقابل ... مهما كانت هذه المعلومة ... (اسمه – عمره – مؤهلاته – اين ؟ متى ؟ كيف ؟ ...) ابحث ما استطعت عن المعلومات التي تخدمك .. اعرف معتقداته العميقة والحياتية وكذلك قيمه ومقاييسه للأمور ...
الاتجاه الثالث هو أن يكون لديك معلومات عن فن الحوار مع هذا الشخص ... وانا افضل ان تكون ملم بفن الحوار العام – اي مع جميع الناس – والخاص – اي مع المحاور – وذلك لا يحصل الا بمعرفتك للمقابل .. فتعرف مستواه التعليمي .. فلا يمكن أن يكون حوارك مع شخص وتحاوره وهو ذو مستوى تعليمي متدني بنفس اسلوب وحوار شخص ذو مستوى ثقافي عالي ...
ان تملكك للمعلومات يفيدك في الاتي :
1ـ يجعلك تثق بنفسك ...
2ـ تحدد هدفك بشكل جيد ...
3ـ تفهم ما يقصده الاخر ..
4ـ تتنقل بين النقاط بشكل مرن وسلس ..
5ـ تحتوي الاخر ..
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|