المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



مرحلة الحمل وما قبله  
  
23   11:49 صباحاً   التاريخ: 2024-12-18
المؤلف : السيد علي عاشور العاملي
الكتاب أو المصدر : تربية الجنين في رحم أمه
الجزء والصفحة : ص9ــ11
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-1-2016 1999
التاريخ: 15-8-2018 1842
التاريخ: 2023-04-26 1792
التاريخ: 21-4-2016 2263

إن لمرحلة الحمل وما قبله تأثيراً مهماً على تربية الأولاد وبقدر ما يعتني الأب والأم بهذه المرحلة بقدر ما يسهل الأمر في المراحل التالية، فما زرع هنا يُحصد هناك.

إن نوعية الطعام وكيفيته حتى التي يتناولها الرجل قبل أن يأتي أهله أو التي تأكلها المرأة في فترة الحمل لها الأثر البالغ على وضع الجنين وعلى صفاء وطهارة قلبه، فلا بد وأن يكون حلالاً اكتسبه من عمله المشروع، لا من هنا وهناك أو بأساليب خداعة أو كان مسروقاً أو مشبوهاً، وأن يكون طاهراً غير نجس.

وكذلك في استمرار الغذاء الروحي والمادي للجنين، فبقدر ما تهتم المرأة الحامل بنفسها وبطفلها وبغذائها بقدر ما ينعكس ذلك على صفاء الطفل ونقائه وحسن أخلاقه بل وحسن خلقه وبَشَرته وجماله.

إن كل ما يفعله الرجل قبل التقاء النطفة مع نطفة زوجته، وكل ما تفعله المرأة في فترة حملها ـ كما يأتي تفصيلاً - يؤثر، فإن كان حزناً ومقتاً وغضباً فسوف يكون الجنين سييء الخلق.

وإن كان عبادة لله وطاعة له وللوالدين وللزوج كان عيشه هادئاً وبعيداً عن العصبية والشَّجَار ولعنة الشيطان، فسوف يتنعم الطفل بالأخلاق الحسنة والسلوك المهذب.

وهكذا بالنسبة للطعام الذي تتناوله المرأة في فترة حملها لا بد وأن يكون طاهراً حلالاً وقد تناولته على طهارة ووضوء، وبدأت به بتسمية الله تعالى، فإنّ كلّ شيءٍ لا يُبدأ به «باسم الله» فهو أبتر، كما في الحديث(1)، وأن تتناول طعامها بحالة نفسية مطمئنة ومزاج هادئ.

وكذلك على الزوج أن يعتني بطعامه قبل إتيان أهله وبالتسمية الله تعالى والاستعاذة من الشيطان الرجيم، وأن يلتزم بما جاء في الشريعة في الليلة الأولى وكذلك عليه أن يهيئ لزوجته الطعام الحلال الطاهر والعيشة الهنيئة البعيدة عن المشاكل، فإنّه يؤثر على سلوك الطفل ومستقبله.

قال علماء الأخلاق: أما ما يجب أن تلتفت إليه النساء في الحمل، فهو مدة الحمل وهي التي يتقرر فيها مصير الطفل، فعلى الحامل أن تنتبه إلى حالتها النفسية والتي تنعكس سلباً أو إيجاباً على الطفل في بطنها....

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ((السعيد مَنْ سُعد في بطن أُمه، والشقي مَنْ شُقي في بطن أُمّه))(2).

((والمقصود من الشقاء والسعادة في بطن الأم، هو تلك الانعكاسات التي تطرأ على الجنين تأثراً بالحالة الصحية الجسدية والنفسية للأم، فتولّد فيه استعداداً للشقاء أو للسعادة، فبعض الأمراض الجسدية تؤثر على الجنين فيولد مصاباً ببعضها وتلازمه الإصابة إلى الكبر فتكون مصدر الشقاء له، أو يكون سالماً من الأمراض فتكون السلامة ملازمة له، وكذلك الحالة النفسية والعاطفية، فالقلق أو الاطمئنان، والاضطراب أو الاستقرار، والخوف وعدمه، وغير ذلك يؤثر في الجنين ويبقى ملازماً له ما لم يتوفر له المحيط الاجتماعي المثالي لكي ينقذه من آثار الماضي أو يبعده عن السلامة في صحته الجسدية والنفسية))(3).

وقال أحد علماء النفس على الرجل حين يصل باب داره أن ينظف حذاءه من الطين خارج المنزل، وعليه كذلك أن يُنظف ما في داخله من الغيظ والغضب قبل ورود المنزل، حتى لا ينعكس شيء مما في الخارج على داخل المنزل، وكذا المرأة مسؤولة عن تهيئة نفسها لزوجها وإن لم تفعل فهي آثمة. و

يقول هذا العالم النفساني أيضاً: إنّ الزوجة ترمي بالأوساخ والأتربة، قبل مجي زوجها إلى البيت، لكي يبدو بيتها نظيفاً ومرتباً، وأهم من ذلك أن ترمي ما في نفسها من أدران وهموم قبل مجيئه، حتى تكون على استعداد كامل لإدامة الحياة الزوجية بشكلها الطبيعي.

إن الآباء والأمهات كثيراً ما يهتمون بلباس أبنائهم وبدروسهم، لكنهم يتناسون تربيتهم تربية سامية تسعدهم.

______________________________

(1) وسائل الشيعة: 4/ 1194، ح9035، ومنية المريد: 274.

(2) انظر كنز العمال: 49.

(3) انظر تربية الطفل في الإسلام: 37، مركز الرسالة، قم. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.