المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17933 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

تلامذة الشيخ المفيد
14/10/2022
التخلص من النمل الذي يهاجم النحل
29-5-2016
وسائط نقل البضائع - الشحن المحلي
8/12/2022
مفتاح الـ Bulb
15-12-2021
Isolation of RNA
6-11-2020
يتميز نضج طلائع الكولاجين بحدوث العديد من التعديلات بعد الترجمة
18-5-2021


{ان الذين توفاهم الملائكة ظالمي انفسهم}  
  
48   01:45 صباحاً   التاريخ: 2024-12-11
المؤلف : الفيض الكاشاني
الكتاب أو المصدر : تفسير الصافي
الجزء والصفحة : ج1، ص488-490
القسم : القرآن الكريم وعلومه / مقالات قرآنية /

قل تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} [النساء: 97]

{إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ} يحتمل الماضي والماضي والمضارع وقرأ توفتهم {ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ} في حال ظلمهم أنفسهم بترك الهجرة وموافقة الكفرة .

في الإحتجاج عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أنه سئل عن قول الله تعالى {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا} [الزمر: 42] وقوله قل يتوفاكم ملك الموت وقوله عز وجل توفته رسلنا وقوله تعالى الذين توفاهم الملائكة فمرة يجعل الفعل لنفسه ومرة لملك الموت ومرة للرسل ومرة للملائكة فقال إن الله تعالى أجل وأعظم من أن يتولى ذلك بنفسه وفعل رسله وملائكته فعله لأنهم بأمره يعملون فاصطفى من الملائكة رسلا وسفرة بينه وبين خلقه وهم الذين قال الله فيهم الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس فمن كان من أهل الطاعة تولت قبض روحه ملائكة الرحمة ومن كان من أهل المعصية تولت قبض روحه ملائكة النقمة ولملك الموت أعوان من ملائكة الرحمة والنقمة يصدرون عن أمره وفعلهم فعله وكل ما يأتونه منسوب إليه فإذا كان فعلهم فعل ملك الموت ففعل ملك الموت فعل الله لأنه يتوفى الأنفس على يد من يشاء ويعطي ويمنع ويثيب ويعاقب على يد من يشاء وان فعل أمنائه فعله كما قال وما تشاؤون إلا أن يشاء الله .

وفي الفقيه عن الصادق ( عليه السلام ) أنه سئل عن ذلك فقال إن الله تعالى جعل لملك الموت أعوانا من الملائكة يقبضون الأرواح بمنزلة صاحب الشرطة [1] له أعوان من الإنس يبعثهم في حوائجه فيتوفاهم الملائكة ويتوفاهم ملك الموت من الملائكة مع ما يقبض هو ويتوفاها الله تعالى من ملك الموت .

وفي التوحيد سئل أمير المؤمنين ( صلوات الله وسلامه عليه ) عن ذلك فقال إن الله تعالى يدبر الأمور كيف يشاء ويوكل من خلقه من يشاء بما يشاء أما ملك الموت فان الله يوكله بخاصة من يشاء ويوكل رسله من الملائكة خاصة بمن يشاء من خلقه والملائكة الذين سماهم الله عز ذكره وكلهم بخاصة من يشاء من خلقه وان الله تبارك وتعالى يدبر الأمور كيف يشاء وليس كل العلم يستطيع صاحب العلم أن يفسره لكل الناس لأن منهم القوي والضعيف ولأن منه ما يطاق حمله ومنه ما لا يطاق حمله إلا من يسهل الله له حمله وأعانه عليه من خاصة أوليائه وإنما يكفيك أن تعلم أن الله المحيي والمميت وأنه يتوفى الأنفس على يد من يشاء من خلقه من ملائكته وغيرهم .

أقول : ولغموض هذه المسألة قال ( عليه السلام ) ما قال والسر فيه أن قابض روح النبات ومتوفيه ورافعه إلى سماء الحيوانية هي النفس المختصة بالحيوان وهي من أعوان الملائكة الموكلة بإذن الله لهذا الفعل باستخدام القوى الحساسة والمحركة وكذلك قابض روح الحيوان ومتوفيه ورافعه إلى سماء الدرجة الإنسانية هي النفس المختصة بالإنسان وهي كلمة الله المسماة بالروح القدس الذي شأنه إخراج النفوس من القوة الهيولانية إلى العقل المستفاد بأمر الله وإيصال الأرواح إلى جوار الله وعالم الملكوت الأخروي وهم المرادون بالملائكة والرسل وأما الإنسان بما هو انسان فقابض روحه ملك الموت قل يتوفاكم ملك الموت وأما المرتبة العقلية فقابضها وهو الله سبحانه الله يتوفى الأنفس ، يا عيسى اني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات قالوا أي الملائكة توبيخا لهم فيم كنتم في أي شئ كنتم من أمر دينكم قالوا كنا مستضعفين في الأرض يستضعفنا أهل الشرك بالله في أرضنا وبلادنا بكثرة عددهم وقوتهم ويمنعوننا من الايمان بالله واتباع رسوله واعتذروا مما وبخوا به بضعفهم وعجزهم عن الهجرة أو عن إظهار الدين وإعلاء كلمته قالوا أي الملائكة تكذيبا لهم ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فتخرجوا من أرضكم ودوركم وتفارقوا من يمنعكم من الايمان إلى قطر آخر كما فعل المهاجرون إلى المدينة والحبشة فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا قيل نزلت في أناس من مكة أسلموا ولم يهاجروا حين كانت الهجرة واجبة .

وفي المجمع والعياشي عن الباقر ( عليه السلام ) هم قيس بن الفاكهة بن المغيرة والحارث بن زمعة بن الأسود وقيس بن الوليد بن المغيرة وأبو العاص بن منبه بن الحجاج وعلي بن أمية ابن خلف .

والقمي نزلت فيمن اعتزل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ولم يقاتلوا معه فقالت الملائكة لهم عند الموت فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض أي لم نعلم مع من الحق فقال الله ألم تكن ارض الله واسعة فتهاجروا فيها اي دين الله وكتاب الله واسع فتنظروا فيه .

أقول : لا منافاة بين الخبرين لأن الأول تفسير والثاني تأويل والآية تشملهما .

وفي نهج البلاغة قال ( عليه السلام ) ولا يقع اسم الاستضعاف على من بلغته الحجة فسمعتها اذنه ووعاها قلبه وفي الكافي عن الصادق ( عليه السلام ) انه سئل ما تقول في المستضعفين فقال شبيها بالفزع فتركتم أحدا يكون مستضعفا وأين المستضعفون فوالله لقد مشى بأمركم هذا العواتق [2] إلى العواتق في خدورهن وتحدثت به السقاءات في طرق المدينة .

وعن الكاظم ( عليه السلام ) أنه سئل عن الضعفاء فكتب الضعيف من لم ترفع له حجة ولم يعرف الاختلاف فإذا عرف الاختلاف فليس بضعيف .

أقول : وفي الآية دلالة على وجوب الهجرة من موضع لا يتمكن الرجل فيه من إقامة دينه وعن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من فر بدينه من ارض إلى أرض وإن كان شبرا من الأرض استوجب الجنة وكان رفيق إبراهيم ( عليه السلام ) ومحمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) .

 


[1] الشرطة واحد الشرط كصرد وهم أول كتيبة تشهد الحرب وتهيأ للموت وطائفة من أعوان الولاة ( م ) وهم شرطي كتركي وجهني سموا بذلك لأنهم اعلموا أنفسهم بعلامات يعرفون بها ( ق ) .

[2] قال في المجمع العواتق من النساء جمع عاتق وهي الشابة أول ما تدرك وقيل التي لم تبن من والدتها ولم تتزوج

وأدركت وشبت انتهى . والمشار إليه بهذا أمر الولاية والسقاءات النساء اللاتي يسقين الزوار والحجاج ماء ولبنا من أهل

البوادي فإنه ان وجد استضعاف فهن أولى بالاتصاف به من كل أحد .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .