تتحرك الرياح استجابة لتوزيع الضغط الجوي وعندما تتحرك الرياح فان قوى عديدة أثرت وتؤثر عليها لتعطيها في النهاية سرعتها واتجاهها النهائيان لذلك لابد من مناقشة القوى المؤثرة على حركة الرياح وهي:

1. قوة منحدر الضغط كقائدة تتحرك الرياح من مراكز الضغط العالي إلى مراكز الضغط الواطئ لذلك أينما يكون هناك مركزان متضادان للضغط متجاوران ستتحرك بينهما الرياح وتكون الرياح سريعة الحركة عندما تتقارب مراكز الضغط المتضادة وتكون بطيئة السرعة إذا تباعدت مراكز الضغط. لذلك يعتبر التباين الضغطي أساسا لحركة الهواء وسرعته.

2. قوة الانحراف Coriolis Force أو قوة كوريولس والتي تعمل على حرف الهواء حيث ينحرف الهواء إلى يمين اتجاهه في نصف الكرة الشمالي والى يسار اتجاهه في نصف الكرة الجنوبي. لان الأرض جسم يدور حول نفسه، فان أية حركة للهواء لاتصل إلى هدفها بشكل مستقيم وإنما يجب أن تنحرف عن الخط المستقيم. فإذا ما وجد مركزان للضغط احديهما عالي والأخر واطئ فان الهواء المتحرك من الضغط العالي إلى الضغط الواطئ لا يسير بخط مستقيم وإنما سينحرف إلى يمين اتجاهه في نصف الكرة الشمالي والى يسار اتجاهه في نصف الكرة الجنوبي فيدخل إلى الضغط الواطئ بشكل منحرف. لذلك ستبدو جميع اتجاهات الرياح منحرفة عن الخط المستقيم.

3. قوة الاحتكاك Fraction Force : أن احتكاك الهواء بسطح الأرض الخشن أثناء هبوبه يؤدي إلى تقليل انحرافه. فبدلاً من أن يسلك الهواء اتجاه محصلة بين قوة منحدر الضغط وقوة الانحراف، فان الاحتكاك يؤدي إلى أن يتجه الهواء إلى اتجاه بين قوة الانحراف الحقيقية وقوة منحدر الضغط مما يعني انحراف بسيط عن اتجاه الرياح بسبب منحدر الضغط لذلك فالرياح الشمالية ستصبح شمالية شرقية، بينما الرياح الجنوبية تصبح جنوبية غربية وهكذا .

أن هذه القوى مجتمعة تؤدي إلى إعطاء الصورة النهائية لاتجاهات الرياح وسرعتها. فالدورة العامة للرياح تظهر في حركة الرياح السطحية مع حركة التيارات الهوائية الصاعدة والهابطة المرافقة لها. ومثلما افترضنا في توزيع انطقه الضغط أن الأرض كلها ماء، فان هذا الافتراض يبقى قائماً لرسم صورة الدورة العامة للرياح. لذلك فان هذا الشكل هو شكلاً تصورياً لا يعبر عن الواقع تماماً. فالدورة العامة للرياح هي اعقد من هذا الشكل المبسط الذي يهدف إلى إعطاء تصور عام عن هذه الدورة وليس نقلاً كاملاً لما يحدث على سطح الأرض.

أن الدورة العامة للرياح كما يعبر عنها تبدأ من خط الاستواء حيث تلتقي الرياح التجارية الهابة من نصفي الكرة، ونتيجة التسخين الشديد فان الهواء يتصاعد إلى الأعلى، كما يظهر على جانب صورة الكرة الأرضية. عندما يصطدم الهواء المتصاعد بحاجز التروبوبوز فأنه ينقسم إلى قسمين، لعدم استطاعته اختراق هذا الحاجز، قسم يتجه شمالاً والآخر جنوباً. وبعد أن يقطع مسافة كبيرة تصبح سرعة الرياح في الأعلى أسرع من سرعة الأرض تحتها فيضطر الهواء إلى تخفيف سرعته عن طريق الهبوط فوق دائرة عرض 30 شمالاً وجنوباً. وبذلك تتكون خلية هادلي حيث تهب الرياح بعد هبوطها على شكل رياح شمالية شرقية (تجارية ) في نصف الكرة الشمالي وجنوبية شرقية (تجارية ) في نصف الكرة الجنوبي متجهة إلى خط الاستواء حيث تلتقي هناك مكونة منطقة اللقاء دون المدارية (ITCZ). الحركة الفصلية لأنطقه الضغط تؤثر على استقرارية هذه الرياح فيكون اللقاء بين الرياح التجارية شمال خط الاستواء في الصيف وجنوب خط الاستواء في الشتاء الشمالي. واكبر منطقة تشذ عن هذه القاعدة هي منطقة المحيط الهندي التي تظهر فيها الرياح الموسمية. ففي الصيف تصبح أسيا مركزاً للضغط الواطئ بينما يصبح المحيط الهندي جنوب خط الاستواء مركزاً للضغط العالي. وبذلك تهب الرياح من المحيط الهندي إلى أسيا وشرق أفريقيا. أما في كانون الثاني فتكون أسيا (سيبيريا ) مركزاً للضغط العالي بينما المحيط الهندي وأستراليا مركزاً للضغط الواطئ فتهب الرياح من أسيا إلى المحيط الهندي وأستراليا،  التيارات الهوائية الهابطة فوق دائرتي عرض 30 شمالاً وجنوباً تخرج منها الرياح التجارية باتجاه خط الاستواء كما أسلفنا، كما تخرج منها رياح جنوبية غربية في نصف الكرة الشمالي باتجاه الدائرة القطبية الشمالية ورياح شمالية غربية في نصف الكرة الجنوبي.

باتجاه الدائرة القطبية الجنوبية، وتسمى الغربيات أو الرياح العكسية تلتقي الرياح العكسية برياح قادمة من القطبين عند دائرتي عرض 60 شمالاً وجنوباً مكونة منطقة ضغط واطئ مما يؤدي إلى ارتفاع الهواء فوق هاتين الدائرتين إلى الأعلى مكوناً تيارات هوائية جبهوية متصاعدة تفترق في الأعلى فيتجه قسم منها إلى المدار والقسم الآخر إلى القطب، ويهبطان فوقاهما، يكون الأول الضغط العالي فوق المدار والآخر الضغط العالي فوق القطب. لذلك تتكون الرياح السطحية من عدة اقسام :ـ 

1. الرياح التجارية Trade Wind الهابة من دائرتي 30 باتجاه خط الاستواء.

2. الرياح الغربية Westerly Wind العكسية الهابة من دائرتي باتجاه الدائرتين القطبيتين.

3. الرياح القطبية Polar Wind الهابة من القطبين باتجاه الدائرتين القطبيتين.

أما خلايا الدورة العامة فهي:

1. خلية هادلي Hadley Cell وتتكون من التقاء الرياح قرب خط الاستواء وارتفاعها إلى الأعلى وانقسامها إلى قسمين عند مستوى التروبوبوز ثم هبوطهما فوق دائرتي عرض 30 شمالاً وجنوباً.

2. خلية روزبي Rossby: Cell: وتتكون من التقاء الرياح فوق دائرتي عرض 60 شمالاً وجنوباً وارتفاعها إلى الأعلى لتنقسم إلى قسمين، قسم يتجه إلى دائرة عرض 30 ليتحد مع رياح خلية هادلي ويهبط فوق هذه الدائرة، والأخر يتجه إلى القطب ليهبط فوقه.

3. الخلية القطبية Polar Cell : وتتكون من فرع الهواء الذي يصعد فوق دائرة عرض 60 ، ويتجه هذا الفرع إلى القطبين ليهبط فوقاهما نتيجة برودته مكوناً ضغطاً عاليا فوق القطبين تخرج منة رياح قطبية باتجاه دائرتي عرض 60 شمالاً وجنوباً.