الدولة البرتية أو الدولة الفارسية الثالثة في العراق 126ق.م ــ 226 بعد الميلاد. |
89
01:26 صباحاً
التاريخ: 2024-10-24
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-9-2016
7629
التاريخ: 2023-08-11
773
التاريخ: 11-9-2016
1269
التاريخ: 2023-05-13
1089
|
عندما ضعفت الدولة السلوقية اليونانية التي قامت على أنقاض دولة الإسكندر الذي قرض الدولة الكيانية، اغتنم البرتيون (1) فرصة ضعفها، فنهض فيهم زعيمهم أرشك — أيشك، أرشاق — فاجتاح بقومه بلاد البرتيين سنة 250ق.م، وخرج على السلوقيين، ثم أعلن استقلاله سنة 248ق.م وأسَّسَ الدولة البرتية(2).
ومات أرشك في السنة التي أعلن استقلاله فيها(3)، وظل أعقابه يوسعون مملكتهم بما كانوا يفتحونه من بلاد الدولة السلوقية حتى أصبحت دولتهم واسعة الأطراف، ثم حملوا على العراق سنة 143ق.م، وبعد حروب استمرت أعوامًا بين الأمتين «البرتيون واليونان»، وجلبت على أهل هذا القطر الذي صار ميدانًا لتلك الحروب حينذاك أنواع النوائب، ثم تمَّ أمر البرتيين في العراق سنة 126ق.م في عهد ملكهم مهرداد السادس (175–126ق.م)(4)، واتخذوا مدينة «سلوقية» التي بناها سلوقس الأول اليوناني على الضفة اليمنى من «دجلة» عاصمةً لهم، بعد أن فتكوا بأهلها لتحزُّبهم للسلوقيين، ثم ابتنوا مدينة تجاه «سلوقية» على الضفة اليسرى من «دجلة» وسموها «قطيسفون»، وجعلوها عاصمةً لهم بدلًا من سلوقية، فسمَّى العرب هذه المدينة «طيسفون»، وسماها اليونان «أكتسيفون«.
.............................................
1- البرتيون: هم سكان البلاد الجبلية التي في شرقي بحر «قزبين» وجنوبيه، ولما كانت بلادهم قاحلة، كانوا يعيشون عيشة بدوية متنقلين في الجبال الواقعة بين «هرقانيا» و«مرجبانا»، وكانوا قد خضعوا لحكومات مختلفة للآشوريين، ثم للميديين، ثم للفرس، ثم لإسكندر الكبير، ثم للسلوقيين، ثم استقلوا وصارت لهم على توالي الأعوام دولة كبيرة، وقد عرفهم العرب بالفَرْس — بفتح الفاء — تمييزًا لهم عن الفُرْس — بضم الفاء — الحقيقيين.
2- عُرِفت بهذا الاسم نسبةً إلى إقليمهم الأول أو بلادهم الأصلية، وهي «برتية» أعني «خراسان» الحالية، وعُرِفت أيضًا ﺑ «الدولة الأرشكانية»؛ نسبةً إلى زعيمهم ومؤسِّس دولتهم أرشك. يقول بعضهم إنه أسَّسَ هذه الدولة سنة 255ق.م، واستقلَّ ببلاد فارس كلها في السنة نفسها.
3- ولم يحكم غير سنة واحدة على ما رواه الثقات، غير أن بعضهم يزعم أنه حكم لخمس عشرة سنة، وذكر آخَرون أنه ملك اثنتين وعشرين سنة قضاها في توسيع ملكه، ثم مات قتيلًا في إحدى المعارك، وقد اختلفت الروايات في نسبة وكيفية قيامه وتأسيس حكومته، فمِن قائل إنه مِن نسل دارا، ومِن قائل إنه من «طبرستان»، وكان قائدًا عامًّا على «بلخ» من قِبَل السلوقيين، فلما عزم على تأسيس حكومة وطنية في «طبرستان» توجَّه إليها وجمع قومه وثار على الملك السلوقي آنتيو خوس، فأرسل السلوقي لقتاله جيشًا ثم سار هو نفسه، وبعد معارك انتصَرَ أرشك وتمزَّق الجيش السلوقي ووقع أنتيو خوس قتيلًا في المعركة الأخيرة، فلما رأى أمراء بلاد فارس انتصار أرشك انضموا إليه جميعهم، بعد أن اشترطوا عليه أن يكون لكل واحد منهم استقلالٌ إداريٌّ في منطقته، ويكون هو الرئيس على الجميع، وعلى أثر ذلك اتخذ أرشك مدينة «الدامغان» التي هي من مدن «طبرستان» عاصمة له. ومن قائل إنه هجم بقدومه على الوالي السلوقي أغا ثوكليس فقتله وتولَّى مكانه سنة 250، ثم حمل على «هرقانيا» واستولى عليها، وحاول الملك السلوقي أنطيوخوس ناؤس إخضاعه وإخماد تلك الثورة ففشل، وعلى أثر ذلك سار أرشك بجيش كبير إلى قتال السلوقيين والبختريانيين، فانحاز إليه أهل بختريانة، فانتصر على السلوقيين وطردهم من بلاد فارس ومادي.
4- وزعم بعض المؤرخين أن الذي أخذ العراق من السلوقيين مهرداد الأول، والرواية ضعيفة.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|