أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-08-12
780
التاريخ: 2-6-2019
4330
التاريخ: 2023-08-01
722
التاريخ: 2023-07-31
724
|
وبعد هذا الاختلاط لا نستغرب أن نرى اليوم في الإسبانية كثيرًا من الألفاظ العربية كأسماء البلاد والأنهار والنواحي وبعض المرافق والمصطلحات، وكل كلمة تبدأ عندهم بأل التعريف العربية هي عربية لا محالة، ومن الأسماء ما يبدأ ببني، ومنها ما يبدأ بوادي، فدخلت مئات من الألفاظ في اللغة الإسبانية وتأصلت فيها، كما دخلت العربية في البرتقالية والإيطالية والفرنسية لغات الأمم اللاتينية، والعربية ظاهرة كل الظهور في اللغتين الإسبانية (1) والبرتقالية، بل ليس (2) في الأرض لغة تقرب بتعابيرها ومترادفاتها وجمالها وأمثالها من اللغة العربية كاللسان الذي يتحدثون به اليوم في البرازيل والبرتقال، والبرتقاليون أجداد البرازيليين، ودخلت اللغة البرتقالية ثلاثة آلاف كلمة عربية ومعظمها يبتدئ بأل التعريف، ولا يزال على حاله باللفظ الإفرنجي، وقالوا: إن ربع الإسبانية مأخوذ من العربية. وسراية العربية لم تقف عند حد اللغات اللاتينية، بل تعدتها إلى اللغات الجرمانية والسكسونية؛ فتجد ألفاظًا عربية في الإنجليزية (3) والغالية القديمة والألمانية، واللغات الجرمانية الأصل كالهولندية والإسكندنافية في شمالي أوروبا، وفي الروسية والبولندية واللغات الصقلبية الأخرى. ومعلوم أن العرب استولوا على إقليم سبتمانيا في الجنوب الغربي من فرنسا على ساحل البحر المتوسط، وعلى مدينة ناربون وجعلوها قاعدة أعمالهم البحرية، واستولوا أيضًا على مدينة قرقشونة ونيم وأتون وبون وسانس وأفينيون وبوردو، ثم استولوا على مرسيليا وأرل وعلى إقليم بروفنسيا ووصلوا إلى بواتيه على 332 كيلو مترًا من جنوبي غربي باريز، ووقف العرب في إقليم سبتمانيا حيث أقاموا مراكز دائمة، وعقدوا عهودًا مع أهل البلاد، وأدخلوا كثيرًا من ألفاظهم في الاصطلاحات اليومية. قالوا: وبينا كان التوحش ضاربًا أطنابه (4) على غاليا أي فرنسا، وعلى جرمانيا، كان العرب قابضين على زمام الأحكام في جنوبي فرنسا من جبال البرينات إلى جبال الألب، يحملون من مستعمراتهم إلى برغونيا وسويسرا في الشمال، وإلى التيرول ولمبارديا في الجنوب، ما تعلموه من العلوم في مدارسهم، وفي ذاك العهد انتقلت إلى الغرب عادة استعمال الأرقام العربية والكسور العشرية، وبقيت أسماؤها مع ما لحقها من التعديل عربية صرفة، وجاءت التعابير النادرة إلى اللغة الفرنسية من اللغة العربية أكثر من اللاتينية، وإن كان في الفرنسية على عهد أول نهضتها لفظة واحدة يونانية مقابل خمسمائة لفظة لاتينية، فمن العدل أن يُقال: إنه كان مثل ذلك من اللغة العربية، فأخذ الفرنسيس (5) نحو تسعمائة كلمة من العربية وأدخلوها في معاجمهم واستعمالهم، ومنها ما دخل لغتهم في الحروب الصليبية. وقد حدث للغة الفرنسية وآدابها (6) في عهد الصليبيين ما يحدث في مثل هذه الأحوال على قاعدة مطردة، وهو أن لغة الأمة التي استفاضت مدنيتها يؤثر أهلها في غيرهم، وكان الشرقيون ولا سيما العرب واليونان أكثر الأمم تمدُّنا بلا مراء على ذاك العهد، وقد تعلم قليل من العرب والترك والكرد لغة الفرنج، وهذا عدا بعض التراجمة الرسميين، وتعلم على العكس كثير من الصليبيين لغة الوطنيين عقبى وصولهم إلى فلسطين، ولا ريب أن مجاورة المدنية الإسلامية قد ساعدت على زيادة النفوذ الذي كانت العلوم العربية والفنون العربية تؤثرها في الإفرنج منذ زمن طويل، وجاء في تاريخ اللغة الفرنسية وآدابها بعد إيراد ما تقدم ومعلوم ما تدين به لهذا التأثير علوم ا الفلسفة والرياضيات والفلك والملاحة وتركيب النيران الصناعية والطب والكيمياء حتى فن الطبخ، فقد أخذنا عن العرب أشياء كثيرة من مثل طريقة الأرقام وشروح أرسطو حتى حمام الزاجل والرنوك وأدوات الموسيقى والأزياء والألبسة والأزهار والبقول ، وإذا حدث أن ما نقل لم يسم باسم المدينة الشرقية المأخوذ عنها، مثل ثوم عسقلان وكساء دمشق، فإن غيرها قد احتفظت بأسمائها العربية مع بعض التحريف، وهي كثيرة ويتألف منها في الفرنسية مجموع كبير في الجملة. ا.هـ. وقال يهودا من جامعة مجريط : (7) أخذ الناس يدركون الآن أن أوروبا في القرون الوسطى مدينة للحضارة العربية التي اغترف من مناهلها المسلمون واليهود والنصارى على السواء، أخذ الناس الآن يفهمون أن العلوم الطبيعية والقوانين الأساسية في الفلسفة والرياضيات وعلوم العمران كانت تستمد روحها في زمن النهضة والإصلاح من ذلك المنهل العذب ألا وهو الحضارة العربية، وصار علماء العصر كلما تعمقوا في دراسة هذه الحضارة أدركوا أثرها البليغ في حضارة اليوم ، وكشفوا مئات الكلمات الداخلة في اللغات الأوربية من أيام تلك الحضارة إلخ.
....................................
1- معجم المفردات الإسبانية والبرتقالية المشتقة من العربية لأنجلمان Engelmann: Glossaire des mots espagnols et portugais dérivés de l’Arabe.
2- البرازيل والشرق لموسى كريم.
3- مقالة لعلي مظهر في السنة الثالثة من مجلة المعرفة.
4- تاريخ العرب لسيديليو.
5- ملاحظات على الألفاظ الفرنسية المشتقة من العربية للامنس، Lammens: Remarques sur les mots français dérivés de l’Arabe.
6- تاريخ اللغة الفرنسية وآدابها لبتي دي جولفيل, Petit de Jollyville: Histoire de la langue et de la littérature française.
7- من خطاب له في الجامعة الأمريكية في القاهرة، مارس سنة 1928.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|