المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية
آخر المواضيع المضافة


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


تضارب الأفكار والتطور العلمي  
  
14   11:49 صباحاً   التاريخ: 2024-10-22
المؤلف : محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الأفكار والرغبات بين الشيوخ والشباب
الجزء والصفحة : ص 31 ــ 33
القسم : الاسرة و المجتمع / معلومات عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-07-23 1141
التاريخ: 7-1-2023 1256
التاريخ: 2023-09-25 1288
التاريخ: 11-1-2023 1493

إن التضاد والمخالفة الطبيعية والاجتماعية من أكبر عوامل تحرك الإنسان، ومن أقوى وسائل التقدم. إن ضغط التضاد ينشط الكفاءات الكامنة في الإنسان، فتزدهر الطاقات الإنسانية الكامنة، ويفتح امامه طريق السمو والتكامل.

إن لم يكن هناك تضاد الجوع والحياة لما سعى الإنسان للحصول على الغذاء، ولما تقدمت الزراعة هذا التقدم العلمي. وإذا لم يكن هناك تضاد بين الصحة والمرض لما توصل الإنسان لمعرفةِ خواص المواد الطبيعية والأعشاب، ولما تقدم هذا التقدم في علم الكيمياء، ولما وفق في صناعة التركيبات الكيمياوية، وإذا لم يكن هناك تناقض بين الظلام وفعاليات الحياة لما توصل الإنسان إلى السر المحير للقوة الكهربائية ولما أضاء عالمه المظلم هكذا.

وإذا لم يكن تضاد أفكار العلماء في المباحث العلمية، وقيام مجموعة بنقد النظريات العلمية لمجموعات اخرى لما تقدم العلم البشري بهذه الصورة ولما وصل إلى درجة عالية. ولو لا تضاد الغرائز الحيوانية والتحكم الوجداني الأخلاقي لما وجد الأشخاص ذوو الإرادة الذين يتسلطون على أهوائهم فيصلون بذلك إلى المقام الشامخ للتقوى ومكارم الأخلاق.

الخلاصة: إن هذه الأمثلة وعشرات الأمثلة الاخرى تكشف عن هذه الحقيقة وهي أن التضاد والمخالفة توجد في جميع الشؤون الإجتماعية والطبيعية، والضغوط الناتجة عن التضاد، تدفع بالإنسان نحو الفعالية والنشاط، وبهذه الطريقة يفتح أمامه باب التقدم والرقي فيصل الإنسان بالتالي إلى مدارج العلو والتكامل.

ـ الحرب والتقنية:

باعتقاد العلماء أن القسم الأعظم لتقدم الصناعة والتقنية حصل الإنسان عليه أثناء الحروب واشتداد المواجهة والمعارك العسكرية فضغط الحرب والإحساس بالخطر كانا يهزان العلماء بشدة، فكانوا يضطرون للإستفادة من المصادر الطبيعية إلى أقصى حد، وأن يزيدوا من سرعة وقدرة المحركات عبر ابتكاراتهم الجديدة، وأن يزيدوا من صنع أسلحة أكثر دماراً وتخريباً، لكي يتمكنوا عن هذا الطريق من قمعِ العدو ولحفظ بلادهم من السقوط والدمار الكامل.

(يقول راسل: لقد كانت الحرب الوسيلة الأساسية للوحدة الاجتماعية عبر التاريخ. ومنذ المرحلة العلمية صارت الحرب أكبر محرك للتقدم التقني) (1).

(يقول جون ديوي: إذا لاحظنا جيداً أهمية ودور الغريزة الكبير في حياة الإنسان، فإننا نواجه أحد أكثر الجوانب سلباً في تاريخ الإنسان، ونكتشف هذه الحقيقة البارزة وهي ضآلة تأثير العقل وقيادته في تقدم الإنسان وبالعكس، ومدى تأثير الحضارة من الحوادث والوقائع غير المترقبة.

مثلا إننا مدينون للقسم الأعظم من تقدمنا المحيّر والتغييرات الاجتماعية، للحروب، والانقلابات، وظهور الرجال الكبار، والهجرات الجماعية نتيجة نشوب الحرب، وكذلك المجاعة وقد لوحظ مراراً أن ظهور قبيلة وحشية، يؤدي إلى أن تدب حياة جديدة في جسم الشعوب المتعب) (2).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ تأثير العلم على المجتمع، ص 55.

2ـ الاخلاق والشخصية، ص 102. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.