المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


الغيرة على الزوجة بمواضعها المانعة من الفساد  
  
26   12:48 صباحاً   التاريخ: 2024-10-22
المؤلف : الشيخ توفيق حسن علوية
الكتاب أو المصدر : مائة نصيحة للزوج السعيد
الجزء والصفحة : ص52ــ55
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الزوج و الزوجة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-4-2017 3028
التاريخ: 13-1-2016 1979
التاريخ: 2023-03-13 1068
التاريخ: 2023-09-16 892

الزوج السعيد هو الذي يغار على زوجته بمواضعها المشروعة والتي تمنع الزوجة من الفساد والإفساد.

إن غيرة الزوج على زوجته تنقسم إلى قسمين :

القسم الأول: الغيرة الإيجابية، وهي غيرة مدحها الشرع الإسلامي واعتبرها من مقومات الدين، ومن المفردات المهمة في حياة الإنسان المتدين ومع فقد الرجل سيما الزوج لسمة الغيرة الإيجابية فإن مجموعة من المذمومات تنهال عليه من قبل المعصومين (عليهم السلام).

لا ريب بأن الغيرة الإيجابية إنما سميت كذلك لعدة اعتبارات:

الإعتبار الأول: لأنها غيرة فطرية لا يستطيع أي رجل الإنفكاك عنها، بمعنى أنها تنطلق من طبع الإنسان دون تكلف.

الإعتبار الثاني: لأنها غيرة في موضعها ولا تنطلق من تعقيدات وظنون، وأوهام وضع الفرد نفسه في دائرتها بعيداً عن الواقع، بل هي غيرة في محلها.

الإعتبار الثالث: لأنها غيرة احترازية، أي أنها تمنع من الفساد والإفساد قبل الوقوع في حبائلهما.

إن الغيرة الإيجابية ليست مختصة بغيرة الرجال على النساء، بل تتعداها إلى الغيرة على الدين والنواميس والمجتمع، والأوطان والبلاد.

كما أنه ليس للرجل المسلم غيرة فحسب، بل إن لله عزّ وجل غيرة، وللنبي (صلى الله عليه وآله) غيرة، وللمعصومين (عليهم السلام) غيرة كذلك، وفي الحديث عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال: ((إن الله لغيور ولأجل غيرته حرم الفواحش))(1)، وقال (صلى الله عليه وآله): ((إن الله يغار، والمؤمن يغار، وغيرة الله أن يأتي الرجل المؤمن ما حرّم الله عليه))(2)، وقال (صلى الله عليه وآله): ((كان إبراهيم غيوراً وأنا أغير منه، وجدع الله أنف من لا يغار على المؤمنين والمسلمين))(3).

إن الإسلام يعتبر كل رجل لا يغار غيرة إيجابية هو بالحقيقة يعيش ظاهرة غير طبيعية، وفي الحديث: ((إذا لم يغر الرجل فهو منكوس القلب))(4)، وقال (صلى الله عليه وآله): ((إذا غير الرجل في أهله أو بعض مناكحه من مملوكته فلم يغر، بعث الله إليه طائراً يقال له (القندر) حتى يسقط على عارضة بابه، ثم يمهله أربعين يوماً، ثم يهتف به: إن الله غيور يحب كل غيور، فإن هو غار وغير وأنكر ذلك فأكبره، وإلا طار حتى يسقط على رأسه فيخفق بجناحيه على عينيه ثم يطير عنه، فينزع الله منه بعد ذلك روح الإيمان، وتسميه الملائكة الديوث(5) .

يقول في جامع السعادات: عدم الغيرة والحمية وهو الإهمال في محافظة ما يلزم محافظته من الدين والعرض والأولاد، والأقوال، وهو من نتائج صغر النفس وضعفها، ومن المهلكات العظيمة، وربما يؤدي إلى الدياثة والقيادة))(6) .

ولهذا نجد أن أكثر الذين يعمدون إلى جعل بناتهم وزوجاتهم، وبنات وزوجات الآخرين في حالة يصيرون فيها عاملات ومشتغلات بالزنا والحرام؛ هم ممن لا يغارون، كل هذا بالحقيقة مرده إلى عدم الغيرة حيث يرى زوجته في أحضان آخر، وابنته في سرير أحدهم ثم لا يبالي ولا يهتم، قال أمير المؤمنين (عليه السلام): ((يا أهل العراق نبئت أن نساءكم يدافعن الرجال في الطريق، أما تستحيون))(7)، وقال (عليه السلام): ((أما تستحيون ولا تغارون، نساؤكم يخرجن إلى الأسواق ويزاحمن العلوج))(8).

وعلى أي فالزوج لا بد أن يغار لأن الغيرة هي ((السعي في محافظة ما يلزم محافظته، وهو من نتائج الشجاعة وكبر النفس وقوتها وهي شرائف الملكات وبها تتحقق الرجولية والفحلية، والفاقد لها غير معدود من الرجال... ومقتضى الغيرة على الحريم ألا يتغافل عن مبادئ الأمور التي تخشى غوائلها، فيحفظهن عن أجانب الرجال... وبالجملة: من اطلع على أحوال نساء أمثال عصرنا يعلم أن مقتضى الغيرة أن يبالغ في حفظهن عن جميع ما يحتمل أن يؤدي إلى فتنة وفساد))(9) .

فالغيرة الإيجابية هنا هي بعين الحقيقة عملية حفاظ على الزوجة من جهة، ومن جهة ثانية هي علامة حقيقية على أن زوج المرأة هو زوج فعلي يحمل رجولة حقيقية .

إن هذه الغيرة الإيجابية عبر عنها المعصوم عليه الصلاة والسلام بأنها ((غيرة بتحصن، وفي الحديث أنه لا غنى للزوج عن الغيرة بتحصن))(10).

ولا ريب بأن هذه الغيرة خالية من الشكوك، والأوهام، وسوء الظن، والتهم وخلاف ذلك .

القسم الثاني: الغيرة السلبية، وهي غيرة ذمها الشارع المقدس، واعتبرها من وساوس الشياطين وهي غيرة مذمومة لهذا الاعتبار ولاعتبار أهم خلاصته: أن الغيرة إنما وُجدت لتحصن وتحفظ، وتعمّر، ولكن لهذه الغيرة محاذير أسوأ بكثير مما يراد تحصينه وحفظه فهذه الغيرة السلبية والمذمومة تجعل صاحبها كثير الشك، كثير سوء الظن كثير الإتهام كثير الوقوع في الفتنة والمشاكل، فمن هنا فإن الزوج السعيد الذي يود أن يحيا مع زوجته حياة هانئة عليه أن يعرض عن الغيرة السلبية المنهي عنها لأنها قائمة على أساس الإفراط في الشيء، وعلى أساس سوء الظن والشك، فمن ثم ((ينبغي ألا توقعه الغيرة في طرف الإفراط فيبالغ في إساءة الظن والتعنت وتجسس البواطن، فقد نهى رسول الله (صلى الله عليه وآله): ((أن يتبع عورات النساء وأن يتعنت بهن))... وقال (صلى الله عليه وآله): ((من الغيرة غيرة يبغضها الله ورسوله، وهي غيرة الرجل على أهله من غير ريبة)). وقال أمير المؤمنين (عليه السلام): ((لا تكثر الغيرة على أهلك فترمى بالسوء من أجلك)). وقال (عليه السلام) في رسالته إلى الحسن (عليه السلام): ((إياك والتغاير في غير موضع الغيرة فإن ذلك يدعوهن إلى السقم))(11).

إن الخلاصة التي خلصنا إليها في مجال الغيرة أنه لا إفراط ولا تفريط في مسألة الغيرة، بل لا بد على الزوج من وضع ميزان ومعيار للغيرة وهو تحصين الزوجة من الفساد والإفساد)) .

____________________________

(1) جامع السعادات.

(2) م. ن.

(3) م. ن.

(4) جامع السعادات، ج1، ص208.

(5) م. ن.

(6) م. ن.

(7) م. ن.

(8) م. ن.

(9) م. ن.

(10) ميزان الحكمة، ج 4، ص 285.

(11) جامع السعادات، ج1، ص211. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.